جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@18:18:50 GMT

وائل الدحدوح

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

وائل الدحدوح

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

مَسَحَ الدمعَ من عينه، وقف شامخًا بكل هيبة وعِزة، وكأنَّه قادمٌ من الجنة ليُخبرنا ببقية تفاصيل الحرب، فهو قد أوصل زوجته وأبناءه إلى باب الجنة، وعاد بعد أن اطمأن عليهم أنهم في مأمن وأن اللقاء بهم آتٍ لا محالة كلها أوقات مكتوبة في علم الله وهو على يقين بذات الله وهو المحتسب والواثق والمُتكل على الله، وحده الله من كان يناجيه.

عندما كان الإعلامي والمراسل المناضل وائل الدحدوح ممسكا بيد آخر الشهداء شهيد الرسالة السامية ابنه وفلذة كبده وبكره حمزة كان ملؤه الفخر فهو ذاهب إلى المكان الذي به والدته وإخوته المكان الذي ينتظر الشهداء والمصلحين فقط المكان الذي يتسع للطيبين الذين يحملون قلباً أبيض فقط وناصع البياض، كان وائل يخبر حمزة أنه سبقه للقاء أمه التي اشتاق لها ذهب حمزة وصليّ عليه وعاد إلى الجنة رغم الحزن الشديد الذي ألم وأحاط بنا جميعًا، لم نكن ندرك كمية الصبر التي يتحلى بها وائل لم نكن ندرك كيف أنه نفض التراب الذي دفن به ابنه من على كفيه وواصل شامخاً بهيًا أبيا أمام عدسات الكاميرا وقف وكأن شيئاً لم يكن وقف ولم ينزوِ وحيدا كحال أي شخص منَّا عندما يُصاب بمصيبة الفقد العظيمة، بل إنَّ أغلبنا نحتاج لوقت طويل لكي نعود لحياتنا الطبيعية وربما لا نعود كما كنَّا.. لكن وائل رجل لا يشبه الرجال فريد من نوعه ولا يمكن أن يتكرر فها نحن نرى فيه صبر الصحابة الذين كانوا يقفون صفًا صفًا في عقيدتهم وإيمانهم العظيم والذي لا يتزحزح لكن ربما الأدوار مختلفة.

في هذه الحرب فقد وائل الدحدوح أغلى ما يملك أولئك الأشخاص الذين كان يسعى عمره كاملاً من أجل إسعادهم وتوفير سبل الراحة لهم فعمل واشتغل وكافح حتى أصبح مدير مكتب تلفزيون الجزيرة بغزة وكان مثالاً يحتذى به في الإنسانية والكفاح والصبر والتفاؤل وكان وائل قدوة حسنة لكل أبناء الوطن وإن الكلمات تعجز عن وصف قوة وائل وبسالته ومدى إيمانه بالله ومدى ذلك السلام الذي يجعله أقوى كلما كان الفقد أقوى.

مضى في شوارع غزة المُمطَرة قصفا ورصاصا داميا يجوب الأماكن التي تتعرض للغارات وللنيازك الصهيونية ولبنادق الأوجاع التي تنزف دما طاهرا ليس مكانه هنا وإنما مكانه الطبيعي في جنة عالية قطوفها دانية، وكم كانت الياسمينات والأزهار الغزاوية المقطوفة تعبق ريحا طيبة لا يوجد مثلها في هذه الأرض كان وائل يزرع الياسمينات في كل مكان يمر به وكانت الزهور تسابق الياسمين في النمو لأن من غرسها كان غارسا ومزارعا في معركة الجهاد وكان رمزا من رموز الفخر والعزة وكان الوالد والأخ والأب والابن للكثيرين الذين لا يزالون مصدومين من هول ما يحدث إنما وائل كان مختلفاً لا بل إنه لا يشبهنا وكأنَّ الله يبعث لنا رسالة على لسان وائل ومن حياة وائل ومدى يقينه بالله وإيمانه الكبير ومدى ذلك الشغف الذي يسكنه والواجب الذي يحيط به لتوصيل المشهد عن قرب عذرا وائل فنحن بحاجة لمثلك الكثير وبحاجة لمن كان لقاء الله هو مقصده في هذه الحياة فلا مال ولا منصب ولا أي شيء يدوم؛ فهي فانية.

من المهم أن يكون كل شخص منَّا يحمل في قلبه قوة وائل الدحدوح وبسالته التي لم نرَ مثيلا لها ستنتهي الحرب قريبا وتعود غزة الأبية شامخة وستبنى الأراضي المدمرة وستنتصر وتعود الحياة التي لن تعود أبدا كما كانت قبل السابع من أكتوبر، لكن وائل سيعود برفقة كل من يسكن قلبه وبرفقة حمزة وإخوته، وسيعلق صورهم في محيط قلبه الكبير وسيمضي كما كان شامخًا بهيًّا معطاءً سمحًا خلوقًا متعاونًا، وسيزرع لنا المزيد من الياسمينات والورود.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إياد نصار لـ «حبر سري»: فيلم «موسى» قوي جدا وكان ينقصه شئ للنجاح

أكد الفنان إياد نصار، أن أسمه موجود بأفضل المسلسلات خلال السنوات الماضية، كما أن اسمه موجود في أكثر من مشروع فني قوي خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يشعره بشئ جيد جدًا.

وأضاف «نصار»، خلال حواره مع الإعلامية أسما إبراهيم، ببرنامج «حبر سري»، المذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أنه كان متوقع النجاح لفيلم موسى أكثر من النجاح الذي حققه ولم يتوقع ما حدث له، حيث إنه كان ينقصه أمر ما أو تركيز على أمر ما لنجاحه.

وتابع: فيلم «موسى» من الناحية الفنية هو قوي جدًا والمخرج بيتر ميمي أحكم صناعة هذا الفيلم بشكل كبير، إلا أنه كان ينقص شئ للنجاح ولم يعرف هذه النقطة.

واستكمل: «المخرج بيتر ميمي يثق فيه جدًا وثق في التفكير جدًا، كان هناك شئ ينقص في صناعة شخصية الهيرو».

وعن مسلسله الجديد، «ظلم المصطبة» الذي يخوض من خلاله سباق مسلسلات رمضان 2025، قال إياد نصار، إن هذا المسلسل مرهق جدًا، ويشارك معه مع عدد من الممثليين الكبار أمثال فتحي عبد الوهاب وريهام عبد الغفور، مؤكدًا أن طبيعة تصوير المسلسل صعبه جدًا.

تفاصيل مسلسل ظلم المصطبة

يضم مسلسل ظلم المصطبة، المقرر عرضه ضمن مسلسلات رمضان 2025 نخبة من نجوم الفن أبرزهم:ريهام عبد الغفور، نخبة من نجوم الفن أبرزهم: فتحي عبد الوهاب، بسمة، أحمد عزمي، محمد علي رزق، وأحمد عبد الحميد، والعمل من تأليف أحمد فوزي صالح، سيناريو وحوار محمد رجاء، إخراج هاني خليفة، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

وينتمي المسلسل إلى نوعية مسلسلات الـ 15 حلقة، ومن المتوقع أن يحقق العمل نجاح فني وجماهيري كبير نظرا لتمتع أبطاله بقاهدة جماهيرية كبيرة.

ويجسد إياد نصار ضمن أحداث مسلسل ظلم المصطبة دور حسن، الذي تتشابك حياته مع حياة صديقه حمادة «فتحي عبد الوهاب»، وينافسه على حب ربيعة «ريهام عبد الغفور»، ومع سفر حسن إلى الخارج يجد حمادة الفرصة سانحة للفوز بربيعة، ويستطيع بنفوذ شقيقه الشيخ علاء على تحقيق مصالحه الشخصية.

أحداث مسلسل ظلم المصطبة

تدور أحداث مسلسل ظلم المصطبة، العمل في مدينة «إيتاي البارود» بمحافظة البحيرة، حول قصص إنسانية ورومانسية مشوقة، تسلط الضوء على الصراعات التي يخوضها الأبطال وسط بيئة تحكمها العادات والتقاليد المتوارثة.

ويستعرض العمل تأثير الأعراف والتقاليد العرفية التي تحكم المجتمع الريفي، وكيف يمكن لتلك القوانين غير المنصفة أن تؤدي إلى تعقيد مصائر الأفراد والتأثير على علاقاتهم.

اقرأ أيضاًبعد عرض أول حلقاته.. «في لحظة» يتصدر التريند في مصر والسعودية

موعد عرض مسلسل الشرنقة الحلقة الـ 4

مقالات مشابهة

  • أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.. المهاجرة التي زوّجها النجاشي لرسول الله
  • في محاضرته الرمضانية الثالثة: قائد الثورة: الأنبياء هم القدوة والهداة والرموز الذين يجب أن يلتف حولهم المجتمع البشري
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي
  • باسم سمرة : ألتمس العذر لزملائي الذين لم يتمكنوا من حضور عزاء والدتي
  • كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • إياد نصار لـ «حبر سري»: فيلم «موسى» قوي جدا وكان ينقصه شئ للنجاح
  • حدث في ثاني يوم رمضان.. اعرف أهم الأحداث التاريخية التي وقعت فيه