رئيس جمهورية العراق ام محافظ السليمانية؟
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
10 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: أثار رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف رشيد، الاستياء العارم بين العراقيين، بعد أن دعا السلطات في أذربيجان الى ضرورة تيسير مهمة منح تأشيرات الدخول لأبناء محافظة السليمانية التي هو ينحدر منها.
وفي محاولة منه، لتمرير خلل في خطابه، اضفى على عباراته (كل العراقيين) فيما ركز بشكل واضح على أهالي السليمانية.
وجاء في بيان رئاسي: “استقبل رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، سفير جمهورية أذربيجان لدى العراق نصير ممدوف، ونظرا لورود شكاوى من قبل أهالي السليمانية بخصوص عدم منحهم تأشيرات دخول إلى أذربيجان، أكد فخامة الرئيس ضرورة تيسير مهمة منح تأشيرات الدخول إلى كافة المواطنين لتشمل جميع محافظات العراق بما فيها محافظة السليمانية التي يعاني أبناؤها من الحصول على تأشيرات الدخول إلى أذربيجان”.
وأثارت هذه التغريدة انتقادات واسعة من العراقيين، الذين اعتبروا أنها تعكس نظرة أحادية مناطقية من قبل رشيد، باعتباره رئيساً للجمهورية وليس رئيساً لمحافظة السليمانية فقط.
وقال أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي: “هذا خطاب لا يليق برئيس دولة، بل يليق بمسؤول محلي أو زعيم عشيرة”.
وأضاف المدون حسين عصام: “رشيد ظهر وكأنه يدافع عن أبناء مدينته لا العراق ككل، وهذا يعكس انهيار معنى القيادة وعقلية الإدارة لديه”.
وتابع الناشط كريم الخفاجي: “رشيد غير قادر على الخطاب الشمولي الوطني، بل يتحدث بلغة المناطقية والقومية”.
وختم حسن الجبوري: “الرئاسة تحتاج إلى قائد وليس إلى مدير إدارة، ورشيد أثبت أنه ليس قائداً”.
وتشير تغريدة صالح إلى وجود مشكلة عميقة في العقلية السياسية العراقية، والتي تعاني من الانقسامات المناطقية والطائفية.
وهذا الانقسام يؤثر سلباً على الوحدة الوطنية العراقية، ويجعل من الصعب على الرؤساء العراقيين القيام بدورهم في قيادة البلاد.
ويفيد تحليل بان الرئاسة تتطلب النظرة الخطاب الوطني الواسع، وهو ما نقص في تصريح الرئيس. فالرئاسة ليست مجرد إدارة، بل هي رؤية شاملة تنير الطريق لكل العراقيين وليس ابناء منطقة واحدة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تداعيات سوريا على العراق: هل ينهار التوازن الطائفي؟
6 يناير، 2025
بغداد/المسلة: وسط تصاعد النقاشات حول مستقبل النظام السياسي في العراق، تتشابك الرؤى والتطلعات بين القوى السياسية الفاعلة، لتبرز معها انقسامات عميقة على المستوى الطائفي والمناطقي.
و تؤكد القوى الشيعية المسيطرة على النظام الحالي أنها ماضية في ترسيخ استقرار الحكم، معتبرةً أن العراق بمنأى عن التحولات الإقليمية الحادة، رغم تصدع محور “الممانعة” بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.
في المقابل، تصاعدت أصوات سنية تدعو لإحداث تغيير جوهري في معادلة الحكم، معتبرة أن ميزان القوة يميل بشكل غير عادل لصالح القوى الشيعية على حساب بقية المكونات.
ويبدو أن القوى السنية تركز على مطالب تتعلق بإعادة النظر في القوانين والممارسات التي تعتقد أنها تهمش دورها، مثل إنهاء ملف المساءلة والعدالة وقضايا النازحين، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين بتهم الإرهاب. غير أن تلك المطالب، وفقاً لمصدر مطلع، تبدو آنية وانتخابية أكثر منها جزءاً من رؤية استراتيجية لتغيير جذري.
الحراك السني بين التغيير السلمي والدعوات الخارجية
خلال الأسابيع الأخيرة، شهد المشهد السياسي نشاطاً ملحوظاً في الأوساط السنية، بدءاً بعقد مؤتمرات لإعلان موقف موحد من قضايا محورية، وانتهاءً بتصريحات مثيرة للجدل ضد النظام السياسي، وتبني اعلام مضاد والتحريض على النظام من قبل شخصيات مقيمة في تركيا والادن ودول اخرى.
هذه الازدواجية تعكس حالة الانقسام بين القوى السنية. فبينما يصر البعض على التغيير وفق الأطر الدستورية والقانونية، يذهب آخرون إلى احتمال الاستعانة بدعم خارجي لتحقيق أهدافهم، وهو خيار يزيد المشهد تعقيداً في ظل معارضة القوى الشيعية المهيمنة لأي تغيير جذري يهدد مكتسباتها.
معادلة الحكم ومخاوف المستقبل
تكمن المشكلة الأساسية في افتقار القوى السنية إلى رؤية موحدة وطويلة الأمد لإحداث تغيير مستدام، حيث تتسم مطالبها بالطابع الإجرائي، ما يجعلها بعيدة عن تحقيق أهدافها في ظل الانقسامات الداخلية والتوازنات الطائفية المعقدة. ويرى مراقبون أن المطالبة بإقامة إقليم سني، رغم وجود نص دستوري يدعمه، لا تزال تواجه عراقيل كبيرة بسبب التخوين والخوف من التداعيات السياسية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts