جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-30@02:46:00 GMT

وائل الدحدوح

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

وائل الدحدوح

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

مَسَحَ الدمعَ من عينه، وقف شامخًا بكل هيبة وعِزة، وكأنَّه قادمٌ من الجنة ليُخبرنا ببقية تفاصيل الحرب، فهو قد أوصل زوجته وأبناءه إلى باب الجنة، وعاد بعد أن اطمأن عليهم أنهم في مأمن وأن اللقاء بهم آتٍ لا محالة كلها أوقات مكتوبة في علم الله وهو على يقين بذات الله وهو المحتسب والواثق والمُتكل على الله، وحده الله من كان يناجيه.

عندما كان الإعلامي والمراسل المناضل وائل الدحدوح ممسكا بيد آخر الشهداء شهيد الرسالة السامية ابنه وفلذة كبده وبكره حمزة كان ملؤه الفخر فهو ذاهب إلى المكان الذي به والدته وإخوته المكان الذي ينتظر الشهداء والمصلحين فقط المكان الذي يتسع للطيبين الذين يحملون قلباً أبيض فقط وناصع البياض، كان وائل يخبر حمزة أنه سبقه للقاء أمه التي اشتاق لها ذهب حمزة وصليّ عليه وعاد إلى الجنة رغم الحزن الشديد الذي ألم وأحاط بنا جميعًا، لم نكن ندرك كمية الصبر التي يتحلى بها وائل لم نكن ندرك كيف أنه نفض التراب الذي دفن به ابنه من على كفيه وواصل شامخاً بهيًا أبيا أمام عدسات الكاميرا وقف وكأن شيئاً لم يكن وقف ولم ينزوِ وحيدا كحال أي شخص منَّا عندما يُصاب بمصيبة الفقد العظيمة، بل إنَّ أغلبنا نحتاج لوقت طويل لكي نعود لحياتنا الطبيعية وربما لا نعود كما كنَّا.. لكن وائل رجل لا يشبه الرجال فريد من نوعه ولا يمكن أن يتكرر فها نحن نرى فيه صبر الصحابة الذين كانوا يقفون صفًا صفًا في عقيدتهم وإيمانهم العظيم والذي لا يتزحزح لكن ربما الأدوار مختلفة.

في هذه الحرب فقد وائل الدحدوح أغلى ما يملك أولئك الأشخاص الذين كان يسعى عمره كاملاً من أجل إسعادهم وتوفير سبل الراحة لهم فعمل واشتغل وكافح حتى أصبح مدير مكتب تلفزيون الجزيرة بغزة وكان مثالاً يحتذى به في الإنسانية والكفاح والصبر والتفاؤل وكان وائل قدوة حسنة لكل أبناء الوطن وإن الكلمات تعجز عن وصف قوة وائل وبسالته ومدى إيمانه بالله ومدى ذلك السلام الذي يجعله أقوى كلما كان الفقد أقوى.

مضى في شوارع غزة المُمطَرة قصفا ورصاصا داميا يجوب الأماكن التي تتعرض للغارات وللنيازك الصهيونية ولبنادق الأوجاع التي تنزف دما طاهرا ليس مكانه هنا وإنما مكانه الطبيعي في جنة عالية قطوفها دانية، وكم كانت الياسمينات والأزهار الغزاوية المقطوفة تعبق ريحا طيبة لا يوجد مثلها في هذه الأرض كان وائل يزرع الياسمينات في كل مكان يمر به وكانت الزهور تسابق الياسمين في النمو لأن من غرسها كان غارسا ومزارعا في معركة الجهاد وكان رمزا من رموز الفخر والعزة وكان الوالد والأخ والأب والابن للكثيرين الذين لا يزالون مصدومين من هول ما يحدث إنما وائل كان مختلفاً لا بل إنه لا يشبهنا وكأنَّ الله يبعث لنا رسالة على لسان وائل ومن حياة وائل ومدى يقينه بالله وإيمانه الكبير ومدى ذلك الشغف الذي يسكنه والواجب الذي يحيط به لتوصيل المشهد عن قرب عذرا وائل فنحن بحاجة لمثلك الكثير وبحاجة لمن كان لقاء الله هو مقصده في هذه الحياة فلا مال ولا منصب ولا أي شيء يدوم؛ فهي فانية.

