على صفيح ساخن، يقف رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعد تورطه في عدة اتهامات خطيرة منذ بداية الحرب، لعل أبرزها مطالبة جنوب أفريقيا بمحاكمته على جرائم الإبادة التي ارتكبها في حق أهالي غزة، منذ 7 أكتوبر المنقضي، بالاستناد على الاتفاقية الدولية المعروفة باسم «اتفاقية الإبادة الجماعية».. فما هي؟

ما اتفاقية الإبادة الجماعية التي تورط بها نتنياهو؟

محكمة العدل الدولية تعقد جلساتها هذا الأسبوع؛ من أجل النظر في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا، للمطالبة بمحاكمة نتنياهو نظرًا لاختراقه اتفاقية الإبادة الجماعية، أثناء حربه في قطاع غزة، وطالبت بوقف عاجل للحملة العسكرية ضد الأهالي العزل، وذلك بموجب المعاهدة الدولية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في 9 ديسمبر 1948، وبدأت مرحلة التنفيذ في يناير 1951.

اتفاقية الإبادة الجماعية تعد الأداة القانونية الأولى، لتدوين الإبادة الجماعية كجريمة، وأول معاهدة لحقوق الإنسان اعتمدتها الأمم المتحدة، وتعرف بأنها أي فعل يرتكبه أي شخص أو  مجموعة من الأشخاص، بقصد تدمير مجموعة من الأشخاص أو جماعة قومية أو عرقية أو دينية، بشكل كامل أو جزئي، بحسب شبكة «سكاي نيوز» التي أفردت تقريرًا كاملًا عن تلك الاتفاقية.

ويتضمَّن الأذى أو التدمير في تعريف الاتفاقية، قتل أعضاء من الجماعة ورصدهم بشكل مستمر، إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة المذكور فئاتهم سلفًا، إخضاع مجموعة من الأهالي أو الأشخاص عمداً، لظروف معيشية يراد بها التدمير المادي كلياً أو جزئياً، استهداف الأطفال بشكل خاص أو فرض بعض التدابير التي تستهدف صعوبة إنجاب الأطفال. 

تنص الاتفاقية على أن مرتكبي الإبادة الجماعية مسؤولون جنائياً، وأن الدول الأطراف في الاتفاقية ملزمة بتقديمهم إلى العدالة، ما جعل جنوب أفريقيا التي تعد طرفًا في الاتفاقية برفع القضية والمطالبة بمحاكمة نتنياهو لخرقها. 

تنص الاتفاقية على إنشاء محكمة جنائية دولية دائمة، وذلك من أجل النظر في جرائم الإبادة الجماعية وفقًا للاتفاقية، وبالفعل دخلت حيز التنفيذ في 1 يوليو 2002.

الأهمية القانونية لاتفاقية الإبادة الجماعية

تعتبر اتفاقية الإبادة الجماعية خطوة مهمة في تطوير القانون الدولي الجنائي، وقد ساعدت الاتفاقية في وضع معايير قانونية محددة لجريمة الإبادة الجماعية، وجعلت من ارتكاب هذه الجريمة جريمة جنائية دولية.

وقد لعبت الاتفاقية أيضاً دوراً هاماً في منع الإبادة الجماعية، فقد أدت الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 إلى إحباط هذه الجريمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نتنياهو الأمم المتحدة نتنياهو اخبار نتنياهو محاكمة نتنياهو غزة اتفاقیة الإبادة الجماعیة

إقرأ أيضاً:

لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟

سلط تقرير نشره موقع "موندويس" الضوء على غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس على مقترح أمريكي للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ "حماس ترى بهذه الخطوة وسيلة للتمهيد للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتضع تل أبيب في موقف صعب برفضها الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب".

وذكر أن موافقة حماس الأخيرة نابعة عن مواقفها السابقة، والتي رفضت مقترحا للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتحول المقترح إلى الإفراج عن خمسة أسرى فقط بينهم عيدان ألكسندر و4 جثث.

