بوابة الوفد:
2024-11-22@10:57:46 GMT

القرن الأفريقى.. وأمن قناة السويس

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

تعيش منطقة الشرق الأوسط توترات شديدة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة قبل ثلاثة أشهر وحتى الآن، ونتج عنها تداعيات خطيرة على عدة جبهات سواء فى الشمال مع الحدود اللبنانية أو حالة الاستنفار العسكرى فى البحرين الأحمر والمتوسط، وانخراط الحوثيين فى المعادلة سواء بإطلاق بعض الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل تضامنًا مع الشعب الفلسطينى، أو من خلال عملية استهداف واحتجاز السفن المتجهة إلى إسرائيل فى دلالة على خطورة انتقال هذه الحرب لمجال أوسع فى المنطقة، وفى موقع بالغ الأهمية والحساسية على اعتبار أن باب المندب يربط بين ثلاث قارات هى افريقيا وآسيا وأوروبا ويشكل شريانًا ملاحيًا له أهمية استيراتيجية دولية حيث تسلك نحو 21 ألف سفينة سنويًا هذا الممر وتشكل 30٪ من حاويات الشحن فى العالم ونحو 10٪ من تجارة النفط و8٪ من تجارة الغاز و12٪ من إجمالى التجارة العالمية، وهو ما استدعى الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل تحالف دولى لحماية السفن المتجهة إلى إسرائيل.

. بينما أكد الناطق العسكرى باسم الحوثيين يحيى سريع أن الجماعة لا تستهدف إلا السفن المتجهة إلى إسرائيل وطمأن جميع السفن المتجهة إلى كافة موانى العالم بحرية الملاحة.

الحقيقة أن هناك قوى إقليمية ودولية تدفع فى إشعال الصراع فى المنطقة لاعتبارات اقتصادية وسياسية، بغض النظر عن نتائجها الكارثية على دول وشعوب المنطقة التى تعانى أصلاً من الصراعات العالمية، وقبل أسابيع قامت أثيوبيا بتوقيع مذكرة تفاهم غير قانونية، مع الانفصاليين فى المناطق الانفصالية لشمال الصومال - صومالى لاند - يمنح أثيوبيا حق استغلال مساحة 20 كليو مترًا من الساحل الصومالى على البحر الأحمر فى انتهاك صارخ لدستور البلاد والقوانين والأعراف الدولية، وهو ما استدعى قيام الرئيس الصومالى بتوقيع قانون بإلغاء الاتفاقية المبرمة بين حكومة أثيوبيا واقليم أرض الصومان، وتم عرض القرار على مجلس البرلمان الصومالى الذى وافق بالإجماع على قرار الرئيس فى الدفاع عن استقلال البلاد فى مواجهة الغزو البرى والبحري والجوى للبلاد، كما أعلنت جامعة الدول العربية والكثير من دول العالم عن رفض هذا الاتفاق الذى يشكل اعتداءً صارخًا على الصومال.. لكن تبقى المشكلة قائمة على اعتبار أن المنطقة التى تقوم اثيوبيا باحتلالها وإقامة قاعدة عسكرية بها تخضع للانفصاليين الصوماليين، وبعيدة عن سيطرة الحكومة الصومالية، ومما شجع الحكومة الأثيوبية على هذا الانتهاك الصارخ هو قيام بعض الدول الاقليمية بتمويل القاعدة العسكرية الأثيوبية، فى استمرار خطير وغير محسوب لسياسة التدخل فى شئون دول شقيقة لحساب أثيوبيا كما حدث فى السودان وليبيا وغيرها من الدول، وفى مساندة لأثيوبيا لخلق المزيد من المشاكل للدول العربية.

مؤكد أن ما يحدث على أرض الصومال حدث بالغ الأهمية لمصر تحديدًا لأسباب عدة يأتى على رأسها أمن قناة السويس باعتبارها أهم مجرى ملاحى دولى، وأحد أهم شرايين الاقتصاد المصرى والدخل القومى، وكلنا يعلم أن أثيوبيا تحديدًا لها عداء مع مصر ظهر جليًا فى تعنتها مع رفض شتى المفاوضات سواء الثنائية أو الأفريقية والدولية فى قضية سد النهضة، واستمرت بعملية ملء السد على عدة مراحل وعدة سنوات، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الدولية التى تنظم العمل فى مجرى الأنهار الدولية.. وإذا كانت مصر قد صبرت طويلاً على أثيوبيا فى قضية سد النهضة لاعتبارات كثيرة يأتى على رأسها المخزون المائى الكبير لدى مصر فى بحيرة ناصر، كما غضت مصر الطرف عن قيام بعض الأشقاء فى ضخ أموال من الدول الشقيقة لأثيوبيا تحت مزاعم الاستثمار واستخدمت هذه الأموال فى بناء السد، ولم تشأ مصر أن تحدث أزمة مع الأشقاء، إلا أن الأمر يختلف تمامًا فى وجود قاعدة عسكرية لأثيوبيا على مدخل البحر الأحمر باعتباره أمرًا يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى المصرى وتحديدًا لقناة السويس، وفى اعتقادى أن مصر فى انتظار طلب الأشقاء فى الصومال من مصر التدخل فى هذا الأمر خاصة بعد رفض مجلس الصومال للنواب هذا الاعتداء الصارخ، ولن تتوانى مصر عن وضع خطوط حمراء أمام أثيوبيا فى هذا الشأن على غرار ما حدث فى ليبيا.

