جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@21:45:58 GMT

الأفكار والمشاعر السلبية

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

الأفكار والمشاعر السلبية

 

حمد الحضرمي **

 

العقل هو العضو الفعال المسيطر على حركة صاحبه في الحياة، فهو الأداة التي لا تخيب، والسلاح الذي لا يكبو، ومن خلاله تكتشف حقيقة القوة التي يمكن أن يمارسها التفكير النابع من عقولنا على أجسامنا وحياتنا، فعلينا أن نفكر بوضوح وحكمة، حتى ننظف عقولنا من الأفكار السلبية المتراكمة ونخرجها بإرادة قوية، ونتخلص من الهواجس السامة ونزيل الصدأ الذي تغلّف به نفوسنا، والضباب الذي يحجب الرؤية عن عقولنا، عندها سنتمكن من التفكير بوضوح وحكمة، تقودنا إلى طريق السلامة والصحة والسعادة.

وعلينا أن لا نفقد الطاقة الإيجابية من أجسامنا لأنها تمنحنا السكينة والانشراح وتساعدنا على حسن التصرف والتصالح مع النفس والتعامل مع الآخرين بثقة، والصمود في مواجهة الصعوبات والسيطرة على التحديات التي تواجهنا في الحياة، وعلينا الابتعاد عن المشاعر السلبية مثل توقع أمور غير سارة والظن السيء والقلق والأحقاد، وعلينا التركيز بالانشغال في أحوالنا وترك الناس وتتبع سلبياتهم أو نجاحاتهم، وعلينا ترك مجالس الغيبة والنميمة والقيل والقال والجدل العقيم، وعدم تركيز أذهاننا في مواضيع هامشية وتافهة نجعل منها قضايا كبيرة تشغل العقل بالتفكير السلبي المؤثر على صحة الإنسان وسلامته.

ومن الأشياء التي تؤثر على هدر طاقتنا هي الفوضى في حياتنا وعدم تنظيم أوقاتنا ومواعيدنا، وكذلك الشعور بالخوف بمختلف أشكاله، لأن الخوف يشل التفكير ويبدد الطاقة من جسمك ويدفعك للشعور بالتعاسة والضعف، وكذلك ما يبدد الطاقة مرافقة الأشخاص المتشائمين أصحاب الأفكار السوداء، الذين لا يرون من الدنيا إلا سوادها ومن الناس إلا نواقصهم وسيئاتهم، وعلينا عدم مصاحبة أهل الظلم وأصحاب النفوس الظالمة والنفوس الحاقدة لأن هؤلاء من لصوص وسارقي الطاقة.

ومن أهم الطرق التي تؤدي إلى زيادة الطاقة والأفكار الإيجابية هي الراحة ومراقبة الخيال والفكر التي بها يعاد شحن طاقة الإنسان وتمنحه الثقة بالنفس، وعلينا الابتعاد عن ما يجلب إلينا القلق والاضطراب لأن سعادتنا وهمومنا من صنع أفكارنا، فنحن من يختار السعادة أو الهموم والتعاسة، وعلينا التفاؤل لأنه سيؤدي إلى النجاح، والسيطرة على الأفكار والنفس، وبذلك يكون الإنسان قد سيطر على نفسه، وستكون كل أفكاره وقرارات سليمة، ولا تسمح لعقلك أن يحتفظ بالأفكار والمشاعر السلبية، وصل تفكيرك بالذكريات الجميلة ونجاحاتك وانتصاراتك واجعلها تطفو على نفسيتك وشخصيتك، لتكون في حياتك سعيدًا وناجحًا.

نصيحتي لكم أيها القراء الكرام الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والحاقدين وأصحاب الهموم والأحزان، لأنهم من أكبر سارقي الطاقة الإيجابية؛ حيث تتركز غاياتهم في أذية الناس والكيد لهم والعيش على الكذب والخداع، ولا يرون في الأخرين إلا كل نقيصة، فاعتزلوا المنافقين ولا تصاحبوا أصحاب الأفكار السلبية، لأن مصاحبتهم نهايتها الفشل والوقوع في الأخطاء، واحرصوا على أن لا تجعلوا لرضا الناس وسخطهم وسخافتهم المغرضة سبيلًا لإشاعة الفوضى داخل نفوسكم مهما بلغت درجة إساءتهم إليكم، واجعلوا اسم الله وهيبته ماثلة أمام أعينكم، واتركوا الآخرين وشأنهم وفي غيهم يعمهون، حتى تعيشوا في سعادة وسرور وسلام، وتتمكنوا من السيطرة على أفكاركم ومشاعركم، وتكونوا من أصحاب العقول الواعية والقلوب المؤمنة والأفكار النيرة.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحمى الخلاعية

بقلم : هادي جلو مرعي ..

تنويه ..

الحمى القلاعية تنتشر عند الحيوانات، والحمى الخلاعية تنتشر بوتيرة اسرع عند البشر..

