ماذا لو.. استجابت إسرائيل لصوت العقل وودعت غرورها وطموحاتها التوسعية فى الشرق الأوسط لتقيم سلاما عادلا فى المنطقة ويعود جيشها لثكناته وتسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتستثمر مليارات الحرب فى البناء والتنمية من أجل غد مشرق للأجيال القادمة ومن أجل التنمية والرخاء.
ماذا لو.. رفعت أمريكا يدها عن الدعم الأعمى لليهود فى مواجهة الحقوق العربية وأجبرتها على العودة لحدودها وترك مرتفعات الجولان ووقف عبثها فى العراق وليبيا واليمن ولبنان وغيرها من الدول التى استعمرتها بطرق مختلفة.
ماذا لو.. أوقفت أمريكا استخدام حق الفيتو فى مجلس الأمن بتلك الصورة الاستفزازية أو حتى ألغى حق الفيتو من أساسه ليقوم المجلس بدوره المنوط فى إقرار السلام حول العالم بصفته كتلة دولية تملك العقاب والردع بنظام التصويت دون تعصب الفيتو الأعمى.
ماذا لو.. أقرت وحدة عربية اقتصادية بعملة موحدة ليتحول الوطن العربى إلى تكتل لا يستهان به فى مواجهة التكتلات الدولية بما يضمن قوة إقليمية سياسية واقتصادية كبرى ضمن كيان يمتلك مقومات التفوق على أكبر التكتلات الدولية بما يملكه من ثروات فوق الأرض وتحتها، وجيوش مجهزة بأحدث المعدات العسكرية.
ماذا لو.. ألغيت التأشيرات بين الدول العربية وباتت حرية التنقل مكفولة مع وضع الضوابط اللازمة للحفاظ على مكتسبات كل دولة، فلا يعقل أن تسمح بعض الدول العربية لكل الأجانب الأوروبيين وغيرهم بالدخول إلى بلادهم دون قيد أو شرط، فى حين تفرض على رعايا دول عربية الحصول على تأشيرة وغيرها من الضوابط التعجيزية التى غالباً ما تحول دون الزيارة، بل امتد الأمر إلى وضع عراقيل مادية كبيرة تفوق إمكانات العرب والمسلمين الراغبين فى زيارة بيت الله الحرام ومسجد المصطفى.
ماذا لو.. جاء اليوم الذى يعرف فيه العالم قيمة العربى صانع الحضارة والتاريخ، وكافة أنواع العلوم الإنسانية لنستعيد أيام المجد والقوة والجيش الذى لا يقهر، ليقف العربى مفتخرا فى أى مكان يذهب إليه مستندا ليس فقط على تاريخ أجداده، وإنما على حاضر قوى يجبر العالم على احترامه.
ماذا لو.. ودعت الشعوب العربية النعرات الطائفية بين مواطنيها وبين الدول وبعضها البعض، فلا فرق بين عربى وأعجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح، هل يأتى اليوم الذى يقول فيه كل فرد ضمن 486 مليون عربى عندما يسأل عن نفسه أنه عربى يسكن دولة كذا، لتكون كلمة عربى هى الجنسية، أما محل الإقامة فلا جدال عليه فكل أماكن الوطن تتشابه.
ماذا لو.. عاد لليمن الممزق سعادته وتوحدت أجزاؤه وانتهى الصراع للأبد، وعادت لليبيا وحدتها وعرفت الطريق إلى الانتخابات وإعادة أشلاء الوطن إلى قوة ووحدة، وعادت لبيروت عزتها ورونقها وانتعش اقتصادها من جديد، وضمدت العراق جراحها لتعود أراضى الرافدين إلى مجدها وعزتها وقوتها، لو لملمت سوريا جراحها وضمدتها ووقف الصراع الإيرانى اليهودى على أرضها، وعاد للسودان الشقيق تمسكه وأوقفت آلة الحرب عجلاتها فما عاد السودان يقوى على التمزق، ولو أطفئت النيران على حدودنا الملتهبة وبقلب أوطاننا لننعم بالحياة فى أجمل بقاع الأرض.
ماذا لو.. توقفت بعض الدول عن التدخل فى شؤون دول الجوار وإشعال النار والفتنة فيها وتحريض أهلها على الانقسام والفرقة ونهب خيراتها وثرواتها والنتيجة فى النهاية الدمار يلحق بالجميع ونار الفتنة والثأر لا تخمد أبداً، والثمن غال تدفعه الأوطان ونافخو الكير وأعداء الوطن.
ماذا لو.. بدأ الإصلاح بالجامعة العربية فهى لم تأخذ من حظها سوى اسمها فقط، فلا هى نجحت يوما فى تفعيل ميثاقها، ولم تتأثر بها شعوبها، بل أصابها ما أصاب أمتنا من تحزب وتفرق، فلم تعد جامعة تحت شعار اتفقنا على ألا نتفق، فتمزق الوطن وتهلهلت خريطته وهى مازالت تشجب وتدين وتتمنى، لكن الله خيب ظنونها ولم يستجب لأمانيها.
باختصار.. ماذا لو تحققت أحلامنا أو تحقق جزء منها ليكون نواة لتحويل الحلم إلى واقع تتغير معه أقدارنا، وتحفظ أرضنا وحدودنا وكرامتنا، وهيبتنا بين الأمم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار ماذا لو لصوت العقل الشرق الاوسط الحلم ماذا لو
إقرأ أيضاً:
عيد قديسين الوطن مصر 25 يناير
كل عام في نفس الشهر اكتب هذا المقال بنفس العنوان، ربما الاختلاف الوحيد في هذا العام أنه جاء سابقا ليوم 25 يناير، وهو عيد " قديسين الوطن مصر" الشرطة المصرية، وبعين الباحث وقلم الكاتب وقلب المواطن أقول نعم، هم هؤلاء القديسين الذين يعبدون في محراب الوطن ويبذلون كل حياتهم من أجل أمنه واستقراره.
وهنا السبب الحقيقي لما يتعرض له هذا الجهاز من أعداء الوطن في ذلك التوقيت من كل عام، وهذا ما حدث قبل 25 يناير 2011 حيث انصبت دعوات لمظاهرات 25 يناير بنشر الإشاعات والأكاذيب، حيث قامت بعد إنشاء صفحة كلنا خالد سعيد من قبل بعض الشباب الذين تم تجنيدهم ثقافيًا من قبل مخابرات الأعداء، متهمين جهاز الشرطة بقتل خالد سعيد وقد ساهمت في حشد الرأي العام للقيام باحتجاجات، تحولت إلي أعمال تدمير وتخريب ضد جهاز الشرطة، وقد تم منح تلك الصفحة العديد من الجوائز من مؤسسات غربية تابعة للأعداء في الخارج منها جائزة البوبز التابعة " ل دويتشه فيله "عن فئة افضل حملة نشاط اجتماعي، وبعد هدوء دخان تلك الاحتجاجات الممولة والمدفوعة لكسر جهاز الشرطة اتضحت الحقيقية ومن هو خالد سعيد.
والسؤال هنا المطروح لماذا يستهدفون جهاز الشرطة المصرية بتلك الشراسة وهذا الغل والحقد الدفين؟ الإجابة على السؤال توضح لماذا أطلقت في مقالاتي على هذا الجهاز قديسين الوطن!
منذ ستينيات القرن الماضي وهناك أخطاء كثيرة للحكومات المتعاقبة، في إدارة ملفات الداخل التي تهم حياة المواطن وخصوصًا ملف الاقتصاد والعدالة الاجتماعية، وبقصد وبدون قصد وللعديد من الاعتبارات ترسخ لدي ذهنية المواطن أن رجل الشرطة هو الممثل الحقيقي والفعلي للحكومة، مما جعله يتعامل معه على انه الحكومة التي من المفترض أن توفر له الاحتياجات وتحل له المشاكل، هنا بدأ يتحمل رجل الشرطة منفردًا عبر تلك السنوات كل مشاكل الوطن والمواطن في ملفات الداخل.
وفي عهد حكم الرئيس السادات ولعوامل سياسية كان هناك خطأ كبير تمثل فى حمل ثقيل علي جهاز الشرطة، وجعله المستهدف دائمًا في أي حرب ضد مصر وهو رؤيته بإسناد تصدر المشهد الداخلي للجماعات الراديكالية، الذي اعتقد إنها ستقاوم النفوذ الناصري الذي كان يقود ذهنية المواطن المصري والذي عمل السادات علي التخلص منه بوحي انه مرتبط بثقافة الشيوعية التي هي عدو لفكر تلك الجماعات، هنا كانت البدايات لاختراق الهوية المصرية من مخطط برنارد لويس " الشرق الأوسط الجديد" لصناعة ثقافة مذهبية وايدلوجية دينية تحل محل الهوية القومية للوطن مصر.
