ممنوعون من التجارة والتعليم والتوظيف.. المسلمون في الهند يشتكون التمييز
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
كشفت منظمة "العدالة للجميع" بشيكاغو الأمريكية، عن تعرض المسلمين في الهند للتميز في التعليم والعمل، ويُنظر إليهم على أنهم دون الهندوس، مما يجعل حياتهم تزيد صعوبةً كل يوم.
وقال رئيس المنظمة عبد الملك مجاهد، في حديثه لوكالة "الأناضول" إن: "المسلمين الذين يكملون تعليمهم بدرجات عالية لا يمكنهم العثور على عمل ويتم توظيفهم في وظائف لا تتطلب تعليماً إلزامياً".
وأضاف: "هناك فرق بنسبة 15 بالمئة تقريبا بين مستوى تعليم المسلمين ومستوى تعليم الهندوس"؛ متابعا: "يتعرض المسلمون للتمييز في التعليم والتوظيف ويتخلفون عن الهندوس والتمييز ضد المسلمين في الهند يجعل حياة المسلمين أكثر صعوبة يوما بعد يوم".
تحيز ضد الأطفال المسلمين والفتيات المحجبات
وأكد أن "الفتيات المحجبات لا تستطعن الذهاب إلى المدرسة، وما يقرب من 100 ألف فتاة مسلمة لم تتمكن من الدراسة لعدة سنوات لهذا السبب".
وذكر أن الدستور الهندي ينص على حرية الدين، لكن القانون لا يعتبر الحجاب جزءا من الإسلام، مردفا بأن: "المسلمين في الهند يتعرضون للتمييز ليس فقط في مجال التعليم، ولكن أيضاً في المناهج الدراسية".
وتابع: "إنهم يحاولون القضاء على التراث الإسلامي. حيث إن كتب المرحلة الإعدادية تحتوي على نصوص مثل (أولئك الذين يأكلون لحوم البقر هم كاذبون، غشاشون ويسيئون المعاملة)".
وذكر مجاهد بأن "الكتب المدرسية في الهند تصف الناس غير النباتيين على أنهم يؤمنون بكل الأشياء السيئة في العالم".
تضييق على التجار المسلمين
واستطرد: "يشكل المسلمون ما يقرب من 15 بالمئة من سكان الهند، ولكن 1 بالمئة فقط منهم يشاركون في الحياة التجارية"، لافتا إلى تراجع صناعة اللحوم والجلود على إثر منع استخدام الأبقار إلا للأغراض الزراعية ما تسبب في بطالة كثيرة للمسلمين".
وقال رئيس منظمة "العدالة للجميع" إن "السلطات في الهند أغلقت 50 ألف محل جزارة في ولاية واحدة فقط، بالإضافة إلى أن الهندوس في البلاد يصوّرون الذبح الحلال على أنه "تعذيب للحيوانات"، فضلا عن الدعوات لمقاطعة رجال الأعمال المسلمين ومحاولات إثارة الرأي العام ضد الأغنياء المسلمين.
و"الإثنين الماضي، ألغت المحكمة العليا الهندية، وهي أعلى محكمة في البلاد، قرار إخلاء سبيل 11 مدانا في قضية اغتصاب جماعي وأمرت بإعادتهم إلى السجن".
وأدين الرجال باغتصاب بيلكيس بانون، التي كانت حاملا وقتها، في ولاية غوجارات (غربا) في العام 2002، خلال أعمال شغب اندلعت بعد مقتل 59 حاجا هندوسيا بحريق قطار نُسب زورا إلى مسلمين، وصنّفت الأسوأ منذ استقلال البلاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الهند الهند المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الهند
إقرأ أيضاً:
حصارُ غزوة الخندق وغزة: دروسٌ من التاريخ تتجدد في الحاضر
شاهر عمير
تظل غزوة الخندق رمزًا خالدًا في تاريخ الإسلام، فقد جسدت قوة الصمود والإيمان العميق بالله أمام تحالفات معادية اجتمعت للقضاء على المسلمين في المدينة المنورة. ففي تلك المعركة، تحالفت قريش وغطفان واليهود من مختلف القبائل ليشكلوا جيشًا ضخمًا من عشرة آلاف مقاتل، وأحاطوا بالمدينة من كُـلّ الجهات. واجه المسلمون موقفًا شديد الصعوبة، ولكن بإيمانهم الراسخ، وتوجيه النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومشورة الصحابي سلمان الفارسي، اعتمدوا على حفر الخندق كاستراتيجية دفاعية لم تُعرف من قبل في الجزيرة العربية.
وصف الله تعالى ذلك الموقف العصيب بقوله: “إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا”. تجسد الآية حال الخوف والقلق الذي مر به المسلمون؛ فقد بلغت القلوب الحناجر، وارتبكت الأبصار تحت وطأة الرعب من جيشٍ عظيم يفوقهم عدة وعتادًا. لكن مع ذلك، صبر المسلمون، وواجهوا الحصار بإيمان وثبات حتى كتب الله لهم النصر بفضل عزيمتهم وتوكلهم.
واليوم، يشهد التاريخ أحداثًا مشابهة من حَيثُ الحصار والتحالفات المعادية، حَيثُ يتكرّر هذا المشهد في غزة المحاصرة منذ سنوات، بظروف تذكرنا بغزوة الخندق. فالتحالفات الدولية والإقليمية تدعم الاحتلال الإسرائيلي في تضييق الخناق على غزة، ليحرم سكان القطاع من حقوقهم الأَسَاسية ويعيشوا تحت حصار خانق. وعلى الرغم من القصف والتجويع، يثبت الفلسطينيون في غزة، متمسكين بحقهم في المقاومة والحرية، تمامًا كما ثبت المسلمون في المدينة، حَيثُ اعتمدوا على أنفسهم ووضعوا ثقتهم في الله.
وكما واجه المسلمون التحالفات التي سعت لتدميرهم في المدينة المنورة، نجد اليوم أن الشعب الفلسطيني يواجه تحالفات عدة تساند الاحتلال وتضغط عليهم، وفي نفس السياق، نجد ما يجري في اليمن ولبنان، حَيثُ تستهدف قوى مختلفة صمود الشعوب الحرة التي ترفض الخضوع وتصر على حقها في العيش بكرامة.
إن دروس غزوة الخندق تُعلمنا أن الانتصار لا يعتمد فقط على العدد أَو القوة المادية، بل على الإيمان والصبر والوحدة. فالتاريخ يعيد نفسه، ويذكرنا بأن الشعوب التي تمتلك إيمانًا قويًّا وتتحلى بالصبر تستطيع الصمود أمام أعتى التحالفات وأقسى الظروف.
ومهما اشتدت الظروف، فَــإنَّ غزة، على غرار غزوة الخندق، تظل رمزًا للمقاومة والصمود، لتعلم العالم أن الشعوب الحرة، حتى وإن حوصرت، تمتلك من القوة والإيمان؛ ما يجعلها عصية على الانكسار.