نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لأستاذة العدالة المناخية في جامعة بريتش كولومبيا، نعومي كلاين، قالت فيه إن المقاطعة هي السلاح السلمي الأقوى لإلزام الاحتلال حدوده.

وجاء في مقالها "في مثل هذا الأسبوع قبل 15 عاما بالضبط، نشرت مقالا في صحيفة الغارديان بدأته هكذا: "لقد حان الوقت. بل تم تجاوزة من وقت طويل. إن أفضل استراتيجية لإنهاء الاحتلال الدموي المتزايد هي أن تصبح إسرائيل هدفا لذلك النوع من الحركة العالمية التي وضعت حدا للفصل العنصري في جنوب أفريقيا".





وذكرت أنه في تموز/ يوليو 2005، وضع ائتلاف ضخم من الجماعات الفلسطينية خططا للقيام بذلك. ودعوا "أصحاب الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم إلى فرض مقاطعة واسعة النطاق وتنفيذ مبادرات سحب الاستثمارات ضد الاحتلال على غرار تلك المطبقة على جنوب أفريقيا في حقبة الفصل العنصري". وُلدت حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات".

في كانون الثاني/ يناير 2009، أطلق الاحتلال العنان لمرحلة جديدة مروعة من القتل الجماعي في قطاع غزة، وأطلقت على حملة القصف العنيفة اسم "الرصاص المصبوب"، فيما استشهد  1400 فلسطيني في 22 يوما، وكان عدد الضحايا في الجانب الإسرائيلي 13.

وتضيف: "وكانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لي، وبعد سنوات من التحفظ خرجت علنا لدعم الدعوة التي يقودها الفلسطينيون والمعروفة باسم BDS، لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها حتى تمتثل للقانون الدولي، والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان".

ولفتت إلى أنه "على الرغم من أن حركة المقاطعة حظيت بدعم واسع من أكثر من 170 منظمة من منظمات المجتمع المدني الفلسطيني، إلا أن الحركة ظلت صغيرة على المستوى الدولي. أثناء عملية الرصاص المصبوب، بدأ ذلك يتغير، وانضم عدد متزايد من المجموعات الطلابية والنقابات العمالية خارج فلسطين إلى الحركة".

وكتبت "مع ذلك، فإن الكثيرين امتنعوا عن فعل ذلك. لقد فهمت لماذا كان هذا التكتيك محفوفا بالمخاطر. هناك تاريخ طويل ومؤلم من استهداف الشركات والمؤسسات اليهودية من قبل المعادين للسامية".

وواصلت كلاين أن "خبراء الاتصالات الذين يمارسون الضغط لصالح إسرائيل يعرفون كيفية استخدام هذا التاريخ كسلاح، لذلك فهم دائما يصورون الحملات المصممة لتحدي سياسات إسرائيل التمييزية والعنيفة باعتبارها هجمات بغيضة على اليهود كمجموعة هوية".



وأشارت إلى أنه "على مدار عقدين من الزمن، كان الخوف الواسع النطاق الناشئ عن تلك المعادلة الزائفة سببا في حماية إسرائيل من مواجهة الإمكانات الكاملة لحركة المقاطعة ــ والآن، بينما تستمع محكمة العدل الدولية إلى الخلاصة المدمرة للأدلة التي قدمتها جنوب أفريقيا والتي تثبت ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية في غزة، فإن هذا يكفي حقا".

ومضت بالقول: "من مقاطعة الحافلات إلى سحب الاستثمارات في الوقود الأحفوري، تتمتع تكتيكات المقاطعة بتاريخ موثق جيدا باعتبارها أقوى الأسلحة في الترسانة اللاعنفية. إن التقاطها واستخدامها في نقطة التحول هذه للإنسانية هو التزام أخلاقي".


وتابعت: "إن المسؤولية كبيرة بشكل خاص بالنسبة لأولئك منا الذين تواصل حكوماتهم مساعدة إسرائيل بشكل فعال بالأسلحة الفتاكة والصفقات التجارية المربحة واستخدام حق النقض في الأمم المتحدة. وكما تذكرنا حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، يجب علينا ألا نسمح لهذه الاتفاقيات المفلسة بالتحدث نيابة عنا دون تحدٍ".

وتعلق الكاتبة، قائلة "تمتلك مجموعات المستهلكين المنظمين القدرة على مقاطعة الشركات التي تستثمر في المستوطنات غير القانونية، أو تزود الأسلحة الإسرائيلية بالطاقة. ويمكن للنقابات العمالية أن تدفع صناديق معاشاتها التقاعدية إلى سحب استثماراتها من تلك الشركات. يمكن للحكومات البلدية اختيار المقاولين على أساس معايير أخلاقية تمنع هذه العلاقات. وكما يذكرنا عمر البرغوثي، أحد مؤسسي وقادة حركة المقاطعة: "إن الالتزام الأخلاقي الأعمق في هذه الأوقات هو العمل على إنهاء التواطؤ. وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نأمل حقا في إنهاء القمع والعنف".

وجاء في مقالها أن "بهذه الطرق، تستحق حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات أن يُنظر إليها باعتبارها سياسة خارجية للشعب، أو دبلوماسية من الأسفل ــ وإذا اكتسبت القوة الكافية، فسوف تجبر الحكومات في نهاية المطاف على فرض عقوبات من الأعلى، كما تحاول جنوب أفريقيا أن تفعل. ومن الواضح أنها القوة الوحيدة القادرة على إخراج إسرائيل عن مسارها الحالي".

وتطرقت إلى أنه: "يؤكد البرغوثي أنه، كما دعم بعض مواطني جنوب إفريقيا البيض الحملات المناهضة للفصل العنصري خلال ذلك الكفاح الطويل، فإن اليهود الإسرائيليين الذين يعارضون انتهاكات بلادهم المنهجية للقانون الدولي مرحب بهم للانضمام إلى حركة المقاطعة. خلال عملية الرصاص المصبوب، قامت مجموعة مكونة من 500 إسرائيلي تقريبا، العديد منهم من الفنانين والعلماء البارزين، بذلك على وجه التحديد، وفي النهاية أطلقوا على مجموعتهم اسم "المقاطعة من الداخل".

وتستدرك الكاتبة "في مقالتي عام 2009، استشهدت بأول رسالة ضغط لهم، والتي دعت إلى تبني تدابير تقييدية وعقوبات فورية" ضد بلادهم، وعقدت أوجه تشابه مباشرة مع النضال ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وبيّنت أن "مقاطعة جنوب أفريقيا كانت فعالة"، قائلة إنها ساعدت في إنهاء تشريع التمييز والعزل في ذلك البلد.

واستدركت "لكن إسرائيل يتم التعامل معها بحساسية شديدة.. هذا الدعم الدولي يجب أن يتوقف"، مختتمة أنه "كان صحيحا قبل 15 عاما. وأصبح اليوم صحيحا بشكل مأساوي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المقاطعة الاحتلال الفلسطينية فلسطين الاحتلال المقاطعة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرکة المقاطعة جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

مجموعة الـ20 تجتمع دون واشنطن في جنوب أفريقيا

يلتقي وزراء خارجية دول مجموعة الـ20 في جنوب أفريقيا اليوم الخميس، وسط توتر بين الأعضاء بشأن حرب أوكرانيا والنزاعات التجارية، وفي ظل غياب واشنطن بسبب خلاف مع البلد المضيف.

وغالبا ما تجد دول المجموعة، التي تمثل نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم و3 أرباع التجارة الدولية، صعوبات في تحقيق توافق بين الآراء، إضافة إلى ذلك، جعلتها الخلافات الجيوسياسية منذ الحرب الروسية الأوكرانية في 2022 أكثر انقساما من أي وقت مضى.

وتزايد الخلاف منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه وقيامه بتغييرات سريعة في سياسات واشنطن التجارية والخارجية.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، في كلمة افتتاح الاجتماع الذي ينتهي غدا الجمعة إن "التوتر الجيوسياسي وتزايد التعصب والصراع والحرب… تهدد التعايش العالمي الهش بالفعل".

وأضاف "بصفتنا مجموعة الـ20، يجب أن نستمر في الدعوة إلى حلول دبلوماسية للصراعات".

وترى جنوب أفريقيا أن أول اجتماع لمجموعة الـ20 في القارة يشكل فرصة لدفع الدول الغنية إلى أخذ مخاوف الدول الأكثر فقرا في الاعتبار، وهي زيادة التفاوت، وعدم اتخاذ الدول الغنية إجراءات كافية بشأن تغير المناخ، والنظام المالي الذي يفضل البنوك الاستثمارية على الدول الفقيرة التي تصدر ديونا.

إعلان

ولا تشارك الولايات المتحدة في الاجتماع، إذ رفض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو -في وقت سابق من الشهر الجاري- جدول الأعمال المتفق عليه مسبقا تحت عنوان "التنوع والمساواة والدمج"، وصفا إياه بأنه "سيئ جدا".

وقطع ترامب المساعدات الأميركية عن جنوب أفريقيا بسبب جهودها لمواجهة ظلم تاريخي في ملكية الأراضي على أسس عنصرية، وبسبب الدعوى التي رفعتها ضد إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، في محكمة العدل الدولية بسبب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

كما يأتي الاجتماع في الوقت الذي قلب فيه ترامب سياسة التضامن الأميركية مع أوكرانيا رأسا على عقب، بينما يسعى إلى الوساطة لتحقيق السلام في حربها مع روسيا. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمسؤولية عن الحرب، وتجاهل الحلفاء من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في إنهاء حملة لعزل روسيا.

مقالات مشابهة

  • حركة فتح: تخوفات في غزة من فشل الهدنة والعودة إلى الحرب
  • حركة فتح: الخوف يسيطر على أهل غزة من إلغاء الهدنة وعودة العدوان الإسرائيلي
  • العدالة الانتقالية (2/2)
  • حركة المجاهدين تؤكد رفضها ادعاءات نتنياهو بخصوص جثمان الأسيرة “شيري بيباس”
  • جنوب أفريقيا تتقرب من أوروبا وسط تراجع العلاقات مع أميركا
  • وزراء خارجية مجموعة الـ20 يجتمعون في جنوب أفريقيا
  • جنوب أفريقيا: لن نتراجع عن دعوى الإبادة ضد إسرائيل رغم ضغوط ترامب
  • مجموعة الـ20 تجتمع دون واشنطن في جنوب أفريقيا
  • تعرف على موعد مباراة منتخب مصر أمام جنوب أفريقيا
  • البعريني: على المجتمع الدولي الضغط لوقف الانتهاكات الإسرائيلية