المخطّط الجديد، وفق ما قالت مصادر استخبارية في صنعاء لـ«الأخبار»، يتضمن تنفيذ عمليات قرصنة بحرية من قبل عناصر مجهولة ضد سفن تجارية أجنبية غير محظور مرورها في تلك المنطقة بموجب قرار "أنصار الله".

وكانت قناة «المهرية» التي تبثّ من إسطنبول قد نقلت عن مصادر يمنية القول إن الإمارات دفعت بالعديد من ضبّاطها لتنفيذ دور أميركي مرسوم.

وأوضحت أن «هناك مخطّطاً إماراتياً بتوجيهات أميركية لاستهداف سفن الشحن الدولية غير الإسرائيلية وغير المتّجهة إلى إسرائيل في ‎البحر الأحمر، ومن ثم تحميل حكومة صنعاء المسؤولية عن ذلك، وإثارة المجتمع الدولي ضدّها، عقب فشل واشنطن وحلفائها في إقناع العديد من الدول بالمشاركة في تحالف حارس الازدهار».

ونقلت القناة عن مصادر في حكومة عدن الموالية لـ«التحالف» القول إن «الإمارات استأجرت مرتزقة من عدة دول لتنفيذ عمليات قرصنة بحرية ضد السفن غير المتّجهة إلى إسرائيل، لإثارة مخاوف شركات الملاحة الدولية التي التزمت بقرار صنعاء عدم التوجّه إلى الموانئ الإسرائيلية، وإقناع العديد من الدول بضرورة المشاركة في التحالف الذي تقوده واشنطن، فضلاً عن قيامها بتدريب آخرين في الأراضي اليمنية لتنفيذ مثل تلك العمليات للغرض نفسه».

وأشارت إلى أن «المخطّط يهدف إلى ضرب الأمن الملاحي في أهم الممرات الدولية، وهو يتزامن مع تقديم الولايات المتحدة مشروع قانون إلى مجلس الأمن تسعى من خلاله إلى إدانة عمليات صنعاء، وتحاول كسر الحصار المفروض على إسرائيل».

وفي هذا الإطار، عمدت "هيئة العمليات التجارية البحرية البريطانية" إلى الترويج لعمليات تقوم بها ميليشيات ترتدي زيّاً مدنياً، وتستقل قوارب صغيرة، ضد سفن أجنبية في البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب، بهدف إثارة مخاوف الشركات الملاحية الدولية التي رفضت تغيير مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح.

وقالت الهيئة، الاثنين الماضي، إنها تلقّت معلومات حول اعتراض مسلّحين يستقلّون قاربين، سفينة قرب باب المندب، لكنها لم توضح تفاصيل تتعلّق بالسفينة أو بالمسلحين. ولمّحت إلى أن هذه قد تكون واحدة من عدّة عمليات قوات صنعاء، إلا أن الأخيرة لم تعلن عن تنفيذ أي عملية جديدة. مخطّط أميركي يُدار إماراتياً لاستهداف سفن الشحن الدولية غير المتّجهة إلى إسرائيل في ‎البحر الأحمر

وكانت الهيئة نفسها قد أعلنت، مطلع الأسبوع الجاري، تعرّض سفينة أخرى للاختطاف من قبل 6 قوارب في البحر الأحمر، وقالت إنها تلقت بلاغاً من طاقم سفينة شحن لم تكشف جنسيتها ووجهتها، أحاطت بها تلك القوارب من عدة جوانب، وهو ما اعتبره مراقبون في صنعاء حديثاً مفبركاً.

اللافت في الأمر أيضاً، أن الهيئة البريطانية زعمت انطلاق صواريخ باليستية من مناطق في تعز أواخر الأسبوع الماضي إلى باب المندب، ولم تتحدّث عن مصير هذه الصواريخ.

كما لم تتحدّث البحرية الأميركية عن اعتراضها أيّ صواريخ أطلقت من قبل حركة «أنصار الله»، فضلاً عن أنها لم تعلن عن تلقيها أي بلاغات أو نداءات استغاثة من أي سفينة من السفن التي ادعت الهيئة البريطانية أنها تعرضت لاعتداء في البحر الأحمر.

‎من جهتها، أكدت مصادر محلية في الساحل الغربي، لـ«الأخبار»، انتشار عدد من القوارب وعلى متنها مسلحون في المنطقة المقابلة لباب المندب وعلى امتداد المياه الإقليمية الواقعة خارج سيطرة حكومة صنعاء.

وأشارت إلى أن تلك الميليشيات تمتلك قوارب سريعة وحديثة يُعتقد أنها قُدّمت من قبل دول تحالف "حارس الازدهار" إلى الميليشيات الموالية للإمارات في الساحل الغربي، والتي كانت تسيّر دوريات بحرية من خفر السواحل على مدى العامين الماضيين.

