أطلق المستشفى السلطاني مبادرة للتعريف بأهمية الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية تستمر على مدى عامين؛ لتشجيع قيادة المبادرات الرقمية والتحولات التكنولوجية بكفاءة، والعمل على تنمية ثقافة التعلم المستمر في المؤسسات الصحية لتشجيع الابتكار والتطور الدائم.

وقالت إيمان بنت حمود الندابية مديرة دائرة التدريب والدراسات بالمستشفى: تتمثل أهمية الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي بتسخير مجموعة من التقنيات المتعددة التي تمكن الآلات من الإحساس والفهم والعمل والتعلم ليمكنها من أداء بعض وظائف الرعاية الصحية الإدارية والسريرية، ويأتي الاهتمام بهذا الجانب في إطار العمل على مواءمة أهداف وزارة الصحة وتطلعاتها مع رؤية عمان 2040 والأهداف الاستراتيجية.

وتضيف: استهدفنا القيادات بالمديرية العامة للمستشفى السلطاني في بداية الحملة، الذين لديهم القدرة على اتخاذ القرارات وتوجيه مسار المؤسسة نحو تحقيق أهداف مستقبلية أولها التركيز على تطوير مهارات القادة والكادر الوظيفي لضمان قدرتهم على التكيف مع التغييرات السريعة واستيعاب التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.

وتؤهل الحملة الكوادر ليكونوا قادرين على مواكبة التغير السريع الطارئ وتمكين الثروة البشرية اليوم بالمهارات الهامة والمتطلبة في سوق العمل غدا، وتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا لتبني أحدث الأدوات والتقنيات التي تدعم الإنتاجية والابتكار، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاعات الأخرى لتحقيق أهداف مشتركة وخلق فرص جديدة، وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الاجتماعية التي تؤثر على القطاع الصحي وغيره من القطاعات ودمج مفاهيم الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية ضمن الأهداف الاستراتيجية للمنظمات، وتتطلب هذه التطلعات المستقبلية التزامًا طويل الأمد ورؤية استراتيجية لتحقيق نمو مستدام وفعّال.

وعن أهمية توظيف هذه التقنيات في الرعاية الصحية، قالت: يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين دقة التشخيص حيث يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الطبية المعقدة والصور، مما يؤدي إلى تشخيصات أكثر دقة. على سبيل المثال، تم تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأمراض مثل السرطان بدقة أعلى من الطرق التقليدية.

وأيضاً كفاءات التشغيل حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط عمليات المستشفيات، وتقليل التكاليف، وتحسين تدفق المرضى من خلال إدارة السجلات والجدولة واللوجستيات لسلسلة التوريد حيث أكدت أحدث الدراسات بعام 2023 بأن الذكاء الاصطناعي الآن قادر على أتمتة العمليات اليومية في أي قطاع بنسبة 70%.

ومن ناحية أخرى، الذكاء الاصطناعي قادر على توليد خطة الطب الشخصي والمساعدة في تخصيص خطط العلاج لجينات المريض الفردية وأسلوب حياته وتفضيلاته، مما يحسن من نتائج العلاج.

كما تستخدم المستشفيات الذكاء الاصطناعي للتحليلات التنبؤية لتوقع معدلات القبول، والتي تساعد في تخصيص الموارد وتقليل أوقات الانتظار.

ويتيح الذكاء الاصطناعي المراقبة عن بعد والرعاية الصحية عبر الإنترنت لعلامات المريض الحيوية وأعراضه، مما يوفر رعاية مستمرة، خاصة للحالات المزمنة. بالإضافة إلى ذلك يسرع الذكاء الاصطناعي من عملية اكتشاف الأدوية عن طريق تحليل مجموعات بيانات ضخمة لتحديد مرشحين محتملين للأدوية.

وحول كفاءة الكوادر للتعامل مع التقنيات وتوفر الموارد في المؤسسة، أضافت: توجد بعض المبادرات القائمة في المؤسسات الصحية لبعض الموظفين في توظيف الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات. لذا وضعت الحملة التوعوية بالمستشفى السلطاني هدفها الأول التعريف بالذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفه في العمل، وتشجيع أصحاب الكفاءات والمجيدين على الاستفادة من التطبيقات والتقنيات وتمكينهم بالتأهيل والتدريب المطلوب وتعزيز الجوانب المهنية في هندسة الذكاء الاصطناعي والبرمجة والتدريب في مجال الصحة والذكاء الاصطناعي. أما عن الموارد اللازمة، ففريق القيادة بالمؤسسة يقوم بدوره بتقديم الدعم ومساندة هذا البرنامج مع توجيه اهتمام بعض الشركات لدعم هذه المبادرات بما فيه من عائد اقتصادي للبلد والمجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی الرعایة الصحیة

إقرأ أيضاً:

العراق يعتمد الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية

أعلن مكتب مستشار رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، بهدف بناء اقتصاد معرفي يرتكز على رأس المال البشري. وجاء ذلك في تصريحات أدلت بها رغد الشابندر، المسؤولة عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المكتب، مشيرة إلى أن السوداني رفع شعار "الذكاء الاصطناعي الطريق إلى سوق العمل العالمي" خلال مؤتمر دافوس.

أكدت الشابندر أن بناء الاقتصاد المعرفي يتطلب التركيز على التعليم والابتكار والأبحاث، وإعداد جيل شبابي يمتلك مهارات الثورة الصناعية الرابعة ليتمكن من العمل في شركات عالمية. ومن أبرز مشاريع المكتب الإدارة الذكية للموارد المائية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات تلوث المياه والحد من اللسان الملحي وشح المياه، بالإضافة إلى تأسيس الفريق الوطني للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مستشارية الأمن القومي.

أوضحت الشابندر أن الفريق الوطني للذكاء الاصطناعي سيقيم ورش عمل ومؤتمرات في المؤسسات الحكومية لنشر حملات التوعية للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي. كما سيتم إنشاء مركز بحثي في الجامعة الأمريكية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي تحت اسم "مركز هندسة تقنيات تطبيقات الذكاء الاصطناعي"، لدعم الموهوبين والبحث العلمي، مما يسهم في بناء اقتصاد معرفي.

يعمل المكتب أيضاً على التعاون مع وزارة التربية لإدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، حيث ينتظر الحصول على موافقة هيئة الرأي لتضمين مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة في المناهج، بما يسهم في تأهيل الطلاب لمتطلبات سوق العمل العالمي.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي تريند أم ثورة؟
  • سرقة أسرار أوبن إيه آي تعزز المخاوف من الذكاء الاصطناعي
  • الحكومة العراقية تسعى لإطلاق استراتيجية وطنية لترسيخ مفاهيم الذكاء الاصطناعي
  • كيف سيُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في التعليم؟
  • آبل تتجه لدمج جيمينى لنظام التشغيل iOS 18
  • «الذكاء الاصطناعي» يدخل عصر «الروبوتات القاتلة»
  • رئيس الرعاية الصحية يتابع استعداد إطلاق منظومة إدارة الموارد المؤسسية إلكترونيًا (ERP) بالهيئة وفروعها
  • «الرعاية الصحية»: إلغاء كل التعاملات الورقية وبدء التحول الرقمي الكامل
  • العراق يعتمد الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية
  • ثورة الذكاء الاصطناعي.. تأثير اقتصادي مخيب للآمال