أستاذ قانون دولي فلسطيني: «تل أبيب» لا تتوقف لحظة عن جرائم الحرب ضد شعبنا (حوار)
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
أكد د. جهاد أبولحية، أستاذ القانون الدولى، أن إسرائيل لم تنفّذ أى قرار دولى، ولم تحترم أى ميثاق أممى، وكانت وما زالت لا تلتفت إلى أى مادة من مواد القانون الدولى الذى يحظر أنشطتها الإجرامية ضد الشعب الفلسطينى والأراضى الفلسطينية، فهى لم تنتهك فقط القوانين والأعراف الدولية، بل نسفتها نسفاً بالغاً دون خجل.
إلى أى مدى خالفت إسرائيل القانون الدولى؟
- القانون الدولى وضع أساسيات واضحة، وذلك للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وعدم تعرّضهما للخطر، وبالتالى تجد هناك قواعد قانونية واضحة «وضوح الشمس» تنظم العلاقات فى السلم والحرب، وإسرائيل منذ بدء عدوانها على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، وهى لا تتوقف لحظة واحدة عن ارتكاب جريمة من الجرائم المعاقب عليها وفق القانون الدولى، وتتنوّع جرائمها فى القطاع ما بين جرائم حرب وإبادة جماعية وضد الإنسانية، حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 20 ألف شهيد، وعدد الجرحى أكثر من 60 ألف جريح، وجلّ هذه الأرقام من صفوف الأطفال والنساء الذين يوفر لهم القانون الدولى الحماية الكاملة فى وقت الحرب، وناهيك عن استهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والطواقم الطبية والإسعافات والمدارس والجامعات والصحفيين والإعلاميين، وحتى موظفى الأمم المتحدة لم يسلموا من إجرام جيش الاحتلال الإسرائيلى.
ماذا عن عقاب قادة الاحتلال؟
- نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998، هو الأساس الذى نستند به فى العصر الحديث لملاحقة مجرمى الحرب نتيجة أفعالهم الإجرامية، التى تُشكل انتهاكاً واضحاً للقوانين الدولية، وهذا ينطبق على دولة الاحتلال التى يشير الكثير من الأدلة إلى ارتكاب قادتها السياسيين والعسكريين وجنودهم جرائم تستوجب العقاب والمساءلة القانونية على كل ما ارتكبوه من جرائم فى قطاع غزة.
هل ترضخ إسرائيل للأعراف الدولية؟
- إسرائيل منذ نشأتها على أراضى الشعب الفلسطينى المحتلة فى عام 1948 لم تُنفّذ أى قرار دولى، ولم تحترم أى ميثاق أممى، وكانت وما زالت لا تلتفت إلى أى مادة من مواد القانون الدولى، الذى يحظر أنشطتها الإجرامية ضد الشعب والأراضى الفلسطينية، فهى لم تنتهك فقط القوانين والأعراف الدولية، بل نسفتها نسفاً بالغاً، وما يتم بثه من مشاهد فى غزة يوضّح للجميع مدى الإجرام الإسرائيلى، وكيف تدوس إسرائيل على القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى علانية ودون خجل، وذلك لأن هناك من يوفّر لها الغطاء الدولى ويحميها من المساءلة على مدار كل هذه السنوات الطويلة.
ماذا عن موقف القانون الفلسطينى؟
- القوانين الوطنية برمتها، بما فيها القانون الفلسطينى، لا تتطرّق إلى جرائم الحرب، التى يتم ارتكابها من قِبل الأشخاص، إنما يكون الاختصاص لمثل هذه الجرائم فى المحكمة الجنائية الدولية التى لها الولاية للنظر فى مثل هذه الجرائم والتحقيق بها وإدانة مرتكبيها، وهذا ما نصّت عليه المواد (5 - 6 - 7 - 8) من نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998.
جهاد أبولحية: «نتنياهو» يحاول إطالة أمد العدوان ليتهرّب من المساءلة والحسابما موقف محكمة العدل تجاه إسرائيل؟
- الأهمية البالغة لنظر الدعوى من قِبل المحكمة، أنها بداية ستتّخذ المحكمة تدابير مؤقتة، وهذا قد يؤدى إلى وقف إطلاق النار، بناءً على قرار المحكمة، وسيتم إحالة هذا القرار فى حال لم تنفذه إسرائيل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والذى بدوره سيُحيله إلى مجلس الأمن لتنفيذ القرار وإجبار إسرائيل على وقف العدوان على غزة والمستمر منذ 94 يوماً، وبالتالى ستحمى المواطنين الفلسطينيين الساكنين فى غزة من آلة القتل الإسرائيلية، التى لم تتوقف للحظة واحدة، الأهمية الثانية تكمن فى إدانتها على ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية، حيث إن الأدلة دامغة فى هذا السياق، وتُؤيد الدعوى التى رفعتها دولة جنوب أفريقيا، وبالتالى فإن الإدانة سوف تشكل سنداً قانونياً مهماً لمقاضاة المجرمين الإسرائيليين فى الجنائية الدولية، وهذا سيُشكل قوة ضغط على المدعى العام للمحكمة، الذى لم يقُم بأى دور حتى اللحظة فى التحقيق، بما يحدث فى غزة، رغم أن نظام روما الأساسى للمحكمة لعام 1998، يتوجب عليه مباشرة التحقيق بالانتهاكات الجسيمة للقانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى، والأهمية الثالثة للدعوى أنها فيما إذا حكمت المحكمة بإدانة إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية، فإن هذا الحكم ستنسحب آثاره إلى الولايات المتحدة، استناداً إلى البند (ب) من المادة ٣ باتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقب عليها لعام ١٩٤٨، وذلك بتهمة التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية.
عملية السابع من أكتوبرما حدث فى السابع من أكتوبر هو فشل كبير لدولة الاحتلال على جميع المستويات، ابتداءً من المستوى السياسى، ومروراً بالمستوى الأمنى والاستخباراتى، ووصولاً إلى المستوى العسكرى، هذا الفشل سوف يدفع ثمنه عاجلاً أم آجلاً «نتنياهو»، الذى هو على رأس الحكومة، والذى يحاول إطالة أمد العدوان على غزة، للبحث عن نصر ليتهرّب من المساءلة والحساب الذى يعدّه له الجمهور الإسرائيلى، الذى منحه الثقة لحمايتهم، وبالتالى فإن الحديث يدور عن نهاية المسار السياسى لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل محكمة العدل الجنائیة الدولیة الإبادة الجماعیة القانون الدولى
إقرأ أيضاً:
خالد ميري يكتب: من يصدق الشائعات؟!
البوستات المشبوهة.. الوصف الدقيق الذى استخدمه المتحدث العسكرى للرد على الشائعات والأكاذيب التى انطلقت فى الفضاء الإلكترونى.. لكن الحقيقة السؤال الذى حيرنى من يصدق مثل هذه الشائعات؟.. رغم كذبها وفجورها الواضح، خاصة أنه لم يعد خافياً على أحد من يطلق سهامه المسمومة نحو مصر وشعبها.
اعتدنا منذ ثورة يناير العظيمة على سيول الشائعات والأكاذيب التى تنطلق يومياً من أبواق الإخوان والصهاينة وكارهى مصر، عبر قنواتهم الإعلامية والفضاء الإلكترونى الملىء بالسموم على كل شكل ولون.. نعرفهم جيداً ونعرف أغراضهم الخبيثة للنيل من معنويات ووحدة وتماسك الشعب المصرى، وعلى مر السنوات والشهور خاب ظنهم ورد شعب مصر كيدهم فى نحورهم، فالشعب يقبض على وطنه كالقابض على الجمر.. وقائد السفينة يسير بها إلى بر الأمان رغم الأعاصير التى تحيط بنا والنيران المشتعلة حولنا من كل جانب.
وفى الأيام الأخيرة تسابق حملة مشاعل الشيطان لإطلاق سيول من الأكاذيب عبر حسابات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعى، مرة أن ميناء الإسكندرية استقبل سفينة ألمانية محملة بالأسلحة فى طريقها لإسرائيل.. ومرة أن جيش مصر العظيم يشارك إسرائيل فى حرب الإبادة المحتومة على أهلنا فى غزة، ومرة أن قناة السويس تسمح بمرور السفن المحملة بالأسلحة لقوات الجيش الصهيونى، حلقات متكاملة الأركان من الكذب تواترت على كل وسائل التواصل الاجتماعى، وكان الرد سريعاً من المتحدث العسكرى والحكومة بكشف كذب ما نشرته المواقع والبوستات المشبوهة جملة وتفصيلاً.
