محللون: واشنطن تحاول تفكيك المقاومة بطرق غير عسكرية وتراهن على التنازلات العربية
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
قال محللون سياسيون إن الولايات المتحدة باتت عالقة في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإنها تحاول إرغام الدول العربية على المشاركة في إصلاح ما دمره الاحتلال بذريعة الحفاظ على أمن المنطقة.
ورغم الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل وتوافقها معها على ضرورة إنهاء المقاومة عسكريا، فإن ثمة خلافات بين الطرفين على طريقة التنفيذ، كما يقول الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال مكي إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حاول خلال جولته الأخيرة بالمنطقة إيجاد مقاربة شرق أوسطية تنهي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عسكريا وتبقي عليها كفاعل سياسي.
إنهاء المقاومة بطرق أخرى
وقال مكي إن الولايات المتحدة تعمل حاليا على تحقيق ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه عسكريا، بذريعة إنقاذ سكان غزة والحفاظ على أمن المنطقة، مشيرا إلى أن تل أبيب راضية عن هذا التحرك لكنها تواصل الابتزاز السياسي من خلال تصعيد العدوان.
واتفق المحلل السياسي وديع عواودة مع الرأي السابق، بقوله إن واشنطن متطابقة مع إسرائيل من حيث أهداف الحرب، لكنها فعلا مختلفة معها بشأن طريقة تحقيقها.
وقال عواودة إن زيارة بلينكن "البائسة" للمنطقة حملت جملة من الأهداف من بينها دفع إسرائيل إلى مرحلة جديدة من الحرب أقل عنفا وتسمح بعودة السكان إلى شمال القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.
في المقابل، تقول المسؤولة السابقة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ياسمين الجمل إن الشيء الوحيد الجديد الذي خرج به بلينكن خلال جولته الأخيرة هو الاتفاق على إدخال لجنة أممية إلى شمال القطاع لتقييم إمكانية عودة السكان إليه.
لكن الجمل نوهت إلى أن آلية تنفيذ هذا الاتفاق ما تزال غير معروفة، و"بالتالي لا يمكن القول إن هناك تغيرا حقيقيا في الموقف الأميركي"، مشيرة إلى أن واشنطن "تحاول إفهام إسرائيل -في الغرف المغلقة- حقيقة أن توسيع نطاق الحرب ومواصلة عمليات التدمير لا يخدمان المصالح الأميركية، وهي محاولات لم تبد تل أبيب أي انصياع لها حتى الآن".
ضغط متبادل
وعن عمليات الضغط التي تمارسها الإدارة الأميركية على حكومة بنيامين نتنياهو، قال مكي إنه لا يوجد ضغط بالمعنى الحقيقي، مضيفا أن "الحرب ليست قرارا إسرائيليا صرفا وإنما هي قرار أميركي غربي"، مؤكدا أن الجميع ما يزال يريد المضي في القتال.
وعلى عكس ما يعتقد البعض، فإن مكي يرى أن نتنياهو هو من يضغط على إدارة بايدن بعدما أحكم قبضته عليها، لافتا إلى أن واشنطن حاليا "لا يمكنها الخروج من قبضة إسرائيل، وإن فعلت، فقد لا يتمكن بايدن من مواصلة حملته الانتخابية".
غير أن الجمل رأت أن واشنطن لم تستخدم أوراق ضغطها القوية لإرغام إسرائيل على وقف طريقتها في الحرب، رغم أنها ليست راضية عن هذه الطريقة.
ومضت تؤكد أن بايدن في موقف حرج لأنه قلق من دعم إسرائيل في الانتخابات المقبلة، وفي نفس الوقت لم يكن يتوقع هذا التراجع الكبير في شعبيته بين المسلمين الأميركيين الذين أعلنوا صراحة أنهم لن يصوتوا له، "رغم أنهم لا يرون ربع ما يحدث على الأرض بسبب تجاهل أميركا ساسة وإعلاما له".
ومن هذا المنطلق، فإن فريق بايدن "يحاول الضغط على إسرائيل دون خسارة دعم حلفائها الأميركيين في الانتخابات"، كما تقول الجمل.
البحث عن تنازلات عربية
وفيما يتعلق بما يريده بلينكن من الدول العربية، قال مكي إن الوزير الأميركي يتعامل بمنطق أن كل خطوة عادية تتطلب جولة وتنازلات عربية وفلسطينية حتى يقنع إسرائيل باتخاذها.
لكن الأخطر -حسب مكي- هو أن بلينكن يمارس ضغطا على دول المنطقة وخصوصا التي يعتقد أن لها نفوذا عند المقاومة مثل مصر وقطر وتركيا لإجبار حماس على تقديم تنازلات.
وأضاف مكي "أميركا متحمسة كلاميا أكثر من العرب لإدخال الغذاء إلى القطاع، وأخشى أن تمارس بعض الدول العربية ضغوطا حقيقية على حماس للقبول بوقف الحرب وربما لنزع سلاحها".
وخلص إلى أن المرحلة المقبلة "ستكون مرحلة عض أصابع صعبة في ظل انهيار الدول العربية المركزية والوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه مصر".
