ذكر تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن جيش الاحتلال حقق انتصارات عسكرية ضد حزب الله على الجبهة اللبنانية، لكن إسرائيل أخفقت في تحويل هذه الانتصارات إلى مكاسب إستراتيجية.

وسرد التقرير الذي كتبه المحلل العسكري للصحيفة عاموس هاريل العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قائلا إنها في الإجمال أدت إلى إبعاد "قوة الرضوان"، وهي قوة النخبة التابعة لحزب الله، قليلا عن الحدود بين لبنان وإسرائيل، لكن التنظيم لا يزال قادرا على تنفيذ هجمات يومية.

بالإضافة إلى ذلك، قال هاريل إن مواقع "قوة الرضوان" دمرت على طول الحدود مع إسرائيل وتضررت المنشآت العسكرية لحزب الله في عمق الأراضي اللبنانية، وإن جزءا كبيرا من قوات الحزب انسحبوا من الحدود، ويقاتلون من الخطوط الخلفية خوفا من تكبدهم مزيدا من الخسائر.

وأشار في سرده إلى مقتل عدد من القادة السياسيين والعسكريين التابعين لحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإيران خلال الأسبوعين الماضيين، ونحو 160 مسلحا من الحزب وحماس.

لا تنازلات

وعلّق الكاتب بأنه مع ذلك لم تتمكن إسرائيل حتى الآن من ترجمة هذه الإنجازات التكتيكية إلى إنجازات إستراتيجية، بمعنى أن تفرض على حزب الله تغيير مواقفه من الحرب، أو تقديم تنازلات لصالحها.

وأضاف هاريل أن ما يحدث من حزب الله حتى اليوم يأتي عكس التوقعات، إذ يصرّ الحزب على مواصلة هجماته اليومية ويسعده الثمن الذي تدفعه إسرائيل، بعد إجلائها حوالي 60 ألف مدني من البلدات والتجمعات الأخرى على الحدود.

وقال إنه من الصعب تقييم ما إذا كانت الخسائر التي تكبدها حزب الله يعدّها أمينه العام حسن نصر الله، ثمنا باهظا، مضيفا أن حساسية الحزب للخسائر أعلى من حساسية حركة حماس، لكنه في الوقت نفسه يريد إظهار عمق التزامه بالمجهود الحربي الفلسطيني، حتى لو رفض الدخول في حرب شاملة.

مواجهة شاملة

واستمر الكاتب يقول إن جيش الاحتلال مستمر في التأكيد أن حزب الله وإيران يريدان تجنب حرب إقليمية، مستدركا أن زيادة وتيرة الأحداث وشدتها تقلل من مساحة المناورة لدى إسرائيل وحزب الله.

فعندما تكون المنطقة متوترة للغاية، وكل بضع ساعات يحدث حادث خطير نسبيا، لا يمكن لأحد أن يكون متأكدا من أنها لن تنتهي بمواجهة شاملة.

وذكر دليلا على إخفاق تحويل "الانتصارات العسكرية" إلى مكاسب إستراتيجية، أن الولايات المتحدة تحاول وقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله ومنع الانزلاق إلى حرب كاملة، لكن لا دلائل حتى الآن على أن عاموس هوشتاين، مبعوث إدارة الرئيس جو بايدن الذي أُرسل للمنطقة على أمل تسوية النزاعات الحدودية بين إسرائيل ولبنان، قد حقق أي نجاح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: الحوثيون "يضحكون بصوت عالٍ" على مزاعم مغادرة إيران لليمن في ظل فشل واشنطن (ترجمة خاصة)

سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على التقارير التي تتحدث عن انسحاب القوات الإيرانية من اليمن بسبب الحملة الجوية الأمريكية التي تقول الجماعة المتمردة إنها فشلت في تحقيق أي أهداف مجدية.

 

وذكرت المجلة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن جماعة الحوثي تسخر من تلك المزاعم وفق مسؤول كبير في الجماعة.

 

في حديثه للمجلة سخر القيادي الحوثي من الادعاء بأن إيران نشرت قوات في اليمن في المقام الأول.

