سلطت قمة المليار متابع في كلمات افتتاحية وخطابات ملهمة، خلال انطلاق فعاليات النسخة الثانية التي تنظمها أكاديمية الإعلام الجديد على مدار يومين، الضوء على الدور المحوري الذي يضطلع به قطاع صناعة المحتوى في مستقبل المعرفة والنهوض بالاقتصاد العالمي.

وأكدت القمة أن قطاع صناعة المحتوى الرقمي ينمو بشكل متسارع وكبير، حيث يوفر اليوم فرص عمل لأكثر من 67 مليون شخص حول العالم، مشيرين إلى أن القصص التي يستخدمها صنّاع المحتوى تعتبر أفضل وسيلة للتواصل والإلهام والتغيير الإيجابي، وأن الفضاء الافتراضي ليس هدفاً بحد ذاته، ولكنه وسيلة لتحقيق أهداف أعلى تفيد البشرية جمعاء.

 



صناع حياة

وقال سعادة سعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات: "نرى في قمة المليار متابع ملتقى للثقافات والحضارات على أرض الإمارات، التي تضم أكبر عدد من الإعلاميين والمنتجين وشركات الإنتاج، وأكبر عدد من صناع المحتوى في العالم، وأصبحت وجهة لكل الطامحين والحالمين، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي حوّل دبي إلى عاصمة للمبدعين والإبداع وصناع المحتوى الحقيقي النافع والمغير للمجتمعات".

وأضاف سعادته: " أثبتت الدراسات أن الناس يقضون متوسط 6 ساعات على وسائل التواصل يومياً، يتدربون ويتعلمون، ويتغيرون، ويشكلون وعيهم وأفكارهم، وأن هناك أكثر من 4.2 مليار إنسان نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يؤكد أهمية عقد قمة لصناعة المحتوى، التي تبلغ قيمتها اليوم نحو 250 مليار دولار، وخلال عدة سنوات ستصل إلى 500 مليار دولار، وهذا يجعل الفرص أمام صناع المحتوى كبيرة جداً، والنجاحات كثيرة أمامهم". 

وخاطب سعيد العطر المشاركين في قمة المليار متابع قائلاً: "أنتم لستم صناع محتوى، أنتم صناع حياة.. صناع تغيير .. صناع مجتمعات؛ فالمحتوى الجاد يخرج أجيالاً جادة، والمحتوى الثقافي سيخرج فنانين مبدعين، والمحتوى العلمي يخرج علماء ومفكرين، والمحتوى الاقتصادي الجيد سيخرج تجاراً ورجال أعمال، ويعزز الازدهار والاستقرار في المجتمعات؛ وكذلك فإن المحتوى السيئ يمكن أن يفكك الأسر، ويهدد استقرار المجتمعات والأوطان، لذلك فإننا هنا اليوم لنتعلم، ولنبني شراكات وعلاقات جديدة لإنتاج محتوى نافع، وإحداث تغيير إيجابي، ولتغيير نوعية المحتوى الذي نضعه على وسائل التواصل الاجتماعي، وتذكروا أن صناعة المحتوى رسالة، ونحن هنا لصناعة رسالة أفضل وغد أجمل".

سوق جديد

بدورها، قالت عالية الحمادي الرئيس التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد: "توظف صناعة المحتوى أكثر من 67 مليون شخص على مستوى العالم، وهذا العدد يفوق العاملين في صناعة الطاقة، التي تعتبر قطاعاً حيوياً في حياتنا اليومية، وتؤكد البيانات أن هناك حالياً 50 مليون صانع محتوى نشط حول العالم، وهو عدد يقارب عدد سكان كوريا الجنوبية، وبلغت القيمة السوقية لقطاع صناعة المحتوى 250 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى نصف تريليون دولار بحلول عام 2027، الأمر الذي يجعلها واحدة من القطاعات الأسرع نمواً في العالم".

وأضافت: "لا تعمل صناعة المحتوى بشكل منفصل عن القطاعات الأخرى، بل تتشابك معها بطرق متعددة، وواحدة من أهم هذه الطرق هي التجارة الرقمية، التي تشكل سوقاً جديداً يسمى (سوق التجارة الاجتماعية). وفي هذا السوق، يلعب المؤثرون وصناع المحتوى دوراً رئيسياً في التأثير على سلوك المستهلكين واتخاذ قرارات الشراء؛ هذا السوق يبلغ حجمه تريليون دولار، وهو في طريقه للنمو أكثر في المستقبل".

أخبار ذات صلة «قمة المليار متابع» تنطلق اليوم بمشاركة 3 آلاف صانع محتوى «قمة المليار متابع 2024» تجمع أبرز صناع المحتوى

وتابعت: "نعتقد أن النجاح الحقيقي يكمن في إنشاء محتوى مفيد يخدم غرضاً ما، سواء كان تعليمياً أو ترفيهياً أو توعوياً أو غير ذلك، فالتأثير الذي نحدثه لا يقتصر على الأرقام فحسب، بل يمتد إلى القصص التي نرويها، ووجهات النظر التي نشكلها، والتغيير الإيجابي الذي نلهمه، إذ يمكن أن يكون لشيء بسيط تأثير كبير، ويمكن لمقطع قصير أن يضحكنا، ولأغنية أن تبكينا، ولفيديو أن يدهشنا؛ كما يمكن لبودكاست أن يعلمنا شيئاً جديداً، ولبرنامج تعليمي أن يعزز مهاراتنا... الاحتمالات لا حصر لها، وكل يوم نخلق لحظة جديدة لم تكن موجودة من قبل".



تجّار قصص 

وفي خطابه، قال أحمد الغندور المعروف بـ "الدحيح" وسفير صناع المحتوى في القمة: "صانعو المحتوى هم تجّار القصص وبائعو المعرفة والمعلومات، الذين يستخدمون الصناعة السردية لخلق قيمة مضافة لمحتواهم ولجمهورهم، فهم يقدمون لنا قصصاً تثرينا وتمتعنا وتنوّرنا، ويحولون الأرقام والإحصاءات إلى حكايات ومغامرات، وينجحون في جعلنا نرى العالم بعيون جديدة، والعرب قادرون على أن يقودوا صناعة المحتوى، لأن القصص والسرد نمط عريق في الأدب العربي منذ القديم".

وأضاف: "مثال على ذلك قميص مارادونا الذي ارتداه في كأس العالم 1986، والذي سجل به هدفاً تاريخياً ضد إنجلترا؛ هذا القميص يحمل قصة عظيمة، ولهذا يقدر ثمنه بنحو 10 ملايين جنيه إسترليني، بينما تكلفة صناعته لا تتجاوز 100 دولار؛ فمن يمتلك هذا القميص يمتلك جزءاً من القصة، وهذه القيمة الكبيرة للقصة ليست محصورة في مجال الرياضة فقط، بل تمتد إلى مجالات أخرى من الاقتصاد والمجتمع، وهذا ما يبينه روبرت شيلر في كتابه (اقتصاد السرديات)، حيث يشرح كيف تؤثر القصص على سلوك المستهلكين والمستثمرين والمنتجين، وأننا كبشر نحب القصص ونتأثر بها، ومن يستطيع صناعة قصص جيدة يمكنه التأثير في الناس، وتوجيه اهتمامهم واستهلاكهم".

تحولات نوعية

من جانبه تحدث الإعلامي يوسف عمر حول تجربته مع وسائل التواصل الاجتماعي، متسائلاً هل سيكون الهاتف هو مستقبل أدوات الاتصال أم أن العالم يتجه إلى تقنيات أكثر سهولة وفعالية؟ مجيباً - وفق رؤيته- "أن المستقبل سيكون لنظارات الواقع المعزز التي يمكنها أن تحدث تحولات نوعيّة في مختلف القطاعات، وعلى رأسها المعرفة والتعلم والتواصل والتنقل". 

وقدم عمر عرضاً لرحلته في استخدام النظارات وكيف ساعدته في قراءة القرآن الكريم مترجماً للإنجليزية خلال أدائه الصلاة، نظراً لعدم إتقانه العربية، مشيراً إلى أن هذه التجربة عندما عرضها على منصات التواصل الاجتماعي شهدت تفاعلاً كبيراً من المتابعين، وأوضح أن هذه التجربة يمكن تطويرها للنهوض بقطاعات كبيرة مثل السياحة والتعليم والتنقل والاتصال. 

وأضاف: "هناك فرصة كبيرة للأشخاص ذوي الشغف والقدرات ليكونوا مؤثرين في مجتمعاتهم، بدلاً من أن يكونوا مجرد متابعين للقصص والمحتوى الذي ينشره الآخرون، يمكنهم أن يصبحوا صانعين للقصص والمحتوى الذي ينشر لهم، ويمكنهم أن يستخدموا الهواتف والعالم الافتراضي كوسائل لنشر أفكارهم ومواهبهم ورؤاهم للعالم، وأن يتلقوا تدريباً من الخبراء والمعلمين في مجالاتهم. ومن هنا فإنني أنصح صنّاع المحتوى الذين يمتلكون ملايين المتابعين أن يأخذوا بأيدي متابعيهم ويزودوهم بالمعلومات التي تساعدهم لينتقلوا من كونهم مجرد متلقين إلى صانعين للمحتوى". 

وكانت فعاليات القمة، انطلقت بعرض "مايند تو مايند: متصلان" للثنائي جيمس هارينغتون ومارينا لياني، اللذين اشتهرا بأدائهما الاستثنائي في برامج المواهب الرفيعة مثل "أمريكا جوت تالنت"، "بريطانيا جوت تالنت"، و "جوت تالنت" في أوكرانيا، حيث عرضا قدراتهما في قراءة العقول والتواصل فيما بينهما بطرق ساحرة تكشف من خلالها مارينا لياني الأرقام والأشياء وهي مغمضة العينين.

 

 

 

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: قمة المليار متابع التواصل الاجتماعی قمة الملیار متابع صناعة المحتوى وسائل التواصل صناع المحتوى المحتوى الذی

إقرأ أيضاً:

مفتي القدس لـ"الوفد": مصر الشقيقة الكُبرى والثِقل العربي ولن ننسى مواقفها المُناضلة (خاص)

قال مفتي القدس الشيخ محمد حسين في تصريح خاص للوفد خلال إنعقاد مؤتمر الإفتاء العالمي التاسع، أن الشعب الفلسطيني يُطالب بتطبيق قرار واحد من قرارات حل النزاع على الأراضي الفلسطينيه التي ملأت رفوف الأمم المتحدة، سواء في الجمعية العامة، أو مجلس الأمن الدولي، وهو السماح للفلسطيني بأن يقرر مصيره على تراب أرضه، ومع ذلك لم يسمح المجتمع الدولي بمثل هذا القرار، ولكننا مازلنا نتطلع للحرية في يوم من الأيام، وسيظل الشعب الفلسطيني يُطالب بحقوقه وحريته واستقلاله، وهو ما سنصل إليه بالتأكيد رغم كل ما يتعرض له الفلسطينين من عدوان.
 

مفتي القدس: المعاهدات في الإسلام مقدسة وخطيرة وعليها تحقيق أغراض نشر الدعوة مفتي القدس: الفلسطينيون يقبضون على الجمر في زمن قاسٍ
دور مصر الرائد في القضية الفلسطينية


وأكد مفتي القدس على أهمية دور مصر الرائد في القضية الفلسطينية، مستشهدًا بكلمات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الحالي خلال كلمته في المؤتمر الذي اُنتدب فيه من قِبل رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، حيث قال أن القضية الفلسطينية ومكانتها من جملة الثوابت التي لا يمكن أن يتزحزح عنها المصريين شعبة ودولة، وأن مصر ذو موقف ثابت من الدفاع والمُناضلة من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.

وتابع حُسين أن الفلسطينين يأملون الكثير من الأخوة في مصر، لأنها الشقيقة الكُبري بين الدول العربية، والثِقل العربي في المنطقة والأقليم، ولا يُنسى لها مواقفها الجليلة مع القضية الفلسطينية سابقًا وحاضرًا وبالتأكيد مستقبلاً.


وأستطرد حُسين عن مدى أهمية الدولة المصرية وثِقلها، حيث حرصت على إقامة هذا المؤتمر الإفتائي والفقهي الذي عقدته الأمانة العامة برئاسة الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي جمهورية مصر العربية، للتباحث حول حاجة ضرورية لوجود منظومة حقيقة للأخلاق على المستوى العربي، والإسلامي، والدولي، التي تجعل الأُمم تلتزم بكل المعاهدات، والقرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وشأن كل الشعوب المظلومة في هذا العالم.

 

طرح القضية الفلسطينة أمام المجتمع دولي 


وأضاف حُسين أن مشاركة الأستاذة نهال سعد مدير منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ينقل الصورة إلى المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان لتتحرك ضد ما يحدث من مجازر إسرائيلية يومية في فلسطين، بالإضافة إلى نقل الفكرة والصورة من خلال كل الأخوة المفتيين والوزراء والمسؤولين سواء من العالم العربي، أو من العالم الإسلامي، أو من الجاليات الإسلامية في العالم.

 
وأعرب الشيخ محمد حسين عن رضاه الكامل عما طرح بشأن فلسطين من الأخوة المصريين في الدرجة الاولى، ومن الذين شاركوا وعرجوا على القضية الفلسطينية بشكل واضح، وهذا يدل على أن القضية الفلسطينية هي قضية حية في نفوس العرب والمسلمين. 



مؤتمر الإفتاء العالمي التاسع 2024


وقد شهد المؤتمر على مدار يومَي 29 و30 يوليو العديدَ من الفعاليات المهمة لمناقشة دَور الفتوى في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية في عالم يزداد تسارعًا، حيث يهدُف إلى تعزيز الوعي بأهمية الفتوى الرشيدة في ترسيخ الأخلاق والقيم الإنسانية، ومناقشة دَور الفتوى في مواجهة تحديات العصر الحديث، إضافة إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية والإقليمية، ومحاولة الخروج بتوصياتٍ عمليةٍ لتعزيز البناء الأخلاقي في المجتمعات.

وتم الإعلان عن إطلاق عدد من المشروعات والمبادرات المهمة، من بينها: بلوغ المَعلمة المصرية للعلوم الإفتائية 102 مجلد، وإصدار الميثاق العالمي للقيادات الإفتائية والدينية في صُنع السلام ومكافحة خطاب الكراهية وحل النزاعات، كما تم الإعلان عن أدلة إرشادية باللغات المختلفة في مجالات عدة، والموسوعة العلمية للتدين الصحيح والتدين المغشوش، وأهم الدراسات التي قام بها المؤشر العالمي للفتوى، ومركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا وأهم مخرجاته، وإصدارات مجلات "جسور" و"دعم" ومجلة الأمانة، وغيرها من المشروعات المهمة.

 

وقد عُقدت جلسة في ختام المؤتمر استعرضت رسالة المؤتمر وأهدافه وما تم خلال فترته من جلسات وورش عمل، وعرض توصيات المؤتمر التي يكون المجلس التنفيذي للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم قد ناقشها وأقرَّها في اجتماعه بأول يوم من أيام المؤتمر.

مقالات مشابهة

  • 40 مشاركا يتعرّفون على طرق توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى البصري
  • «تريندز» يطلق مبادرة للنشر والتوزيع
  • وزير الاتصالات يعقد مباحثات مع شركات صينية رائدة في القطاع الرقمي
  • من سيتحكم في مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
  • المونتير أحمد سامح يوضح أهمية صناعة المحتوى المرئي
  • «تدرا» تطلق برنامج مركز المعرفة ضمن الأكاديمية الرقمية
  • مفتي القدس لـ"الوفد": مصر الشقيقة الكُبرى والثِقل العربي ولن ننسى مواقفها المُناضلة (خاص)
  • على هامش مؤتمر الإفتاء.. مركز سلام يُناقش آليات التصدي للمحتوى المُتطرف
  • بـ قيمة 15 مليون دولار.. القابضة لـ «الصناعات المعدنية» تحقق زيادة في حجم صادراتها
  • حصد487 ألف دولار.. وكسر عقدة النهائيات.. فريق Alpha7 Esports البرازيلي يفوز بـ PUBG Mobile ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية