بوابة الوفد:
2025-04-26@03:48:37 GMT

الطبخة الأمريكية لما بعد حرب غزة

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

بعيدا عن الجدول المزدحم لوزير الخارجية الأمريكى بلينكن فى جولته الجديدة بالمنطقة، فإن أبسط توصيف لها فى حدود التصريحات الصادرة منه أنها تعد لما يمكن وصفه بالطبخة الأمريكية لما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة. يمكن تلمس ذلك بسهولة من مواقفه المعلنة والتى تحمل قدرا من التغير عن المواقف المبدئية الأمريكية التى سادت خلال الفترة الأولى بعد طوفان الأقصى مباشرة وحتى فيما بعد بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة.

فواشنطن التى كانت تشجع إسرائيل على فكرة تهجير الفلسطينيين وهو ما بدا فى تصريحات مسئولين أمريكيين عدة، أصبح لها الآن موقف مختلف يقوم على ضرورة بقاء الفلسطينيين فى غزة. ليس ذلك فقط بل وعودتهم إلى الشمال وهو الأمر الذى يبدو مطروحا وبقوة أمريكيا وسط أنباء تشير إلى شروط إسرائيلية لمثل تلك العودة.

ربما يكون الجديد، وإن لم يكن جديدا تماما رغم أنه قد يكون أمرا مستغربا ومستهجنا فى الوقت ذاته، هو أن بلينكن يجرى مباحثاته مع القادة العرب وعلى رأس أجندته وخاصة بالنسبة للسعودية استئناف مباحثات التطبيع والتى كانت قد توقفت بين المملكة والكيان العبرى بعد «الطوفان».. ومن المفارقات التى تلفت النظر وتدعو لاستدعاء مقولة «أين أنت يا حمرة الخجل»، إنه فى الوقت الذى يبحث فيه الفلسطينيون عن مكان لدفن جثث موتاهم يأتى بلينكن ليقيم التطبيع على أنقاض تلك الجثث!

بعيدا أيضاً عما فى ذلك من غياب للعواطف والإنسانيات – وهذا هو مقتضى السياسة للأسف – يبدو أن ذلك هو الأساس الذى تبنى عليه واشنطن خطتها لتجاوز لحظة الطوفان وتداعياتها ولتعود المياه إلى مجاريها وكأن شيئا لم يحدث. عودة إسرائيل إلى خطوط ما قبل العملية بمعنى انسحاب من غزة مع ترتيبات تضمن الأمن الإسرائيلى، وهو ما يوفر غطاء مناسبا لفشل تل أبيب فى تحقيق أهدافها من الحرب على غزة والتى كان على رأسها القضاء على حماس حيث تقلصت تلك الأهداف إلى حد قبول إسرائيل موافقة صفقة لإعادة الأسرى لا تمانع أن تكون حماس طرفها الرئيسى مقابل عودة الفلسطينيين للشمال وهو ما يعنى الإقرار بأن حماس باقية ولم يتم القضاء عليها.

صحيح أنه من الواضح أن الموقف الأمريكى ربما يأتى على غير رغبة إسرائيلية وهو أمر يبدو واضحا فى ممانعة قادة الكيان خوفا من انكشافهم أمام الرأى العام الإسرائيلى، ولكن يبدو أن هذه أولويات واشنطن فى تلك المرحلة وقف الحرب والدفع بالتطبيع وتجنب حرب إقليمية ربما تتطور إليها الأمور دون أن يقصد أى طرف الوصول إلى تلك المرحلة. كل تلك أمور ربما تؤشر لاختلاف اولويات واشنطن عن أولويات تل ابيب، ما يكشف عن أن الأخيرة لا تعدو أن تكون سوى أداة فى يد الإدارة الأمريكية رغم المماحكات والممانعات وهذا أمر يبدو مفهوما ومتصورا، على عكس الحال فى تعامل الإدارة الأمريكية مع قياداتنا العربية!

ربما تكون جولة بلينكن ورؤيته طوق نجاة لإسرائيل التى تغرق فى وحل غزة رغم الخسائر الضخمة التى تلحقها بالقطاع وتجاوزت على مستوى الخسائر البشرية 23 ألف نسمة حتى الآن، غير أنه يبقى أن المهم الحفاظ على قوة الدفع التى حققتها عملية طوفان الأقصى وعدم تفويت النتائج التى يمكن أن تترتب عليها وهو أمر لن يتم سوى بإصرار عربى على عدم فتح ملف التطبيع حتى ولو فى الوقت الحالى على الأقل إلى أن تتضح الرؤية وليكون كما كان عليه من قبل، قائما على مبدأ الأرض مقابل السلام وليس تطبيعا مجانيا كما هو حاصل أو قد يحصل فى حدود الرؤية التى يطرحها بلينكن.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات الجدول المزدحم حدود

إقرأ أيضاً:

اللواء محمد إبراهيم الدويري: سيناء رمز السيادة وعنوان الإرادة

قال نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن أرض سيناء هي رمز السيادة المصرية وعنوان الإرادة الوطنية، كما تعد النموذج الأمثل لكيفية نجاح الدولة فى إقرار مبدأ التوازن بين متطلبات الأمن القومى ومتطلبات التنمية. 


وأضاف اللواء محمد إبراهيم، في حديث لـوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الخميس/ - بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء- أن أرض سيناء التي نعتبرها بحكم موقعها الإستراتيجي جزءاً لايتجزأ من منظومة الأمن القومى المصري أصبحت جزءاً رئيسياً فى منظومة التعمير والتطوير والتنمية الشاملة التى تقوم بها الدولة فى كافة المجالات .


وتابع أن المقارنة الموضوعية بين سيناء منذ 43 عاماً مضت وسيناء فى الوقت الراهن لابد لأن تقودنا إلى نتيجة واحدة مفادها أن مصر أنجزت معجزة حقيقية بكل المقاييس ونقلت سيناء من مرحلة سيئة لا يمكن توصيفها بدقة إلى مرحلة جديدة تماماً وشديدة الإيجابية من الضروري أن نشير إليها بالبنان وأن نفتخر بها .


وعن مدى نجاح الدولة المصرية في تطهير سيناء من الإرهاب ونشر الأمن في ربوعها، أوضح اللواء محمد إبراهيم أنه لا يمكن أن ننظر إلى هذا الإنجاز على أنه كان مجرد جهداً عادياً بل أن هذا النجاح وقف وراءه جهد غير مسبوق قامت به كافة مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات أخرى حيث تبارى الجميع وإنصهروا في منظومة عمل متفانية وضعت مصلحة الدولة نصب أعينها وبذلوا كل غال ونفيس وأرواح طاهرة حتى تحررت سيناء.


ونوه في هذا الصدد إلى أن مصر التي نجحت فى معركة التحرير الأولى من خلال تحرير سيناء من الإحتلال الإسرائيلي عقب حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 نجحت أيضاً في معركة التحرير الثانية وهى تحرير سيناء من الإرهاب خاصة عقب العملية الشاملة التي بدأت عام 2018 ثم نجحت بامتياز فى المعركة الثالثة وهى معركة التنمية التي لازالت تنتشر فى كل أنحاء سيناء.


ورأى أن منظومة النجاح فى سيناء تحتاج إلى بلورتها فى إصدارات يتم تدريسها للشباب المصري من أجل توضيح كيف إنتقلت سيناء من أن تكون معقلاً للإحتلال والإرهاب والإرهابيين إلى أن أصبحت نموذجاً ناجحاً يحتذى به ويجمع بين إرادة العمل وإرادة النجاح .


وحول الدروس المستفادة من تاريخ تحرير أرض الفيروز، لفت إلى أن هناك مجموعة من الدروس التي لابد من تذكير الأجيال الجديدة بها وأبرزها أهمية أن تطلع تلك الأجيال على البطولات التى تمت فى تاريخ مصر الحديث والاستفادة من هذه الأعمال والنماذج البطولية التي قام بها شباب مصري مثلهم حينذاك؛ إذ إن هذه الأجيال هي التي ستتحمل المسئولية مستقبلاً.


وشدد في هذا الشأن على ضرورة أن تتسلح هذه الأجيال بالإرادة القوية لكي تتمكن من التصدي للتحديات التى سوف يواجهونها أى وقت، علاوة على أن الولاء للدولة والثقة فى قيادتها يعتبر أحد أهم العناصر التى تساعد على التلاحم بين الشباب وبين القيادة السياسية ، كما أن العمل الجاد يعد المسار الطبيعي لتقدم الدولة ولن يقوم بهذا العمل سوى أن تكون لدينا أجيال مؤهلة وقادرة على تحمل المسئولية .


