المجرمون مرتبكون فى واشنطن وتل أبيب
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
رغم إعلان الجيش الإسرائيلى المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية؛ لاغتيال قادة المقاومة فى الداخل والخارج وتدمير البنية التحتية من أنفاق ومرافق غزة، ورغم إصرار نتنياهو على الاستمرار فى الحرب حتى يقضى -كما يزعم- على حماس ويسترد الرهائن، إلا أن الشارع الإسرائيلى مازال مشتعلا بالمظاهرات والاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو، ليكمل بهذه الحالة من الغضب اتساع دائرة مطالب المعارضة بإقالة هذه الحكومة المتطرفة التى كلفت الإسرائيليين خسائر تقدر بنحو 60 مليار دولار حتى الآن وبما يعادل 300 مليون دولار يوميا، إضافة إلى 10 مليارات دولار للإنفاق على المستوطنين فى الحدود الشمالية و5 مليارات على مستوطنات غلاف غزة.
ولذلك يسعى نتنياهو بكل ما لديه لأن ينتهى بسرعة من تلك الورطة، وتحقيق أى نصر معنوى يلجم به معارضيه من قادة الجيش وبعض الأحزاب الأخرى.. فكلما طال أمد العمليات العسكرية ارتفعت التكلفة السياسية والاقتصادية لتلك الحرب التى لم تألفها المنطقة من قبل، ومن ثم ارتفعت وتيرة الصدام والخلاف مع المعارضة والسلطة القضائية وخاصة المحكمة العليا التى يعمل نتنياهو لتقليص صلاحياتها.
هذه الحالة من الارتباك الداخلى المالى والسياسى والعسكرى فى تل أبيب، تماثلها حالة أخرى مشابهة فى أمريكا، تعكسها احتدام حدة الخلاف حول الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية، حيث كشفت بعض الاستطلاعات أن قطاعا كبيرا من الناخبين الأمريكيين غير متحمسين للمرشحين الرئاسيين (بايدن وترامب) ويطالبون الجمهوريين والديمقراطيين بتقديم وجهين جديدين غير هؤلاء الداعمين دائما وأبدا للدولة الصهيونية فى الانتخابات الرئاسية التى ستنطلق بعد تسعة شهور.
ناهيك عن حالة الشك والريبة بين «البيت الأبيض» و«البنتاجون» كشفها إعلان كاثلين هيكس نائبة وزير الدفاع عن عدم معرفة الرئيس بايدن ولا الكونجرس بدخول «لويد اوستن» وزير الدفاع المستشفى إلا بعد خمسة أيام! وتلك سابقة لم تحدث من قبل جعلت المؤسسات الاستراتيجية الأمريكية على المحك.
إن هذه الحالة من الشك والانقسام السياسى داخل أمريكا وإسرائيل، يجب على العرب استثمارها لصالح القضية الفلسطينية، بتكثيف الضغوط السياسية والاقتصادية؛ لخنق المواطن الأمريكى والإسرائيلى فى وقت واحد بسلاح النفط، ولا نقول هنا وقف تصديره لأوربا وأمريكا وإنما بتقليص الإمدادات، وعندها سيجبر الرئيس الأمريكى جو بايدن وحلفاؤه صديقهم نتنياهو على وقف إطلاق النار، لأن ذلك سيغير حتما من اتجاهات ومزاجية الناخب الأمريكى لصالح رجل عجوز دخل فى منافسة شرسة مع المشاغب «ترامب» المشغول بمحاكمات تنتظره فى بعض الولايات بتهم فساد وتمرد على الدستور الأمريكى، وذلك على خلفية مشاركته فى أحداث اقتحام مقر الكونجرس عام 2021.
إن بايدن الآن فى أمس الحاجة إلى صوت كل مواطن أمريكى صار متعاطفا مع الفلسطينيين، كما أنه لا يريد الدخول فى صراع مع إيران، ومن ثم سيضغط لعدم توسعة دائرة الحرب فى جنوب لبنان لتجنب مواجهة طهران ووكلائها فى الشرق الأوسط، وسحب حاملة الطائرات جيرالد فورد من البحر الأحمر أقوى دليل.
.. ومع كل ما يحدث فى أمريكا وإسرائيل، لا ينبغى علينا كعرب أن نفرط كثيرا فى تفاؤلنا فى حالة سقوط بايدن ونتنياهو، فجميعهم من طين واحد وعجينة واحدة، فترامب ليس بأفضل من الحالى ولا معارضو نتنياهو أحسن منه، جميعهم محتلون يتقاسمون الأدوار وشركاء فى أكبر جريمة عالمية فوق أرض فلسطين المغتصبة، فترامب هو صاحب قرار نقل السفارة إلى القدس واعتبارها عاصمة إسرائيل، وحزب العمل بزعامة شيمون بيريز أول من زرع الاستيطان وحكومة بينيت- لابيد كانت أكثر إجراما بممارستها الإعدام الميدانى اليومى للفلسطينيين، ولم ترحم هى الأخرى تلميذا ولا طفلا ولا شابا ولا كهلا ومنحت المستوطنين حق إطلاق الرصاص على الأبرياء فى أى زمان ومكان.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: واشنطن تل أبيب الجيش الإسرائيلي الداخل والخارج تدمير البنية
إقرأ أيضاً:
توقعات برفض نتنياهو لدعوة ترامب ولقائه
سرايا - تشير تقديرات بعض الأوساط الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يجد نفسه مرغمًا على عدم تلبية دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولقائه في واشنطن.
وكشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن البيت الأبيض يجري ترتيبات استقبال نتنياهو الذي سيزور الولايات المتحدة قريبًا بدعوة من الرئيس ترامب، تشجيعًا له لإتمام اتفاق غزة.
ونقل الموقع عن مصادر عبرية وأميركية قولها إن نتنياهو يعتزم السفر إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، لعقد اجتماع مع ترامب الذي كان له دور بارز في إنهاء حرب غزة.
وبحسب "أكسيوس"، فإنه إذا تمت الزيارة، فسيكون بنيامين نتنياهو أول زعيم أجنبي يُدعى للقاء ترامب في البيت الأبيض، وهي لفتة من ترامب لنتنياهو لإنجاز صفقة "الرهائن".
وقالت مصادر عبرية وأميركية إن الخطة الحالية تقضي بأن يصل نتنياهو إلى واشنطن يومي الأحد أو الاثنين على أن يغادرها يوم الخميس.
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس"، إن مستشاري نتنياهو ومسؤولي البيت الأبيض ما زالوا يحاولون تحديد الموعد الدقيق للاجتماع بين الزعيمين.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن وصول نتنياهو إلى واشنطن يعتمد في المقام الأول على ما إذا كانت حالته الصحية بعد جراحة البروستاتا التي أجريت له أخيرًا ستسمح له بالقيام برحلة جوية مدتها 12 ساعة وعقد اجتماعات.
وفي بيان قدمه محامو نتنياهو إلى المحكمة الأسبوع الماضي، زعموا أن رئيس الوزراء يواجه صعوبة في الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة بسبب حالته الطبية؛ لذا طلبوا تقليص عدد جلسات ومدة محاكمته بحيث يتم تقصير كل جلسة استماع.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#السفر#غزة#الاحتلال#رئيس#الوزراء#الرئيس
طباعة المشاهدات: 1158
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 30-01-2025 08:26 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...