بوابة الوفد:
2024-12-22@21:56:06 GMT

العملات الرقمية وإعادة تشكيل الاقتصاد العالمى

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

فى عالم يتجه بشكل متسارع نحو التحول الرقمى، يمثل ظهور العملات الرقمية وتطورها تحولًا ثوريًا فى النموذج الاقتصادى العالمى. ويخلف هذا التحول، الذى يغذيه التقدم التكنولوجى السريع ورقمنة الأنظمة المالية، آثارًا بعيدة المدى على الاقتصادات والحكومات والمؤسسات المالية فى جميع أنحاء العالم.

وقد أدى ظهور العملات الرقمية إلى تغيير جذرى فى مشهد المعاملات النقدية، وووفر نظامًا ماليًا أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة والشمولية.

وكما أشار صندوق النقد الدولى، فإن ما يقرب من 130 دولة تقوم الآن باستكشاف أو تنفيذ العملات الرقمية، ارتفاعا من 74 دولة فى عام 2021. وتعكس هذه الزيادة الاهتمام المتزايد للحكومات بالاستفادة من التمويل الرقمى لتعزيز الشمول المالى، وخاصة بالنسبة للسكان الذين يعانون من نقص الخدمات المصرفية.

وتستعد العملات الرقمية، ولا سيما العملات الرقمية الصادرة من البنوك المركزية (CBDCs)، لإعادة تعريف المعاملات المالية من خلال تقديم طرق دفع آمنة وسريعة وشفافة. على عكس العملات الرقمية التقليدية، التى تعمل فى مساحة رقمية غير منظمة إلى حد كبير وتشكل مخاطر كبيرة بسبب تقلبها وافتقارها إلى الرقابة المركزية، يتم إصدار وتنظيم العملات الرقمية للبنوك المركزية من قبل البنوك المركزية، مما يجعلها بديلًا أكثر استقرارًا وأمانًا. يعد هذا التمييز أمرًا بالغ الأهمية لفهم إمكانات العملات الرقمية فى العمليات المالية السائدة.

ومع ذلك، فإن الرحلة نحو اقتصاد رقمى بالكامل لا تخلو من التحديات. فمع شروع البنوك المركزية فى هذا المسار التحويلى، فإنها تواجه عقبات كبيرة، بما فى ذلك خطر عدم وساطة الأنظمة المصرفية التقليدية والحاجة إلى استثمارات كبيرة فى البنية التحتية الرقمية. علاوة على ذلك، فإن التأثير البيئى لعمليات العملة الرقمية، وخاصة فيما يتعلق باستهلاك الطاقة، يتطلب دراسة متأنية واعتماد ممارسات مستدامة.

تختلف وتيرة اعتماد البلدان المختلفة للعملات الرقمية بشكل كبير، وتتأثر بسياقاتها الاقتصادية الفريدة واستعدادها التكنولوجى. على سبيل المثال، يهدف المشروع التعاونى بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، «عابر»، إلى تقديم عملة رقمية موحدة للمعاملات عبر الحدود، مما يمثل سابقة للدول الأخرى. وبالمثل، فإن اليوان الرقمى الصينى (e-CNY)، الذى تم إطلاقه فى عدة مقاطعات منذ عام 2020، يجسد طموح البلاد لوضع نفسها كدولة رائدة فى مجال العملات الرقمية.

إن التحول العالمى نحو العملات الرقمية، رغم أنه لا يزال فى مراحله الأولى، لديه القدرة على إعادة تشكيل النظام المالى الدولى. فهى تَعِد بتعزيز كفاءة الدفع عبر الحدود، وتعزيز الإدماج المالى، وربما تحدى هيمنة العملات الورقية التقليدية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب نهجًا دوليًا تعاونيًا، يضمن التماسك التنظيمى، وقابلية التشغيل البينى، ومواءمة أطر مكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.

ختامًا، يمثل صعود العملات الرقمية علامة بارزة فى تطور النظام المالى العالمى. وفى حين أن الفرص هائلة، فإن تحقيق الإمكانات الكامنة والكاملة لهذه الأصول الرقمية سيتطلب جهودًا متضافرة من الحكومات والبنوك المركزية والمؤسسات المالية فى جميع أنحاء العالم للتغلب على التعقيدات وتسخير الفوائد من أجل اقتصاد عالمى أكثر شمولًا وكفاءة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العملات الرقمية الاقتصاد العالمي التحول الرقمى العملات الرقمیة

إقرأ أيضاً:

"برنامج الشمول المالى والإدخار" حملات قومى المرأة لطرق الأبواب بقرى سوهاج

اعلن فرع المجلس القومى للمرأة بسوهاج، برئاسة الدكتورة سحر وهبي، مقررة الفرع، عن مواصلة تنفيذ حملات طرق أبواب والجلسات، في إطار المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، والمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وفي إطار مشروع مجموعات الإدخار والإقراض الرقمي، الذى ينفذه المجلس القومي للمرأة ضمن برنامج الشمول المالي، للتعريف بالمشروع.