وقالت المصادر إن تلك القوارب منعت معظم الصيادين من ممارسة أعمال الصيد على السواحل المقابلة لمناطق الخوخة ويختل والمخا، وفي مناطق واسعة من الساحل اليمني الواقع بين باب المندب ورأس عميرة في لحج.

وتأتي هذه التطورات بعدما كانت "هيئة موانئ جيبوتي" و"هيئة موانئ قناة السويس" قد أعلنت عدم تضرّرها بشكل كبير من عمليات قوات صنعاء خلال الشهرين الماضيين.

كما تأتي بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة، وتصاعد التهديدات باستهداف اليمن، ومنها تلك التي أطلقها بلينكن من قطر، وتوعّد فيها صنعاء بـ«عواقب» في حال تنفيذ أيّ عمليات مستقبلية.

في المقابل، يؤكد أكثر من مصدر اقتراب موعد ردّ القوات اليمنية على الاعتداء الأميركي الذي أدّى إلى استشهاد عشرة من عناصر بحريتها في البحر الأحمر، في وقت أمرت فيه حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور»، التي تتواجد على الضفة الأخرى من المياه الدولية في الجانب الإفريقي، عناصرها بعدم الظهور على سطح الحاملة خشية الاستهداف.

 

الاخبار اللبنانية

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر باب المندب من قبل

إقرأ أيضاً:

رفض واسع في صنعاء لتأجير المنازل لعناصر الحوثي والتجار يرفعون الكرت الأحمر في وجه المليشيات

كشفت مصادر محلية في العاصمة صنعاء أن ملاك المنازل يرفضون تأجير عقاراتهم لعناصر وقيادات مليشيات الحوثي في تطور مثير يعكس المزاج العام المتوتر ضد المليشيات في مناطق سيطرتها.

وأكدت المصادر لوكالة خبر أن هذا الرفض يأتي على خلفية تزايد القلق من "استيلاء دائم" على الممتلكات، من قبل عناصر وقيادات ومشرفي مليشيات الحوثي، خاصة أن بعض المؤجرين السابقين وجدوا أنفسهم ضحايا لعمليات رفض إخلاء المنازل.

وأفاد مالك منزل في صنعاء لوكالة خبر "نأجر لهم؟ مستحيل!" إذا دخلوا، ما يخرجوا! البيت يتحول لمقر أو شيء آخر، ومش ممكن نواجههم بعدين."

وتحول هذا الرفض إلى ظاهرة متصاعدة، حيث يتجنب المواطنون تأجير منازلهم لأي شخص يشتبه بارتباطه بالحوثيين.

وأكدت المصادر أن بعض الملاك يلجأون لتحريات إضافية عن المستأجرين للتأكد من هوياتهم قبل توقيع أي عقود.

وفي خطوة جريئة تعكس حالة السخط المتزايدة بين أوساط التجار في العاصمة صنعاء، قرر أصحاب المحال التجارية التوقف عن منح عناصر وقيادات ميليشيا الحوثي بضائع بالدَّين أو "الأجل".

وجاء هذا القرار غير المعلن بعد تراكم الديون وامتناع الحوثيين عن السداد في كثير من الحالات، مما تسبب في خسائر كبيرة للتجار.

وأكد التجار أن هذا القرار جاء لحماية أعمالهم من الانهيار، خاصة بعد أن أصبحت مطالباتهم بحقوقهم تقابل بالتجاهل أو التهديد.

وأشاروا إلى أن عناصر الحوثيين يستغلون نفوذهم للحصول على البضائع دون نية حقيقية للسداد.

وتعكس هذه الأزمة تصاعد التوتر بين المواطنين والتجار في صنعاء مع الجماعة الحوثية الإرهابية، ويزيد من خوف المليشيات وتوجسها من انفجار ثورة غضب شعبية، في ظل تزايد حالات النهب والسلب والسطو على الأملاك.

مقالات مشابهة

  • «الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
  • كيف علقت تركيا على استهداف الحوثيين لإحدى سفنها في البحر الأحمر؟
  • الفيتو الروسي (عشان جيشنا يلعب صقرية)
  • تحليل: أخطاء استراتيجية أوروبية شجعت الحوثيين على عسكرة البحر الأحمر
  • استراتيجية بريطانية قديمة في زمن جديد .. دعم المرتزقة لن يوقف قوات صنعاء
  • مجموعة تجارية أمريكية تدعو الرئيس بايدن لحماية الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر من هجمات الإرهابيين الحوثيين
  • عبده وسنية.. فيلم مصري صامت في مهرجان البحر الأحمر
  • واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
  • رفض واسع في صنعاء لتأجير المنازل لعناصر الحوثي والتجار يرفعون الكرت الأحمر في وجه المليشيات
  • بتوجه ضربة استباقية لحاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”.. قوات صنعاء تثبت قدراتها الاستراتيجية