«قمة المليار» تؤكد الدور المحوري للمحتوى الرقمي في مستقبل المعرفة والنهوض بالاقتصاد العالمي
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
دبي- وام
سلطت «قمة المليار متابع» في كلمات افتتاحية وخطابات ملهمة، خلال انطلاق فعاليات النسخة الثانية ؛التي تنظمها أكاديمية الإعلام الجديد على مدار يومين، الضوء على الدور المحوري الذي يضطلع به قطاع صناعة المحتوى في مستقبل المعرفة والنهوض بالاقتصاد العالمي.
وأكدت القمة أن قطاع صناعة المحتوى الرقمي ينمو بشكل متسارع وكبير، حيث يوفر اليوم فرص عمل لأكثر من 67 مليون شخص حول العالم، مشيرين إلى أن القصص التي يستخدمها صنّاع المحتوى تعتبر أفضل وسيلة للتواصل والإلهام والتغيير الإيجابي، وأن الفضاء الافتراضي ليس هدفاً بحد ذاته، ولكنه وسيلة لتحقيق أهداف أعلى تفيد البشرية جمعاء.
-صناع حياة
وقال سعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات: «نرى في قمة المليار متابع ملتقى للثقافات والحضارات على أرض الإمارات، التي تضم أكبر عدد من الإعلاميين والمنتجين وشركات الإنتاج، وأكبر عدد من صناع المحتوى في العالم، وأصبحت وجهة لكل الطامحين والحالمين، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي حوّل دبي إلى عاصمة للمبدعين والإبداع وصناع المحتوى الحقيقي النافع والمغير للمجتمعات».
وأضاف: «أثبتت الدراسات أن الناس يقضون متوسط 6 ساعات على وسائل التواصل يومياً، يتدربون ويتعلمون، ويتغيرون، ويشكلون وعيهم وأفكارهم، وأن هناك أكثر من 4.2 مليار إنسان نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يؤكد أهمية عقد قمة لصناعة المحتوى، التي تبلغ قيمتها اليوم نحو 250 مليار دولار، وخلال عدة سنوات ستصل إلى 500 مليار دولار، وهذا يجعل الفرص أمام صناع المحتوى كبيرة جداً، والنجاحات كثيرة أمامهم».
وخاطب سعيد العطر المشاركين في القمة قائلاً: «أنتم لستم صناع محتوى، أنتم صناع حياة.. صناع تغيير.. صناع مجتمعات؛ فالمحتوى الجاد يخرج أجيالاً جادة، والمحتوى الثقافي سيخرج فنانين مبدعين، والمحتوى العلمي يخرج علماء ومفكرين، والمحتوى الاقتصادي الجيد سيخرج تجاراً ورجال أعمال، ويعزز الازدهار والاستقرار في المجتمعات؛ وكذلك فإن المحتوى السيئ يمكن أن يفكك الأسر، ويهدد استقرار المجتمعات والأوطان، لذلك فإننا هنا اليوم لنتعلم، ولنبني شراكات وعلاقات جديدة لإنتاج محتوى نافع، وإحداث تغيير إيجابي، ولتغيير نوعية المحتوى الذي نضعه على وسائل التواصل الاجتماعي، وتذكروا أن صناعة المحتوى رسالة، ونحن هنا لصناعة رسالة أفضل وغد أجمل».
-سوق جديد
بدورها، قالت عالية الحمادي الرئيس التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد: «توظف صناعة المحتوى أكثر من 67 مليون شخص على مستوى العالم، وهذا العدد يفوق العاملين في صناعة الطاقة، التي تعتبر قطاعاً حيوياً في حياتنا اليومية، وتؤكد البيانات أن هناك حالياً 50 مليون صانع محتوى نشط حول العالم، وهو عدد يقارب عدد سكان كوريا الجنوبية، وبلغت القيمة السوقية لقطاع صناعة المحتوى 250 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى نصف تريليون دولار بحلول عام 2027، الأمر الذي يجعلها واحدة من القطاعات الأسرع نمواً في العالم».
وأضافت: «لا تعمل صناعة المحتوى بشكل منفصل عن القطاعات الأخرى، بل تتشابك معها بطرق متعددة، وواحدة من أهم هذه الطرق هي التجارة الرقمية، التي تشكل سوقاً جديداً يسمى (سوق التجارة الاجتماعية).
وفي هذا السوق، يلعب المؤثرون وصناع المحتوى دوراً رئيسياً في التأثير على سلوك المستهلكين واتخاذ قرارات الشراء؛ هذا السوق يبلغ حجمه تريليون دولار، وهو في طريقه للنمو أكثر في المستقبل».
وتابعت: «نعتقد أن النجاح الحقيقي يكمن في إنشاء محتوى مفيد يخدم غرضاً ما، سواء كان تعليمياً أو ترفيهياً أو توعوياً أو غير ذلك، فالتأثير الذي نحدثه لا يقتصر على الأرقام فحسب، بل يمتد إلى القصص التي نرويها، ووجهات النظر التي نشكلها، والتغيير الإيجابي الذي نلهمه، إذ يمكن أن يكون لشيء بسيط تأثير كبير، ويمكن لمقطع قصير أن يضحكنا، ولأغنية أن تبكينا، ولفيديو أن يدهشنا؛ كما يمكن لبودكاست أن يعلمنا شيئاً جديداً، ولبرنامج تعليمي أن يعزز مهاراتنا... الاحتمالات لا حصر لها، وكل يوم نخلق لحظة جديدة لم تكن موجودة من قبل».
-تجّار قصص
وفي خطابه، قال أحمد الغندور المعروف ب «الدحيح» وسفير صناع المحتوى في القمة: «صانعو المحتوى هم تجّار القصص وبائعو المعرفة والمعلومات، الذين يستخدمون الصناعة السردية لخلق قيمة مضافة لمحتواهم ولجمهورهم، فهم يقدمون لنا قصصاً تثرينا وتمتعنا وتنوّرنا، ويحولون الأرقام والإحصاءات إلى حكايات ومغامرات، وينجحون في جعلنا نرى العالم بعيون جديدة، والعرب قادرون على أن يقودوا صناعة المحتوى، لأن القصص والسرد نمط عريق في الأدب العربي منذ القديم».
وأضاف: «مثال على ذلك قميص مارادونا الذي ارتداه في كأس العالم 1986، والذي سجل به هدفاً تاريخياً ضد إنجلترا؛ هذا القميص يحمل قصة عظيمة، ولهذا يقدر ثمنه بنحو 10 ملايين جنيه إسترليني، بينما تكلفة صناعته لا تتجاوز 100 دولار؛ فمن يمتلك هذا القميص يمتلك جزءاً من القصة، وهذه القيمة الكبيرة للقصة ليست محصورة في مجال الرياضة فقط، بل تمتد إلى مجالات أخرى من الاقتصاد والمجتمع، وهذا ما يبينه روبرت شيلر في كتابه (اقتصاد السرديات)، حيث يشرح كيف تؤثر القصص على سلوك المستهلكين والمستثمرين والمنتجين، وأننا كبشر نحب القصص ونتأثر بها، ومن يستطيع صناعة قصص جيدة يمكنه التأثير في الناس، وتوجيه اهتمامهم واستهلاكهم».
-تحولات نوعية
من جانبه، تحدث الإعلامي يوسف عمر حول تجربته مع وسائل التواصل الاجتماعي، متسائلاً هل سيكون الهاتف هو مستقبل أدوات الاتصال أم أن العالم يتجه إلى تقنيات أكثر سهولة وفعالية؟ مجيباً - وفق رؤيته- «أن المستقبل سيكون لنظارات الواقع المعزز التي يمكنها أن تحدث تحولات نوعيّة في مختلف القطاعات، وعلى رأسها المعرفة والتعلم والتواصل والتنقل».
وقدم عمر عرضاً لرحلته في استخدام النظارات وكيف ساعدته في قراءة القرآن الكريم مترجماً للإنجليزية خلال أدائه الصلاة، نظراً لعدم إتقانه العربية، مشيراً إلى أن هذه التجربة عندما عرضها على منصات التواصل الاجتماعي شهدت تفاعلاً كبيراً من المتابعين، وأوضح أن هذه التجربة يمكن تطويرها للنهوض بقطاعات كبيرة مثل السياحة والتعليم والتنقل والاتصال.
وأضاف: «هناك فرصة كبيرة للأشخاص ذوي الشغف والقدرات ليكونوا مؤثرين في مجتمعاتهم، بدلاً من أن يكونوا مجرد متابعين للقصص والمحتوى الذي ينشره الآخرون، يمكنهم أن يصبحوا صانعين للقصص والمحتوى الذي ينشر لهم، ويمكنهم أن يستخدموا الهواتف والعالم الافتراضي كوسائل لنشر أفكارهم ومواهبهم ورؤاهم للعالم، وأن يتلقوا تدريباً من الخبراء والمعلمين في مجالاتهم. ومن هنا فإنني أنصح صنّاع المحتوى الذين يمتلكون ملايين المتابعين أن يأخذوا بأيدي متابعيهم ويزودوهم بالمعلومات التي تساعدهم لينتقلوا من كونهم مجرد متلقين إلى صانعين للمحتوى».
وكانت فعاليات القمة، انطلقت بعرض «مايند تو مايند: متصلان» للثنائي جيمس هارينغتون ومارينا لياني، اللذين اشتهرا بأدائهما الاستثنائي في برامج المواهب الرفيعة مثل «أمريكا جوت تالنت»، «بريطانيا جوت تالنت»، و «جوت تالنت» في أوكرانيا، حيث عرضا قدراتهما في قراءة العقول والتواصل فيما بينهما بطرق ساحرة تكشف من خلالها مارينا لياني الأرقام والأشياء وهي مغمضة العينين.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات قمة المليار متابع الإمارات التواصل الاجتماعی صناعة المحتوى وسائل التواصل صناع المحتوى المحتوى الذی
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. "صناع المحتوى الاقتصادي" يستعرض عوامل النجاح والانتشار المهني
اختتم نادي دبي للصحافة الأسبوع الأول من برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي"، والذي يتم تنظيمه بدعم من وزارة الاقتصاد في مقر نادي دبي للصحافة، وبحضور مجموعة من المتخصصين في صناعة المحتوى الرقمي والصوتي المعني بالموضوعات الاقتصادية، حيث تضمّن سلسلة من المحاضرات وورش العمل قدمتها نخبة من المحاضرين من الخبراء والإعلاميين ومسؤولي الشركات الإعلامية الرائدة في هذا المجال.
وقالت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، إن النادي واصل منذ تأسيسه تقديم المبادرات الهادفة لدفع مسيرة التميز الإعلامي، ومع ظهور القوالب الإعلامية الجديدة في ضوء التطور التقني الهائل الذي بدّل العديد من المعايير المهنية وأحدث ثورة ضخمة في مجال المحتوى، حرص على أن يكون مواكباً لتلك المتغيرات ومساهماً في تعزيز قدرة الإعلاميين على الإلمام بعناصر التميز الإعلامي في عالم تشكل ملامحه التكنولوجيا، إذ بات المحتوى الرقمي هو سيد الموقف، والمساحة الأكثر جذباً للجمهور على كافة المستويات والقطاعات.وأكدت أن إطلاق نادي دبي للصحافة برنامج "صُنّاع محتوى دبي" جاء سعياً لتمكين المبدعين من صُنّاع المحتوى من الإلمام بكافة عناصر ومتطلبات التميز والنجاح والانتشار، من خلال الاهتمام بإنتاج محتوى نافع وهادف وبنّاء، منوهةً بالتعاون النموذجي من قبل وزارة الاقتصاد في إطلاق النسخة الأولى من البرنامج والتي ركزت بصفة حصرية على "المحتوى الاقتصادي"، لما لهذا المجال من أهمية خاصة إلى دبي، ولفتت إلى أن تدريب صناع المحتوى ليس مجرد خيار، بل هو استثمار في مستقبل الإعلام الاقتصادي، إذ يعزز من قدرة المجتمعات على اتخاذ قرارات مالية أكثر وعياً ويسهم في بناء اقتصاد أكثر استدامة وشمولية.
الأساطير والحقائق وشملت أجندة الأسبوع الأول من برنامج صُنّاع المحتوى الاقتصادي، جلسة بعنوان "إدارة الاقتصاد.. الأساطير والحقائق وكل ما بينهما"، وجاءت بالتعاون مع منصة "أرقام".
وركّزت الجلسة على باقة من النقاط المهمة شملت، السياسة المالية العامة والسياسة النقدية وعلاقتها بدور البنوك المركزية في التحكم في المعروض النقدي وأسعار الفائدة، وسبل تحفيز النمو الاقتصادي بما في ذلك السياسات التي تدعم وتعزز النمو الاقتصادي المستدام، والسياسة المالية والتضخم من ناحية تأثير الإنفاق الحكومي وفرض الضرائب على مستويات التضخم، ودراسة تأثير الضرائب على التنمية الاقتصادية والنمو.