الحقيقة أن الأكاذيب فى وضوح شمس أغسطس.. تحرق رأس كل من يفكر فيها وتضىء لمبات الحقيقة فوراً.. كذب فج وصريح وفاضح ولكن رغم ذلك كان الرد السريع بفضح الأكاذيب ضرورة وهو ما كان.. فمن يطلقون الشائعات يتركونها تنتشر عسى أن يصدقها البعض، خاصة إذا تم تركها دون الرد عليها.
ومع كل شائعة جديدة خاصة إذا كان كذبها فاضحاً كالشائعات الأخيرة أسأل نفسى هل يمكن أن يصدق أحد هذا الكذب؟ كل مصرى من أقصى الصعيد للبحرين المتوسط والأحمر وعبر الصحراء الممتدة يعرف تأييدنا المطلق لحق الأشقاء فى فلسطين، يعرف أننا ورغم ظروفنا الاقتصادية قدمنا ونقدم ٨٠٪ من المساعدات التى وصلت للأشقاء فى غزة.
ولم تتوقف جهودنا يوماً لمحاولة وقف حرب الإبادة الصهيونية وكشف جرائمهم أمام كل العالم، موقفنا الصلب كان وراء هجمات الصحافة الإسرائيلية المتتالية على مصر وجيشها وزعيمها، لكننا لم نتزحزح عن نصرة الحق ولم نتراجع.. نمارس سياسة شريفة وما نقوله فى الغرف المغلقة هو ما نقوله فى العلن.. ولا أحد يمكن أن يزايد على دعمنا غير المحدود للأشقاء فى فلسطين وقضيتهم العادلة.
رغم كل هذه الحقائق التى يعرفها الجميع شيوخاً وشباباً وحتى الأطفال.. تنطلق مثل هذه الشائعات المغرضة التى تبحث عمن يصدقها أو يروجها، والهدف واضح كما هو دوما وراء كل شائعة.. نشر الفتنة فى مصر والوقيعة بين أبناء الشعب وبينهم وبين قيادتهم الوطنية.. لكن الحقيقة التى أثق بها أن وعى الشعب المصرى يفوق خيالاتهم المريضة.. هو صخرة تتحطم عليها كل مؤامراتهم وأغراضهم الخبيثة، ولن يجنوا من وراء أكاذيبهم إلا قبض الريح والفشل الذى يستحقون ليستمر كيدهم يرتد إلى صدورهم فيحرقها غيظاً.
أغلب الظن، وليس كل الظن إثماً، أنهم يكثفون شائعاتهم استغلالاً لظروف اقتصادية صعبة فرضتها علينا الأزمات المشتعلة حولنا.. يريدون استغلال معاناة الناس مع الأسعار لزرع بذور الفتنة ولو كانت الأكاذيب فجة ولا يقبلها عقل.
مصر كانت وستظل مستهدفة.. عبقرية التاريخ والجغرافيا تقول ذلك، لكنها كانت وستظل حصن العرب والإسلام، القوية الأبية بشعبها وجيشها، وعلى حدود وعى شعبها ستتحطم كل أوهام وأحلام من يطلقون الشائعات ومن يقف خلفهم.
مبروك للأهلى:
تعرض الأهلى لخسارة السوبر الأفريقى بركلات الترجيح لتذهب البطولة للمنافس الذى عاد قوياً نادى الزمالك، لكن الكبير يظل كبيراً ويعود سريعاً.. أيام فقط وكان الأهلى ينتصر على الزمالك بركلات الترجيح أيضاً ليفوز بالسوبر المصرى، وبعدها يفوز بجدارة فى مباراة عالمية على العين الإماراتى بالثلاثة ليفوز ببطولة الإنتركونتننتال وبأول كاس تمنح لبطل الثلاث قارات وبمكافأة مالية مليونى دولار.. ويظل جمهور الأهلى كلمة السر وراء كل نجاح، ويثبت كولر أنه مدرب المباريات الكبرى وملك الألقاب.. ويثبت اللاعبون أنهم من طينة الكبار ويستحقون ارتداء الفانلة الحمراء، الجميع كانوا نجوماً واستحقوا نصرهم عن جدارة.
مبروك للأهلى نصره الجديد الذى رفع رأس مصر وأفريقيا فى المحفل العالمى.. وننتظر ألقاباً جديدة.. فالفارس الأحمر عودنا أن كل نصر وراءه نصر أكبر.