السياح يتدفقون على روما رغم "أجواء الحر الأشد من إفريقيا
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
تواصل درجات الحرارة الارتفاع الأحد في إيطاليا قبل القيظ المتوقع اعتبارا من الثلاثاء، لكن “الأجواء الأشد حرا من إفريقيا” لم تردع السياح الذين تدفقوا على الشواطئ والمتاحف والمواقع الأثرية.
وضعت 16 مدينة إيطالية كبرى في حال تأهب حمراء من موجة الحر الأحد، من بينها بولونيا وفلورنسا وروما وكالياري في سردينيا وباليرمو وكاتانيا في صقلية، مع وصول الحرارة إلى 35/36 درجة في الظل، لكن الحرارة المحسوسة تقارب أربعين درجة.
بلغت الحرارة في روما 34 درجة في الساعة الأولى والنصف بعد الظهر (11,30 ت غ).
في حديقة الحيوانات بالعاصمة، بدأ العمال بإطعام الحيوانات فاكهة مجمدة لإنعاشها: فرس النهر يلتهم البطيخ، وليمور كثيف الفرو يلعق أيضا فاكهة تروي العطش.
وفي الفاتيكان، تتحدى حشود الحجاج والسياح موجة الحر يوميا لدخول المتاحف المرموقة في الدولة-المدينة.
بلغ عددهم 15 ألفا، وفق قوات الدرك في الفاتيكان، وقد تجمعوا صباح الأحد في ساحة القديس بطرس للاستماع إلى البابا فرنسيس عند الظهر وهو يتلو صلاة التبشير الملائكي من شرفته.
تسلح المؤمنون بقبعات ومظلات، كما أقبلوا على شراء قوارير المياه من الباعة الجوالين، لكن الوضع أصعب بالنسبة للرهبان الذين يلبسون زيهم الأسود.
يؤكد القس فرنسوا مبيمبا (29 عاما) القادم من أبرشية كينجي قرب كينشاسا، أن “التكي ف صعب، فالجو أشد حرا من إفريقيا، في جمهورية الكونغو الديموقراطية”.
ويضيف “يستمر هذا الحر حتى الليل، نعاني صعوبة في النوم. ونحن الذين نرتدي ملابس سوداء، نتعرق كأننا في الجحيم”.
بدورها، تقول البرازيلية ليلو دا كوستا روزا (48 عاما) القادمة من مدينة ليون الفرنسية، “أعاني حقا جراء الحر. اشتريت مروحة صغيرة ومظلة وقوارير مياه”.
وتتابع “طوابير الانتظار طويلة جدا، والبقاء في الشمس لمدة 35 دقيقة عند 35 درجة صعب. سنقوم بذلك في نهاية اليوم، سيكون الجو أكثر اعتدالا”.
يبدو الزوجان اللبنانيان الياس وكارول أقل تأثرا، فالجو حار أيضا في بلدهما في هذا الوقت من العام.
تقول كارول “درجة الحرارة مماثلة تقريبا، وضعنا المزيد من كريم الوقاية من الشمس، ونشرب المزيد من الماء”.
وتضيف الممرضة البالغة 36 عاما “لم نعتقد أن الحرارة ستكون 42 أو 43 درجة (كما هو متوقع الثلاثاء في روما) لكننا رأينا على غوغل أن الجو سيكون حارا”.
في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الواقعة على بعد حوالى 145 كيلومترا من الساحل التونسي والتي يصل إليها آلاف المهاجرين كل عام، تولى الصليب الأحمر “توسيع المناطق المظللة بنصب مزيد من الخيم”، وفق ما أفادت متحدثة باسم المنظمة غير الحكومية وكالة فرانس برس.
في العام الماضي، وصل إليها أكثر من 46 ألف شخص من إجمالي 105 آلاف مهاجر غير نظامي وفدوا إلى إيطاليا، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
من جانبه، حذر مركز الأرصاد الجوية الإيطالي من “موجة حر هي الأكثر شدة هذا الصيف، وواحدة من أشد موجات الحر على الإطلاق”.