من المهم أن يكون كل شخص منَّا يحمل في قلبه قوة وائل الدحدوح وبسالته التي لم نرَ مثيلا لها ستنتهي الحرب قريبا وتعود غزة الأبية شامخة وستبنى الأراضي المدمرة وستنتصر وتعود الحياة التي لن تعود أبدا كما كانت قبل السابع من أكتوبر، لكن وائل سيعود برفقة كل من يسكن قلبه وبرفقة حمزة وإخوته، وسيعلق صورهم في محيط قلبه الكبير وسيمضي كما كان شامخًا بهيًّا معطاءً سمحًا خلوقًا متعاونًا، وسيزرع لنا المزيد من الياسمينات والورود.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إعلام العدو: المقاومة الفلسطينية ستنجح في إطلاق الصواريخ من الضفة

يمانيون../

أكدت قناة “كان” الصهيونية أنّ المقاومة الفلسطينية ستنجح خلال سنة بخلق خبرة وقدرة لإطلاق قذائف صاروخية من الضفة الغربية المحتلة في اتجاه الكيان المُحتل.
وقال رئيس دائرة الشؤون الفلسطينية في القناة، لئور ليفي: إنّ “الحديث لا يدور عن تلك القذائف الصاروخية التي رأيناها تُطلق من منطقة جنين في اتجاه العفولة وبات حيفر”.
وكشف ليفي أنّ القذائف الصاروخية التي ستنجح حركتا حماس والجهاد الإسلامي في إطلاقها شبيهة أكثر بقدرات القذائف الصاروخية التي تطلقها من غزة إلى غلاف غزة، وهي أكثر تطوّراً.
وأضاف: إنّ المواد المتفجّرة والمال والخبرة تصل في الواقع إلى الضفة الغربية.
وشهدت جنين، شمال الضفة الغربية، الخميس عملية عسكرية، حيث أعلن الناطق العسكري باسم سرايا القدس، أبو حمزة، أمس، نجاح كتيبة جنين في عملية “بأس جنين2”.
وأوضح أبو حمزة أنّ سرايا القدس تمكّنت من تفجير آليتين عسكريتين، كمقدمة لكمين مركّب في سهل مرج بن عامر.. مؤكداً وقوع طاقمهما كاملاً بين قتيل وجريح، ومن ثم “الاشتباك المباشر والالتحام مع قوات النجدة، التي أوقعنا فيها أيضاً إصابات”.
كما أكد أبو حمزة، تفجير ما يزيد عن ست عبوات، والاشتباك المباشر مع قوات العدو المتوغّلة في جنين ومخيمها، لأكثر من ثمان ساعات.
واعترفت وسائل إعلام العدو بمصرع ضابط صهيوني وإصابة 16 آخرين في حادث وصفته بـ “غير السهل”.. قائلةً: إنّ عبوتين ناسفتين فُجّرتا عن بُعد بمركبة مُدرّعة تابعة لـ”الجيش” الإسرائيلي من نوع “بانثر”، وذلك خلال تنفيذ أعمال حفر حول مسجد طوالبة في جنين.
وبالتزامن مع المعارك في قطاع غزة، يتصدّى المقاومون الفلسطينيون لحملات الاقتحام اليومية التي يشنّها العدو في مناطق الضفة الغربية، حيث يخوضون اشتباكات بالرصاص والعبوات. ‎#فلسطين المحتلةً#كيان العدو الصهيونيالضفة الغربيةالمقاومة الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • الإمبريالية المتوحشة.. أمريكا أنموذجاً..!
  • السومة: الاتحاد عانى كثيرا وكان يجب الإبقاء على حمدالله
  • مقابلة غير مسبوقة مع كارلوس الثعلب: كان يجب أن أقتل المزيد
  • مصطفى ميرغني: زول كان بسخر مننا ويضحك علينا عشان الحرب قامت عندنا في الخرطوم
  • بالفيديو.. ميسرة تكشف سر طلب الزواج من  ايوب الصحافة وائل الدحدوح
  • إعلام العدو: المقاومة الفلسطينية ستنجح في إطلاق الصواريخ من الضفة
  • أرض الجزيرة الممزقة بين الولايات .. ومدى تأثير ذلك من زاوية تعدد اللجان الأمنية ؟!
  • بين حطام خان يونس: آخر ما صوّر سامر أبو دقة
  • 8 أمور يجب ملاحظتها بمناظرة CNN بين بايدن وترامب
  • قيادتا أمل وحزب الله: لقراءة جيّدة لمبادرة بري الداعية الى التحاور