بوابة الوفد:
2024-11-15@09:47:34 GMT

الطبخة الأمريكية لما بعد حرب غزة

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

بعيدا عن الجدول المزدحم لوزير الخارجية الأمريكى بلينكن فى جولته الجديدة بالمنطقة، فإن أبسط توصيف لها فى حدود التصريحات الصادرة منه أنها تعد لما يمكن وصفه بالطبخة الأمريكية لما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة. يمكن تلمس ذلك بسهولة من مواقفه المعلنة والتى تحمل قدرا من التغير عن المواقف المبدئية الأمريكية التى سادت خلال الفترة الأولى بعد طوفان الأقصى مباشرة وحتى فيما بعد بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة.

فواشنطن التى كانت تشجع إسرائيل على فكرة تهجير الفلسطينيين وهو ما بدا فى تصريحات مسئولين أمريكيين عدة، أصبح لها الآن موقف مختلف يقوم على ضرورة بقاء الفلسطينيين فى غزة. ليس ذلك فقط بل وعودتهم إلى الشمال وهو الأمر الذى يبدو مطروحا وبقوة أمريكيا وسط أنباء تشير إلى شروط إسرائيلية لمثل تلك العودة.

ربما يكون الجديد، وإن لم يكن جديدا تماما رغم أنه قد يكون أمرا مستغربا ومستهجنا فى الوقت ذاته، هو أن بلينكن يجرى مباحثاته مع القادة العرب وعلى رأس أجندته وخاصة بالنسبة للسعودية استئناف مباحثات التطبيع والتى كانت قد توقفت بين المملكة والكيان العبرى بعد «الطوفان».. ومن المفارقات التى تلفت النظر وتدعو لاستدعاء مقولة «أين أنت يا حمرة الخجل»، إنه فى الوقت الذى يبحث فيه الفلسطينيون عن مكان لدفن جثث موتاهم يأتى بلينكن ليقيم التطبيع على أنقاض تلك الجثث!

بعيدا أيضاً عما فى ذلك من غياب للعواطف والإنسانيات – وهذا هو مقتضى السياسة للأسف – يبدو أن ذلك هو الأساس الذى تبنى عليه واشنطن خطتها لتجاوز لحظة الطوفان وتداعياتها ولتعود المياه إلى مجاريها وكأن شيئا لم يحدث. عودة إسرائيل إلى خطوط ما قبل العملية بمعنى انسحاب من غزة مع ترتيبات تضمن الأمن الإسرائيلى، وهو ما يوفر غطاء مناسبا لفشل تل أبيب فى تحقيق أهدافها من الحرب على غزة والتى كان على رأسها القضاء على حماس حيث تقلصت تلك الأهداف إلى حد قبول إسرائيل موافقة صفقة لإعادة الأسرى لا تمانع أن تكون حماس طرفها الرئيسى مقابل عودة الفلسطينيين للشمال وهو ما يعنى الإقرار بأن حماس باقية ولم يتم القضاء عليها.

صحيح أنه من الواضح أن الموقف الأمريكى ربما يأتى على غير رغبة إسرائيلية وهو أمر يبدو واضحا فى ممانعة قادة الكيان خوفا من انكشافهم أمام الرأى العام الإسرائيلى، ولكن يبدو أن هذه أولويات واشنطن فى تلك المرحلة وقف الحرب والدفع بالتطبيع وتجنب حرب إقليمية ربما تتطور إليها الأمور دون أن يقصد أى طرف الوصول إلى تلك المرحلة. كل تلك أمور ربما تؤشر لاختلاف اولويات واشنطن عن أولويات تل ابيب، ما يكشف عن أن الأخيرة لا تعدو أن تكون سوى أداة فى يد الإدارة الأمريكية رغم المماحكات والممانعات وهذا أمر يبدو مفهوما ومتصورا، على عكس الحال فى تعامل الإدارة الأمريكية مع قياداتنا العربية!

ربما تكون جولة بلينكن ورؤيته طوق نجاة لإسرائيل التى تغرق فى وحل غزة رغم الخسائر الضخمة التى تلحقها بالقطاع وتجاوزت على مستوى الخسائر البشرية 23 ألف نسمة حتى الآن، غير أنه يبقى أن المهم الحفاظ على قوة الدفع التى حققتها عملية طوفان الأقصى وعدم تفويت النتائج التى يمكن أن تترتب عليها وهو أمر لن يتم سوى بإصرار عربى على عدم فتح ملف التطبيع حتى ولو فى الوقت الحالى على الأقل إلى أن تتضح الرؤية وليكون كما كان عليه من قبل، قائما على مبدأ الأرض مقابل السلام وليس تطبيعا مجانيا كما هو حاصل أو قد يحصل فى حدود الرؤية التى يطرحها بلينكن.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات الجدول المزدحم حدود

إقرأ أيضاً:

بلينكن: إسرائيل حققت أهدافها.. حان وقت إنهاء حرب غزة

المناطق_متابعات

قبيل انتهاء مهامها وتسليمها لإدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، تصرّ إدارة جو بايدن على إنهاء حرب غزة.

“حان وقت إنهاء الحرب”

فقد رأى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل حققت أهدافها بالقطاع المحاصر، وأنه حان وقت إنهاء الحرب، وفق “العربية”.

أخبار قد تهمك استشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة 13 نوفمبر 2024 - 7:27 صباحًا المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي يوثق جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين 12 نوفمبر 2024 - 4:56 مساءً

وأضاف للصحافيين أن الولايات المتحدة تريد هدناً حقيقية وممتدة في قطاع غزة حتى يتسنى توصيل المساعدات إلى المحتاجين إليها.

كما اعتبر أنه من الجيد ممارسة بعض الضغوط الحقيقية على حركة حماس لإنهاء الحرب، وفق قوله.

وشدد على أن أفضل طريقة لتلبية احتياجات الناس في غزة هي إنهاء الحرب، مشددا على أن مسؤولية إسرائيل عن المساعدات الإنسانية متواصلة.

أتت هذه التصريحات بعدما حذّرت دارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل الشهر الماضي، من أنه يجب زيادة كمية المواد الغذائية وغيرها من المساعدات الضرورية بشكل عاجل، التي تدخل إلى غزة إلى 350 شاحنة يوميا، وإلا فإنها تخاطر بتقليص الدعم العسكري الأميركي.

كما حددت موعدا نهائيا مدته 30 يوما.

لكن تأثير بايدن على إسرائيل يبدو أنه يتراجع بشكل أكبر، لاسيما أن تل أبيب تنتظر تسلم دونالد ترامب زمام الأمور في يناير المقبل، حيث قلل وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون ساعر، من أهمية الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة لزيادة هذه المساعدات.

وقال في تصريحات، الاثنين الماضي: “أنا واثق من أنه يمكننا التوصل إلى تفاهم مع أصدقائنا الأمريكيين، وأن هذه المسألة ستحل”.

في حين أكدت الأمم المتحدة أن 85% من محاولاتها لتنسيق قوافل المساعدات والزيارات الإنسانية إلى شمال القطاع، حيث ينتشر الجوع الشديد وتنفذ إسرائيل هجوما كبيرا، تم رفضها أو عرقلتها من قبل السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي.

وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أنه قدم 98 طلبا إلى السلطات الإسرائيلية للحصول على تصريح للعبور عبر نقطة التفتيش على طول وادي غزة، لكن تم السماح بمرور 15 فقط منها.

إنهاء الحربين

يشار إلى أن ترامب كان داعما قويا لإسرائيل خلال ولايته السابقة. إلا أنه تعهد بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، خلال حملاته الانتخابية الماضية، من دون أن يوضح الكيفية.

أما مباحثات إنهاء الحرب، فكانت الولايات المتحدة ومصر وقطر توسطت على مدى أشهر في رعاية مفاوضات وصولات وجولات من أجل التوصل لصفقة توقف الحرب في القطاع الفلسطيني وتؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، الذين ما زالوا محتجزين داخل غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، لكنها لم تفضِ لنتيجة، لاسيما أن الجانب الإسرائيلي رفض قبل أسابيع الانسحاب العسكري من القطاع، ما عرقل التوصل إلى اتفاق، حتى بعد قبول حماس نسخة من اقتراح لوقف إطلاق النار كان كشف عنه بايدن في مايو الماضي.

وفي هذه الأثناء، تحاول إدارة بايدن، كما أصرت مرارا، على إنهاء الحربين (لبنان وغزة) بينما تستعد لتسليم السلطة.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: الإهتمام بالشأن العام !!
  • باحث سياسي: ترامب يسعى إلى 4 سنوات هادئة خلال فترة رئاسته
  • باحث سياسي: ترامب يسعى إلى قضاء 4 سنوات هادئة خلال فترة رئاسته
  • أوروبا تبحث عن زعيم قوي في مواجهة الإدارة الأمريكية الجديدة.. القارة العجوز تحتاج إلى قيادة حازمة من الدولتين الأكثر نفوذًا «ألمانيا وفرنسا»
  • سيناريوهات العلاقات الأمريكية الصينية فى الفترة المقبلة.. بكين تستطيع التمسك بحزم ضد تصاعد التعريفات الجمركية والتخفيضات فى الواردات الأمريكية
  • بلينكن: إسرائيل حققت أهدافها.. حان وقت إنهاء حرب غزة
  • السِير الذاتية وتابوهات المجتمع
  • ‏الخارجية الأمريكية: بلينكن يزور بروكسل غدا الأربعاء لبحث الدعم الأمريكي لأوكرانيا بعد فوز ترامب
  • بعد مضي عقدين.. التخويف المتكرر من عودة البعث إلى العراق.. هل له أساس؟
  • بعد مضي عقدين.. التخويف المتكرر من عودة البعث إلى العراق.. هل له أساس؟ - عاجل