بوابة الوفد:
2024-06-29@14:27:42 GMT

للتاريخ كلمة أخرى

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

حرب غزة هى أكبر وأصعب وأقذر الحروب خلال المائة عام الأخيرة، ورغم أهوال حربين عالميتين فى النصف الأول من القرن العشرين، فإن دوافع ومشاهد حرب غزة هى الأشد حقارة ولا إنسانية بين سائر الحروب التى عاصرناها خلال العقود الأخيرة. قذارة الحرب ليست فى أسبابها أو جرائمها، لكن فى الدوافع الحقيقية لإشعالها، واستمرارها.

قد يفهم كثيرون من تفاصيل المشهد أن هناك مواجهة دموية بين شباب المقاومة الفلسطينية فى غزة وبين الكيان الصهيونى المتمثل فى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، ولكن الحقيقية أن هذه الحرب المستمرة ليست سوى بداية لحروب قادمة، ودماء مقدر لها أن تجرى أنهارا..

هناك حالة توافق على الصمت الدولى تجاه ما يحدث فى غزة، حتى من القوى التى كانت بشكل تقليدى تؤيد المواقف والقضايا العربية مثل الصين وروسيا ودول كثيرة بأمريكا اللاتينية وآسيا، والدول الأفريقية. موجات الرفض الشعبى حول العالم للجرائم الإسرائيلية، لا تعبر عن موقف دولى، ولا حتى عن تيار عام وجارف داخل الدول، ولكنها أقرب ما تكون لاحتجاجات أقليات. الدول العربية – بترولية وغير بترولية – انسحبت إلى ركن ضيق بالمشهد الإقليمى والدولى، وأصبح صوتها صدى لمواقف محددة عليها الالتزام بأوامرها، ونواهيها، استجابة لواقع الحال الذى يسيطر عليه الأقوياء..

الغرب الأوروبى – الأمريكى يتخذ من حرب غزة بداية جديدة لفرض أمر واقع على الشرق الأوسط تحديدا، يختلف عما كان سائدا فى السابق.. الأمر الواقع الجديد أن ترفع كل الدول الرايات البيضاء للاستعمار الجديد القديم، وأن تسلم بأن إسرائيل ليست بالكيان المحصور فى شريط جغرافى ضيق، ولكنها مشروع غربى أكبر من الخوف والحصار والمستوطنات، مشروع يتجه بقوة لاحتقار التاريخ، وتشويه الجغرافيا..

حرب غزة بداية صغيرة لحرب عالمية أكبر، قد لا تتخذ الشكل التقليدى للحروب العالمية من حيث جغرافيا ساحات القتال، ولكنها ستكون عالمية بمعيار التغييرات المترتبة عليها.. ضحايا الحروب الشرسة القادمة لن يتم تدميرهم بالضرورة بأطنان المتفجرات ودانات المدافع، فالكثير منهم سيذهبون ضحايا الجوع والأوبئة والصراعات الأهلية. الغرب الرأسمالى بدأ فعليا تطبيق وتنفيذ ما ورد ب « تقرير لوجانو « الذى يوصى بضرورة قتل ثلث سكان العالم دون النظر للمشروعية، سواء بإشعال الحروب والصراعات الإقليمية أو الإرهاب أو بصناعة الأوبئة والكوارث، أو بتكريس الديكتاتورية المدمرة لشعوبها – وكل ذلك من أجل الدفاع الوجودى عن الرأسمالية المتوحشة التى لها فقط الحق فى الحياة.

حرب غزة هى الصفحة الأولى فى الكتاب الأسود للرأسمالية العالمية، أما الصفحة الأخيرة فليس بالضرورة أن تكون رأسمالية.. للتاريخ كلمة أخرى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح غزة حرب غزة إسرائيل حرب غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تحذر من إعادة لبنان للعصر الحجري ولكنها لا تستبعد الاتفاق

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن الجيش قادر على إعادة لبنان إلى "العصر الحجري"، لكنه أكد أن تل أبيب تفضل الحل الدبلوماسي، وهو ما لم يستبعده مصدر أمني لهيئة البث الإسرائيلية.

وقال غالانت -في ختام زيارته إلى واشنطن أمس الأربعاء- إن إسرائيل "لا تريد حربا" على حزب الله، لكن بإمكانها أن تلحق "ضررا جسيما" في لبنان إذا ما أخفقت الجهود الدبلوماسية.

وأوضح غالانت للصحفيين -في نهاية الزيارة التي استمرت أياما عدّة- "لا نريد الحرب، لكنّنا نستعد لكل السيناريوهات"، وأضاف أن "حزب الله يدرك جيدا أنّنا قادرون على إلحاق أضرار جسيمة في لبنان إذا اندلعت حرب".

وفي السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية -أمس الأربعاء- عن مصدر أمني أن الترجيحات الإسرائيلية لا تستبعد التوصل إلى اتفاق مع لبنان، ولكن الاحتمال منخفض والمنظومة الأمنية تستعد.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية -نقلا عن قائد الفرقة401- أن العملية العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة ستنتهي خلال الأسابيع القادمة، ويتم بعدها الانتقال للمرحلة الثالثة.

ونقلت الهيئة عن مصدر أمني قوله إن الجبهة الأساسية بعد انتهاء العملية في رفح ستكون الشمال والمواجهة المباشرة مع حزب الله.

وكشفت عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي موجودان في الشمال كمناورة للجيش ورفع الاستعدادات لاتساع المواجهة مع لبنان.

إسرائيل وحزب الله يتبادلان القصف يوميا منذ انطلاق طوفان الأقصى في غزة (رويترز) الموقف الأميركي

في واشنطن، قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يبحثان الحرب في غزة ودعم إسرائيل والتوتر على الحدود اللبنانية.

وأضاف كيربي أن سوليفان وغالانت يبحثان العمل من أجل الحيلولة دون اندلاع جبهة حرب ثانية.

وأكد البيت الأبيض أنه يجري العمل من أجل تهدئة الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل عبر السبل الدبلوماسية، وقال كيربي إن واشنطن لا تريد أن ترى جبهة حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل، معتبرا أن حربا جديدة لن تصب في مصلحة أي طرف.

وفي بيروت، شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على ضرورة السعي لمنع تحويل لبنان إلى ساحة حرب انطلاقا من جنوب البلاد.

وأكد ميقاتي ضرورة تنفيذ القرارات الدولية لوضع حد لأطماع إسرائيل.

ومنذ شنّت حركة حماس الفلسطينية هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر حدود لبنان الجنوبية بشكل شبه يومي.

وتصاعدت حدّة التوترات بين الطرفين الأيام الأخيرة مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب واسعة قد تشعل نزاعا إقليميا.

وحسب غالانت، فقد قتلت إسرائيل أكثر من 400 من "إرهابيي" حزب الله خلال الأشهر الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • السفير الروسي في القاهرة يكتب: نعرض السلام على الغرب مرة أخرى
  • كواليس اتصالات الزمالك ورابطة الأندية في الساعات الأخيرة
  • الخارجية: الجمهورية العربية السورية تعرب عن دعمها ووقوفها مع الحكومة البوليفية الشرعية برئاسة الرئيس لويس آرسي المنتخب بشكل ديمقراطي من قبل الشعب البوليفي الصديق، وتطالب مرة أخرى الدول والقوى المتغطرسة باحترام حرية شعوب أمريكا اللاتينية بما في ذلك شعب بول
  • هاريس لـ"سى إن إن": نعم بداية بايدن كانت ضعيفة ولكنها انتهت بقوة
  • عاجل - بايدن: لدينا أكبر جيش في العالم.. وأريد فرصة 4 أعوام أخرى
  • موجة حر غير مسبوقة تجتاح الدول العربية في صيف 2024
  • إنسداد التاريخ – حسين العادلي
  • إسرائيل تحذر من إعادة لبنان للعصر الحجري ولكنها لا تستبعد الاتفاق
  • أرفعوا أيديكم عن ليبيا
  • السيسى قائد أحاطت به الأخطار