جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-19@10:16:28 GMT

الأفكار والمشاعر السلبية

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

الأفكار والمشاعر السلبية

 

حمد الحضرمي **

 

العقل هو العضو الفعال المسيطر على حركة صاحبه في الحياة، فهو الأداة التي لا تخيب، والسلاح الذي لا يكبو، ومن خلاله تكتشف حقيقة القوة التي يمكن أن يمارسها التفكير النابع من عقولنا على أجسامنا وحياتنا، فعلينا أن نفكر بوضوح وحكمة، حتى ننظف عقولنا من الأفكار السلبية المتراكمة ونخرجها بإرادة قوية، ونتخلص من الهواجس السامة ونزيل الصدأ الذي تغلّف به نفوسنا، والضباب الذي يحجب الرؤية عن عقولنا، عندها سنتمكن من التفكير بوضوح وحكمة، تقودنا إلى طريق السلامة والصحة والسعادة.

وعلينا أن لا نفقد الطاقة الإيجابية من أجسامنا لأنها تمنحنا السكينة والانشراح وتساعدنا على حسن التصرف والتصالح مع النفس والتعامل مع الآخرين بثقة، والصمود في مواجهة الصعوبات والسيطرة على التحديات التي تواجهنا في الحياة، وعلينا الابتعاد عن المشاعر السلبية مثل توقع أمور غير سارة والظن السيء والقلق والأحقاد، وعلينا التركيز بالانشغال في أحوالنا وترك الناس وتتبع سلبياتهم أو نجاحاتهم، وعلينا ترك مجالس الغيبة والنميمة والقيل والقال والجدل العقيم، وعدم تركيز أذهاننا في مواضيع هامشية وتافهة نجعل منها قضايا كبيرة تشغل العقل بالتفكير السلبي المؤثر على صحة الإنسان وسلامته.

ومن الأشياء التي تؤثر على هدر طاقتنا هي الفوضى في حياتنا وعدم تنظيم أوقاتنا ومواعيدنا، وكذلك الشعور بالخوف بمختلف أشكاله، لأن الخوف يشل التفكير ويبدد الطاقة من جسمك ويدفعك للشعور بالتعاسة والضعف، وكذلك ما يبدد الطاقة مرافقة الأشخاص المتشائمين أصحاب الأفكار السوداء، الذين لا يرون من الدنيا إلا سوادها ومن الناس إلا نواقصهم وسيئاتهم، وعلينا عدم مصاحبة أهل الظلم وأصحاب النفوس الظالمة والنفوس الحاقدة لأن هؤلاء من لصوص وسارقي الطاقة.

ومن أهم الطرق التي تؤدي إلى زيادة الطاقة والأفكار الإيجابية هي الراحة ومراقبة الخيال والفكر التي بها يعاد شحن طاقة الإنسان وتمنحه الثقة بالنفس، وعلينا الابتعاد عن ما يجلب إلينا القلق والاضطراب لأن سعادتنا وهمومنا من صنع أفكارنا، فنحن من يختار السعادة أو الهموم والتعاسة، وعلينا التفاؤل لأنه سيؤدي إلى النجاح، والسيطرة على الأفكار والنفس، وبذلك يكون الإنسان قد سيطر على نفسه، وستكون كل أفكاره وقرارات سليمة، ولا تسمح لعقلك أن يحتفظ بالأفكار والمشاعر السلبية، وصل تفكيرك بالذكريات الجميلة ونجاحاتك وانتصاراتك واجعلها تطفو على نفسيتك وشخصيتك، لتكون في حياتك سعيدًا وناجحًا.

نصيحتي لكم أيها القراء الكرام الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والحاقدين وأصحاب الهموم والأحزان، لأنهم من أكبر سارقي الطاقة الإيجابية؛ حيث تتركز غاياتهم في أذية الناس والكيد لهم والعيش على الكذب والخداع، ولا يرون في الأخرين إلا كل نقيصة، فاعتزلوا المنافقين ولا تصاحبوا أصحاب الأفكار السلبية، لأن مصاحبتهم نهايتها الفشل والوقوع في الأخطاء، واحرصوا على أن لا تجعلوا لرضا الناس وسخطهم وسخافتهم المغرضة سبيلًا لإشاعة الفوضى داخل نفوسكم مهما بلغت درجة إساءتهم إليكم، واجعلوا اسم الله وهيبته ماثلة أمام أعينكم، واتركوا الآخرين وشأنهم وفي غيهم يعمهون، حتى تعيشوا في سعادة وسرور وسلام، وتتمكنوا من السيطرة على أفكاركم ومشاعركم، وتكونوا من أصحاب العقول الواعية والقلوب المؤمنة والأفكار النيرة.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بالمصرى.. الوجه الآخر للتقدم التكنولوجى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بالرغم من إنى من المهتمين بالتطور التكنولوجى والتقنيات الحديثة اللى ممكن تكون سهلت حاجات كتير فى حياتنا على كل المستويات سواء طبية وعلمية أو فى مجال الهندسة والمعمار وكل شئ حتى فى الفن وهندسة الصوت والسينما والمسرح إلا إنى بقيت بخاف.

زمان كان فيه حاجات حلوة ودافية وحميمية إبتدينا نفقدها بالوقت.

زمان كان فيه جوابات بنبعتها لبعض بخط إيدينا وبيبقى مكتوب فيها كلام م القلب وأحداث وتفاصيل وتاريخ وكنا بنكتب على الظرف شكراً لساعى البريد.. دلوقتى مابقاش فيه جوابات.. بقت رسايل واتسآب  ممكن تكون مصنوعة ومطبوعة مافيهاش خصوصية وبتلف على الناس فى المناسبات كوبى بيست.

زمان كنا بنزور بعض.. دلوقتى بنكتفى بمكالمات فيديو كول مافيهاش لمسة إيد وحضن دافى.. زمان كان فيه أوتوجراف بيكتبلنا فيه أصدقاءنا وقرايبنا كلمات وأمنيات طيبة بنحتفظ بيه وبنفتحه كل فترة نصحى بيه ذكرياتنا الحلوة..

زمان كان فيه ألبوم صور موجود فى كل بيت، وعلشان نتصور بنجهز ونلبس وناخد صورة حلوة فى كل لقاء لو حد عنده كاميرا أو بنروح استوديو تصوير.. دلوقتى كاميرا الموبايل اللى لو ضاع أو باظ بتروح كل الصور والذكريات.

زمان كان فيه دفتر بنحتفظ فيه بأرقام التليفونات، ومن كتر مابنكتبها ونطلبها بنحفظها.. دلوقتى يمكن مش حافظين أرقام تليفونات أقرب الناس لينا ولو باظ الموبايل مانعرفش نتواصل. 

زمان الأكل كان طازة بيتعمل يوم بيوم مافيهوش مواد حافظة ولا ألوان صناعية ولا بودرة بديلة مش عارفين مصدرها تدى طعم  ونكهة، ولا كيماويات توجع المعدة ويبقى الشكل أحلى من الطعم. 

زمان كان فيه مكالمات تليفون فى المناسبات نطمن على بعض ونهنى بعض ونواسى بعض ونعبر لبعض عن مشاعرنا.. دلوقتى بقت إيموشنز مرسومة نبعتها تعبر عن السعادة أو الحزن ولايك تعبر عن الإعجاب، وقلب يعبر عن الحب.. ومن كتر مابقى بيتحط لكل الناس فقد تميزه وخصوصيته وقيمته.

علشان كده بقيت بخاف.. أيوه بخاف إننا نبقى مش دم ولحم ونتحول لآلات  مشاعرنا مصنوعة وباردة  وأحاسيسنا مختصرة.. ومع الوقت نفقد أحلى مافينا ويضيع ويتوه جوانا الإنسان.

وللحديث بقية.

مقالات مشابهة

  • السفير لياوليتشيانج : مصر كانت من أوائل الدول التي دعمت مبادرة "الحزام والطريق" وهي شريك أساسي في البناء
  • في الحـق ومشروعية الدولـة
  • رئيس "النواب": الحفاظ على اللغة العربية مسئولية جسيمة.. وعلينا أن نعيد الاعتزاز بها
  • «الغرف السياحية»: مستعدون لتقديم الأفكار لدعم جهود الدولة في تحقيق رؤية 2030 للسياحة
  • جبالي: الحفاظ على اللغة العربية مسئولية جسيمة وعلينا تشجيع أجيالنا على التحدث بها
  • رئيس النواب: الحفاظَ على اللغة العربية مسئولِيَة جسِيمةٌ وعلينا الاعتزاز بها
  • أيامُ الناس في مِكناس (01)
  • محمد حماقي يحيي حفل رأس السنة في إمارة أبو ظبي
  • بالمصرى.. الوجه الآخر للتقدم التكنولوجى
  • أستاذ الفقه المقارن يدعو إلى إنشاء مركز لإعداد المناهج لمكافحة الأفكار الضارة