وحضر المشاركون في برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي"، جلسة بعنوان "تقنيات الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى المرئي" بالتعاون مع مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف (AIJRF)، حيث تناولت بالشرح والتوضيح 10 تطبيقات أساسية للذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى المصور سواء من الفيديو أو الصور الفوتوغرافية أو القوائم البيانية، كما تطرّقت إلى جملة من الموضوعات ذات الصلة بما في ذلك، إدارة المحتوى بالذكاء الاصطناعي بدءاً من مرحلة صناعة الفكرة وانتهاء بنشر المحتوى على المنصات الرقمية.
إثراء المحتوى وفي إطار الحرص على إشراك المؤسسات الأكاديمية الرائدة في إثراء محتوى البرنامج، تضمنت الجلسات التدريبية لـ "صُنّاع المحتوى الاقتصادي" جلسة بعنوان "مبادئ الاقتصاد الأساسية" وعُقدت بالتعاون مع جامعة موردوخ في دبي، واستعرضت خلالها الدكتورة رانيا عيتاني جملة من أهم المفاهيم الاقتصادية، والاقتصاد ما بين الندرة والاختيار وتكلفة الفرص ودورها في اتخاذ القرار، والأسس الديناميكية للأسواق ما بين قوى العرض والطلب.
كما تطرقت الجلسة إلى المرونة السعرية وكيفية استجابة الأسعار لتغيرات الأسواق، إضافة إلى مناقشة أسس فهم وتحليل المؤشرات الاقتصادية المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي للدول، والعلاقة بين التضخم والبطالة عالمياً وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وأخيراً هيكل السوق، وأنواع الأسواق وتأثير المنافسة فيها. استراتيجيات ورؤى وحضر المشاركون في برنامج "صُنّاع المحتوى الاقتصادي"، جلسة بعنوان "استراتيجيات ورؤى المؤثرين.. من الترندات الشائعة إلى تحليل المحتوى الاقتصادي"، وجاءت بالتعاون مع منصة "بلنكس" (blin.x) ، حيث تطرّقت إلى المنظومة الاجتماعية وتوجهات الجمهور لاستكشاف دور المؤثرين في صناعة المحتوى، والترندات الشائعة وعلاقتها باستراتيجيات إنشاء المحتوى القابل للمشاركة والانتشار.
كذلك تناولت الجلسة المحتوى الاقتصادي الفعّال، من ناحية تقييم وتحليل أساليب السرد الاقتصادي الناجحة والمؤثرة، فيما شارك الحضور في تدريب عملي تخلل الجلسة استهدف تطبيق المفاهيم المستفادة من خلال المحاضرة في تجربة عملية للوقوف بصورة ملموسة على أهمية تلك المفاهيم في صناعة محتوى قوي قادر على الانتشار. فهم التحولات وحضر المشاركون جلسة جاءت بعنوان "من الأرقام إلى التأثير" تحدثت حول أولوية فهم التحولات في العالم الاقتصادي كأساس لصناعة محتوى يجد طريقه إلى الناس بسهولة، وعلاقة ذلك بفهم مواز للتحولات في القطاع الإعلامي، وما أحدثته التكنولوجيا من تغيرات كبيرة في أساليب وأدوات الاتصال الإعلامي، كذلك ركزت الجلسة على كيفية تحويل الأرقام إلى قصص جاذبة، والأسلوب الفعال في استخدام الأدوات التحليلية لتقييم مدى نجاح وانتشار المحتوى.
واختتم الأسبوع الأول من برنامج صناع المحتوى الاقتصادي بجلسة عُقدت بالتعاون مع مؤسسة "دبي للإعلام"، وجاءت تحت عنوان "استكشاف التحولات الاقتصادية العالمية"، وتناولت قضية الثقة والمصداقية في الأخبار الاقتصادية وأهمية تسليط الضوء على المصادر الموثوقة في تقديم أخبار اقتصادية دقيقة، كما استعرضت الجلسة أهمية التخصص الإعلامي، وإبراز دور الخبراء في تشكيل ورسم ملامح الخطاب الاقتصادي على مستوى العالم.
وركّزت الجلسة كذلك على أهمية فهم التغيرات الاقتصادية العالمية فهماً شاملاً وصحيحاً حيث شهدت إطلالة عامة على أبرز التحولات الرئيسية في الاقتصاد العالمين فيما استعرض المتحدث في سياق الجلسة التفاعلية تأثير وسائل الإعلام على مسار الاقتصاد العالمي، والسرديات الاقتصادية العالمية والفرق بين التغطية المحلية والعالمية للقصص الاقتصادية، كما تناول النقاش قضية التحول من التلفزيون التقليدي إلى وسائل التواصل الاجتماعي وما واكبه من تطور في أساليب نقل الأخبار الاقتصادية.