وتابع: "من المقرر أن تتحرك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل دائم"، مضيفا أن "هذه التطورات وضعت إسرائيل في موقف حرج، نظرا لرفضها الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، أو التفكير في إنهاء الحرب بشكل دائم".



ولفت إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عودة المفاوضين إلى الدوحة، لمناقشة إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، وقد مدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إقامته في المنطقة حتى نهاية الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام، كما أرسلت إسرائيل فريقًا تفاوضيًا يضم منسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الرهائن ومسؤولًا في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك".

ويأتي تجدد المفاوضات في ظل وقف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أدى إغلاق جميع نقاط العبور إلى غزة ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وإغلاق المخابز في القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية للمعيشة.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو صرح في أوائل الشهر الحالي بأنه لن يكون هناك "غداء مجاني لغزة" طالما لم يتم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين جدد، في خطوة تمثل انتهاكًا لشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها، حيث لم يكن من المقرر إطلاق سراح أي أسرى جدد قبل بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر.

ومن الاستراتيجيات الأخرى التي اتبعها نتنياهو وحلفاؤه في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار هي تهديداته باستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل تستعد لهجوم متجدد وأشد قسوة، كما هدد نتنياهو نفسه حماس وسكان غزة خلال خطاب له في الكنيست الإسرائيلي بعواقب "لا تُحتمل" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.



وبحسب التقرير، جاء تعبير حماس عن استعدادها لتسليم أسير إسرائيلي وجثث أربعة آخرين مقابل التفاوض على المرحلة الثانية، ليضع حدًا لتكتيكات نتنياهو التخريبية.

وأوضح التقرير أن هذا التحول جاء إثر إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس دون وساطة، في خطوة تكسر ثلاثة عقود من العرف الأمريكي في رفض التفاوض مع المنظمات التي تعتبرها "إرهابية".

وذكر أنه "رغم محدودية صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي أُرسل إلى الدوحة، إلا أن استئناف المحادثات بعد أسبوع متوتر من التهديدات الإسرائيلية يظهر تغيرًا في الموقف الأمريكي الذي انتقل من اقتراح ترامب الاستفزازي بتطهير عرقي للفلسطينيين من غزة إلى مناقشة الشروط مباشرة مع حماس وتقديم مقترحات متتالية للانتقال إلى محادثات حول إنهاء الحرب".

وفي صلب هذا التغيير مسألة إعادة إعمار غزة ومقترح القمة العربية البديل؛ حيث عرض اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة يوم الأربعاء الماضي الخطة على ويتكوف، واتفقوا على مناقشتها في المحادثات الجارية كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.

وختم التقرير بقوله: "بينما يضع الفلسطينيون في غزة وعائلات الأسرى الإسرائيليين آمالهم في جولة المحادثات المتجددة في الدوحة، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال بعيدة؛ فحكومة نتنياهو لا تُظهر أي علامة على استعدادها لإنهاء الحرب، وستحاول الآن إيجاد طريقة لتجنب المضي قدمًا في المفاوضات وإيجاد طريقة لإلقاء اللوم على حماس، كما فعلت مرات عديدة في الماضي".

مقالات مشابهة

  • واتس آب يطور ميزة جديدة لتنظيم المحادثات الجماعية
  • واتسآب يطور ميزة جديدة لتنظيم المحادثات الجماعية
  • “جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم
  • الخلاف بين نتنياهو ورئيس الشاباك: القصة الكاملة 
  • مليار دولار.. القصة الكاملة للعقل المدبر وراء أضخم عملية سطو إلكتروني
  • «بعد انتشار الفيديو».. الداخلية تكشف ملابسات دفع أحد الأشخاص من عربة مترو الأنفاق
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • أمريكا تطرد الحقيقة.. إبراهيم رسول جريمة دبلوماسية بلا عقاب!
  • التفاصيل الكاملة لحريق المعامل المركزية لوزارة الصحة
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة