بوابة الوفد:
2024-07-03@16:24:48 GMT

راب الشوارع.. وفلسطين!

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

استمعت، واستمتعت بالصدفة بأصوات مصرية فى فيديو على اليوتيوب يؤدى فيه مجموعة من الشباب والصبية والأطفال مقاطع مغناة عن فلسطين وعن العدوان الإسرائيلى على غزة.. بطريقة الراب وهى موسيقى أمريكية انتشرت فى العالم، ومن يرد أن يبحث عنها على جوجل سيعرف أصولها وبداياتها وأسباب انتشارها!

ورغم أن الفيديو تم تصويره بكاميرا عادية جدا، وربما بالموبايل بلا إضاءة وبلا ديكور وبلا بنات حلوة بترقص ولا شباب يتَرقَص فكله فى الشارع، وتحديدا فى مكان شبه مهجور أقرب إلى الخرابة.

. ومع ذلك موسيقى المقاطع على رتم مظبوط وتراكات موسيقية تبدو مدروسة، والأصوات الرئيسية للمقاطع تؤدى بطريقة احترافية حتى ولو فيها حشرجة ولكنها معبرة وصادقة، أما الكلمات فهى صادمة ليس لوجود بعض الألفاظ النابية، وقد حاولوا إخفاءها، ولكن الصدمة من درجة الوعى العالية للقضية الفلسطينية ووضوح رؤيتهم لها وللأعداء سواء إسرائيل أو من وراء إسرائيل!

والمدهش أن ذلك يصدر عن هؤلاء الشباب الذين نحسبهم لا يعون شيئًا.. والحقيقة أنهم أكثر وعيًا من الكثير من المثقفين، ولذلك أدوا المقاطع بإيمان وبقوة وتحدى أكثر من حماس وانفعال شباب الأحزاب أو الذين يمثلون تجمعات سياسية حكومية أو غير حكومية.. وكأنهم ليسوا نفس الشباب والصبية والأطفال الذين نسخر ونتأفف منهم وهم يغنون أغانى المهرجانات!

ويصل وقت هذا الفيديو نحو نصف ساعة، ويتضمن عشرة مقاطع لعشرة مؤديين، ولا يقل عن عشرين من الكورال.. وقد نُشر على اليوتيوب مؤخرًا بعنوان "راب شارع فلسطين (أرض كنعان، انا فلسطينى، اوتشا )" وطريقة تصويره بدائية وبلا إخراج وفى مكان واحد حيث ينتقل المصور من مؤدى إلى آخر ومعه يمشى الشباب والصبية والأطفال ورغم ذلك هناك جمال فنى بداخله لا يجعلك تشعر بالملل أو التكرار فى المكان أو الحركة ربما بسبب التفاعل الصادق فيما بينهم فى الموسيقى والكلمات والتلقائية فى الأداء أفضل من عشرة من المخرجين والمصورين والمغنين المحترفين الذين صدعوا رؤوسنا بكلام فارغ وموسيقى مكررة ومسروقة من ألحان قدامى الملحنين مثل بليغ حمدى والموجى والطويل!

ولا أريد إفساد الكلام عن هؤلاء الشباب المبدع وأخلط بينهم وبين هؤلاء الذين أفسدوا موسيقانا لسنوات، لأن هذا الشباب يقدم لونًا من الغناء أو الأداء الغنائى أو الموسيقى تنقل مشاعر حقيقية عن واقعنا وأحوالنا بعيدًا عن الحبيب الذى هجر حبيبته ولا الغيرة والنواح على أطلال الذى راح!

والمشكلة أن هؤلاء الشباب لا أحد لديهم ولا معهم غير الجمهور، فمن المستحيل أن تتعامل معهم نقابة الموسيقيين ولا دار الأوبرا ولا البيت الفنى للمسرح ولا حتى متعهد حفلات لأنهم خارج المنظومة المدجنة لطريقة الغناء والتلحين والكلمات المصطنعة والمغيبة التى يأكل أصحابها الحلاوة والبقلاوة من ورائها ويتشاجرون مع بعضهم البعض على حقوق الأداء العلنى والملكية الفكرية وهى موسيقى فارغة مثل الطبل الأجوف، وعلى حساب الوعى بحقيقة الواقع!

ولذلك ظلت هذه النوعية من الموسيقيين لسنوات يهاجمون أغانى المهرجانات فى بدايتها حتى انتشرت رغم عنهم، وأصبح لها جمهور كبير ويغنيها الشباب فى الحفلات والجامعات والمدارس والأفراح ويحضر حفلاتهم عشرات الألوف، مع ذلك لا زالت هذه المؤسسات الرسمية تتعامل معهم وكأنهم عالة على الفن ودخلاء عليه.. مع أن الواقع غير ذلك!

مقاطع "راب شارع فلسطين" يستحق الاستماع والاستمتاع به لأنه أصدق من مئات البيانات السياسية وتصريحات الشجب والاستنكار!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأطفال

إقرأ أيضاً:

أمن الدولة رفضت هؤلاء!

عُلِم أن بعض العناصر السابقة في المديرية العامة لأمن الدولة قد رُفضت أسماؤهم للعودة إلى السلك والخدمة الفعلية لأسباب غير معروفة. وبحسب المعلومات، فإنّ بعض هؤلاء الأشخاص تقدّم بطلبات قانونية للعودة بناء لطلب المديرية، لكن الرفض جاء مفاجئاً باعتبار أن هؤلاء كانوا ينتظرون الموافقة على ملفاتهم بناء لتطمينات مسبقة.     المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أمن الدولة رفضت هؤلاء!
  • بوغدانوف بيحث مع وفد من الحوثيين آخر التطورات الإقليمية في اليمن وفلسطين
  • ظاهرة غريبة على مجتمعنا
  • مسؤولة أممية تبدي قلقها حيال أوامر إجلاء الفلسطينيين من خان يونس
  • رئيس وزراء فلسطين: مواقف السعودية.. تاريخية وداعمة لنا
  • الكهرباء في كربلاء: كيف يغير المستثمرون مسار المشاريع لصالحهم؟
  • روسيا ضمن الدول الأكثر دخلا في العالم وفلسطين تدخل قائمة الأقل دخلا في تقرير البنك الدولي 2024
  • الأحمر يطير إلى إسبانيا تحضيرا للمرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم
  • فلسطين تبحث مع منظمات أممية ودولية الجهد الإغاثي في غزة
  • تنسيقية المقاومة العراقية تصدر بيانا يخص لبنان وفلسطين