مدبولي: مصر تتحسّب من مساعي تحويل منطقة البحر الأحمر لبؤرة صراع إقليمي جديد
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
بحث الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه مساء اليوم -عبر تقنية الفيديو كونفرانس- بمسئولي مجموعة "ميرسك العالمية" A.P.Moller-Maersk، سُبل تعزيز التعاون المشترك وتطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، وذلك بحضور الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، وكل من فينسنت كليرك، المدير التنفيذي لمجموعة "ميرسك العالمية"، و رباب بولس، عضو المجلس التنفيذي، نائبة الرئيس التنفيذي لشئون العمليات والبنية التحتية للمجموعة، والسيدة/ كاميلا هولتس، رئيس العلاقات العامة والتشريعية للمجموعة، و هاني النادي، ممثل مجموعة شركات ميرسك بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
واستهل رئيس مجلس الوزراء اللقاء بالإشادة بالتعاون القائم والمتنامي بين مجموعة "ميرسك العالمية" وهيئة قناة السويس، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مجالات النقل، من خلال محطة حاويات الشركة بمنطقة شرق التفريعة، وكذا المشروعات الواعدة في مجال الطاقة النظيفة لتموين سفن الشركة بالوقود الأخضر.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي خلال اللقاء أن التعاون في مجال تزويد سفن الشركة بالوقود الأخضر يتسق وجهود الدولة في مواجهة تحديات تغير المناخ، وبما يتماشى مع الجهود الدولية في هذا الشأن.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولى أيضا إلى زيارة رئيس هيئة قناة السويس إلى الدنمارك، وكذا مسئولي الهيئة الاقتصادية لقناة السويس مؤخرا للمشاركة في الاحتفال بتدشين أول سفينة للشركة تُمون بالوقود الأخضر وتمر من قناة السويس في طريقها من آسيا إلى أوروبا، وكذا اللقاءات المثمرة مع مسئولي الشركة على هامش الاحتفالية، مثمنًا ما أسفرت عنه الزيارة من اتفاق لتعزيز مجالات التعاون لتطوير محطة حاويات الشركة، وكذلك التعاون في مجالات تخريد السفن، وتصنيع القاطرات، بما يتضمنه من تعزيز خبرة التصنيع وتدريب العمالة.
وفي غضون ذلك، تقدم المدير التنفيذي لمجموعة "ميرسك العالمية" بالتهنئة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لفوزه بولاية رئاسية جديدة، موضحًا أن هذا يأتي انعكاسًا للثقة التي تحظى بها القيادة السياسية خلال المرحلة الراهنة وجهودها المستمرة في دعم استقرار الدولة المصرية، معربًا عن تقديره للتعاون المثمر بين المجموعة ومصر.
ولفت فينسنت كليرك، إلى تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، مؤكدًا أهمية الأمن في تلك المنطقة، وضرورة توفير الحماية اللازمة للسفن، وكذا الانعكاسات السلبية لهذا الأمر على الاقتصاد العالمي.
وتطرق اللقاء أيضًا إلى الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي، وما تمثله من تهديد لأمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وتطلع المجموعة لاستئناف رحلاتها البحرية، من خلال البحر الأحمر، مروراً بقناة السويس، في أقرب فرصة ممكنة، وذلك في ضوء ما توفره القناة من تكلفة ووقت.
بدوره، أكد الفريق أسامة ربيع، تطلع هيئة قناة السويس إلى عودة الاستقرار الأمني لمنطقة باب المندب، على ضوء الأحداث الأخيرة، وكذا رغبة الهيئة في زيادة أوجه التعاون مع مجموعة "ميرسك العالمية".
كما أكد رئيس الوزراء في هذا الصدد، محورية ملف أمن وسلامة الملاحة البحرية بالبحر الأحمر للأمن القومي المصري، وذلك في ضوء ارتباطه الوثيق بقناة السويس، وأن مصر تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في البحر الأحمر.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي الى أنه وبالرغم من التأثير المباشر لتلك الأحداث على مصالح مصر، إلا أننا نقدر أهمية تفسيرها في سياقها، وأنها ترتبط بشكل مباشر بالحرب في قطاع غزة، التي يجب وقفها، وهو الأمر الذي يتعين أخذه في الحسبان.
وأكد "مدبولي" أن مصر تتحسب من مساعي تحويل منطقة البحر الأحمر لبؤرة صراع إقليمي جديد، وقلقها من أن تتوسع الحرب في غزة على مستوى المنطقة، في ضوء ما تشهده من تصعيد مستمر، وهو ما عبر عنه، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال لقاءاته مع العديد من المسئولين الدوليين.
وأكد رئيس الوزراء سعى مصر المستمر لوقف الحرب الحالية في قطاع غزة، لما لذلك من انعكاسات على الأوضاع الأمنية والاقتصادية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، مؤكداً أنه لا يمكن لأحد تجنب الآثار السلبية لتلك الحرب. وشدد على أن الجهود المصرية تأتي في إطار رؤية شاملة لحل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين عبر إقامة الدولة الفلسطينية على أساس خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وخلال اللقاء، أعرب فينسنت كليرك، عن تقديره لجهود مصر المستمرة لوقف الحرب في قطاع غزة، مؤكداً أهمية توفير الأمن البحري في منطقة باب المندب، في ضوء التكلفة الكبيرة للجوء للممرات البحرية البديلة مقارنة بقناة السويس. وأشار إلى دعم الجهود المصرية لتحقيق الاستقرار واستعادة الأمن في منطقة البحر الأحمر، منتقدًا الهجمات العشوائية على السفن في منطقة البحر الأحمر.
