الإصدارات العمانية شاهد على التحولات ونافذة لفهم العالم
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
في ظل تطور الحركة الثقافية والأدبية في سلطنة عمان، تشهد الإصدارات الأدبية والثقافية العمانية تحولات ملموسة تضفي على المشهد الثقافي نسمات جديدة. ولأن الأدب يعكس الهوية والثقافة والتطور الاجتماعي في البلدان، كانت الإصدارات العمانية منبرًا لتعزيز هذه القيم. فاستعرضت هذه الإصدارات الجديدة تنوعًا وغنى في المواضيع والأساليب والرؤى، ومثلت نافذة متجددة لفهم العالم والانغماس في تجارب جديدة.
وباعتبارها نافذة لتصدير المعرفة تركّز مكتبة قراء المعرفة على الإصدارات العمانية، وتتتبع وترصد حركة رواجها والإقبال عليها من قبل القارئ العماني على مدار العام، فكان الأدب أكثر الأنواع طلبا، ولم يقتصر ذلك على كتب العام بل على كتب أُصدرت قبله لكنها ترشحت لجوائز أو فازت بها، وعلى سبيل المثال لا الحصر: رواية «لا يذكرون في مجاز» للكاتبة هدى حمد والتي ترشحت للقائمة الطويلة للدورة ١٨ من جائزة الشيخ زايد للكتاب، ورواية «الحرب» للكاتب والإعلامي محمد اليحيائي وهي الرواية الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية، والمجموعة القصصية «وقت قصير للهلع» للكاتب يحيى سلام والتي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة، ورواية «فومبي» للكاتبة والشاعرة بدرية البدرية والتي وصلت للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، وعناوين أخرى منها رواية «مسكد» لطارق المنذري، و«السحر الأزرق: صيد في بحر عمان» لأحمد بن ناصر وهو كتاب رحلات، إلى جانب كتب ثقافية فكرية منها: «العلماء والسلطة في عمان» لناصر السعدي، و«تجارة الهنود البانيان» للدكتور إسماعيل العجمي، و«فقه التطرف» لبدر العبري، و«نظام الحكم في عمان» لمحمد اليحيائي.
من جانب آخر أسهم النادي الثقافي العماني خلال عام ٢٠٢٣ في جمع وتحقيق وتحرير عدد من الكتب المهمة منها كتاب: «ثالث القمرين في الأدب والدين» تحقيق سند بن حمد المحرزي وموسى بن حمد البهلاني وإشراف الشيخ هلال السيابي، و«رسائل الشيخ الحباسي» تحقيق وتحرير إبراهيم الحجري وأحمد الحجري، وفي الشعر أصدر النادي المجموعة الشعرية للشيخ الأديب إبراهيم بن سالم العبيداني الصحاري، إعداد وجمع عبدالمنعم بن عيسى السدراني، وديوان صدى السنين لهلال بن محمد البهلاني، إلى جانب قراءة في كتاب الشعر العماني المسكني للشيخ الشاعر الأديب سعيد بن مسلم بن سالم الجابري المجيزي السمائلي من إعداد وجمع الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية.
وفي الكتب الفكرية أصدر النادي كتاب «القضاء في عمان منذ دخولها الإسلام حتى أواخر القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي» للدكتورة خلود الخاطرية، وكتاب «بيت الحكمة والنشاط العلمي لعلماء آسيا الوسطى في بغداد» ترجمة الدكتور كامل جان رحيموف وتحرير الدكتور محمد بن سالم الحارثي، كما أصدر النادي عددا من الروايات منها: رواية «جابر الوصية الأخيرة» للدكتور سعيد السيابي ورواية «السرداب» للدكتور خالد الكندي، ورواية «باشي فلورا» للدكتورة جميلة الهنائية، كما أصدر النادي كتاب «عمانيون في مجلة صوت البحرين 1951-1954» للدكتور حسن مدن.
أما الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، فقد قدمت العام الماضي (49) إصدارًا جديدًا تعدد كُتّابها، وتنوعت موضوعاتها بين الشعر والنثر والنقد، والتاريخ العُماني، والرحلات والمسرح والسينما وأدب الأطفال، ففي الدراسات الأدبية ترصد الباحثة أمل بنت سيف الخنصورية «الأوضاع الصحية في عُمان (1888-1975)»، وتقدم الباحثة عفاف بنت خميس البلوشية دراسة عن «سالم بن حمود السيابي: مصادره ومروياته ومنهجيته في كتابة تاريخ عُمان الإسلامي»، فيما تستعرض الدكتورة فايزة بنت محمد الغيلانية «السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث في عُمان والخليج»، كما يرصد الباحث سيف بن سالم المسكري «مصادر دراسة النحو الكوفي»، إلى جانب كتاب للدكتورة عائشة الدرمكية بعنوان «فِكر النص وهواه.. دراسات في سيميائيات النص الروائي».
ومن الدراسات التي أصدرتها الجمعية، دراسة للباحث صالح بن عبدالله الصلتي بعنوان «حجاجيّة الاستفهام في كتاب مصرع الإلحاد للشيخ أحمد الخليلي»، ودراسة أخرى للباحث محمود بن محمد الذهلي بعنوان «الأدبُ العُماني حتى نهاية الدولة الأموية 132هـ»، فيما تقدم الكاتبة لينا بنت زاهر الخصيبية دراسة عن «الخطاب الشعري الساخر في الدراسات العربية الحديثة»، ويبحث الدكتور ناصر الحسني في «أدب الخيال العلمي»، ويقدم الدكتور محمود محمد الجبارات «دراسات في تاريخ سلطنة عُمان المعاصر»، وعرج الدكتور خالد بن علي المعمري على «الرواية النسوية في عُمان (1999 - 2016)».
ومن ضمن إصدارات الجمعية في مجال الدراسات، دراسة بعنوان «فضاءاتُ الأدب العُماني الحديث.. أبحاث وقراءات ومراجعات للدكتور فليح مضحي أحمد السامرائي»، و«سيميائيّة المكان في الرواية العُمانية لدى الروائي علي المعمري» للكاتب محمد بن علي الهنائي، و«دراسات في المصطلح العُماني» للدكتور محمود بن سليمان الريامي، و«قلهات.. الجوهرة المفقودة»، للدكتور حميد بن سيف النوفلي، و«الحياة الاقتصادية والاجتماعية بعُمان في عهد اليعاربة» للدكتور طالب بن سيف الخضوري، و«التَّناصُّ في مسرحيَّات آمنة الربيع» للمسرحي محمد خلفان، و«التعاليات النصية في القصة القصيرة جدًّا في مجموعتي -ظلال العزلة- وموج خارج البحر» للكاتبة غنية بنت علي الشبيبية، و«صائِغُ الكلام.. بحث في المسيرة الأدبية لابن رشيق» للباحثة فوزية بنت سيف الفهديّة.
وفي مجال الحوارات، أصدرت الجمعية كتاب «حوارات فكرية في التاريخ والتصوّف والحريات مع سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي» أعدّه الكاتب مروان بن محسن الذهلي، وكتاب «من مسافة قريبة» للكاتب والإعلامي سليمان المعمري، وهو عبارة عن حوارات مع عدد من الأدباء والمفكرين العرب. أما في أدب الرحلات، فنشرت الجمعية كتاب «رحلة بتوقيت نيويورك» للكاتب بدر بن ناصر الوهيبي، وكتاب «إتْحَاف الخِلّان برحلات سليمان» أعدّه الدكتور خالد بن سليمان الكندي.
وفي الإصدارات الإبداعية في مجال الرواية أصدرت الجمعية روايتين، هما: «ذاكرة ورق» للروائية رحمة المغيزوية، و«مملكة الصعاب» للكاتب سعيد بن سليم الصلتي. وفي مجال القصة، أصدرت للكاتب أحمد الرحبي مجموعة «وليمة النمل». وفي المسرح أصدرت الجمعية المجموعة الثانية من مسرحيات «من ظِلال البيت الكبير»، وتحتوي على ثلاث مسرحيات من تأليف: عماد وعلي وهيثم الشنفري، ومجموعة «ثورة الفراشات»، للكاتبة جلنار زين. أما المجموعات الشعرية، فكانت: «أجمل الأيام» للشاعر الراحل علي بن شنين الكحالي، و«سدرة المعنى» للشاعر طلال الزعابي، و«سيرة الطائر» للشاعر وسام العاني، و«الطريق إلى بيت أمي» للكاتب محمد الحضرمي، و«غربة في فنجان النادل» للشاعر سالم الهاشمي، و«القارب الذي نسي البحر» للشاعر عبدالله الكعبي، و«ننام ويحرسنا ليل أمس» للشاعر عبدالرزاق الربيعي، وفي الشعر الشعبي «رسائل وجدانية» للشاعر سعيد بن خاطر الصلتي.
كما أصدرت الجمعية كتاب «حيث الليل أكثر من غياب الشمس - قراءات سينمائية» للكاتب عبدالله حبيب و«ظلٌّ يسقط على الجدار» ويحوي مجموعة من المقالات في مجالات حياتية وإبداعية متنوعة للكاتبة منى حبراس، وكتاب «المعنى الروحي للأدب» للكاتب وليد الشعيلي، ويضم مجموعة من المقالات والتأملات. وفي مجال الفكر أصدرت الجمعية كتاب «لاهوت الرّحمة في ضوء الفردانيّة جدليّة الأنسنة والهويّة والظّرفيّة» للكاتب بدر العبري، كما تصدر له الطبعة الثانية من كتابه الفكري «فقه التطرف».
وفي مجال أدب الأطفال والناشئة أصدرت الجمعية كتاب «فتى المانجو» للكاتبة إمامة اللواتية، وكتاب «تحكي عُمان مع يونسكومان» للدكتور عامر العيسري.
وتساهم دُور النشر العمانية بإصداراتها المتنوعة من الكتب المترجمة التي ترجمها عمانيون وكتب الكتّاب العمانيين، فأصدرت دار نثر مجموعة من الكتب الأدبية والمترجمة منها: «جذور معتمة» للكاتب والشاعر سماء عيسى، ودريشة وحكاية غرفة (قصص قصيرة) للكاتب خليفة بن سلطان العبري، وكتاب «كيف تعلمت الكتابة» لمكسيم غوركي ومن ترجمة أحمد الرحبي، وكتاب «رحلة شاه إيران» إلى إمارة عربستان من ترجمة أحمد موسى، وفي أدب الرحلات كتاب «عين وجناح» للكاتب محمد الحارثي، و«صالح للعيش» قصص قصيرة لمحمد جمعة غنيم، والرواية المترجمة «سلحفاة عمان» لنعومي شهاب ناي من ترجمة فاطمة خميس، وكتاب «كتابة القصة القصيرة» لـتشارلز ريموند بارت وترجمة فاطمة خميس، وكتاب الرحلات «التسكع على حواف الخارطة» لمحمد الحراصي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الع مانی وفی مجال فی مجال بن سالم
إقرأ أيضاً:
لبنان محيّد بإنتظار التحولات السورية
من الواضح ان الحكم الجديد في سوريا يسعى لتكريس نظامه الجديد ويعمل على التعامل بمنطق الدولة لا بمنطق الثورة او التمرد، وهذا واضح بشكل كبير بالرغم من التجاوزات التي تحصل في الداخل السوري، اذ ان النظام الجديد يرغب بالحصول على الاعتراف الدولي ويعمل على القطع النهائي مع المرحلة السابقة، وهذا ما تثبته تصريحات أحمد الشرع المتكررة.
حتى ان العداء مع "حزب الله" يتم تهذيبه، ليتجاوز فكرة الصروح الدينية والمقامات وليكون معزولاً عن لبنان، اي ان العلاقة مع لبنان ليست مرتبطة بالعداء مع الحزب، وسوريا الجديدة ليست في وارد اي خلاف او حرب او معارك حدودية مع لبنان ولا مع العراق، وعليه فإنه على المدى القصير يبدو ان العلاقة قد تعود الى طبيعتها بين سوريا ولبنان والحدود ستفتح وقد يكون المكون الشيعي احد اكثر المتجهين الى الشام لاعتبارات دينية من دون اي عوائق وهذا نا تعمل عليه الدولة الجديدة التي تحتاج الى السياحة الدينية كجزء من مسار اعادة تعويم الاقتصاد.
على المقلب الاخر، وبالرغم من الخروقات الكبيرة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي يبدو القرار حاسماً، بعكس كل ما يتم تسريبه، بأن تتوقف الاعتداءات بعد انتهاء الايام الستين، وهذا ما سيساعد عليه اداء الحزب المنضبط اولاً وانتخاب رئيس جديد ثانياً، وعليه فإن الاستقرار في لبنان سيكون انعكاساً لقرار اميركي عميق بضرورة الذهاب نحو استقرار شامل في الشرق الاوسط اقله لعقدين من الزمن.
ترى المصادر ان هذا القرار يتوقف ايضا على الواقع السوري، فالفوضى في سوريا ستؤثر حتما على لبنان وان كان تأثيرها في ظل القرار الدولي الحالي لن يكون كبيرا، لكن الاهم هو موقف دول الخليج مما حصل في دمشق، فاذا قررت السعودية والامارات عدم ترك الامور لتركيا فهذا يعني اولاً استثمارا سياسيا وماليا كبيرا في لبنان لضمان عدم تسرب الحيثية السنية بإتجاهات تركية سورية.
وثانيا سيجد الخليج نفسه متحالفا بشكل تلقائي مع ايران والعراق من اجل الحد من قدرة تركيا على الاستثمار الدائم والمستدام في الساحة السورية، وكل ذلك سيؤدي وسيصب في مصلحة لبنان واستقراره السياسي والامني الذي سيدوم لفترة طويلة من الزمن خصوصا اذا استمرت السياسة الاميركية على اولوياتها الحالية وذهب الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب نحو اعادة تحجيم الدور التركي كما فعل في ولايته الاولى. المصدر: خاص "لبنان 24"