 

وكانت صحيفة التلغراف البريطانية قد نقلت عن مسؤول إيراني كبير قوله يوم الخميس إن إيران بدأت بسحب قواتها من اليمن، معتقدةً أن حليفها أنصار الله "لن يتمكن من الصمود" في الأشهر أو حتى الأيام المقبلة.

 

ونُقل عن المسؤول الإيراني الكبير قوله إن موقف الرئيس دونالد ترامب كان الشاغل الأكبر للجمهورية الإسلامية في أعقاب التهديدات المباشرة التي وجهها الزعيم الأمريكي لإيران بشأن حملة أنصار الله من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة ضد إسرائيل والسفن المتهمة بالتعامل مع إسرائيل وسط الحرب الدائرة في غزة.

 

وأضاف القيادي الحوثي "لا توجد قوات إيرانية في اليمن للانسحاب منها". "إذن، الأمر لا يستدعي الإنكار، بل الضحك بصوت عالٍ."

 

كما نفى مسؤول الحوثي تأثير الضربات الأمريكية التي وصفها ترامب بأنها "ناجحة للغاية"، والتي زُعم أنها قتلت العشرات من كبار القادة.

 

وقال "كل هذه المعلومات غير دقيقة، والمعلومات المنشورة منذ بداية التصعيد الأمريكي ضد اليمن مضللة وبعيدة عن الواقع، سواء فيما يتعلق بتدمير القدرات العسكرية أو استهداف القادة، وكلها بعيدة كل البعد عن الحقيقة".

 

وأيّد معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والتي أطاح بها الحوثيون من العاصمة قبل عقد من الزمان، ادعاء ترامب. وكان الإرياني قد صرّح في وقت سابق يوم الجمعة بمقتل ما يصل إلى 70 عنصرًا من أنصار الله في ضربات أمريكية، بينهم قادة ميدانيون بارزون، إلى جانب أعضاء من الحرس الثوري الإيراني.

 

وتابع القيادي الحوثي "نحن في صنعاء، بفضل الله، حصلنا منذ البداية على معلومات كافية ومفصلة عن الضربات الأمريكية الأولى وأهدافها، واتخذنا جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب أي ضرر، ونجحنا في ذلك بفضل الله وعونه". وأضاف: "لذلك، نعتبر العدوان الأمريكي فاشلاً منذ يومه الأول، ولم يحقق أي هدف سوى قتل المدنيين".

 

حتى الآن، لم تعلن جماعة الحوثي عن مقتل أي من قادتها الكبار. قبل أيام من بدء ترامب ضرباته ضد الجماعة، صرّح مسؤول كبير في أنصار الله لمجلة نيوزويك أن الجماعة "تتحرك بحذر شديد" لحماية كبار المسؤولين، بمن فيهم زعيمها عبد الملك الحوثي.

 


مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: إسرائيل تتبنى إستراتيجية تقطيع غزة لعزل المقاومة عن المدنيين
  • إسرائيليون دفعوا ضرائب في لبنان.. تقريرٌ مثير جداً!
  • مجلة أمريكية: الحوثيون "يضحكون بصوت عالٍ" على مزاعم مغادرة إيران لليمن في ظل فشل واشنطن (ترجمة خاصة)
  • نقزة لبنانية قبيل وصول اورتاغوس وسلاح الحزب البند الاصعب
  • هل تحقق إسرائيل ما تريد عبر سياسة الاغتيالات في لبنان؟
  • هآرتس: لبنان يواجه خياراً صعباً بين الحرب والتطبيع مع إسرائيل
  • هآرتس: حكومة إسرائيل قررت التخلي عن الأسرى في غزة
  • كتائب القسام: ننعى القيادي حسن فرحات الذي اغتالته إسرائيل في صيدا رفقة ابنته
  • خبير عسكري: لبنان على مفترق طرق وتصعيد إسرائيل يستهدف تفكيك محور المقاومة
  • لبنان.. سلام يشدد علي وجوب ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها