هذه مصر، وطن خالد للمصريين ورسالة سلام ومحبة لكل الشعوب، وعلى أرضها احتضن المصريون السيدة العذراء ووليدها، ثم قدموا آلاف الشهداء دفاعا عن كنيسة السيد المسيح - عليه السلام - وفى أرضها شبّ كليم الله موسى عليه السلام، وتجلى له النور الإلهى، وتنزلت عليه الرسالة فى طور سنين، وحين بعث خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة ليتمم مكارم الأخلاق، انفتحت القلوب والعقول لنور الإسلام.
هذه مصر وطن نعيش فيه ويعيش فينا، دولة المواطنة التى يتساوى فيها الناس فى الحقوق والواجبات، بغض النظر عن الديانات والمعتقدات. وقد أرسى الإسلام مفهوم المواطنة بشكل واضح وجلىّ ويظهر ذلك من خلال وثيقة المدينة التى أبرمها النبى صلى الله عليه وسلم - عندما جاء للمدينة - وبدأ بتنظيم علاقة المسلمين مع غيرهم، فهى أول دستور فى الإسلام، وقد بينت الوثيقة الحقوق والواجبات لكل فرد، ونظمت العلاقة بين سكان المدينة من المسلمين وغيرهم من اليهود، بما يحقق العدل والمساواة.
تمثل المواطنة والحقوق المتساوية للجميع قيما ثابتة فى نهج الجمهورية الجديدة، وهو ما تم ترسيخه من خلال الممارسات الفعلية والواقعية فى جميع مناحى الحياة، لتعظيم القيم الإنسانية من عدم التمييز ونشر ثقافة التعددية والتعايش المشترك ومكافحة التعصب وإعلاء قيم القانون وتمكين المرأة المصرية فى سبيل تحقيق خطط واستراتيجية الدولة نحو بناء مجتمع عادل وترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء وتحقيق أعلى درجات الاندماج الاجتماعى، بشكل يعكس حالة الاستقرار والسلام المجتمعى، وتشكيل جبهة داخلية متماسكة ومترابطة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية داخليا وخارجيا، والحفاظ على هوية مصر الوطنية فضلا عن استغلال كافة الطاقات فى إطار جهود التنمية الشاملة الجارية، على قدم وساق فى مختلف المجالات.
منذ عام 2014، اتخذت مصر خطوات عدة لتمكين الأقباط من تولى المناصب العليا، حيث شغلت أول امرأة قبطية منصب المحافظ وهى الدكتور منال عوض عام 2018، وترأس أول مسيحى مصرى المحكمة الدستورية العليا، وهو المستشار بولس فهمى، كما تم السماح ببناء وتقنين أوضاع الكنائس. وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى مسجدا ضخما «الفتاح العليم» وأكبر كنيسة فى الشرق الأوسط «كاتدرائية ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، فى رسالة رمزية للتسامح الدينى، وذلك وسط إشادة دولية واسعة ومن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
كما نص الدستور المصرى 2914 على المساواة بين المواطنين، تمثلت فى المساواة فى الحقوق والواجبات وجعل مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسى للتشريعات المنظمة لأحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية. كما ألزم الدستور الدولة بالعمل على تمثيل الشباب والمسيحيين تمثيلا ملائما فى مجلس النواب. كما ألزم الدستور مجلس النواب بإصدار قانون لتنظيم بناء وترميم الكنائس بما يكفل حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية.
كل عام ومصر وطن للجميع فى دولة المواطنة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن هذه مصر خالد للمصريين
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يعقد ملتقى السيرة النبوية حول سفراء الإسلام والهجرة المباركة
عقد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية تحت عنوان "سفراء الإسلام والهجرة المباركة"، بمشاركة نخبة من أساتذة الحديث الشريف، بينهم الدكتور نادي عبد الله محمد، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والدكتور أسامة مهدي، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين، وأدار الحوار الشيخ وائل رجب، الباحث بالجامع الأزهر.
أكد الدكتور أسامة مهدي خلال كلمته أن النبي ﷺ كان يضع كل شخص في المكان المناسب وفقًا لكفاءته، مستشهدًا باختياره لمصعب بن عمير ليكون أول سفير في الإسلام لما كان يتمتع به من ذكاء ولباقة وقدرة على الإقناع، مما ساهم في دخول العديد من أهل المدينة في الإسلام. كما أشار إلى دور جعفر بن أبي طالب في عرض الإسلام أمام النجاشي ببلاغة ودبلوماسية، ما يعكس حرص الرسول ﷺ على اختيار الأكفأ لكل مهمة.
من جانبه، تحدث الدكتور نادي عبد الله عن دور الحب والصدق في نصرة الإسلام، مشيرًا إلى أن الله اختار المدينة لتكون موطن الهجرة نظرًا لما في قلوب أهلها من حب لرسول الله ﷺ، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ"، مؤكدًا أن مصر لها نصيب من هذا الحب، لذلك أصبحت موطنًا لآل بيت النبي ﷺ.
وشدد وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية على ضرورة التمسك بالعبادة، خاصة في أوقات الفتن، اقتداءً بحديث النبي ﷺ: "العبادة في الهرج كهجرة إليّ"، داعيًا إلى التحلي بالتسامح ونبذ الشحناء.
بدوره، أكد الشيخ وائل رجب أن الصحابة كانوا خير سفراء للإسلام بفضل صدقهم وإخلاصهم، وهو ما جعلهم يحظون بثقة النبي ﷺ في تمثيله بين الأقوام المختلفة.
يُذكر أن ملتقى السيرة النبوية يُعقد أسبوعيًا في رحاب الجامع الأزهر تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات فضيلة الدكتور محمد الضويني، بهدف إبراز الدروس المستفادة من السيرة النبوية.