الحوثيون يستهدفون سفينة أميركية في الهجوم الأكبر بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
أعلنت جماعة الحوثي في اليمن استهداف سفينة أميركية تقدم الدعم لإسرائيل، وذلك بعد أن أعلنت وزارتا الدفاع الأميركية والبريطانية أنها تصدت الليلة الماضية لما وصفته بأكبر هجوم حوثي في البحر الأحمر.
وفي بيان على منصة "أكس"، اليوم الأربعاء، قال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إن القوات البحرية وسلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية التابعة للجماعة نفّذت عملية عسكرية مشتركة بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والبحرية والطائرات المسيرة، استهدفت سفينة أميركية "كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني".
وأوضح أن العملية جاءت ردا أوليا على ما وصفه "بالاعتداء الغادر" الذي تعرضت له القوات البحرية التابعة للحوثيين يوم الأحد الماضي من قِبل مَن وصفها "بقوات العدو الأميركي".
وأضاف البيان أن "القوات المسلحة اليمنية مستمرة في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى مواني فلسطين المحتلة من الملاحة في البحرين العربي والأحمر، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة"، إلا أنه أكد في الوقت نفسه الحرص استمرار الملاحة في البحر الأحمر إلى الوجهات كافة، عدا المواني الإسرائيلية.
ولم يصدر عن وزارة الدفاع الأميركية تعليق فوري على إعلان الحوثيين استهداف السفينة الأميركية.
بيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: : { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ } صدق الله العظيم
بعونِ اللهِ تعالىِ نفذتِ القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ في… pic.twitter.com/IujsvS3fV5
— العميد يحيى سريع (@army21ye) January 10, 2024
الهجوم "الأكبر"
في السياق نفسه، أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس اليوم أن الهجوم الذي تصدت له القوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر مساء أمس الثلاثاء كان "الأكبر" الذي ينفّذه الحوثيون في اليمن، على خلفية الحرب على قطاع غزة.
وأوضح الوزير عبر منصة "أكس" أن قوات البلدين "تصدّت لأكبر هجوم حتى الآن من الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر".
ولفت شابس إلى أن السفينة الحربية "إتش إم إس دايموند" التابعة للبحرية الملكية البريطانية التي شاركت في التصدي للهجوم الحوثي ربما جرى استهدافها أيضا.
وجدد الوزير البريطاني تأكيده أن المملكة المتحدة وحلفاءها تعدّان هذه الهجمات "غير قانونية وغير مقبولة على الإطلاق"، وهدد منفذيها قائلا "إذا استمرّت (هذه الهجمات) فإن الحوثيين سيتحملون العواقب، سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أرواح الأبرياء والاقتصاد العالمي".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أعلنت أن القوات الأميركية والبريطانية أسقطت 18 طائرة مسيّرة مفخّخة وصاروخين مجنّحين وصاروخا بالستيا أطلقها الحوثيون باتجاه مسارات شحن دولية في جنوب البحر الأحمر مساء الثلاثاء.
الحوثيون سيطروا على سفينة وهاجموا العديد من السفن الأخرى قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل (الأناضول) تهديدات متبادلةويأتي الهجوم الكبير بعد أسبوع من التحذير الذي وجهته 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة للحوثيين من أنهم سيواجهون عواقب إذا لم يوقفوا استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية للتجارة العالمية.
ويؤكد الحوثيون أنهم يستهدفون حصرا السفن المرتبطة بإسرائيل، وذلك في إطار مساندة الفلسطينيين في غزة على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوقفت شركات شحن مختلفة عملياتها في البحر الأحمر، وحوّلتها بدلا من ذلك إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.
وقال مراسل الجزيرة إن مجلس الأمن الدولي سيصوت اليوم الأربعاء على مشروع قرار أميركي يدين هجمات الحوثيين على السفن التجارية.
وأوضح المراسل أن مشروع القرار يطالب الحوثيين بالوقف الفوري لجميع الهجمات التي تعرقل التجارة العالمية، ويشير إلى حق الدول الأعضاء في الدفاع عن سفنها من الهجمات، ويحث على ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد في البحر الأحمر.
وكانت أميركا قد أعلنت تشكيل تحالف متعدد الجنسيات تشارك فيه دول عدة عبر دوريات مشتركة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن ما أطلق عليها عملية "حارس الازدهار" لمواجهة التهديدات التي تواجه سفن النقل البحري.
