يواصل وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، جولته في المنطقة في مسعى من واشنطن لتطويق النار المشتعلة في قطاع غزة ومنع امتدادها، وتهيئة الظروف السياسية لما بات يسمى مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وخلال جولته ركز الوزير الأمريكي على التسويق لخطة لم يكشف عن تفاصيلها بعد، تهدف لاشراك الجميع في السيطرة على الوضع في اللحظة التي يعلن فيها وقف إطلاق النار، وفي نفس الوقت يشدد في تصريحاته على انشغال واشنطن بالعمل على منع امتداد الحرب خارج قطاع غزة، بعد تكثيف إسرائيل لعمليات الاغتيال لقادة في حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان.

وفي جديد لقاءات الوزير الأمريكي التقى اليوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الضفة الغربية، محاولا دمج السلطة في رام الله بخطة ما بعد الحرب عبر الحديث عن وعود بطرح مسار لإقامة دولة فلسطينية.

وعبر بلينكن نقاط التفتيش الإسرائيلية للوصول إلى رام الله، بعد يوم من محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية، تطرق خلالها للحرب في قطاع غزة والتوترات الإقليمية ومستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مساء أمس سيناقش مع عباس مسؤولية السلطة الفلسطينية عن إصلاح نفسها وتحسين نهج الحكم، وهو ما يعكس وجهة نظر واشنطن بأن عباس يحتاج إلى إصلاح السلطة الفلسطينية استعدادا لحكم غزة بعد الحرب.

ووصل بلينكن إلى إسرائيل بعد زيارة حلفاء واشنطن العرب الذين قال إنهم يريدون علاقات أوثق مع إسرائيل ولكن بشرط أن يشمل ذلك “مسارا عمليا” لإقامة دولة فلسطينية.

وفي مؤتمره الصحفي، رفض بلينكن وصف كيفية رد نتنياهو وحكومته على دعوته بشأن إقامة دولة فلسطينية. وقال إنه يتعين على إسرائيل أن تتخذ “قرارات صعبة، خيارات صعبة” للاستفادة من الفرصة التي يتيحها التكامل الإقليمي.

وأضاف “عنف المستوطنين المتطرفين الذي يمارس دون عقاب وتوسيع المستوطنات وعمليات الهدم والإخلاء، كلها تجعل من الصعب وليس من الأسهل على إسرائيل تحقيق السلام والأمن الدائمين”.

وكان بلينكن أعلن أمس إن العديد من دول الشرق الأوسط مستعدة للاستثمار في مستقبل غزة، لكنهم سيفعلون ذلك فقط في ظل وجود مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية.

في هذه الوقت نقلت رويترز عن مصادر أمنية مصرية إن مصر رفضت مقترحا إسرائيليا لتعزيز الإشراف الإسرائيلي على المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وإن القاهرة تعطي الأولوية لجهود الوساطة في وقف إطلاق النار قبل العمل على ترتيبات ما بعد الحرب.

وتشترك مصر في حدود يبلغ طولها 13 كيلومترا مع غزة، وهي الحدود الوحيدة لقطاع غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة، ولعبت مصر أيضا، إلى جانب قطر، دورا بارزا في المحادثات للتوسط في وقف جديد لإطلاق النار في غزة والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.

وبحسب المصادر المصرية فإنه خلال هذه المحادثات اتصلت إسرائيل بمصر لتأمين منطقة محور فيلادلفيا العازلة الضيقة على طول الحدود، كجزء من الخطط الإسرائيلية لمنع الهجمات في المستقبل.

هذا الحراك الدبلوماسي و التصعيد العسكري بدأ منذ السابع من أكتوبر الماضي حين فاجأت حركة حماس الجميع بشن هجوم مباغت على نقاط اسرائيلية في محيط غزة، لتندلع عقبها حربا رهيبة استخدمت فيها إسرائيل كل قوتها لتدمير أكبر قدر ممكن من قطاع غزة تحت غطاء استهداف حماس.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: بلينكن حماس قطاع غزة محمود عباس مصر نتانياهو دولة فلسطینیة بعد الحرب

إقرأ أيضاً:

اليونيسيف: منع إسرائيل للمساعدات له عواقب "مدمرة" على أطفال غزة

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، الأربعاء، إن منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة له عواقب "وخيمة ومدمرة للغاية" على الأطفال وأولياء أمورهم في القطاع.

 

جاء ذلك في حوار لمتحدثة اليونيسيف روزاليا بولين، لموقع أخبار الأمم المتحدة.

 

وحذرت اليونيسيف من أن منع دخول المساعدات إلى غزة "يخلق مخاوف بين سكان القطاع بشأن عودة الأعمال العدائية، ويهدد خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة".

 

والاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة: "قررنا أمس الأول (السبت) وقف دخول البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة".

 

وكانت المساعدات تدخل إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع، ومن معبر أو نقطة استحدثتها إسرائيل خلال حرب الإبادة الجماعية وتقع شمال غرب القطاع وأطلقت عليها اسم "زيكيم"، وحاجز بيت حانون "إيرز" شمالي القطاع.

 

وقالت اليونيسيف إنه "رغم التدفق الهائل للسلع الإنسانية" إلى غزة خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/ كانون الأول الماضي، إلا أن ذلك "لم يكن كافيا لسد الاحتياجات" التي خلفتها 15 شهرا من الحرب".

 

وأشارت إلى حظر قوافل الإمدادات بشكل متكرر أو إعاقتها أو إلغاؤها من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الحرب.

 

وقالت بولين إن عدم القدرة على إدخال المواد الإغاثية إلى القطاع، بما في ذلك اللقاحات وأجهزة التنفس الصناعي للأطفال الخدج "ستكون له عواقب وخيمة في الحياة الواقعية على الأطفال وأولياء أمورهم".

 

وأضافت: "إذا لم نتمكن من إدخال تلك الإمدادات، فإن التطعيم الروتيني سيتوقف. ولن تتمكن وحدات الأطفال حديثي الولادة من رعاية الأطفال الخدج".

 

وأكدت أن تلك العواقب "حقيقية وسنتعامل معها قريبا جدا إذا لم نتمكن من استئناف وصول إمدادات المساعدات".

 

وقالت بولين إن إمدادات المساعدات الموجودة في غزة تم توزيعها بالفعل على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع حيث إن الاحتياجات "مرتفعة للغاية لدرجة أننا لم نتمكن من تخزين السلع".

 

وشددت على أن القيود الأخيرة "مدمرة للغاية" لأن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار "لم تكن مجرد توقف للأعمال العدائية، بل كانت حقا شريان حياة للأسر".

 

وأضافت: "المزاج هنا كئيب للغاية. الأسر التي أتحدث معها قلقة للغاية بشأن ما يحمله المستقبل".

 

ومنتصف ليل السبت/ الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

 

ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.

 

بينما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

 

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

 

 


مقالات مشابهة

  • إسرائيل تفرض منطقة عازلة بالنار في الجنوب
  • إشادة فلسطينية بمخرجات القمة العربية وخطة إعادة إعمار قطاع غزة
  • عودة إلى المربع الأول.. إسرائيل تحاصر غزة.. وتنتظر استسلامها
  • اليونيسيف: منع إسرائيل للمساعدات له عواقب "مدمرة" على أطفال غزة
  • إسرائيل تستقدم مدرعات عسكرية إلى طولكرم.. ومباحثات فلسطينية لبنانية ببيروت
  • جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل باستخدام التجويع سلاحاً في الحرب ضد قطاع غزة
  • أمير قطر: إقامة دولة فلسطينية مستقلة أساس الاستقرار والسلام
  • الشرع يدعو إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب السوري
  • خطة مصر لإعادة إعمار غزة تستغرق 3 سنوات ولجنة فلسطينية مؤقتة لإدارة القطاع
  • باحث: تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في مصلحة إسرائيل