أسعار الشحن زادت 8 أضعاف.. إسرائيل تواجه عقوبات صامتة بفعل هجمات الحوثيين
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
قال الرئيس التنفيذي لشركة "ويند وورد الإسرائيلية لمعلومات المخاطر البحرية" عامي دانيال إن ثمة ارتفاعا يتراوح بين 4 و8 أضعاف في أسعار الشحن للحاويات ذات الـ20 والـ40 قدمًا إلى إسرائيل، بالإضافة إلى مؤشرات على أن شحن حاوية "إم إس سي" سيكلف 10 آلاف دولار الشهر المقبل ارتفاعًا من مستوى 1700 دولار، جراء هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية و تلك المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر، حسبما نقلت عنه صحيفة غلوبز الإسرائيلية.
وأضاف -وفق الصحيفة- أن ثمة ارتفاعا كبيرا في أسعار شحن البضائع والمنتجات من الصين ودول آسيوية أخرى، خاصة حاويات الأثاث والألعاب وناقلات السيارات.
وأوضح أن أسعار الحاويات ارتفعت بفعل تراجع المخزونات والأزمة الاقتصادية خلال السنوات القليلة الماضية، وتداعيات الحرب على غزة، والتأخير الناجم عن اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا لتجنب البحر الأحمر، حسبما نقلت عنه غلوبز.
وفي ما يتعلق بنقل السيارات، بعد هجوم الحوثيين على سفينة "غالاكسي ليدر" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن عدد شركات نقل السيارات ذات العلامات التجارية الصينية واليابانية والكورية التي تدور حول أفريقيا تضاعف 3 مرات في ديسمبر/كانون الأول مقارنة بالشهر السابق، مما سيضيف من ألف إلى ألفي دولار لسعر السيارة قريبًا، وفق دانيال.
عقوبات
وقال دانيال إن إسرائيل تواجه خطر "العقوبات الصامتة والمتزايدة"، فهي ليست مستهلكا كبيرا أو مستوردا ومصدرا للبضائع، في حين أن الإبحار إليها أصبح أكثر خطورة، حسبما نقلت عنه الصحيفة.
ولفت إلى أن عددا متزايدا من طواقم السفن يطلبون من مديريهم ألا يمروا عبر البحر الأحمر وألا يذهبوا إلى إسرائيل، وأن خطوط الشحن تدعم هذا الاتجاه، مثل شركة كوسكو الصينية، التي أعلنت أنها لن ترسو في إسرائيل، وغيرها من الشركات التي تنظر في الأمر في ما يتعلق بإدارة المخاطر، فقد صار الإبحار إلى إسرائيل يحمل نفس المخاطر التي يحملها الإبحار إلى أوكرانيا، وفق قوله.
ووصف دانيال ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية في البحر الأحمر بأنه "بجعة سوداء" (حدث غير متوقع له أضرار فادحة)، حسبما نقلت عنه الصحيفة.
وتحلل "ويند وورد" حركات الشحن العالمية بصورة فورية وتوفر المعلومات الاستخبارية للقوات البحرية وخفر السواحل في الدول الغربية، وتساعد خطوط الشحن وشركات التمويل والنفط والغاز على تقييم المخاطر التي تتعرض لها السفن والممرات البحرية.
ويقول دانيال إنه شاهد عن قرب الصواريخ الصينية من طراز "سي 802" التي يستخدمها الحوثيون في اليمن عندما كان ضابطًا على ظهر السفينة "آي إن إس هانيت" خلال حرب لبنان الثانية، حسبما نقلت عنه الصحيفة.
وحسب "غلوبز"، فإنه من المعتقد أن الحوثيين استخدموا الصاروخ نفسه لمهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر في أكثر من 100 حادثة منفصلة.
مهمة مستحيلةويرى دانيال أن عملية "حارس الازدهار"، التي تهدف إلى الرد على الهجمات، بدأت تتراجع، وقال إن "الولايات المتحدة تقود التحالف بصورة واضحة، وبريطانيا جزء منه، لكن ثمة دولا، مثل فرنسا وإسبانيا، انضمت إليه ثم تراجعت، و10 دول أخرى لم تحدد موقفها. هذا التحالف ضعيف التنظيم، والقوات تعمل بشكل مستقل"، على حد قوله.
ونقلت الصحيفة عنه قوله: "لحماية سفينة شحن أو حاوية، يجب ألا تكون السفينة الحربية على بعد أكثر من ألفي ياردة منها. إذا كان هناك 260 سفينة في المنطقة المهددة، من شمال غرب اليمن إلى جنوب شرق عدن، وعليك أن تقف مسافة ميل في كل منها. بتوجيه منهم، أنت بحاجة إلى الكثير من السفن الحربية فقط لتوفير الحماية، وهذه مهمة مستحيلة".
