قناة السويس تعبر أزمة الحوثيين
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
جفاف «بنما» واستمرار تجمد ممر القطب الشمالى يدعمان التجارة عبر مصرخبراء: من مصلحة العالم إرساء الاستقرار فى المنطقة
مع تجدد قرار شركة الشحن العالمية «ميرسك» العملاقة ومنافستها العالمية «هاباج لويد» تجنب عبور اسطولها عبر مضيق باب المندب الاستراتيجى فى البحر الاحمر عقب تعرض سفنهما لهجوم الحوثيين باتت الصورة مبهمة حول مصير حركة النقل البحرى والتجارة العالمية المارة بمنطقة البحر الاحمر والتى تتحكم فى نحو 40% من حركة التجارة العالمية ومدى تأثر سلاسل الإمداد فى العالم بالوضع الراهن.
التأثير لا يقتصر على معدلات حركة الملاحة بقناة السويس فحسب بل يمتد إلى تراجع فى حجم التجارة العالمية بين الشرق والغرب خاصة تجارة الصين وشرق أسيا المتجهة إلى أوروبا أو الامريكتين والتى تمثل نسبة كبيرة عالميا.
هيئة قناة السويس بدورها تتابع كافة متغيرات الازمة لحظيا وتخضع كل المعطيات للدراسة والتحليل وكانت قد سجلت طبقا لاحصائياتها وتصريحات الفريق أسامة ربيع رئيس القناة الرسمية تحويل نحو 55 سفينة مساراتها إلى طريق «رأس الرجاء الصالح « خلال نوفمبر وحتى النصف الاول من ديسمبر الماضى وهو ما يعد تأثيرا محدودا للغاية لا يذكر مقارنة بنحو أكثر من 2000 سفينة مرت خلال نفس الفترة.
خبراء النقل البحرى يقولون إنه لا يمكن حصر تلك التأثيرات على قناة السويس فى الوقت الحالى مؤكدا أنه «حتى الآن لم تتأثر قناة السويس بشكل كبير بتغيير مسار حركة الملاحة الدولية، إثر التهديدات الأمنية فى البحر الأحمر... الأمور جيدة، ولم يحدث تأثير كبير، وعدد السفن التى غيرت مسارها قليل».
كما يؤكدون ان تداعيات تعليق الخطوط الملاحية الإبحار بالبحرالأحمر يبدو جليا مع زيادة تكلفة التأمين التى فرضتها شركات التأمين البحرى وتزايد مسافة الرحلة إلى 35%،وبالتالى زيادة وقت الإبحار لنحو 15 يوما، وهو ما بدوره يرفع تكاليف الرحلة ويزيد من نوالين الشحن وهو ما يلقى بآثاره على تحميل البضائع والمنتجات نسب تلك الزيادة مما ينتج عنه تأخير فى وصول البضائع وارتباك سلاسل الإمداد العالمية وزيادة الأسعار بنسبة أكثر من 50%، وبالتالى حدوث تضخم عالمى يقع عبئه على المستهلك النهائى.
قال عمرو قطايا خبير النقل البحرى لـ«الوفد» إن حركة التجارة العالمية لن تستطيع الاستمرار دون قناة السويس فى ظل جفاف قناة بنما واستمرار تجمد ممر القطب الشمالى.
وأضاف أن التوترات بالبحر الأحمر حاليا أدت إلى إرتفاع قيمة التأمين للسفن العابرة للبحر الأحمر وقناة السويس بسبب مخاطر الحرب والقرصنة من 0.07 إلى 0.2% خلال ديسمبر الماضى مما صاحبه ارتفاع آخر فى إيجارات السفن. وهو ما أدى إلى زيادات تكاليف الرحلات البحرية مما سينعكس مباشرة على زيادة أسعار السلع.
وأكد «قطايا» أن سفن الحاويات والتى تعمل فى خطوط منتظمة ستعانى من التأخير فى الوصول إلى ميناء التفريغ وتأخرها فى العودة إلى ميناء الشحن مما يحتاج إلى أسطول جديد بجانب الاسطول الحالى لتعويض الوقت المهدر فى طول الرحلة.
كما أن سعر وقود السفن شهد زيادات وسجلت عقود الغاز قفزة فى ظل ارتفاع الطلب على الطاقة تزامنا فصل الشتاء مما يعكس تضخما كبيرا يعجز العالم عن تحمله بسبب تلك الزيادات.
وقال المهندس وائل قدورة عضو مجلس إدارة قناة السويس سابقا والخبير البحرى «ان ارتفاع حدة التوتر الجيوسياسى فى المنطقة لا يقتصر على قناة السويس فقط بل يمتد لابعد من ذلك. فقناة السويس ممر ملاحى عالمى يتأثر بمجريات الاوضاع العالمية وحركة التجارة والقناة بدورها تتحكم فى 12% من حركة التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات بين الشرق والغرب.
