بوابة الوفد:
2024-06-29@14:49:50 GMT

القرن الأفريقى.. وأمن قناة السويس

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

تعيش منطقة الشرق الأوسط توترات شديدة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة قبل ثلاثة أشهر وحتى الآن، ونتج عنها تداعيات خطيرة على عدة جبهات سواء فى الشمال مع الحدود اللبنانية أو حالة الاستنفار العسكرى فى البحرين الأحمر والمتوسط، وانخراط الحوثيين فى المعادلة سواء بإطلاق بعض الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل تضامنًا مع الشعب الفلسطينى، أو من خلال عملية استهداف واحتجاز السفن المتجهة إلى إسرائيل فى دلالة على خطورة انتقال هذه الحرب لمجال أوسع فى المنطقة، وفى موقع بالغ الأهمية والحساسية على اعتبار أن باب المندب يربط بين ثلاث قارات هى افريقيا وآسيا وأوروبا ويشكل شريانًا ملاحيًا له أهمية استيراتيجية دولية حيث تسلك نحو 21 ألف سفينة سنويًا هذا الممر وتشكل 30٪ من حاويات الشحن فى العالم ونحو 10٪ من تجارة النفط و8٪ من تجارة الغاز و12٪ من إجمالى التجارة العالمية، وهو ما استدعى الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل تحالف دولى لحماية السفن المتجهة إلى إسرائيل.

. بينما أكد الناطق العسكرى باسم الحوثيين يحيى سريع أن الجماعة لا تستهدف إلا السفن المتجهة إلى إسرائيل وطمأن جميع السفن المتجهة إلى كافة موانى العالم بحرية الملاحة.

الحقيقة أن هناك قوى إقليمية ودولية تدفع فى إشعال الصراع فى المنطقة لاعتبارات اقتصادية وسياسية، بغض النظر عن نتائجها الكارثية على دول وشعوب المنطقة التى تعانى أصلاً من الصراعات العالمية، وقبل أسابيع قامت أثيوبيا بتوقيع مذكرة تفاهم غير قانونية، مع الانفصاليين فى المناطق الانفصالية لشمال الصومال - صومالى لاند - يمنح أثيوبيا حق استغلال مساحة 20 كليو مترًا من الساحل الصومالى على البحر الأحمر فى انتهاك صارخ لدستور البلاد والقوانين والأعراف الدولية، وهو ما استدعى قيام الرئيس الصومالى بتوقيع قانون بإلغاء الاتفاقية المبرمة بين حكومة أثيوبيا واقليم أرض الصومان، وتم عرض القرار على مجلس البرلمان الصومالى الذى وافق بالإجماع على قرار الرئيس فى الدفاع عن استقلال البلاد فى مواجهة الغزو البرى والبحري والجوى للبلاد، كما أعلنت جامعة الدول العربية والكثير من دول العالم عن رفض هذا الاتفاق الذى يشكل اعتداءً صارخًا على الصومال.. لكن تبقى المشكلة قائمة على اعتبار أن المنطقة التى تقوم اثيوبيا باحتلالها وإقامة قاعدة عسكرية بها تخضع للانفصاليين الصوماليين، وبعيدة عن سيطرة الحكومة الصومالية، ومما شجع الحكومة الأثيوبية على هذا الانتهاك الصارخ هو قيام بعض الدول الاقليمية بتمويل القاعدة العسكرية الأثيوبية، فى استمرار خطير وغير محسوب لسياسة التدخل فى شئون دول شقيقة لحساب أثيوبيا كما حدث فى السودان وليبيا وغيرها من الدول، وفى مساندة لأثيوبيا لخلق المزيد من المشاكل للدول العربية.

مؤكد أن ما يحدث على أرض الصومال حدث بالغ الأهمية لمصر تحديدًا لأسباب عدة يأتى على رأسها أمن قناة السويس باعتبارها أهم مجرى ملاحى دولى، وأحد أهم شرايين الاقتصاد المصرى والدخل القومى، وكلنا يعلم أن أثيوبيا تحديدًا لها عداء مع مصر ظهر جليًا فى تعنتها مع رفض شتى المفاوضات سواء الثنائية أو الأفريقية والدولية فى قضية سد النهضة، واستمرت بعملية ملء السد على عدة مراحل وعدة سنوات، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الدولية التى تنظم العمل فى مجرى الأنهار الدولية.. وإذا كانت مصر قد صبرت طويلاً على أثيوبيا فى قضية سد النهضة لاعتبارات كثيرة يأتى على رأسها المخزون المائى الكبير لدى مصر فى بحيرة ناصر، كما غضت مصر الطرف عن قيام بعض الأشقاء فى ضخ أموال من الدول الشقيقة لأثيوبيا تحت مزاعم الاستثمار واستخدمت هذه الأموال فى بناء السد، ولم تشأ مصر أن تحدث أزمة مع الأشقاء، إلا أن الأمر يختلف تمامًا فى وجود قاعدة عسكرية لأثيوبيا على مدخل البحر الأحمر باعتباره أمرًا يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى المصرى وتحديدًا لقناة السويس، وفى اعتقادى أن مصر فى انتظار طلب الأشقاء فى الصومال من مصر التدخل فى هذا الأمر خاصة بعد رفض مجلس الصومال للنواب هذا الاعتداء الصارخ، ولن تتوانى مصر عن وضع خطوط حمراء أمام أثيوبيا فى هذا الشأن على غرار ما حدث فى ليبيا.

حفظ الله مصر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ أمن قناة السويس منطقة الشرق الأوسط الشعب الفلسطيني السفن المتجهة إلى إلى إسرائیل

إقرأ أيضاً:

إقتصادية قناة السويس توقع عقد مشروع "جرين مارين" للكيماويات

شهد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، و Liu Aimin رئيس "تيدا-مصر" والسيد/ Song Yongxiang رئيس بلدية بينزو الصينية, و Yu Jiang رئيس مجموعة شركات "بينخوا" الصينية، توقيع اتفاقية إطارية لأقامة مشروع "جرين مارين" لشركة "بينخوا" الصينية للكيماويات بمنطقة "تيدا-مصر" داخل المنطقة الصناعية بالسخنة؛ حيث قام بتوقيع الاتفاقية الدكتور محمد عبد الجواد، نائب رئيس الهيئة لشئون الاستثمار والترويج، والسيد Geo Peng، مدير عام بينخوا للشرق الأوسط وافريقيا، وبحضور الوزير المفوض بالسفارة الصينية بالقاهرة، وعدد من القيادات التنفيذية بالهيئة، وأوضح الاتفاق ان المشروع سيقام على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى على مساحة 300 ألف متر مربع، بتكلفة استثمارية 250 مليون دولار، تتيح عدد 795 فرصة عمل، يستهدف إنتاج 100 ألف طن صودا كاوية، و50 ألف طن من حمض الهيدروكلوريك, و40 ألف طن من خامات التبييض و مزيلات الألوان المستخدمة في صناعة المنسوجات والاقمشة, و10 آلاف طن من خام البروميين و المنتجات المستخلصة منه، حيث يبلغ العائد السنوي 230 مليون دولار سنويًّا.

أما المرحلة الثانية من المشروع تستهدف توسيع نطاق الإنتاج لمنتجات الكلور والبولي إيثر والبولي يوريثان لتلبية الاحتياجات المحلية لبعض الصناعات مثل السيارات ومواد البناء، وتطوير منتجات الصودا آش اللازمة لصناعة الزجاج عالى الجودة والاحتياجات الأخرى. 
و المرحلة الثالثة من المشروع ستركز على موارد C2-C5 المحلية لتطوير تقنيات متقدمة في انتاج مواد كيميائية جديدة.

وعلى هامش مراسم التوقيع التقى وليد جمال الدين بالوفد الصيني رفيع المستوى، وتم مناقشة سبل التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وصرح في هذا السياق أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في الاستثمارات الصينية، وأن الشراكة الاستراتيجية بين المنطقة الاقتصادية والاستثمارات الصينية تمثل قصة نجاح قائمة على البناء المشترك، مبديًا اعتزازه بالاستثمارات الصينية بمنطقة "تيدا-مصر" للتعاون الاقتصادي بمنطقة السخنة الصناعية المتكاملة، لافتًا إلى أن حجم الاستثمارات الصينية التي تمت بالشراكة مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في الفترة الماضية تمثل 40% من إجمالي الاستثمارات بالمنطقة.

من جانبه أعرب السيد Yu Jiang رئيس مجموعة شركات "بينخوا" BEFAR عن سعادته بخطوات مصر الثابتة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، وأكد أن العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية تعكس التوجهات المشتركة للقيادة السياسية في البلدين، وتقدم نموذجًا يحتذى به للتعاون الصيني مع الدول العربية والإفريقية، وعبر عن سعادته بتوقيع هذا المشروع الفريد من نوعه داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والذي يعد بداية لمزيد من التعاون مع شركات المقاطعة الصينية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: مشروع إعادة تدوير مخلفات السفن يحقق الاستدامة في قطاع النقل
  • بآيادٍ مصرية.. 7 معلومات عن قاطرات قناة السويس الجديدة (صور)
  • رئيس هيئة قناة السويس مصنع مصر لبناء القاطرات بترسانة سفاجا
  • أسامة ربيع: القاطرات البحرية الجديدة تساهم في تطوير أسطول هيئة قناة السويس
  • الحوثيون يرفعون وتيرة الهجوم على السفن المتجهة للاحتلال.. 4 في يوم واحد ‏
  • جامعة قناة السويس تحقق تقدم في التصنيف العالمي us news
  • جامعة قناة السويس تُحقق تقدما ملحوظا في التصنيف العالمي US News 2024
  • إقتصادية قناة السويس توقع عقد مشروع "جرين مارين" للكيماويات
  • مراسل القاهرة الإخبارية في عدن: الأوضاع بالبحر الأحمر تتجه نحو التصعيد
  • “رفع علم مصر فوق الكنيست والجندي بعشر إسرائيليين”.. محمود قابيل يروي أسوأ لحظات العمر