كشفت تقييمات وتحليلات لخبراء مختصين بدراسة في الشئون الإسرائيلية عن نهاية وشيكة للحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي على قطاع غزة مما تسبب في استشهاد اكثر من "23" الف من المدنيين من سكان القطاع ما يقدر بنصفهم من الأطفال والنساء .

 

ورجح الخبير في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية" سعيد عكاشة" انتهاء الحرب الإسرائيلية البشعة التي تشنها قوات الاحتلال في غزة منذ السابع من أكتوبر من العام المنصرم، خلال الأسابيع القليلة المقبلة معتبرا في دراسة تحليلية – اطلع عليها مأرب برس- انه من حيث الحسابات النظرية والمنطقية لنتائج أي حرب فإن الحرب تنتهي وفقاً لأحد احتمالات ثلاثة؛ أولها أن ينتصر طرف بشكل واضح على الطرف الآخر الذي يعترف بهزيمته ويعلن استسلامه رسمياً، والاحتمال الثاني أن يقبل الطرفان وقف الحرب دون إنهاء الصراع، وهو ما يعني الاستعداد لجولة أخرى من الحروب بينهما مستقبلاً.

أما الاحتمال الثالث ففيه يُبدي الطرفان استعدادهما لوقف القتال، والدخول في مفاوضات لأجل حل الصراع بشكل جذري، عبر معالجة أسبابه كافة، لضمان عدم تجدد الحروب بينهما مرة أخرى.

 

وأشار الخبير في الشئوت الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الى عدد من المؤشرات البارزة لقرب نهاية الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والتي تتمثل في التالي:

 

1- مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضغوطاً متزايدة من جانب الولايات المتحدة للعمل على عدم إطالة أمد الحرب، وفقاً لتقارير صحافية غربية. ويتضح وجود مثل هذه الضغوط من خلال تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بأن بلاده ستواصل حربها على حركة حماس، سواءً بدعم المجتمع الدولي أم من دونه. ومن الناحية الفعلية لن تتمكن إسرائيل من تحدي الولايات المتحدة لمدى زمني طويل، وهي تبذل جهودها من أجل إقناع واشنطن بأن الجيش الإسرائيلي على وشك القضاء على حماس.

 

2- تلقي نتنياهو اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم 10 ديسمبر الجاري، هو الأول منذ منتصف أكتوبر الماضي. وحسب البيان الصادر من مكتب نتنياهو فإن بوتين أعلن رفضه العنف ضد المدنيين على الجانبين (إدانة غير مباشرة لهجوم حماس في السابع من أكتوبر)..وحسب البيان نفسه فقد جاء الاتصال من جانب بوتين، ما يعني أن روسيا ربما تتحسب (وفقاً لتقارير استخباراتها) لقرب انتهاء الحرب، وتريد إصلاح العلاقات مع إسرائيل لضمان دور ما في تسويات ما بعد الحرب.

 

3- حث الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نتنياهو على إجراء تغيير وزاري في ائتلافه الحاكم لإخراج الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، زعيمي حزب “الصهيونية الدينية” وحزب “القوة اليهودية” الرافضين لحل الدولتين. وهذا قد يعني أن واشنطن تخطط لوقف حرب غزة، والسعي لفرض مفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تستبعد حماس كقوة عسكرية، وتوافق على تجريدها من السلاح، لكنها لا تستبعدها سياسياً وتحاول إدماجها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية، تمهيداً لتطبيق حل الدولتين.

 

4- إشارة تقارير عديدة إلى أن إسرائيل بدأت تنفيذ خططها لإغراق الأنفاق التي تختبئ فيها قوات حماس في غزة، للإسراع في عملية القضاء على الحركة. وإذا ما تمكنت تل أبيب من إنجاز المهمة خلال الأيام المقبلة فإن الوضع التفاوضي المُحتمل أن تفرضه الولايات المتحدة على إسرائيل والسلطة الفلسطينية (التي ستندمج فيها حماس سياسياً) سيكون أفضل بالنسبة لتل أبيب. بل ربما إذا ما أدى هذا الضغط إلى استسلام رسمي من جانب مقاتلي حماس، وهذا أمر غير مرجح حدوثه، فإن ذلك سيمنح إسرائيل الفرصة لمقاومة الضغوط الأمريكية لتطبيق حل الدولتين.

 

5- تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في 14 ديسمبر الجاري، بأن أي حل يستبعد حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة لن يكون إلا محض وهم كبير؛ وهو تصريح يعبر ربما عن اطلاعه على الخطة الأمريكية التي قد تنفذ قريباً لمعالجة أوضاع ما بعد الحرب، وهي الخطة التي ذكرنا سابقاً أنها تقوم على تصفية الوجود العسكري لحماس وحلفائها من منظمات المقاومة، مع إدماجها في السلطة الفلسطينية دون أن يكون لها قرار سياسي مستقل داخلها.

 

من جهة اخري توقع المحلل العسكري الإسرائيلي البارز "عاموس هارئيل" إنهاء إسرائيل الحرب على غزة خلال سقف زمني لايتجاوز أسبوعين معتبرا أن إسرائيل لم تحقق أهدافها

 

وقدم "هارئيل" في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية شرحًا للوضع الميداني داخل غزة والصعوبات والمعوقات التي تحول دون تحقيق أهداف إسرائيل المعلنة من الحرب وخاصةً القضاء كليا على قوة "حماس" العسكرية مشيرا الى أنه "رغم الخسائر الفادحة في صفوف قوات الاحتلال فإن القتال يستمر ببطء وحذر ولا توجد مؤشرات على أن حماس قريبة من الانهيار".

 

ولفت المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أنه "في كل يوم يتم نشر صور لأحدث القتلى من قوات الجيش الإسرائيلي، ومعظمهم من جنود الاحتياط، الذين لقوا مصرعهم في القتال في قطاع غزة لكن مع تقدم المناورة البرية، تتواصل الخسائر على قدم وساق، ولا تزال مقاومة حماس شرسة في بعض المناطق".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي: عملية الشجاعية لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله إن العملية العسكرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة تهدف لمنع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تنظيم صفوفها هناك.

وأضاف المسؤول أن حماس تهاجم جنود الجيش الإسرائيلي من فوق الأرض وتحتها، وفق تعبيره.

وقالت الصحيفة إن المعارك في الشجاعية أظهرت مدى الصعوبة التي باتت إسرائيل تواجهها في تحقيق أحد أهدافها المعلنة من الحرب، وهو القضاء على حماس في قطاع غزة.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن حماس تمكنت من إعادة تأهيل نفسها عسكريا وماليا في الشجاعية بعد العملية السابقة للجيش الإسرائيلي في المنطقة.

وفي الفترة الأخيرة، تغيرت نبرة عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين بشأن واقعية هدف تدمير حماس ومقدراتها.

فقد قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في 19 يونيو/حزيران الماضي إن الحديث عن تدمير حماس "ذر للرماد، وطالما لم تجد الحكومة بديلا لحماس فالحركة ستبقى، قبل أن يسارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للرد على ذلك.

ولفت هاغاري -في مقابلة مع القناة الـ13 الإسرائيلية- إلى أن حماس فكرة وحزب، وأنها مغروسة في قلوب الناس، ومن يعتقد أن بإمكاننا إخفاءها فهو مخطئ، وأكمل قائلا "هي فكرة لا يمكن القضاء عليها، فالإخوان المسلمون موجودون في المنطقة".

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن رئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت قوله إن حركة حماس "فكرة ستقاتلها إسرائيل لسنوات عديدة قادمة".

وأضاف الوزير السابق في مجلس الحرب -الذي حله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد استقالة بيني غانتس وآيزنكوت- أنه "لا يمكننا أن نعد بتحقيق نصر قريب على حماس ثم نلوم الجيش على عدم إنجاز ذلك"، مشددا على أن هدف الحرب ليس إنهاء حماس تماما، بل تدمير قدراتها العسكرية والحكومية.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: ضوء أخضر للانتقال للمرحلة الأخيرة من الحرب على غزة
  • إعلام إسرائيلي يتوقع نهاية الحرب في صورتها الحالية خلال 10 أيام
  • سموتريتش: مستوطنة جديدة مقابل كل اعتراف بالدولة الفلسطينية
  • مسؤول إسرائيلي: عملية الشجاعية لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها
  • خلال 10 أيام.. إعلام إسرائيلي يشير إلى نهاية الحرب بصورتها الحالية
  • إعلام إسرائيلي: نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أيام
  • إعلام إسرائيلي يكشف نهاية الحرب خلال 10 أيام... ماذا عن جبهة لبنان؟
  • بعد شهور من العدوان الجوي والبري.. «فورين أفيرز»: المقاومة الفلسطينية «قوية» وانتصار إسرائيل «يَبْتعد»!
  • رويترز: إسرائيل تمدد فترة سماح تتيح التعاون بين البنوك الإسرائيلية والفلسطينية
  • هذه آخر دراسة إسرائيليّة عن حرب لبنان.. كيف وصفتها؟