أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي، أن القمة الثلاثية التي تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مدينة العقبة، لبحث التطورات الخطيرة في قطاع غزة والمستجدات في الضفة الغربية، هي «قمة استثنائية» من حيث الجوهر والتوقيت.

وأوضح هريدي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، أن القمة استثنائية من حيث الجوهر، لأن الشرق الأوسط يمر بلحظة فارقة في تاريخ المنطقة التي لن تكون أوضاعها مثلما كانت قبل السابع من أكتوبر الماضي، سواء على صعيد التعامل مع القضية الفلسطينية أو فيما يتعلق بالعلاقات العربية - الإسرائيلية، وكذلك مستقبل العلاقات العربية - الأمريكية، بعد الانحياز السافر للإدارة الأمريكية الحالية للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الغاشم على قطاع غزة.

وتابع أن «قمة العقبة» استثنائية من حيث التوقيت، نظرًا لأنها تأتي تزامنًا مع الجولة الرابعة خلال ثلاثة أشهر إلى المنطقة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والتي استهلها الجمعة الماضية بزيارة تركيا، ثم اليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل والضفة الغربية، ويختتمها بزيارة مصر، بهدف بحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنع اتساع رقعة الصراع في المنطقة.

وشدد على أهمية التنسيق بين قادة مصر والأردن وفلسطين في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يدخل شهره الرابع، وحصد - وما زال - حياة الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين، علاوة على التدمير الممنهج للبنى التحتية والمرافق الحيوية والمساكن على امتداد قطاع غزة، مع ما يصاحبه من الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في القطاع، فضلًا عن تصريحات لبعض المسئولين و المتطرفين في الائتلاف اليميني الحاكم من دعوات لإفراغ القطاع من سكانه الفلسطينيين وعودة المستوطنين مرة أخرى للاستيطان به.

وأشار إلى أن مباحثات «بلينكن» مع القادة العرب ركزت على قضايا رئيسية، في مقدمتها السعي لعدم التصعيد للحيلولة دون حدوث مواجهة عسكرية بين حزب الله وإسرائيل، وكذلك التصدي لهجمات الحوثيين في جنوب البحر الأحمر، والبحث في ترتيبات المرحلة الانتقالية في قطاع غزة بعد إسكات المدافع.

ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق، في هذا الصدد، إلى ضرورة انعقاد القمة المصرية - الأردنية - الفلسطينية، لتبادل وجهات النظر بشأن تقييم نتائج جولة «بلينكن» في المنطقة، وتنسيق المواقف بين الدول الثلاث، حول تحرك مشترك للتوصل إلى وقف عاجل ومستدام لإطلاق نار في غزة، وكذا بلورة رؤية وصيغ مشتركة حول المرحلة الانتقالية في القطاع.

وذكر السفير هريدي بموقف مصر والأردن والسلطة الفلسطينية الصارم إزاء مستقبل قطاع غزة، وتأكيدهم أن الشعب الفلسطيني هو الجهة الوحيدة التي يجب أن تدير وتحكم قطاع غزة، دون أي وصاية إسرائيلية بأي شكل على مستقبل القطاع، وربطه كوحدة جغرافية واحدة مع الضفة الغربية كنواة للدولة الفلسطينية المستقلة.

ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن موضوع الترتيبات الأمنية في قطاع غزة يتطلب الاتفاق على ترتيبات مرحلية يضطلع فيه الفلسطينيون أنفسهم بدور، بدعم مالي وأمني عربي وأوروبي ودولي، وفي إطار قرار لمجلس الأمن الدولي من أجل ضمان الأمن لكافة الأطراف المعنية دون أن يكون أمن إسرائيل على حساب أمن واستقرار الشعب الفلسطيني.

