جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@18:54:18 GMT

نهضة هيثمية مُتجددة

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

نهضة هيثمية مُتجددة

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

يقول الله تعالى في سورة هود "وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُۥ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" صدق الله العظيم..

حريٌ بنا أن نعلم أنَّه منذ الأزل حُكم علينا أن لا نعلم ما سيجري فينا وبنا بعد لحظات فضلًا عن الساعات والأيام، ومع هذا جاء الأمر فأعبده وتوكل عليه، وهذا لي ولك وله.

ومنذ الأبد كان هذا الأمر وذاك الحكم مطلقاً إلى أن تقوم الساعة، والفارق بيننا هو أن هناك فريقاً علم بذلك فعمل، وآخر علم ولكنه تغابى فجهل.

وحينما ننظر إلى نور الشمس وهو يغطي الأرجاء ويَهِب الدفء، فإنه في المقابل حينما يضيء القمر لا يشيح بوجهه عنَّا، ومعه لا يجرؤ الظلام أن يأخذ مكانًا له بينه وفي حدود منطقته وإضاءته ووهجه واتساع رقعته ونوره، ولا يمكن أن يستويان أبدا ولا يلتقيان. فإذا جاء الأول ذهب الثاني، وإذا تبدى الأخير انسلخ الأول وهلُمَّ جرًا. وإذا ثمّة سراب في صحراء شاسعة فسيظنه الظمآن ماءً، فسيزحف صوبه لا محالة وسيهلك، وما هو إلا مرور ضوء الشمس في الهواء البارد في حالات الطقس الحارة، والذي يؤدي إلى انكساره على سطح الأرض ليتكون السراب، فبحسب الموقف والزمان والمكان تتحدد أطر وتؤطر مواقف.

وفي عُمان منذ البداية والعصور التاريخية لم تكن الاهتمامات موجهة إلى موضع بعينه دون آخر، ولم تكن تربتها يومًا تنبت أفكارًا سامة كالفرقة والشتات، ولم يتعاقب عليها من يرى نفسه فوق شعبه وعلى أمته؛ بل كانوا جميعهم وجه الوطن وكرامته وحفظه وجماله، فازدانت بلادنا انطلاقاً من الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970 للميلاد، فكان السلطان قابوس قبسًا أنار وجودنا، ثم جلالة السلطان هيثم المفدى، الذي سار نحو نهضة متجددة، وكنا جندًا أوفياء بعهودنا.

إن المتتبع للحقبة ما بين بدايات النهضة المباركة إلى يومنا هذا، سيجد سياج الأمن بحمد الله باقيًا، ونعمة الاستقرار مع التواضع، وحب العلم والعمل شيء راق، فيا سقفي وأرضي وسمائي يا وطني، ويا مراتع الصبا وريعان الشباب، وزهو الطليعة وروح الفتوة وضياء الحداثة وملتقى الأقارب، ووحدة الأهل وجمع الصديق والحبيب، ويا أفضل بلاد الأرض وأجمل بقاع الدنيا عندي، فأنت بلاد ألفناها على كل حالة.

في حقك أقول كما قال ابن الرومي "ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ وألا أرى غيري له الدهرَ مالكاً، عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً، كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا".

في فجر وصبيحة العاشر من يناير من عام 2020 للميلاد نعى ديوان البلاط السلطاني المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- بعدما وعد فأنجز، وعمل فوفّى، ومن أقواله المشهورة "أيها الشعب سوف أعمل بأسرع ما يُمكن لجعلكم تعيشون سعداء وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب". فودعنا في ذاك اليوم قائدا حكيما فذا مخلصا أفنى عمره من أجل عُمان وأهلها، وتوسد يمينه غفر الله له آمنا مطمئنا راضون عنه، ليخلف بعده خلف كان لخير سلف.

واليوم بعد مضي أربع سنوات، كان نفس ذاك الوعد من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفطه الله ورعاه- حاضرًا؛ فعمِل للنأي بعُمان عن كثير من القلاقل والحروب وعدم التدخل في شؤون الغير، وعمل على نصرة القضية الفلسطينية التي يتعرض أهلها اليوم للإبادة الجماعية وللتهجير والقتل.

وفي العاشر من يناير تحين ذكرى رحيل قائد عظيم وتولي بعده مقاليد الحكم في عُمان مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم المعظم، ولا شك أن بناء الأوطان وقيامها وازدهارها وعلوها ونهضتها وتبوؤها مكانة بين البلدان، ليس بالأمر الهين، ولا هو بالشيء السهل واليسير الذي من الممكن أن يقوم بين عشية وضحاها، وإنما هناك جهود تبذل وبذلت، ودماء أريقت وتراق، وأموال تنفق وأنفقت، وعلم وتخطيط جامع، مع سلامة قصد وصدق نية تراها كالنجم في سمائه لامعاً وساطعاً.

إن بناء وطن بحجم عُمان ما كان ليتحقق إلا بعلو همة وبتخطيط محكم فعَّال، واتخاذ قرارات ووسائل وأسباب سخرت لخدمة الإنسان العُماني والمجتمع، فاكتسبنا والحمدلله احترام العالم أجمع، ونلنا تقديرا من على الكون كله فاسمع، أدينا الحقوق وقمنا بالواجبات، وصنا العهد ومضينا حماة وحراسا أمناء على ما تحقق، واجتمعنا تحت لواء حكومتنا الرشيدة متخلصين من الأزمات والمشكلات..

حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها..

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

افتتاح مستشفى المزيونة بتكلفة أكثر من 15 مليون ريال

افتتح اليوم مستشفى المزيونة برعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار.

ويأتي المشروع بإشراف مباشر من وزارة الصحة ليواكب جهود الحكومة الحثيثة لضمان إيصال الخدمات الصحية، وبلغت تكلفته الإنشائية (15.359.970 ريالًا عمانيًا)، على مساحة بناء 13.649 مترًا مربعًا، ويضم المبنى الرئيس للمستشفى عيادات الطب العام، والطب الباطني، والأسنان، وطب الأطفال، والجراحة، والأنف والأذن والحنجرة، والعيون، إضافة إلى عيادة برنامج التحصين الموسّع وعيادات أمراض النساء والولادة.

ويتسع مشروع المستشفى لـ50 سريرًا، حيث تتكون أقسام التنويم من جناح الرجال، وجناح النساء، وجناح الأطفال، ووحدات العناية الحرجة للرجال والنساء والعناية الخاصة بالأطفال الخدّج، إلى جانب وحدة الحوادث والطوارئ، ووحدة غسيل الكلى، وصالة الولادة وأيضًا وحدة للعمليات.

ويضم المبنى عددًا من العيادات والأقسام مثل الخدمات التشخيصية كقسم الأشعة، إضافة إلى ورشة للهندسة الحيوية الطبية، ووحدة التعقيم المركزي، والمخزن الطبي، والمخزن العام والخدمات المساندة للمشروع.

ويعد المستشفى مرجعيًا ومن المستشفيات التي تصنف من ضمن مستوى مستشفى ولاية، التي تقدم خدمات رعاية صحية أولية إلى جانب خدمات صحية ثانوية (تخصصية)، حيث تضم ولاية المزيونة ثلاث نيابات وهي هرويب وتوسنات وميتن، مما سيخفف عناء المسافة للمواطنين والمقيمين بتلك الولايات من التوجه إلى مستشفى السلطان قابوس بصلالة.

وقال الدكتور علي بن عبدالله المقبالي، المدير العام للخدمات الصحية بمحافظة ظفار في كلمة له: «إن المستشفى سيقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية والتخصصية لأهالي الولاية وهو ثاني مستشفى بعد مستشفى السلطان قابوس بصلالة».

من جهته، أوضح المهندس يوسف بن يعقوب أمبو علي، مستشار وزير الصحة للشؤون الهندسية أن افتتاح المستشفى جاء في إطار إستراتيجية وزارة الصحة لتعزيز البنية الأساسية الصحية، وتوفير خدمات طبية متخصصة بالقرب من المجتمعات المحلية وتقديم الخدمات الصحية وفقًا للمعايير العالمية.

مضيفًا إنه روعيت عدة جوانب مهمة في وضع المواصفات الحديثة لإنشائه، بما يتوافق مع المعايير العالمية المتطورة؛ فالتركيز على التفاصيل الهندسية للمشروع يعكس إدراك وزارة الصحة لأهمية توفير بيئة صحية متكاملة للجميع على حد سواء.

وقدم مستشار وزير الصحة للشؤون الهندسية عرضًا مرئيًّا عن مكونات المستشفى. وفي نهاية الحفل تجول راعي المناسبة والحضور في أقسام المستشفى.

الجدير بالذكر أن إجمالي عدد المؤسسات الصحية بولاية المزيونة بلغ 6 مؤسسات صحية من إجمالي 45 مؤسسة على مستوى المحافظة بما فيها مستشفى السلطان قابوس بصلالة.

وقال سعادة الشيخ سيف بن حمد بن حارب البوسعيدي، والي ولاية المزيونة: «يعد إنشاء مستشفى المزيونة المرجعي نقلة نوعية كبيرة في القطاع الصحي بمحافظة ظفار والولاية، وينتظره أبناء الولاية والنيابات والمراكز والمناطق التابعة لها، حيث كانوا في السابق يترددون على مستشفى السلطان قابوس بصلالة، ويتكبدون عناء السفر، وبُعد المسافة بين الولاية ومركز المحافظة التي تبعد حوالي ٢٧٠ كم، مشيرًا إلى أن المستشفى يحوي ٥٠ سريرًا ويوجد به كافة الأقسام والتخصصات الطبية، ووحدة غسيل الكلى، وأقسام العناية المركزة، وقسم للنساء والولادة، وقسم العظام، الأمر الذي استبشر به خيرًا أهالي الولاية».

من جهته، قال سعادة أحمد بن منشر بالحاف، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية المزيونة: «يعد مستشفى المزيونة نقلة نوعية ومهمة لتطوير الخدمات الصحية في الولاية، ومرافق هذا الصرح الشامخ المبني بأحدث أساليب الهندسة المعمارية خير شاهد على مواكبة ومواءمة وملامسة الحكومة لاحتياجاتنا في قطاع الخدمات الصحية وترجمة للتوجيهات السامية من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-».

وأكد علي بن سعد بالحاف على أن هذا المستشفى بجميع أقسامه المتطورة سيكون له مساهمة فعّالة في علاج المرضى وعدم التنقل من ولاية إلى أخرى بحثًا عن العلاج وسوف يقوم بأدواره في خدمة جميع المرضى، كما سيسهم المستشفى في تخفيف الضغط المتزايد على مستشفى السلطان قابوس بصلالة من خلال تخفيف التحويلات الطبية و استقبال الحالات من الولايات المجاورة ونياباتها.

وقال مسلم بن مبخوت زعبنوت: «يعد إنشاء مستشفى مرجعي بمركز الولاية من الخدمات الأساسية المهمة للولاية ونياباتها، وذلك بسبب النمو السكاني الذي تشهده الولاية ونياباتها حيث إن المركز الصحي في الولاية غير قادر على استيعاب النمو السكاني. كما سيسهم هذا المشروع في تفعيل المنطقة الحرة وكذلك التوسعات التي تشهدها الولاية من مرافق حكومية ومشروعات تنموية أخرى».

وأشار مرزوق بن عبدالله الحريزي إلى أن افتتاح وتشغيل المستشفى بشارة سعيدة لنا أبناء الولاية ونياباتها، حيث قرّب الخدمة والرعاية الصحية للمواطن والمقيم، وسيسهم في سهولة وإنسيابية تقديم الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن التحويلات الطبية لمستشفى السلطان قابوس بصلالة يأخذ من المرضى الجهد والعناء والتكاليف لبعد المسافة أما الآن فكل هذه الصعاب تسهلت بتشغيل هذه الصرح الطبي الكبير.

حضر حفل التدشين بمعية راعي الحفل، معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة وأصحاب المعالي والسعادة وكلاء وزارة الصحة والولاة.

مقالات مشابهة

  • رحلة الأمان إلى ربوع عُمان (2)
  • الاحتلال يعترف بمصرع وإصابة 9 من جنوده في كمين للمقاومة برفح
  • قراءة في سيرة المولد النبوي بجامع السلطان قابوس بصلالة
  • افتتاح مستشفى المزيونة بتكلفة أكثر من 15 مليون ريال
  • جلالة السلطان يعزي أمير دولة الكويت
  • جلالة السلطان ورئيس الوزراء الكندي يبحثان جوانب التعاون الثنائي بين البلدين
  • انطلاق مؤتمر سيتي سكيب مصر 2024: نهضة مصر العقارية نحو بناء مستقبل القطاع
  • تصفيات مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم تتواصل بعبري
  • جلالة السلطان يصدر عفوا ساميا
  • البطولة: الدفاع الجديدي يحقق انتصاره الأول بعد عودته إلى الدرجة الأولى