حفظ الله مصر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ أمن قناة السويس منطقة الشرق الأوسط الشعب الفلسطيني السفن المتجهة إلى إلى إسرائیل

إقرأ أيضاً:

لماذا فشل ديليسبس بتكرار نجاح قناة السويس في بنما؟

لطالما كان حلم ربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ من خلال قناة مائية فكرة مغرية، إلا أن تحويل هذا الحلم إلى واقع أثبت أنه أصعب بكثير مما بدى على الخرائط. كان بناء قناة بنما تحديًا هندسيًا وإنسانيًا غير مسبوق، حيث واجه بناة القناة صعوبات جمّة بسبب الطبيعة القاسية، والأوبئة الفتاكة، والظروف المروعة التي أدت إلى وفاة الآلاف من العمال على مدى ثلاثة عقود.

فشل إقامة قناة بنما 

كان بناء قناة بنما يعني حرفيًا إعادة تشكيل الجغرافيا، إذ تطلب المشروع حفر ممر مائي بطول 51 ميلًا عبر البرزخ البنمي. لكن الطبيعة لم تكن سهلة المنال؛ فالغابات الموبوءة بالثعابين، والحرارة المرتفعة التي تجاوزت 80 درجة فهرنهايت، والأمطار الموسمية الغزيرة التي بلغت 105 بوصات سنويًا، شكلت عوائق هائلة.

ذكر أحد العمال، روفوس فوردي، كيف أن المطر لم يتوقف لأسابيع، مما اضطر العمال إلى ارتداء ملابسهم المبللة باستمرار. كانت الفيضانات المتكررة لنهر شاجرز تجعل العمل شبه مستحيل، حيث تحولت المناطق المحيطة إلى مستنقعات وبرك مليئة بالبعوض الحامل للأمراض.

قصور الثقافة تطلق دورة جديدة في فنون السينما ديسمبر المقبل مارسيل بروست.. ماذا تعرف عن ملحمته الأدبية البحث عن الزمن المفقود؟


 

كانت المخاطر في موقع البناء عديدة، من الصخور العملاقة التي تزن عشرات الأطنان إلى البعوض الذي نشر أمراضًا فتاكة مثل الملاريا والحمى الصفراء.

وفقا لتقارير تاريخية، توفي أكثر من 25,000 عامل أثناء بناء القناة. وصف العامل ألفريد دوتين الظروف قائلاً: “كان الموت رفيقنا الدائم. لن أنسى أبدًا قطارات القتلى التي كانت تُنقل يوميًا وكأنهم مجرد أخشاب.”

بدأت فرنسا بناء قناة بنما عام 1881 بقيادة الدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديليسبس، الذي كان يسعى لتكرار نجاحه في بناء قناة السويس. لكن الطبيعة الجبلية والغابات الكثيفة في بنما كانت أصعب بكثير من الرمال المنبسطة في مصر.

تفشت الأوبئة بين العمال، مما أدى إلى وفاة ثلاثة أرباع المهندسين الفرنسيين في غضون ثلاثة أشهر فقط. خلال مواسم الأمطار في عامي 1882 و1883، قُدر عدد الوفيات اليومية بـ 30 إلى 40 عاملاً. وبحلول عام 1888، انهار المشروع الفرنسي بعد وفاة ما يقرب من 20,000 عامل وإفلاس الشركة.

بعد 16 عامًا من توقف المشروع الفرنسي، استأنفت الولايات المتحدة العمل على قناة بنما. ورغم محاولتهم التعلم من أخطاء الفرنسيين، واجه الأمريكيون نفس العقبات، خاصة الأوبئة.

في السنة الأولى، قتلت الحمى الصفراء والملاريا مئات العمال. مع تزايد الوفيات، بدأ كبير المهندسين جون فيندلي والاس يفكر في العودة للوطن، حتى أنه أحضر معه نعشًا معدنيًا تحسبًا لموته. في النهاية، استقال والاس وعاد إلى الولايات المتحدة تاركًا المشروع في وضع حرج.

مقالات مشابهة

  • توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70% من إيرادات قناة السويس
  • بنك قناة السويس يحصُد جائزة "أفضل بنك من حيث التمويل التجاري
  • «قناة السويس» يحصد جائزة أفضل بنك تمويل تجاري في مصر لعام 2024
  • النقد الدولي: مصر تفقد 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين
  • الاتحاد الأفريقي يكشف تفاصيل البعثة الجديدة في الصومال
  • الإحصاء: الصومال تسجل أعلى معدل وفيات للأطفال أقل من 5 سنوات
  • اسبانيا تواصل منع رسو السفن المتجهة للكيان في موانئها
  • "يونيسيف": بحلول عام 2050 سيزداد عدد الأطفال المعرضين لموجات الحر بثمانية أضعاف
  • لماذا فشل ديليسبس بتكرار نجاح قناة السويس في بنما؟
  • سفير الصومال يبحث مع نظيره الجزائري دعم التواجد العربي والأفريقي في مجلس الأمن