وحول خوف الدول من أن يُنظر إليها على أنها تقف إلى جانب إسرائيل، قال دانيال، إن هذا الأمر صحيح، مستشهدًا بطلب قباطنة صراحة عدم مرافقة السفن الأميركية لهم، إلا إذا كانت الرفقة من مجموعة سفن من قوات التحالف، وبدعم من الأمم المتحدة، وهو أمر يصعب توفيره.
وحسب الصحيفة، يقول دانيال، إن هؤلاء القباطنة يفضلون ألا يكونوا محميين على أن يحميهم الأميركيون، معتبرًا أن هذا الاتجاه جديد ولم يشهده من قبل.
وقال دانيال إن شركته رصدت عدة سفن تبث عبارة "ليست لدينا أي صلة بإسرائيل" في تقارير مواقعها، استجابة لإعلان الحوثيين، وسوف يهاجمون أي سفينة تبحر إلى إسرائيل، أو تحمل بضائع إسرائيلية، أو تتاجر مع إسرائيل، مضيفا: "حتى الآن، حددنا سفنًا صينية وروسية ويونانية ترسل هذه الرسالة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البحر الأحمر إلى إسرائیل دانیال إن
إقرأ أيضاً:
النفوذ الإيراني في اليمن على المحك.. إلى أين تتجه المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟
يشهد الوضع الإقليمي تصعيدًا خطيرًا بين إسرائيل وجماعة الحوثي التي تُعد آخر أذرع المحور الإيراني في المنطقة، حيث نفذ الحوثيون هجمات بالصواريخ الباليستية والمسيرات على أهداف إسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب، تحت شعار التضامن مع غزة، فيما ردت إسرائيل بضربات جوية استهدفت منشآت استراتيجية في اليمن، وهددت بالوصول إلى قادة الحوثيين، الذين كثفوا استهداف السفن الدولية في البحر الأحمر، ما يهدد الملاحة البحرية، فيما تتزامن هذه الأحداث مع دعم أمريكي لإسرائيل وضغوط على إيران، بينما يعوّل الحوثيون على ترسانة متطورة من الأسلحة والصواريخ، مما ينذر بمزيد من التصعيد في صراع متعدد الأطراف يؤثر على أمن المنطقة والعالم.
نفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية جددة ضد أهداف للحوثيين في صنعاء، معلنًا أن الهجمات استهدفت منشأة لتخزين الصواريخ ومرفق قيادة وتحكم، إضافة إلى طائرات مسيّرة وصاروخ كروز مضاد للسفن فوق البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من هجوم صاروخي شنه الحوثيون على إسرائيل أسفر عن إصابة 16 شخصًا. كما اعترضت الدفاعات الإسرائيلية طائرة مسيّرة قادمة من الشرق. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن الضربات تهدف إلى إضعاف قدرات الحوثيين على تنفيذ هجمات ضد السفن الحربية والتجارية الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وحذر رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الحوثيين من أن من يمس إسرائيل «سيدفع ثمنا باهظا للغاية. بعد حركة حماس، حزب الله، وسوريا، أصبح الحوثيون تقريبا الذراع الأخيرة المتبقية لمحور الشر الإيراني» فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يِسرائيل كاتس، أن «يد إسرائيل الطويلة ستصل إلى قادة الحوثيين في اليمن»، وشنت مقاتلات الجيش الإسرائيلي، بتوجيه من هيئة الاستخبارات وسلاح البحرية، سلسلة غارات طالت أهدافا عسكرية للحوثيين في القطاع الساحلي الغربي وفي عمق اليمن، وتحدثت قناة «المسيرة» اليمنية التابعة للحوثيين عن «مقتل تسعة أشخاص خلال استهداف ميناء، الصليف، بينما قتل اثنان في منشأة رأس عيسى النفطية، بمحافظة الحديدة بغرب اليمن. الغارات استهدفت أيضاً محطتين مركزيتين للكهرباء - حزيز وذهبان - جنوبي وشمالي العاصمة صنعاء».
يأتي التصعيد الأخير بعد أن أعلن الحوثيون تبنيهم لإطلاق صواريخ على إسرائيل في يافا بصاروخين باليستيين فرط صوتيين (من نوع فلسطين 2)، تضامناً مع غزة، ورداً على استهداف إسرائيل مدينتيْ صنعاء والحديدة، حيث دوت صفارات الإنذار في تل أبيب وهشارون وهرتسليا وحولون، مما تسبب في دخول أعداد كبيرة إلى الملاجئ، كما اعترضت القبة الحديدية صاروخا أُطلق الاثنين الماضي من اليمن.
