جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-19@03:08:20 GMT

الأفكار والمشاعر السلبية

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

الأفكار والمشاعر السلبية

 

حمد الحضرمي **

 

العقل هو العضو الفعال المسيطر على حركة صاحبه في الحياة، فهو الأداة التي لا تخيب، والسلاح الذي لا يكبو، ومن خلاله تكتشف حقيقة القوة التي يمكن أن يمارسها التفكير النابع من عقولنا على أجسامنا وحياتنا، فعلينا أن نفكر بوضوح وحكمة، حتى ننظف عقولنا من الأفكار السلبية المتراكمة ونخرجها بإرادة قوية، ونتخلص من الهواجس السامة ونزيل الصدأ الذي تغلّف به نفوسنا، والضباب الذي يحجب الرؤية عن عقولنا، عندها سنتمكن من التفكير بوضوح وحكمة، تقودنا إلى طريق السلامة والصحة والسعادة.

وعلينا أن لا نفقد الطاقة الإيجابية من أجسامنا لأنها تمنحنا السكينة والانشراح وتساعدنا على حسن التصرف والتصالح مع النفس والتعامل مع الآخرين بثقة، والصمود في مواجهة الصعوبات والسيطرة على التحديات التي تواجهنا في الحياة، وعلينا الابتعاد عن المشاعر السلبية مثل توقع أمور غير سارة والظن السيء والقلق والأحقاد، وعلينا التركيز بالانشغال في أحوالنا وترك الناس وتتبع سلبياتهم أو نجاحاتهم، وعلينا ترك مجالس الغيبة والنميمة والقيل والقال والجدل العقيم، وعدم تركيز أذهاننا في مواضيع هامشية وتافهة نجعل منها قضايا كبيرة تشغل العقل بالتفكير السلبي المؤثر على صحة الإنسان وسلامته.

ومن الأشياء التي تؤثر على هدر طاقتنا هي الفوضى في حياتنا وعدم تنظيم أوقاتنا ومواعيدنا، وكذلك الشعور بالخوف بمختلف أشكاله، لأن الخوف يشل التفكير ويبدد الطاقة من جسمك ويدفعك للشعور بالتعاسة والضعف، وكذلك ما يبدد الطاقة مرافقة الأشخاص المتشائمين أصحاب الأفكار السوداء، الذين لا يرون من الدنيا إلا سوادها ومن الناس إلا نواقصهم وسيئاتهم، وعلينا عدم مصاحبة أهل الظلم وأصحاب النفوس الظالمة والنفوس الحاقدة لأن هؤلاء من لصوص وسارقي الطاقة.

ومن أهم الطرق التي تؤدي إلى زيادة الطاقة والأفكار الإيجابية هي الراحة ومراقبة الخيال والفكر التي بها يعاد شحن طاقة الإنسان وتمنحه الثقة بالنفس، وعلينا الابتعاد عن ما يجلب إلينا القلق والاضطراب لأن سعادتنا وهمومنا من صنع أفكارنا، فنحن من يختار السعادة أو الهموم والتعاسة، وعلينا التفاؤل لأنه سيؤدي إلى النجاح، والسيطرة على الأفكار والنفس، وبذلك يكون الإنسان قد سيطر على نفسه، وستكون كل أفكاره وقرارات سليمة، ولا تسمح لعقلك أن يحتفظ بالأفكار والمشاعر السلبية، وصل تفكيرك بالذكريات الجميلة ونجاحاتك وانتصاراتك واجعلها تطفو على نفسيتك وشخصيتك، لتكون في حياتك سعيدًا وناجحًا.

نصيحتي لكم أيها القراء الكرام الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والحاقدين وأصحاب الهموم والأحزان، لأنهم من أكبر سارقي الطاقة الإيجابية؛ حيث تتركز غاياتهم في أذية الناس والكيد لهم والعيش على الكذب والخداع، ولا يرون في الأخرين إلا كل نقيصة، فاعتزلوا المنافقين ولا تصاحبوا أصحاب الأفكار السلبية، لأن مصاحبتهم نهايتها الفشل والوقوع في الأخطاء، واحرصوا على أن لا تجعلوا لرضا الناس وسخطهم وسخافتهم المغرضة سبيلًا لإشاعة الفوضى داخل نفوسكم مهما بلغت درجة إساءتهم إليكم، واجعلوا اسم الله وهيبته ماثلة أمام أعينكم، واتركوا الآخرين وشأنهم وفي غيهم يعمهون، حتى تعيشوا في سعادة وسرور وسلام، وتتمكنوا من السيطرة على أفكاركم ومشاعركم، وتكونوا من أصحاب العقول الواعية والقلوب المؤمنة والأفكار النيرة.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الناس معادن!!

هناك أمثال شعبية يعتبرها الكثير من الناس حكماً صالحة لكل زمان ومكان، فمنها المثل الشعبى الذى يقول «تعرف فلان.. أعرفه.. عاشرته.. لا.. تبقى ما تعرفوش» نعم هناك من الأشخاص الذين لا تستطيع معرفة حقيقتهم إلا بعد أن تعاشرهم فترة طويلة، ويمكن أن تُضيع الكثير من عمرك ولا تعرفهم على حقيقتهم. لذلك جاء المثل يطلب منك عدم السرعة فى الحكم على من تُعامله، فأصحاب السلوك غير الطيب «السيئون» يتظاهرون بالطيبة من أجل خداع البشر، هؤلاء يعتقدون أن ما يصدر منهم هو تصرف معتاد من كل البشر، وإذا قلت له هذا خطأ.. يتبجح عليك، ويقول لك إنك تُبالغ. وهذا النوع من الشخصيات لديه قدرة على أن يعتصر قلبه فى منتهى الهدوء، فلا يُظهر أى علامات ندم، يطعنك وهو يضحك، ويسألك وهو الجانى عن أسباب وجعك، قلبه «أتوبيس نقل عام» فى ساعة الذروة يتظاهر بحبه للجميع، وهو الذى لا يعرف الحب لأن مشاعره باردة، سلاحه الكذب ويسعد بالإيذاء، يُكلمك فى الإخلاص.. وهو الخائن، لا يحس بالذنب مما فعله، وإذا اعترف لك بذنب فعله معك.. اعلم أنه يعد لك شراكاً من نار. لذلك تمهل فى الحكم على الناس، واعلم أن الإنسان يلجأ إلى الخبث عندما لا يسعفه ذكاؤه على فعل شىء.. ويظهر معدنه الردىء.
لم نقصد أحداً!! 

مقالات مشابهة

  • هل انتصرت غزة؟
  • الآثار السلبية لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية علاجها
  • إليكم أعود .. وفي كفي القمر
  • أحمد فهمي يتحدث عن لجوئه لطبيب نفسي وتأثير التعليقات السلبية!
  • استشاري تغذية: تجاوزوا الأفكار القديمة عن التجميل والرجولة
  • الناس معادن!!
  • رسالة إلى كريم بدر
  • الإفراج عن احمد حسن الزعبي
  • أردوغان: غزة لم تستسلم ولم ينحن أهلها أمام الظالم.. وعلينا تضميد الجراح
  • الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