في روما التي سمتها الصحافة “المدينة الجهنمية”، قد تصل الحرارة إلى 40 درجة الاثنين، ثم 42 أو 43 درجة الثلاثاء، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 40,5 درجة والمسجل في العاصمة في غشت 2007.
لكن يتوقع أن تكون درجات الحرارة أشد في جزيرة سردينيا، ويمكن أن تتجاوز الرقم القياسي البالغ 48,8 درجة المسجل في 11 آب/أغسطس 2021، وهو الأعلى على الإطلاق في أوروبا.
وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مؤخرا أن الحرارة هي أحد أكثر الأحداث الجوية فتكا.
وفي الصيف الماضي، تسبب القيظ في وفاة أكثر من 60 ألف شخص في أوروبا وحدها، وفق دراسة حديثة.
كلمات دلالية ارتفاع درجات الحرارة افريقيا ايطاليا بمنظمة الصحة العالميةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة افريقيا ايطاليا
إقرأ أيضاً:
مدينة صينية تحطم رقماً قياسياً في درجات الحرارة.. ما القصة؟
على مشارف الدخول موسم الشتاء، لا تزال واحدة من أكبر المدن الصينية رسمياً في فصل الصيف، لأن درجات حرارة الأجواء تحلق خارج معدلاتها الموسمية، محطمة الرقم القياسي لأعلى درجة حرارة سجلت منذ 30 عاماً.
وفيما تُعرف مدينة غوانغتشو في جنوب الصين بأجوائها الحارّة والرطبة صيفاً، أعلنت "خدمة الأرصاد الجوية المحلية" بمقاطعة غوانغدونغ، التي تقع المدينة في نطاقها عن تسجيل 235 يوماً صيفياً، متجاوزة موسم عام 1994 الذي امتد 234 يوماً.
وشرحت الأرصاد أن تغيير الفصول في الصين يرتبط بدرجة الحرارة وليس تاريخ التقويم، لذلك يبدأ موسم الخريف عندما يكون متوسط درجة الحرارة لمدة 5 أيام متواصلة أقل من 22 درجة مئوية.
يُسجل هذا الرقم عادة في الفترة التي تنطلق من 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن من المتوقع أن تظل درجات الحرارة عند مستويات الصيف حتى ما بعد 18 نوفمبر (تشرين الثاني) على الأقل، فيما بدأ الصيف في 23 مارس (آذار) الماضي، وفقاً للأرصاد.
ضغط جوي سيبيري مرتفع
من جهته، ذكر كبير مهندسي "مركز غوانغتشو للمناخ والأرصاد الجوية" آي هوي أن سبب الصيف الطويل هو الضغط المرتفع في منطقة سيبيريا الصحراوية الباردة والقارسة.
تضم منطقة سيبيريا مجموعة ضخمة من الكتل الهوائية الجافة الباردة، وتؤثر على أنماط الطقس في نصف الكرة الشمالي، لكنها كانت ضعيفة بشكل غير عادي هذا العام، وهذا يعني هبوب رياح أقل برودة غوانغتشو هذا العام.
وفيما يبلغ متوسط درجة الحرارة في المدينة حالياً 24.9 درجة مئوية، أي أعلى بمقدار 1.2 درجة مئوية من المتوسطات التاريخية، لكن في أبريل (نيسان) الماضي، ضرب إعصار المدينة وأسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات، إضافة إلى فيضانات شديدة.
ظواهر جوية أكثر تطرّفاً
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان"، اليوم الجمعة، ذكرت أن الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت تزداد شيوعاً في جميع أنحاء الصين في السنوات الأخيرة، حيث تسبب الجفاف والفيضانات وموجات الحر في الضغط على البنية التحتية، وخاصة شبكات الكهرباء.
واستعادت حادثة انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق كثيرة في الصين من بينها غوانغتشو عام 2022، بسبب موجة حر شديدة ضربت البلاد، واضطر السكان حينها إلى تشغيل المكيفات بأقصى مستويات في محاولة للبقاء على الأجواء باردة.
ومنذ ذلك الحين، أصبح قادة الصين قلقين للغاية بشأن أمن الطاقة، الذي يشعر المحللون بالقلق من أنه يبطئ عملية فطام البلاد عن الفحم.