رصد – نبض السودان

قالت مجلة “نيوزويك”: إن عام 2023 شهد اندلاع الحروب واندلاع الصراعات القاتلة في جميع أنحاء العالم، وحظي الصراع في السودان الذي انزلق إلى حرب واسعة النطاق في أبريل 2023، تغطية سيئة من قبل وسائل الإعلام الغربية، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه أقل أهمية من الحربين في غزة وأوكرانيا، اللتين اندلعتا في أكتوبر 2023، وفبراير 2022، على التوالي.

وأضافت المجلة في مقال للباحث السياسي المصري محمد البنداري أن هناك تناقضا بشأن السودان في الغرب؛ لأننا نادراً ما رأينا قصصاً في الصحافة في العام الماضي حول الكيفية التي تفرض بها الحرب في السودان عدداً من التحديات على بلدان أفريقية أخرى، بما في ذلك مصر المجاورة، فضلاً عن الدول غير المستقرة في أفريقيا. الساحل وشرق وشمال أفريقيا. وعلى نحو مماثل، لم تكن هناك تغطية تذكر لقمة السلام الثمانية التي عقدتها مصر في يوليو لمناقشة العواقب السلبية لحرب السودان على الدول المجاورة لها.

وأردف أنه منذ الإطاحة بالرئيس المستبد عمر حسن البشير في انتفاضة شعبية في أبريل 2019، غرق السودان في مشاكل اقتصادية خطيرة، واحتجاجات في الشوارع، وأعمال عنف جديدة في منطقة دارفور الغربية المحارة، في 15 أبريل 2023، وقبل أن يتم التوقيع على اتفاق بشأن استئناف الانتقال إلى الديمقراطية، اندلع القتال بين قوات السلاح السودانية، بقيادة قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والمجموعة شبه العسكرية قوات الدعم السريع، والتي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو. واشتد القتال بعد ذلك في البلاد بين البرهان، الذي تولى السلطة الكاملة في انقلاب في أكتوبر 2022 – ودقلو.

وأشار إلى أنه مع استنفاد وسائل الإعلام الغربية في صراعات أخرى، مثل الحربين في غزة وأوكرانيا، لا يزال السودانيون عالقين في صراع ليس من صنعهم، مع تزايد انتشار الجوع في الدولة الإفريقية، فعند مقارنة تغطية الغرب للحروب الثلاث، يجب على أي باحث في مجال الإعلام أن يلاحظ أن هناك خللاً إعلامياً في كيفية نقل أخبار حرب السودان، وغالباً ما يتم تصوير اللاجئين السودانيين على أنهم أشخاص ضعفاء وسذج ومتخلفون، وتنظر وسائل الإعلام الغربية إلى حياة السودانيين وحياة الأفارقة ككل على أنها أقل استحقاقًا للتعاطف من حياة الأوكرانيين أو الإسرائيليين أو الفلسطينيين.

ومع نفاد أموال الأمم المتحدة، يواجه السودان “كارثة”، حيث يطلق عليها عمال الإغاثة اسم “الحرب المنسية “، فهناك 25 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى المساعدات، مما أثار استياء العديد من الأفارقة، صوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع في أوائل ديسمبر على إنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان، التي تأسست في الخرطوم عام 2020، لدعم السودانيين خلال المرحلة الانتقالية السياسية التي شهدتها البلاد، بعد الإطاحة بالبشير، ويحمل الإنهاء عواقب وخيمة على المدنيين السودانيين، مع الخوف من أن يؤدي تصاعد العنف إلى جر البلاد نحو كارثة في عام 2024.

ويمثل الانسحاب القسري لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان أيضًا انتكاسة جديدة للأمم المتحدة، التي تواجه قدرًا معينًا من العداء، معظمها في أفريقيا، حول كفاءة مهامها السياسية والأمنية، وفي أواخر يونيو، أنهى مجلس الأمن مهمة حفظ السلام التي دامت عشر سنوات في مالي.

واستطرد المقال أن الوضع الإنساني والأمني في السودان متقلب للغاية، وما لم يتم التعهد بالتزام عالمي بإنهاء الحرب الأهلية، فإن البلاد سوف تتفكك بالكامل. وهناك أيضًا مخاوف من انتشار العنف من السودان إلى الدول الأفريقية المجاورة، ففي أغسطس، وقع انقلاب في دولة الجابون الواقعة في غرب أفريقيا، وهذا هو الانقلاب السابع في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا منذ عام 2020، وجاء بعد ما يزيد قليلاً عن شهر من انقلاب النيجر في يوليو، والدول الأربع الأخرى التي اندلعت فيها الانقلابات هي مالي (أغسطس 2020)، وتشاد (إبريل 2021)، وغينيا (سبتمبر 2021)، وبوركينا فاسو (يناير وأكتوبر 2022).

ويرى المقال أن هناك ثلاثة أسباب وراء اندلاع جائحة الانقلابات هذه في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، وهي تشمل المشاكل الداخلية، والانتهازية (كما ظهر في الانتخابات المعيبة والفساد)، والاستغلال الاستعماري، الذي أعاق أفريقيا لأجيال.

وحدثت معظم هذه الانقلابات العسكرية في المستعمرات الفرنسية السابقة في مناطق غرب ووسط أفريقيا، مما دفع البعض إلى وصفها بمنطقة ” الحزام الانقلابي” الذي يمتد عبر القارة من غينيا إلى السودان. وكثيرا ما يدعو المتظاهرون في تلك المستعمرات الفرنسية السابقة إلى إغلاق القواعد العسكرية الفرنسية في بلدانهم.

واختتم المقال بأن التغطية الإعلامية الغربية الضعيفة للحرب السودانية أدت إلى إضعاف فرص إطلاق مبادرات السلام لإنهاء الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي خلفت أكثر من 12 ألف قتيل وأجبرت 5 ملايين شخص على الفرار إلى مناطق أكثر أمنا داخل السودان، أو إلى دول مجاورة مثل السودان. مثل مصر وتشاد وإثيوبيا. ومن الأهمية بمكان أن تتوسع التغطية الإعلامية الغربية للسودان، ولأفريقيا ككل، إلى ما هو أبعد من قضية “التدفق المخيف” للاجئين السودانيين والأفارقة إلى الغرب.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: تغطية سيئة لـ وسائل نيوزويك وسائل الإعلام الغربیة فی السودان فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

محققو الأمم المتحدة: هناك "أدلة كثيرة" على جرائم الأسد

رغم تدمير وثائق وغيرها من الأدلّة على الجرائم المرتكبة في سوريا خلال حكم بشار الأسد، أكّد محقّقو الأمم المتحدة أنّ "الكثير من الأدلّة" لا تزال سليمة.

وقال عضو لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا، هاني مجلّي، الجمعة، إنّ "البلد غنيّ بالأدلّة، ولن نواجه صعوبة كبيرة في إحقاق العدالة".

وبعد السقوط المفاجئ للأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، تمكّنت اللجنة من الدخول إلى البلاد، بعدما كانت تحاول التحقيق عن بُعد بشأن وقوع جرائم منذ بداية الحرب في العام 2011.

وبعد زيارة أجراها حديثاً إلى سوريا، أضاف مجلي أمام جمعية المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة "كان من الرائع أن أكون في دمشق بعدما مُنعت اللجنة من دخول البلاد منذ البداية".

Syria sanctions should be lifted, but leverage needed to keep transition on track: ⁦@UNCoISyria⁩ https://t.co/zsEvu68IPq

— UN Syria Commission of Inquiry (@UNCoISyria) January 31, 2025

وخلال وصفه الزيارات التي أجراها إلى سجون في دمشق، أقرّ بأنّ "الكثير من الأدلّة تضرّرت أو دُمّرت" منذ تدفّق الناس إلى السجون ومراكز الاعتقال بعد سقوط بشار الأسد".

وأشار عضو لجنة التحقيق إلى أنّ سجن صيدنايا السيء الصيت، الذي شهد عمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعمليات تعذيب ترمز إلى الفظائع المرتكبة ضدّ معارضي الحكومة السورية، "أصبح خالياً عملياً من كل الوثائق".

وأوضح أنّ هناك أدلّة واضحة على "عمليات تدمير متعمّدة لأدلّة"، خصوصاً في موقعين يبدو أنّه تمّ إحراق وثائق فيهما، من قبل أفراد تابعين للأسد قبل فرارهم.

ولكنّه، قال إنّ الدولة السورية في ظلّ حكم الأسد كانت "نظاماً يحتفظ على الأرجح بنسخٍ أخرى من كلّ شيء، وبالتالي إذا تمّ تدمير أدلّة فإنّها ستكون موجودة في مكان آخر".

The report is based on over 2,000 witness testimonies, including 550 survivors of torture, and provides the most comprehensive analysis to date by @UNCoISyria of detention-related atrocities committed by the ousted regime. https://t.co/JmmJ7l3uJO

— UN Syria Commission of Inquiry (@UNCoISyria) January 31, 2025

وأشار إلى وجود مبانٍ أخرى تحتوي على الكثير من الأدلّة.

وخلُص إلى أنّه "يبدو أنّ هناك عدداً من الأدلّة التي أصبحت آمنة الآن، ونأمل أن يكون من الممكن استخدامها في المستقبل" لضمان تحقيق العدالة.

مقالات مشابهة

  • محققو الأمم المتحدة: هناك أدلة كثيرة على جرائم الأسد في سوريا
  • محققو الأمم المتحدة: هناك "أدلة كثيرة" على جرائم الأسد
  • إيران تراقب إدارة ترامب عن كثب
  • زاخاروفا: 90% من وسائل الإعلام الأوكرانية تعيش على المنح الأمريكية
  • «إعلام عبري»: 4% من الإسرائيليين يرون أن الحرب على غزة حققت أهدافها كاملة
  • عباس شومان: الفتوى صناعة صعبة وخطرة.. وليس كل من تخرج في الأزهر قادر على الإفتاء
  • برلماني: الهجوم الإسرائيلي على مصر يؤكد صدق موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • محافظ الغربية: تحرير 19 محضر نقص أوزان وإنتاج خبز بمواصفات سيئة بمركز زفتى
  • صحيفة روسية: مذبحة في أفريقيا تهدّد الأجهزة الإلكترونية في العالم
  • مفتي الجمهورية: وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في التصدي للشائعات والأفكار المتطرفة