وفيما يتعلق بمحاولات الزج باسم سيناء في مخطط "حكومة تل أبيب" لتهحير أهل غزة من أرضهم والذي أحبطته الدولة المصرية، أشار اللواء محمد إبراهيم إلى انه ليس خافياً على أحد أن إسرائيل طرحت مشروعات التهجير منذ حوالى ربع قرن وأن سيناء بالنسبة لهم تعد هي المجال الحيوي الذي تهدف إليه هذه المشروعات على أمل توطين سكان غزة بها، والأمر الجديد أن هذه المشروعات خرجت إلى العلن عقب حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهراً حيث طرح الرئيس الأمريكى "ترامب" هذا المشروع عقب توليه الحكم فى يناير الماضي وأسرعت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بتبنيه بل ومحاولة البدء فى تنفيذه .


وأكمل أن القيادة السياسية المصرية كانت واعية تماماً لمثل هذه المخططات المشبوهة وأسرع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة فى السابع من أكتوبر 2023 بالتأكيد على أن تهجير سكان غزة إلى سيناء هو خط أحمر لن نسمح لأحد بتخطيه، كما أكد رفض مصر القاطع لأى عملية تهجير للسكان الفلسطينيين كونه يعد خطوة فى طريق تصفية القضية الفلسطينية وهو أيضاً ما لم تسمح به مصر .


وعن الرسائل المهمة التي لابد من تذكير الرأي العام العالمي بها في ذكرى تحرير سيناء، أبرز اللواء الدويري مجموعة من الرسائل للمجتمع الدولي فى هذه الذكرى الغالية وفي مقدمتها أن سيناء تعد بالنسبة لمصر مسألة أمن قومى، ومن ثم فإننا لن نسمح لأحد بأن يعبث بهذه المنطقة تحت أى مسمى وسوف نتصدى له بكل الوسائل المتاحة .


وأضاف أن كل ما يتداول حول مشروعات التهجير إلى سيناء هو أمر مرفوض وستظل سيناء منطقة مصرية قوية تنعم بكل مظاهر الأمن والتنمية المطلوبة ، علاوة على أن المشروع الرئيسي الذي تتبناه الدولة المصرية هو مشروع التنمية في سيناء وفى كل ربوع مصر .


وتابع:" أن مصر تتبنى عن قناعة تامة كل مبادئ السلام إلا أنها فى نفس الوقت تمتلك القوة لحماية هذا السلام والحفاظ على أمنها القومى ، بالإضافة إلى أن فرص الاستثمار في مصر هى فرص واعدة وأن الدولة على إستعداد لتقديم كل ما يلزم لدعم عمليات الاستثمار في الدولة" .


واختتم اللواء محمد إبراهيم بالتأكيد على أن ذكرى تحرير سيناء تعد ذكرى غالية يجب أن تكون نبراساً لنا، وعلينا أن نستثمر دروسها المستفادة في كافة الجهود التي تبذلها الدولة بمختلف المجالات، والقناعة أن مصر التى نجحت فى معارك تحرير سيناء قادرة بفضل الله وشعبها العظيم وقيادتها الوطنية على تحقيق الإنجازات التي تصب كلها فى مصلحة الشعب المصري 

مقالات مشابهة

  • من الأرجنتين إلى الفاتيكان.. البابا فرانسيس يغيّر مسار الكنيسة الكاثوليكية بإصلاحات جريئة
  • لجنة العلاقات الثقافية بـ ألسن عين شمس تطلق أسبوعًا عن أدب الطفل
  • مصرع شاب في مشاجرة بين عائلتين بالواسطي شمال بني سويف
  • الرئيس السيسي: تحرير سيناء واجب مقدس
  • الرئيس السيسي لـ المصريين: بوعيكم.. الوطن محفوظ إلى يوم الدين
  • لماذا سورة الكهف الوحيدة التى نقرأها يوم الجمعة ؟
  • عنقاء الحداثة
  • اللواء محمد إبراهيم الدويري: سيناء رمز السيادة وعنوان الإرادة
  • خلال 24 ساعة.. تحرير (143) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق
  • الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعالياته