غانتس: اتهامنا بارتكاب إبادة وجرائم حرب خط أحمر
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
هاجم الوزير في مجلس الحرب بالحكومة الإسرائيلية بيني غانتس، الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، مشيرا إلى أن "اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية أمر خطير وخط أحمر".
ومن المقرر أن تبدأ غدا في لاهاي جلسات النظر في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 3 أشهر وذهب ضحيته أكثر من 23 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء.
وأكد غانتس، زعيم حزب الوحدة الوطنية، في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب أنه لم يستقل من الحكومة وأنه سيستمر فيها "ما دامت هناك حاجة إلينا" على حد قوله، وهو ما يمنح حكومة بنيامين نتنياهو القدرة على الاستمرار في ظل الغضب المتصاعد ضدها بسبب الحرب على غزة.
جاء تعليق غانتس بعد العديد من الدعوات التي وجهت له للاستقالة من الحكومة بغية إسقاطها خاصة بعد إبداء زعيم المعارضة يائير لبيد لاستعداد حزبه دعم غانتس لتولي منصب رئاسة الحكومة.
عودة الأسرى
وفيما بدا أنه تغيير في موقف غانتس، أشار إلى أن الأمر العاجل بالنسبة لإسرائيل "إعادة المخطوفين وهي الأولوية قبل كل العمليات القتالية"، لافتا إلى أن "كلنا يعمل ما يستطيع لإعادة المخطوفين من قطاع غزة".
وترفض المقاومة في قطاع غزة بحث ملف الأسرى لديها قبل وقف العدوان الإسرائيلي ووقف العمليات العسكرية على القطاع.
ورغم تعارض ما قاله مع الأهداف التي حددتها إسرائيل عند بدء عدوانها على غزة، ردد غانتس ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون من التزامهم بالأهداف التي حددوها عند بدء العدوان وهي "القضاء على حماس واستعادة الرهائن"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "العمليات ستستمر لفترة طويلة في قطاع غزة وسنحافظ على أمننا".
وفي محاولة لإبراز ما يتم تحقيقه في الحرب من أهداف، أوضح غانتس -الذي شغل منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي- أن "إنجازات الجيش آخذة في الازدياد، وفي جزء كبير من قطاع غزة لا سلطة لحماس" رغم عدم تحديده لتلك الإنجازات واستمرار المقاومة بإطلاق الصواريخ من كافة مناطق القطاع على المدن والبلدات الإسرائيلية.
وهدد غانتس خلال مؤتمره الصحفي لبنان، مذكرا إياه بما يتعرض له قطاع غزة من قصف إسرائيلي مدمر وقتل للمدنيين، قائلا "إذا أراد لبنان أن يكون مواطنوه درعا بشرية لحزب الله وإيران، سنتحرك في جنوب لبنان كما نفعل في غزة الآن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.
التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.
التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.
التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.
كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.
في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م