وجاء عصر مبارك الذي ساهم بعوامل كثيرة في تجريف وتجويف لباقي مكونات تلك الهوية وترك القاع المصري وجميع النقابات لسيطرة ثقافة الجماعات الراديكالية، دون أن يعلم أنه يساهم بقوة في تنفيذ مخطط برنارد لويس ضد مصر، وفي غضون ذلك كانت هناك جبهة صلبة قوية تقاوم ذلك المخطط تمثلت في جهاز أمن الدولة سابقا " الجهاز الوطني حاليًا " ومعها النفوذ القبلي المتمثل في كبار العائلات التاريخية في القري والنجوع، ومن هنا جاء الغل والحقد الدفين لأعداء الوطن ضد جهاز الشرطة عامة وجهاز أمن الدولة " الوطني " خاصة.
والذي ساهم في استمرار قوة جهاز الشرطة، وقطاع أمن الدولة بتلك القوة هو معايير الاختيار التي كانت وما زالت مبنية على العديد من المعايير أهمها تاريخ وسمعة العائلة، ودائرة الأقارب المحيطة بالطالب المتقدم، وهذا ما جعل هناك صعوبة للجماعات الراديكالية في اختراق هذا الجهاز العظيم مثل ما حدث مع باقي أجهزة الدولة المصرية.
ومن هنا نلاحظ أن متانة وقوة الجبهة الداخلية للوطن مصر معتمدة إلى وقتنا هذا على رجال جهاز الشرطة وما ترسخ لدى ذهنية المواطن عن قطاع الأمن الوطني والدولة سابقًا بأنه جهاز قوي شريف نزيه غير ملوث ولم يتم اختراقه من ثقافة إرهابية أو ثقافة فساد ولذا نجد أن المواطن يهابه ويثق فيه ويكن له كل احترام وتقدير.
هنا السبب الحقيقي لما حدث من تدمير وهدم وحرق لمقرات الشرطة وقطاع أمن الدولة فيما بعد أحداث 25 يناير، بأن عمود الخيمة للداخل المصري هو جهاز الشرطة بكل مكوناته وقطاعاته المتنوعة وفي القلب قطاع الأمن الوطني.
ومنذ أيام بدأت أبواق الجماعات الإرهابية مدفوعة من مخطط الأعداء فى تسليط الضوء على جهاز الشرطة وقطاع الأمن الوطني، عن طريق بث الإشاعات وخلق الأكاذيب والإداعات لمحاولة استثارة الرأي العام ضد هذا الجهاز العظيم، لكن أصبح الشعب المصري لديه الوعي الكافي لدحر ومواجهة تلك الحرب من الأعداء.
ففي محافظ المنيا قرية تونا الجبل مركز ملوي يوم 31 ديسمبر المنصرم، كان هناك مواجهة بين رجال الشرطة وأحد المسجلين خطر والذي لديه 13 قضية جنائية ومحكوم عليه بالسجن المؤبد في الكثير من القضايا، وأثناء قيام حملة بتنفيذ الأحكام القضائية المنفذة ضده، وورود معلومات مؤكدة تشير إلى استخدام منزله وكرا لتجارة المخدرات، حيث بادر بإطلاق النار ضد قوات الشرطة مما أدي إلي مقتله، وهذا ما أعلنته وزارة الداخلية على صفحتها بمواقع الفيس بوك، عند ذلك قامت قنوات ومنصات الجماعة الإرهابية بتصوير المشهد بعيدا عن الحقيقة بأن الشرطة ذهبت إلى منزله، وتم قتله أمام أهل منزله، بالطبع في الأيام القادمة ستنتشر تلك الأكاذيب والافتراءات على جهاز الشرطة ولكن في يوم 25 يناير سنحتفل معهم بعيد الشرطة، ونقدم لهم الهدايا من الورود والزهور.
حفظ الله قديسين الوطن والوطن مصر من كل سوء.