وأكد «قدورة» ان الاثار قد تزول بزوال السبب الحقيقى وهو الاعتداء الاسرائيلى على غزة. وان اى تصعيد فى الفترة الحالية قد يؤدى لاتساع التأثير ولن يقتصر على باب المندب فقط بل قد يمتد لمضيق هرمز الذى يتحكم فى نقل 40% من الطاقة من الخليج العربى مشيرا لأنه اذا لم يتم التدخل وحل الازمة بشكل ستنعكس الأزمة هناك تفاقم على اسعار النفط ونوالين الشحن وايجارات السفن وغيرها من تكاليف الرحلات البحرية.
وأكد «قدورة» ان قناة السويس تختصر الرحلة للسفن وتحقق الامان والمرور السريع دون انتظار وبالتالى فإن البديل يعنى زيادة طول زمن الرحلة وزيادة استهلاكها للوقود وارتفاع نولون الشحن البحرى وهو ما قد يؤدى لاضطراب للسلسلة الكونية للامداد البحرى.
وحتى الآن لم تتأثر قناة السويس بشكل كبير بتغيير مسار حركة الملاحة الدولية، إثر التهديدات الأمنية فى البحر الأحمر... الأمور جيدة، ولم يحدث تأثير كبير، وعدد السفن التى غيرت مسارها قليل».
. ووصل عدد الشركات الملاحية التى أعلن عن وقف سير بالبحر الأحمر والتوجه إلى طرق بديلة عن قناة السويس المصرية 9 شركات وتضم القائمة مجموعة الشحن الفرنسية -سى.إم.إيه-سى.جى.إم- وشركة شحن الحاويات التايوانية إيفرجرين، وفرونت لاين لناقلات النفط ومقرها النرويج، وهاباج لويد شركة شحن الحاويات الألمانية، إضافة إلى شركة شحن الحاويات الكورية الجنوبية إتش.إم.إم، إلى جانب إيه.بى مولر- ميرسك الدنماركية، والبحر المتوسط للشحن (إم.إس.سي)، وولينيوس فيلهلمسن النرويجية، والشحن البحرى التايوانية يانج مينج و«بريتش بتروليوم» كبرى شركات النفط وأعلن خط OOCL الصينى أنه لن يقبل الشحن إلى الموانئ الإسرائيلية حتى يتفادى المرور بمنطقة البحر الأحمر من الهجمات التى تتعرض لها السفن التى تكون وجهتها إسرائيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قناة السويس أزمة الحوثيين حركة الملاحة حجم التجارة العالمية الشرق والغرب النقل البحرى التجارة العالمیة حرکة التجارة البحر الأحمر قناة السویس وهو ما
إقرأ أيضاً:
جامعة قناة السويس تطلق حملة للكشف عن المخدرات بين الطلاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلقت الإدارة العامة للخدمات الطبية بجامعة قناة السويس حملة للكشف عن المخدرات بين طلاب الجامعة وطلاب المدن الجامعية.
يأتي ذلك في إطار حرص جامعة قناة السويس على الحفاظ على صحة طلابها وتعزيز وعيهم بخطورة الإدمان.
هذا وصرح الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، بأن الجامعة تولي أهمية كبرى لبرامج التوعية الصحية، مشددًا على أن مكافحة الإدمان من أولويات الجامعة لحماية الشباب من الوقوع في براثنه، حيث يشكل الإدمان تهديدًا لصحة الطلاب الجسدية والنفسية ويؤثر سلبًا على قدراتهم على الإبداع والمشاركة في بناء الوطن.
أُقيمت الحملة تحت إشراف الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، الذي أوضح أن هذه المبادرات تهدف إلى بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن الجامعة تسعى دائمًا لتعزيز القيم الإيجابية لدى طلابها، ودعمهم لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في تقدم المجتمع.
ومن جانبها ـ أكدت الدكتورة سمر فتحي، مدير عام الإدارة الطبية، أن الحملة تأتي في إطار رؤية الجامعة لتحقيق بيئة تعليمية خالية من المخدرات، مضيفة أن الهدف الأساسي هو حماية الطلاب من الإدمان الذي يُعد من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب، حيث تسعى الجامعة للاستفادة المثلى من قدراتهم الذهنية والبدنية والعلمية في تحقيق التنمية المستدامة.
تولى الإشراف الفني على الحملة الدكتورة منال شعراوي، مدير إدارة المعامل والأشعة بالإدارة الطبية، حيث نفذ الفريق الطبي بالإدارة حملة عشوائية للكشف عن المخدرات في المدن الجامعية للطلاب والطالبات خلال الفترة من 10 إلى 20 نوفمبر 2024.
شملت الحملة تحليل عينات لعدد 1815 طالبًا وطالبة، بواقع 905 طلاب و910 طالبات.
تؤكد الجامعة استمرار هذه الحملات بشكل دوري على مدار العام، انطلاقًا من حرصها على خلق بيئة تعليمية خالية من المخاطر التي تعيق تنمية ووعي الطلاب، لتخريج أجيال قادرة على تحقيق تطلعات الوطن وحماية حضارته وثقافته.