وقد تعهد الحوثيون بمواصلة الهجمات إلى أن توقف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وحذّروا من أنهم سيهاجمون السفن الحربية الأميركية إذا تعرضت الجماعة نفسها للاستهداف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
سامح عسكر*: حقيقة سقوط الطائرة الأمريكية في البحر الأحمر
بعد بيان المتحدث العسكري اليمني، وضح لماذا وكيف سقطت الطائرة الأمريكية في البحر الأحمر..
القصة أن هجوما جويا كبيرا للولايات المتحدة السبت على اليمن، تزامن مع قصف يمني بالصواريخ الجوالة والمسيرات على حاملة الطائرات “هاري ترومان” والتي يبدو أنها كانت على مسافة قريبة من اليمن لضمان قوة الهجوم وعدم التزود بالوقود.
القصف اليمني تركز على الحاملة لإفشال الهجوم، فقامت المدمرات الأمريكية بالدفاع عنها خشية إصابتها وسقوط (كل الطائرات المهاجمة) لليمن في البحر، أو مرورها بأزمة هبوط في دول عربية مجاورة، ومكمن هذه الأزمة في:
– لن تقبل أي دولة عربية هبوط أي مقاتلة أمريكية ضربت اليمن فيها، خشية انتقام أنصار الله بقصف هذه الدولة أو قصف القواعد الأجنبية فيها، وهذا الذي دفع أمريكا لاستدعاء حاملات الطائرات منذ بداية الحرب لتعويض نقص المطارات والقواعد العربية.
-إصابة أي مدرج هبوط للحاملة، ولو إصابة طفيفة، يعني عدم قدرة الطائرات الأمريكية على الهبوط فوق الحاملة، وزمن اتخاذ القرار بشأن ذلك سريع للغاية، والوقت لا يسعف الأمريكيين لاتخاذ البديل، سواء بالتفاوض مع دولة عربية أو دول في القرن الأفريقي.
– الصواريخ اليمنية دقيقة ومتطورة، سبق وأن أصابت قطعاً بحرية أمريكية كبيرة باعتراف القيادة المركزية، وهذا يجعل من أي هجوم يمني على الحاملة خطر كبير على عشرات الطائرات المقاتلة، مما يستدعي وجود دفاع جوي قوي ومحكم يبدو أن ضخامة الهجوم اليمني كان أكبر من الدفاع الافتراضي، فطلبوا العون من المقاتلات التي كانت تشارك في الضربة.
تفسير سقوط الطائرة إف 18 يكون بأحد احتمالين بناء على ذلك:
الأول: بنيران أمريكية صديقة، وهذا احتمال ضعيف، حيث تتمتع المقاتلات الأمريكية بنظم اتصال متطورة منها iff المعروف بتمييز العدو من الصديق، إضافة لنظم ملاحة جوية آمنة تجعل من الصعب إصابتها بالخطأ، فلو فرضنا أن شدة الهجوم اليمني وكثافته دفعوا الأمريكيين بإطلاق نار عشوائي، فهذا يعني وجود خلل بتلك النظم من أساسه، وأن ما قيل أن طائرات الجيل الرابع الأمريكية والتباهي بقوتها محض وهم.
الثاني: بنيران يمنية، وهذا هو الأرجح، حيث وفي ظل القصف الكبير على الحاملة انسحبت المقاتلات للدفاع، وفي ظل الانسحاب غير المنظم تصبح المقاتلات عرضة للضربات الأرضية، واليمنيون يملكون بعض الدفاع الجوي الذي يحقق ذلك سبق وأن أسقطوا به 12 طائرة مسيرة من طراز MQ-9.
بالعموم: كنت أول من بشّر بفشل العدوان الأمريكي الإنجليزي على اليمن، وعددت الأسباب العلمية لذلك، وكشفنا نقاط ضعف الخصم، ولست بوارد تكرارها، فهي محفوظة في الأرشيف لمن يشاء الاطلاع عليها.
وما يمكن قوله في هذه الأجواء، أن اليمن كانت وستظل رقما صعبا، ليس لطبيعة شعبها المثابر والشجاع فحسب، ولكن لموقعها الجغرافي المميز وتضاريسها وبيئتها وثقافتها، التي جعلت من اليمن (كهف مغلق) غير معروف، والمعلومات الصادرة منه شحيحة للغاية، ممكن يجعل من أي عدو وغازي لهذا الشعب (محارب أعمى) لا هو قادر على إصابة هدفه بدقة، ولا هو قادر على تفادي ضربات الخصم القوية.
كاتب وباحث مصري