«جهود الدولة تنجح فى خفض أعداد المواليد».. بهذا العنوان أخذت الصحف والفضائيات تتبارى فى إظهار إنجاز الدولة فى الحد من طوفان المواليد الذى أكل الأخضر واليابس، وعدوا هذا من إنجازات الدولة.. وعندى يعتبر هذا استخفافًا بالمواطن لأنه، لا والله، لم يكن هذا نجاحًا ولا إنجازًا بالمرة، والذى قاله وزير الصحة فى تصريحه عقب صدور التقرير الإحصائى السنوى للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، حينما استخدم هذا العنوان الذى احتل معظم صفحات الجرائد فى دلالة على إنجاز الدولة فى الحد من الزيادة السكانية بانخفاض عدد المواليد عام ٢٠٢٣، هو من قبيل منشطات كمال الأجسام القاتلة لتحسن صورة الجسم.
وللحق، أعتبر هذا إخفاقًا يُحسب على الحكومة وما سبقها لا لها، لأنه فى ظاهره إنجازات، وفى باطنه إخفاقات.. ولا تعجبوا من رأيى هذا! لأنه بالبحث المتمحص فى ذات أسباب هذا الانخفاض نجد أن الحالة الاقتصادية فى السنوات الست الماضية، وبالتحديد بداية التعويم الأول للجنيه بدأت الحالة الاقتصادية تضيق على المواطن، فطال الغلاء بعده كل مكونات البيت المصري: من العائل الأول للبيت وهو الأب إلى الشاب الصاعد فى مرحلة الارتباط والزواج.
لقد أصبح هذا الغلاء اليوم هو القشة التى قصمت ظهر البعير، فبسببه أصبحت البيوت لا تسكنها مودة ولا رحمة، ولكن أصبح الطلاق الأقرب فى معاملات الزوج والزوجة، بنسب فاقت المتوقع، فجهاز الإحصاء الذى رصد انخفاض المواليد هو نفسه الذى رصد ارتفاع حالات الطلاق حينما أكد أن عدد حالات الطلاق فى مصر سجل 269.8 ألف حالة عام 2022، مقابل 254.8 ألف حالة طلاق عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 5.9%، وهو نفسه الذى صرح هو ونقيب المأذونين بتراجع معدلات الزواج 40% خلال 2023.
وبنظرة ثاقبة بحساب العلاقة البديهية بين معدلات الطلاق والإنجاب، ومعدلات الزواج والمواليد، وكلاهما لا ينفك عن الآخر وإلا نكون كمن قرأ (ولا تقربوا الصلاة) منفكة عن و(أنتم سكاري) سنجد أنه كلما زادت معدلات الزواج زادت معدلات المواليد، وكذلك كلما قلت معدلات الزواج، قلت أعداد المواليد، وكلما أقبل الشباب على الزواج زادت المواليد، وكذلك كلما أحجم الشباب عن الزواج انخفضت المواليد، وهو ما حدث بالفعل، ناهيك عن الأسباب الأخرى من زيادة معدلات وفيات الرضع والأطفال، من ١٤ حالة وفاة بين كل ١٠٠٠، إلى ١٨ حالة وذلك بزيادة مستمرة منذ ٢٠١٠، وغيرها من الأسباب السلبية.
إذن طرفا المعادلة الكميائية لدى الحكومة فى معدلات الانخفاض والزيادة للمواليد يحتاجان لكميائى فعلًا ليعالج هذا الميزان المختل.
اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإحصائى معدلات الزواج
إقرأ أيضاً:
أخطاء شائعة تتسبب في الطلاق المبكر.. تعرف عليها
كشفت الدكتورة أسماء عبد الوهاب، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، عن الأسباب الرئيسية وراء تزايد معدلات الطلاق، لا سيما خلال السنوات الأولى من الزواج.
وخلال لقائها مع رشا مجدي وأحمد دياب في برنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أشارت أسماء عبد الوهاب إلى الاعتقاد السائد بأن السنة الأولى من الزواج يجب أن تكون مليئة بالمشاكل، بل يرجع الأمر إلى عدم الاستعداد النفسي والمجتمعي للمرحلة الجديدة.
وأوضحت عبد الوهاب أن بعض الأزواج يدخلون الحياة الزوجية بدوافع غير مدروسة، مثل الرغبة في الاستقلال عن الأهل أو تكوين أسرة دون وعي كافٍ بمتطلبات الحياة الزوجية.
وأكدت أسماء ، أن الزواج ليس مجرد تجهيز منزل أو إقامة علاقة، بل هو شراكة طويلة الأمد تتطلب تفاهماً متبادلاً بين الطرفين.
وعن أبرز المشكلات التي تؤدي إلى الطلاق، لفت الدكتورة أسماء عبد الوهاب، إلى أن عدم وضوح الأدوار داخل العلاقة الزوجية يعد سببا رئيسيا للطلاق، حيث لا يدرك كثير من الأزواج مسؤولياتهم فيما يتعلق بتربية الأطفال وتقاسم الأعباء الحياتية، كما أن غياب الوعي بأسس التربية والعلاقات الصحية يؤدي إلى خلافات جوهرية، بالإضافة إلى التدخلات الأسرية المفرطة تعد أحد العوامل التي تعمق المشكلات بين الزوجين، خصوصاً إذا لم يتم وضع حدود واضحة لهذه التدخلات.
وأشارت عبد الوهاب إلى أن الطبيب النفسي الشهير جون جوتمن وضع سبعة مبادئ لإنجاح العلاقات الزوجية، من أبرزها إيجاد معنى مشترك للعلاقة من خلال بناء أهداف وقيم مشتركة بين الزوجين، وتجنب الجمود العاطفي عبر التحدث بصراحة عن المشكلات والتفاوض بشأن الحلول.
كما شددت على أهمية الحد من النقد المستمر وعدم التركيز فقط على السلبيات بل البحث عن الإيجابيات، إلى جانب التحكم في الانفعالات وتجنب الإهانة والاحتقار أو الانسحاب العاطفي عند وقوع خلاف.