كما أكد فينسنت كليرك التزام الشركة بالتعاون مع مصر، وذلك بالنظر لما يمثله هذا التعاون من أهمية لنشاط الشركة، متطلعاً لمزيد من أوجه التعاون بين الجانبين خلال الفترة القادمة.
وفى هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء استمرار التواصل والتعاون بين الجانبين خلال الفترة القادمة، تحقيقاً للمصالح المشتركة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مدبولي قناة السويس الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع مجموعة ميرسك العالمية الملاحة البحرية في البحر الأحمر فی منطقة البحر الأحمر میرسک العالمیة الدکتور مصطفى قناة السویس فی ضوء
إقرأ أيضاً:
وكيل أوقاف البحر الأحمر يؤكد على دور المساجد في مواجهة التطرف
عقد الدكتور هاني السباعي وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر اجتماعا بمديري الإدارات الفرعية اليوم الثلاثاء حيث عقد اللقاء بديوان عام المديرية، بحضور قيادات الدعوة بالمديرية
وفي بداية اللقاء رحب السباعي بالحضور، مؤكدا على أهمية تحقيق أعلى مستويات الأنضباط الإداري والدعوي، مشددًا على ضرورة المتابعة المستمرة للتأكد من تطبيق المبادئ بشكل دقيق، مؤكدًا على أهمية احترام دور الأئمة وتعزيز مكانتهم بما يليق بمسئولياتهم، مشيرا إلى أهمية تحويل المسجد إلى منارة إشعاع فكري وروحي، عبر رفع كفاءة الأئمة وزيادة اهتمامهم بمراجعة القرآن الكريم، وأهمية حماية المساجد وتحصينها من الأفكار المتطرفة، لضمان أن تظل مكانًا يعزز القيم الدينية الصحيحة ويغرس الطمأنينة في نفوس المصلين.
كما أكد فضيلته أن صفحة الإمام على السوشيال ميديا هي منبر آخر له، ينبغي أن يوجهها إلى نشر العلم النافع المنير، لتحقيق تواجد مؤثر ولافت للنظر للخطاب الديني المستنير في عالم السوشيال ميديا.
وتابع بالتأكيد على أهمية دعم الإمام ورفع معنوياته، حيث إن صورة الإمام المحترمة تعكس الجمال الذي يدعو إليه الإسلام، وهذا من توجيه الإسلام في قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إن الله جميل يحب الجمال"، فهذا هدي النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأكد أيضا أن هذه المرحلة في تاريخ الوزارة تركز على العلم والتحصين والبناء كعنوان رئيسي لها، موجهًا بأهمية اختيار الأئمة المتميزين علميًا، ممن لديهم مؤلفات علمية أو شعرية، أو حاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه، ومن يتقنون أكثر من لغة، ويتمتعون بسمعة علمية وثقافية واسعة ليكونوا أصحاب ريادة تعزز بهم المساجد الكبرى والمنابر الإعلامية، وليأخذوا بيد بقية زملائهم من الدعاة والخطباء.
كما شدد على ضرورة خلق بيئة تنافسية بين الأئمة تُحفّز على طلب العلم والتقدم فيه، مع التأكيد على أن المعيار الوحيد للترقي والتميز سيكون هو العلم، مع ضرورة التزام الإمام بالمنهج الأزهري الراسخ، مؤكداً أن الداعية يجب أن يتصدى لمواجهة أي فكر منحرف متطوف أو أي منهج فكري مضطرب يخالف مبادئ الأزهر الشريف، مؤكدا على أهمية التعاون الوثيق مع مؤسسات الدولة والعمل المشترك من أجل إعادة بناء الإنسان المصري، ليكون راسخ الجذور في وطنه ومعتزاً بتاريخه وهويته، ومشددا على أن العلاقة بين مؤسسات الدولة يجب أن تتسم بالثقة المتبادلة والتكامل، مستشهداً بقول الله تعالى: "سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ"، ليكون هذا التعاون دعامة قوية لبناء مجتمع متماسك ومؤسسات مترابطة، قادرة على النهوض بالوطن وتحصينه ضد أي تحديات.
وشرح فضيلته المحاور الاستراتيجية التي تعمل عليها وزراة الأوقاف، المحور الأول: مواجهة التطرف من خلال مواجهة فكرية جادة في كل ما يتعلق بمفاهيم الفكر المتطرف، ومحاربة كل صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف، وتفكيك منطلقات وأفكار هذه التيارات.
المحور الثاني: مواجهة التطرف اللاديني والمتمثل في تراجع القيم والأخلاق مثل مواجهة الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، والزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الطلاق، وفقدان الثقة، مواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي.
المحور الثالث: بناء الإنسان من خلال بناء شخصية الإنسان ليكون قويا شغوفًا بالعلم شغوفا بالعمران واسع الأفق وطنيا منتميا مقدما الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس، والانطلاق في ذلك من خلال المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.
المحور الرابع: صناعة الحضارة من خلال الابتكار في العلوم والمساهمة في عالم الذكاء الاصطناعي وفي اختراق أجواء الفضاء وفي ابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان و للإجابة على الأسئلة الحائرة.
مختتمًا حديثه بالتأكيد على ضرورة العمل سويًا لإنجاح المديرية ونسجل للتاريخ شيئًا مشرفًا بليق بنا ويرضي ربنا سبحانه ويعود بالخير على هذا البلد.