في المقابل، ترى الجمل أن الدول العربية ترفض تحمل نفقات إصلاح ما دمرته إسرائيل، بدليل أن الإمارات رفضت دفع رواتب العمال الفلسطينيين في غزة، مضيفة "ما يحاول بلينكن القيام به هو إقناع دول المنطقة بأنه ليس من مصلحة أحد أن يتسع الصراع وإقناعهم بالمشاركة في بناء غزة ووقف الحرب، ويبقى أن نرى النتائج".
وخلصت الجمل إلى أن الأزمة الحالية هي أن هناك رغبة شعبية إسرائيلية في مواصلة الحرب بعد صدمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
أما عواودة، فيرى أن بايدن ضعيف أمام نتنياهو الذي يمارس "وقاحة" في التعامل، معربا عن اعتقاده بأن المخرج الوحيد أمام واشنطن حاليا هو "أن يقوم بيني غانتس بتشكيل حكومة حرب جديدة أقل تطرفا؛ لأن هناك توافقا على مواصلة الحرب لكن بطرق مختلفة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدول العربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية
أظهرت صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو مؤكدة وتقارير، أن إسرائيل تقوم بهدم واسع النطاق في مناطق سكنية بشمال غزة وتعزيز مواقع عسكرية، مما أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، حسبما نشرت واشنطن بوست.
الهجمات العسكرية الإسرائيلية والتهجير القسريتقول الصحيفة، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) أنها بدأت هجومًا جويًا وبريًا في 5 أكتوبر على المناطق الشمالية من غزة، بما في ذلك جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، لإخراج مقاتلي حماس الذين أعادوا تجميع صفوفهم هناك. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف فلسطيني أُجبروا على مغادرة المناطق المتضررة خلال الأسابيع الـ11 الماضية.
مخيم جباليا صور الأقمار الصناعية تكشف حجم الدماروفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة من واشنطن بوست، فقد تم تدمير ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين أو تطهيره بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر.
وقد أظهرت الصور إنشاء محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي مع إسرائيل، وهو ما يعكس تحويل منطقة ممر نتساريم العسكرية وسط غزة.
صورة جوية تظهر الدمار في جبالياإنشاء ممر عسكري وتدمير مدن فلسطينية
بينما لم تقدم إسرائيل تفسيرًا علنيًا لعمليات الهدم والتحصين هذه، يشير المحللون إلى أن المحور الجديد قد يساعد في فصل الشمال عن مدينة غزة، مما يخلق منطقة عازلة لحماية المجتمعات الإسرائيلية الجنوبية من الهجمات.
تصاعد الدمار وفقًا لبيانات الأمم المتحدةبحسب مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، تم تدمير ثلث المباني في محافظة شمال غزة منذ بداية الحرب، بما في ذلك أكثر من 5 آلاف مبنى في جباليا و3 آلاف في بيت لاهيا و 2000 في بيت حانون.
غزة حسب القمر الصناعي الظروف الإنسانية المتدهورة وشهادات السكانيشير السكان إلى أن الحياة في شمال غزة أصبحت مستحيلة، وقال سعيد الكيلاني من بيت لاهيا: “لا يوجد شيء هنا يدعم الحياة. كل شيء تم تدميره لإجبار الناس على المغادرة”.
دبابة اسرتئيلية على الحدود مع غزة إخلاء قسري ومآسي إنسانيةروى سكان شمال غزة كيف أجبروا على الفرار بعد تعرضهم لقصف مكثف، بما في ذلك استهداف المنازل والمدارس التي لجأت إليها العائلات.
وأكدت صور الأقمار الصناعية وجود آليات عسكرية إسرائيلية حول المستشفيات والمدارس، حيث تم فصل الرجال عن النساء والأطفال في عمليات تفتيش واسعة.
شهادات عن العنف والانتهاكاتذكر العديد من السكان أنهم تعرضوا للضرب والإهانة أثناء محاولات الفرار، كما أشار بعضهم إلى أن القوات الإسرائيلية صادرت ممتلكاتهم وأجبرتهم على البقاء لساعات في مواقع عسكرية مؤقتة.
إعادة تشكيل الجغرافيا العسكرية في شمال غزةأظهرت الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية إنشاء تحصينات عسكرية جديدة، بما في ذلك سواتر ترابية وطرق تم شقها عبر المناطق المدمرة.
ووفقًا للخبراء، تهدف هذه التحركات إلى إنشاء خط دفاعي جديد يجلب المناطق الشمالية تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
السيطرة العسكرية طويلة الأمد؟قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنه حتى بعد القضاء على حماس، ستواصل إسرائيل السيطرة الأمنية على غزة مع “حرية كاملة للتحرك”.
تشير البيانات والصور إلى أن الحملة الإسرائيلية في شمال غزة مستمرة بوتيرة متسارعة، مع تزايد الدمار والتهجير، ما يثير تساؤلات حول الأهداف العسكرية والإنسانية لهذه العمليات.
اقرأ أيضاًشرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية
ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة لـ45317 شهيدًا.. والاحتلال يرتكب 5 مجازر خلال 24 ساعة
استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمستشفى كمال عدوان شمال غزة