والسؤال: في حال تمكنا من معالجة الحمى القلاعية التي تصيب الحيوانات فكيف نعالج الحمى الخلاعية التي تصيب الناس ؟

يفقد العراقيون جواميسهم وأبقارهم التي يمكن تعويضها من خلال إستيراد المزيد منها، مع إمكانية إنحسار المرض الذي شاع هذه الأيام، وأودى بحياة أعداد كبيرة من الحيوانات التي في الغالب هي مستوردة من دول عدة في أمريكا الجنوبية وأوربا. وبدأ الرعب ينتشر ليس بين مربي المواشي وحسب الذين يخسرون المزيد منها مع إنتشار مرض الحمى القلاعية، بل إمتد الى المواطنين العاديين الذين يستهلكون اللحوم والحليب ومشتقاته، مع تأكيد السلطات الصحية على سلامة تلك المنتجات، وأتذكر في عقود مضت إن الناس كانوا لايترددون عن ذبح الدجاج الذي يربونه في البيوت والمزارع الخاصة برغم إصابته بمرض الإنفلونزا التي كانوا يطلقون عليها ( أبو الذريق) ويبدو أن الدجاج لفرط الإصابة لايسيطر على فضلاته التي يطلقها، فيذرق بكثرة ونسميه بلهجة أهل العراق ( أبو ذريج) وكانت مرقة الدجاج طيبة للغاية، وكان الصغار يفرحون بذلك بإنتظار وجبة شهية. فالتقديرات الطبية تشير الى إنه لاخوف من إنتقال الأمراض التي تصيب الحيوانات الى الإنسان عبر تناول منتجات تلك الحيوانات..
الحمى القلاعية في عالم الحيوان تختلف عنها في عالم الإنسان، فالأطفال يمكن أن يصابوا بها، لكنها ليست قاتلة، ويمكن الشفاء منها بسرعة بعد ظهور ندب وتقرحات، لكن مرضا جديدا يصيب العراق، ويستهدف فئات من النساء والرجال، والمعروف بالحمى الخلاعية، وقبل ذلك علينا تعريف الخلاعة التي هي بوصف بسيط مغادرة الأدبيات والحشمة والتهتك والمجون وشرب الخمور وممارسة أفعال وسلوكيات كانت في السابق غير مألوفة مع غياب الرادع والخوف من العواقب، حيث يغيب الله عن الذاكرة الإنسانية، وينحسر الخوف منه، و وقد يتم ترحيل ذلك الخوف الى المستقبل على عادة تاركي الصلاة والفرائض الدينية المعتادة، والرد الجاهز هو إننا في بداية أعمارنا، ولنعش حياتنا كما نريد، ونستمتع بها قد، الإمكان، ثم مع التقدم في العمر نبدأ في التفكير في الصلاة والصوم وإرتياد المساجد والتصدق وعدم حلق اللحية وإستخدام المسبحة والتقرب الى الله وأداء الفرائض المعروفة، يقابل ذلك غياب القانون، أو تحويله الى كرة قدم شعبية يركل بأقدام المتبارين. فغياب القانون، وعدم إحترامه، والإبتعاد عن الله، وتجاهل القيم الأخلاقية والتربوية تجعل الحمى الخلاعية تنتشر في المواطنين العاديين بوتيرة أسرع منها عند الحيوانات.
الخلاعة بوصفها الشائع صارت ميدانا لفئات إجتماعية عبر مواقع التواصل الإجتماعي والأماكن العامة والشوارع، وتمتد لتصيب الكثير من الناس الذين يمارسونها، والذين يخافونها، والذين لايترددون في التماهي معها، وعدم رفضها ومواجهتها، فالأفعال الخليعة والعبارات القبيحة والكلمات النابية والألفاظ الماجنة تنتشر كالنار في الهشيم، ويسارع كثر الى تناول الخمور والمخدرات والإتجار بها وإرتياد بيوت الدعارة والشقق الخاصة والملاهي، والجري نحو محال بيع الخمور والإبتزاز الألكتروني والإعلامي والسياسي، وعدم التردد في الظهور عبر الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي من مجموعات من النساء ينشرن الأفكار المنحطة والرذيلة ويتقاذفن بينها السباب والشتائم والتهديدات، وتنخرط فئات إجتماعية عدة في ذلك السباق الماجن..
والسؤال: في حال تمكنا من معالجة الحمى القلاعية التي تصيب الحيوانات، فكيف نعالج الحمى الخلاعية التي تصيب الناس ؟

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • فيديو لمكان دفن نصرالله كوديعة.. الناس يتحلّقون حوله
  • ملك أحمد زاهر تروج لمسلسل سيد الناس
  • ليستر سيتي.. «القياسية السلبية» في «البريميرليج»!
  • الحمى الخلاعية
  • الشهيد المساعد/ محمد علي عبدالمجيد
  • معهد إسرائيلي: فشلنا في تحقيق الأهداف بغزة وعلينا التركيز على أمرين
  • التفاهة طغيان الضياع
  • بريطانيا: روسيا مصدر تهديد أبعد من أوكرانيا وعلينا مواجهة هذا التحدي
  • الطالبي العلمي: التماهي مع الانفصال يهدد بتفكك الدول.. وعلينا كأفارقة أخذ مصيرنا بأيدينا
  • لافان: “افتقدنا للفعالية أمام شبيبة القبائل وعلينا تحسين آدائنا الهجومي”