ومن جانبها قالت الدكتورة سحر وهبى مقررة فرع المجلس القومى للمرأة بسوهاج، وأضافت أنه تمت الحملات واللقاءات للمهتمين بالمشروع بقرى مراكز طما والمراغة وساقلتة ودار السلام والبلينا والمنشاة وجرجا وأخميم، منها، سلامون، مشطا، كوم إشقاو، المدمر، بني هلال، بني وشاح، البطاخ، الفراسية، بنى واصل،أولاد يحيى الحاجر، بني حميل، السمطا، روافع العيساوية، البياضية، العنبرية، بندار الغربية والشرقية، الأحايوة، نيده، بإجمالى 4699 سيدة وفتاة منذ بدية شهر ديسمبر.

وأشارت مقررة فرع المجلس القومى للمرأة بسوهاج، إلى أن الفعاليات  تضمنت تعريف السيدات والفتيات بمشروع مجموعات الإدخار والإقراض الرقمي، وأهدافه، والشمول المالى وأهميته، وتحفيزهن على المشاركة، بإشراف رضوى صلاح منسقة المشروع بسوهاج.

وفي سياق آخر أعلن دكتور عمرو دويدار وكيل وزارة الصحة بمحافظة سوهاج عن الوصول إلى الحالة رقم 100 بقسم القسطرة القلبية بمستشفى طهطا العام منذ افتتاحه أواخر شهر أكتوبر من العام الجاري اي منذ شهرين تقريباً وذلك تنفيذاً لتوجيهات وزارة الصحة والسكان والأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان واللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ الإقليم والدكتور بيتر وجيه رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة بضرورة القضاء على قوائم الإنتظار بالمحافظة والتيسير على المواطنين للحصول على الخدمة الطبية المتميزة ، ويعد القسم  اول قسم للقسطرة القلبية يتم تشغيله بمستشفيات مديرية الصحة بالمحافظة في خطوة وصفها الكثيرين بالمتميزة والتي تفتح المجال أمام افتتاح أقسام أخرى بالمستشفيات ذات كفاءة عالية.

 وأضاف وكيل الوزارة أنه لن يثنيه شيء عن الأهداف التي يسعى الى تحقيقها لخدمة المواطن السوهاجي  مثمناً جهود الفريق الطبي بقسم القسطرة بمستشفى طهطا العام وعلي رأسهم الدكتور أحمد صابر مدير المستشفى والدكتور عمرو حلمي مدير القسم وفنين الأشعة وكوادر التمريض كما ثمن أيضا جهود مركز القلب والجهاز الهضمي بقيادة الدكتور محمد خليفة مدير المركز لافتاً إلى أن إفتتاح وتشغيل القسم هو ثمرة التكاتف والتكامل والتعاون المشترك بين مختلف القطاعات وذلك لتنفيذ المبادراة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار كما أوضح أن قسم القسطرة يجري عمليات القسطرة التشخيصية والعلاجية للمرضى مؤكداً على أن جميع الكوادر الطبية بالقسم تقدم جهودا مضنية في سبيل راحة المرضى وعلاجهم وتلقيهم الرعاية الطبية اللازمة .

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمى لحقوق الإنسان
  • وزارة الخارجية والهجرة تحتفل باليوم العالمى لحقوق الإنسان | صور
  • أسعار الفائدة
  • كشف تفاصيل سرقة مشغولات ذهبية من منزل بالغربية
  • هاكرز بكوريا الشمالية يسرقون 1.3 مليار دولار من العملات الرقمية في عام 2024
  • «ڤودافون مصر» تحتفل بيوم التطوع العالمى وتكرم موظفيها المشاركين فى المبادرات المجتمعية
  • "برنامج الشمول المالى والإدخار" حملات قومى المرأة لطرق الأبواب بقرى سوهاج
  • ذكرى سقوط الاتحاد السوفيتي.. نهاية الحرب الباردة وإعادة تشكيل النظام العالمي
  • قراصنة كوريا الشمالية ينهبون 1.3 مليار دولار من العملات الرقمية في عملية جريئة!
  • 2024 عام مليء بالتحديات لأمن العملات الرقمية مع تصاعد حوادث القرصنة