ورد الجيش الأمريكي باستهداف منشأة قيادة وسيطرة يديرها الحوثيون لتنسيق العمليات مثل الهجمات على السفن الحربية والتجارية التابعة للبحرية الأمريكية جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وأشارت القيادة المركزية للجيش الأمريكي «سنتكوم» في منشور على منصة إكس، أن الضربة تعكس التزام القيادة المركزية بحماية القوات الأمريكية وقوات التحالف والشركاء الإقليميين وضمان أمن الشحن الدولي.
وصرح رئيس مجلس الحكم الحوثي، مهدي المشاط، بمناسبة ما يسمى بعيد الاستقلال أن «أي محاولة للتصعيد ضد صنعاء ستواجه بتصعيد أشد ورد أقوى، وهناك محاولات أمريكية لإشعال الجبهة الداخلية»، وأكد استمرار الجماعة في مساندة فلسطين في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهادي والبحر المتوسط، وفي عمق الكيان الغاصب حتى وقف العدوان ورفع الحصار.
وبدأ الحوثيون استهداف السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر في منتصف نوفمبر 2023، وأجبروا حركة الشحن التجارية على إعادة تنظيم مساراتها عبر طرق أخرى أطول وأكثر تكلفة، ووصل عدد السفن التي استهدفتها ميليشيا الحوثي منذ بدء الهجمات إلى نحو 166 سفينة، أغلبها إسرائيلية وبريطانية وأمريكية مثل «يونيتي إكسبلورر»، و«نمبر ناين»، و«أتش إس أم دايموند» البريطانيتين، و«جالاكسي ليدر» الإسرائيلية، و«سي إم إيه» و«سي جي إم» الإسرائيلية، و«سنترال بارك» الإسرائيلية، و«يو إس إس ميسون» الأمريكية، و«يو إس إس كارني» الأمريكية وغيرها.
وهددت ميليشيا الحوثي حركة الملاحة، لاسيما في البحر الأحمر، بعد سيطرتها على ميناء الحديدة، ثاني أكبر موانئ اليمن بعد ميناء عدن، ثم ميناء الصليف والمخصص لإنتاج الملح وتصديره، ثم ميناء رأس عيسى النفطي، والذي يستخدم كمنصة لإطلاق الصواريخ والطائرات المفخخة على السفن العابرة في البحر الأحمر، وخلال إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب (2017- 2020) تم تصنيف ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية، لكن تم إلغاء التصنيف في ظل إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، بداعي أن تصنيف الحوثي جماعة إرهابية سيعيق عمل منظمات الإغاثة والطواقم الإنسانية في إغاثة المحتاجين، ثم أعادت إدارة بايدن تصنيف الحوثي إرهابية في 17 يناير الماضي كرد على تصاعد هجماتها على السفن المارة في المياه الدولية في البحر الأحمر.
يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكثف من التضييق والضربات على الحوثي، تزامنا مع تكثيف الضغط على إيران سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لحل أزمة الورقة النووية لدى إيران في الفترة القادمة، وباعتبار الحوثي هو آخر الأذرع الباقية حاليا على الأرض، وما تزال تنفذ الكثير من الهجمات على أهداف في عمق إسرائيل وفي المياه الدولية لأهداف تابعة لإسرائيل وأمريكا وبريطانيا وغيرها من السفن العابرة في البحر الأحمر بما يهدد حركة الملاحة الدولية.
على الجانب الآخر يعول الطرف الحوثي على مخزون كبير من الأسلحة النوعية والمسيرات والصواريخ الفرط صوتية، حيث يمتلك الحوثي صواريخ من نوع بركان 1 و2 إتش وبركان 3 وفلق وقاصف 1 وقاصف 2 كيه وراصد وقدس 1 وصياد وسجيل وكرار وطوفان وزلزال وجعران وقاهر 1 و2 وبدر 1 بي وبدر إف وتوشكا أو آر تي 21 وسكود سي وتيرميت بي 15 السوفيتيين وهواسنج 5 و6 الكوري الشمالي وسي 802 الصيني، وصواريخ كروز ومضادات السفن والزوارق المفخخة وصواريخ مضادة للسفن مثل مندوب 2 وسجيل والقدس وعاصف وفلق الإيراني وروبيز السوفيتي، كما يمتلك الحوثي مخزونا من الطائرات المسيرة مثل صماد 1 و2 و3 وهدهد 1 ورقيب وغيرها.
اقرأ أيضاًقصف حوثى يُسقط ويصيب 4 أطفال فى اليمن
الصحة العالمية: اليمن يواجه أسوأ أزمة كوليرا عالمية