بوابة الوفد:
2024-12-23@05:00:57 GMT

للتاريخ كلمة أخرى

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

حرب غزة هى أكبر وأصعب وأقذر الحروب خلال المائة عام الأخيرة، ورغم أهوال حربين عالميتين فى النصف الأول من القرن العشرين، فإن دوافع ومشاهد حرب غزة هى الأشد حقارة ولا إنسانية بين سائر الحروب التى عاصرناها خلال العقود الأخيرة. قذارة الحرب ليست فى أسبابها أو جرائمها، لكن فى الدوافع الحقيقية لإشعالها، واستمرارها.

قد يفهم كثيرون من تفاصيل المشهد أن هناك مواجهة دموية بين شباب المقاومة الفلسطينية فى غزة وبين الكيان الصهيونى المتمثل فى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، ولكن الحقيقية أن هذه الحرب المستمرة ليست سوى بداية لحروب قادمة، ودماء مقدر لها أن تجرى أنهارا..

هناك حالة توافق على الصمت الدولى تجاه ما يحدث فى غزة، حتى من القوى التى كانت بشكل تقليدى تؤيد المواقف والقضايا العربية مثل الصين وروسيا ودول كثيرة بأمريكا اللاتينية وآسيا، والدول الأفريقية. موجات الرفض الشعبى حول العالم للجرائم الإسرائيلية، لا تعبر عن موقف دولى، ولا حتى عن تيار عام وجارف داخل الدول، ولكنها أقرب ما تكون لاحتجاجات أقليات. الدول العربية – بترولية وغير بترولية – انسحبت إلى ركن ضيق بالمشهد الإقليمى والدولى، وأصبح صوتها صدى لمواقف محددة عليها الالتزام بأوامرها، ونواهيها، استجابة لواقع الحال الذى يسيطر عليه الأقوياء..

الغرب الأوروبى – الأمريكى يتخذ من حرب غزة بداية جديدة لفرض أمر واقع على الشرق الأوسط تحديدا، يختلف عما كان سائدا فى السابق.. الأمر الواقع الجديد أن ترفع كل الدول الرايات البيضاء للاستعمار الجديد القديم، وأن تسلم بأن إسرائيل ليست بالكيان المحصور فى شريط جغرافى ضيق، ولكنها مشروع غربى أكبر من الخوف والحصار والمستوطنات، مشروع يتجه بقوة لاحتقار التاريخ، وتشويه الجغرافيا..

حرب غزة بداية صغيرة لحرب عالمية أكبر، قد لا تتخذ الشكل التقليدى للحروب العالمية من حيث جغرافيا ساحات القتال، ولكنها ستكون عالمية بمعيار التغييرات المترتبة عليها.. ضحايا الحروب الشرسة القادمة لن يتم تدميرهم بالضرورة بأطنان المتفجرات ودانات المدافع، فالكثير منهم سيذهبون ضحايا الجوع والأوبئة والصراعات الأهلية. الغرب الرأسمالى بدأ فعليا تطبيق وتنفيذ ما ورد ب « تقرير لوجانو « الذى يوصى بضرورة قتل ثلث سكان العالم دون النظر للمشروعية، سواء بإشعال الحروب والصراعات الإقليمية أو الإرهاب أو بصناعة الأوبئة والكوارث، أو بتكريس الديكتاتورية المدمرة لشعوبها – وكل ذلك من أجل الدفاع الوجودى عن الرأسمالية المتوحشة التى لها فقط الحق فى الحياة.

حرب غزة هى الصفحة الأولى فى الكتاب الأسود للرأسمالية العالمية، أما الصفحة الأخيرة فليس بالضرورة أن تكون رأسمالية.. للتاريخ كلمة أخرى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح غزة حرب غزة إسرائيل حرب غزة

إقرأ أيضاً:

هذه الدول تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين (إنفوغراف)

أعاد سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الأمل للسوريين في دول اللجوء بالعودة إلى بلدهم التي هجروا منها منذ بداية الثورة عام 2011.

ويتوزع اللاجئون السوريون في دول الجوار، ودول أوروبية، وفقاً لبيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث تستضيف تركيا حالياً أكبر عدد من اللاجئين السوريين، إذ وصل عددهم أكثر من ثلاثة ملايين شخص.

وفيما يلي إنفوغراف بالدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين:



مقالات مشابهة

  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • نقل النواب: كلمة الرئيس السيسى بقمة الدول الثمانى النامية تعكس رؤية مصر في مواجهة التحديات
  • الحرية المصري: كلمة الرئيس بقمة الثماني تؤكد الاهتمام بتعزيز التعاون الدولي
  • دينية الشيوخ: كلمة الرئيس في قمة الدول الثماني قدمت حلولا واضحة لقضايا اقتصادية صعبة
  • هذه الدول تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين (إنفوغراف)
  • محمد علي حسن: الحروب الحالية في المنطقة ستؤدي إلى تصعيد غير مسبوق
  • قوى عاملة النواب: كلمة الرئيس السيسى أمام قمة الدول الثمانى تاريخية
  • نائب: كلمة الرئيس السيسي بقمة الثمانية خارطة طريق لمواجهة التحديات الاقتصادية
  • اقتصادية النواب: كلمة السيسي بقمة الثمانية خارطة طريق لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية
  • وكيل القوى العاملة بالنواب: كلمة الرئيس السيسي أمام قمة الدول الثماني تاريخية