وتوقع السفير حسين هريدي أن تشهد الأسابيع القادمة تكثيف التنسيق والتشاور بين الدول العربية حول مجمل هذه المسائل المحورية، مشيدًا بالجهود المضنية التي تبذلها مصر من أجل وقف الحرب على أهل غزة ونصرة القضية الفلسطينية وحماية أمن واستقرار المنطقة العربية برمتها، بالتنسيق والتعاون مع السلطة الفلسطينية وحركات المقاومة في قطاع غزة، وكافة الدول العربية.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يتوجه للعقبة اليوم للمشاركة بالقمة المصرية الأردنية الفلسطينية

خبير العلاقات الدولية: القمة المصرية الأردنية تأتي لبحث سبل الخروج من الأزمة في غزة

برلماني: القمة المصرية الأردنية تؤكد تكثيف الجهود لوضع حل شامل للقضية الفلسطينية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاردن الرئيس السيسى الرئيس الفلسطينى فلسطين قطاع غزة مصر القمة المصریة فی قطاع غزة من حیث

إقرأ أيضاً:

السفير محمد حجازي: دور الوساطة المصرية والقطرية حاسم في إدارة المشهد المعقد بغزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الوساطة المصرية والقطرية لعبت دورًا محوريًا في تهدئة الأوضاع، خاصة بعد تأخر حركة حماس في تسليم الأسرى وفقًا للاتفاق المبرم، موضحًا أن القاهرة والدوحة تواصلتا مع الجانب الإسرائيلي للضغط عليه من أجل الالتزام بالبنود الإنسانية الواردة في الاتفاق، إلى جانب التحضير لمباحثات المرحلة الثانية من التفاهمات.

وعلّق السفير حجازي، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، على البيان المصري الصادر حول التوافق بشأن "لجنة الإسناد المجتمعي"، التي تمت مناقشتها خلال الأسابيع الماضية في القاهرة، مشددًا على أن هذه اللجنة تلعب دورًا محوريًا في تحديد مستقبل إدارة قطاع غزة. وأوضح أن هذا الملف ليس قيد البحث فقط بين القاهرة والوسطاء الدوليين، بل يخضع لنقاش سياسي أوسع على المستوى الإقليمي والدولي.

وأشار إلى أن القرار بشأن اللجنة سيكون مرتبطًا بالسلطة الوطنية الفلسطينية سياسيًا وقانونيًا، مما يجعل التصريحات المصرية ذات أهمية كبيرة وفي توقيت شديد الحساسية، لا سيما مع تطورات المشهد في واشنطن وتل أبيب.

وربط حجازي التصريحات المصرية بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن أن إسرائيل ستكون حرة في اتخاذ القرار المناسب بشأن استئناف القتال في توقيت محدد. وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدير المشهد الأمني داخليًا استعدادًا لاتخاذ قرار يواكب تصريحات ترامب.

وأكد أن التصريح المصري جاء في توقيت استراتيجي ليضع الأمور في نصابها، ويسابق الزمن للحفاظ على فرص التهدئة ومنع التصعيد العسكري من جديد.

مقالات مشابهة

  • رئيس الكونجرس اليهودي العالمي: العلاقة المصرية الأمريكية مهمة لاستقرار المنطقة
  • الرئيس عباس يُطلع ماكرون على تحضيرات عقد القمة العربية الطارئة بالقاهرة
  • السفير محمد حجازي: دور الوساطة المصرية والقطرية حاسم في إدارة المشهد المعقد بغزة
  • السفير حسام زكي: الجهات المصرية تقدم كل التسهيلات الممكنة لدخول المساعدات لغزة
  • وزير الصحة: جامعة الدول العربية شريك مهم لمصر في دعم القضية الفلسطينية
  • خبير عسكري: مصر والأردن موقفهما «مُوحَّد» تجاه الأزمة الفلسطينية
  • خبير استراتيجي: مصر والأردن لهما موقف موحد تجاه الأزمة الفلسطينية
  • رئيس دفاع النواب: الجهود الدبلوماسية المصرية عرقلت مقترح ترامب لتصفية القضية الفلسطينية
  • خبراء أردنيون: القمة العربية التي دعت لها مصر رسالة للعالم بوحدة الصف العربي ضد التهجير
  • الإدارة الأمريكية تعلق على مقترحات الدول العربية بشأن غزة