تقدم حفريات صغيرة، أمضت نحو ملياري سنة محبوسة في قطع من الصخور القديمة، أول دليل حتى الآن على عملية التمثيل الضوئي على الأرض.

وفي تكوين "ماكديرموت" في صحراء شمال أستراليا، تم اكتشاف هياكل صغيرة تسمى الثايلاكويدات في ما يعتقد أنها بكتيريا زرقاء متحجرة يعود تاريخها إلى 1.75 مليار سنة مضت.

إقرأ المزيد نيزك "حرب النجوم" الحقيقي في تونس يكشف أسرار نظامنا الشمسي المبكر

وقد يبدو الأمر معقدا جدا، ولكنه يتعلق بهياكل الخلايا التي يمكنها تحويل ضوء الشمس والماء وثاني أكسيد الكربون إلى طاقة وأكسجين.

وكانت أقدم حفرية تحتوي على دليل مباشر على هياكل التمثيل الضوئي المؤكسج يعود تاريخها إلى نحو نصف مليار سنة مضت. ومع ذلك، فإن الاكتشاف الجديد يدفع المقياس الزمني إلى الوراء بمقدار 1.2 مليار سنة.

وأفادت جامعة لييج في بلجيكا أن مجموعة من العلماء حددوا الهياكل الأساسية لإنتاج التمثيل الضوئي المؤكسج داخل الكائنات الحية الدقيقة المتحجرة التي يعود تاريخها إلى 1.75 مليار سنة، وهو اكتشاف يمثل أقدم دليل أحفوري على هذه العملية الأيضية الحيوية.

وهذه الهياكل بسيطة جدا في النطاق الواسع للحياة على الأرض الآن، لكنها كانت حاسمة للغاية لحدث الأكسدة الكبير (أو الأكسجة العظيمة)، وهي فترة تاريخية مهمة على كوكبنا ساعدت في ملء الغلاف الجوي بالهواء القابل للتنفس، وتمكين أشكال الحياة من الازدهار.

ويعتقد أن الأشكال الأولى للحياة على الأرض لم تكن بحاجة إلى الأكسجين للبقاء على قيد الحياة، إذ كان الغلاف الجوي البدائي لكوكبنا يتكون أساسا من ثاني أكسيد الكربون والميثان وبخار الماء، بدلا من النيتروجين والأكسجين اللذين يشكلان الغلاف الجوي الحالي.

Scientific discovery from 1.75 billion years ago could explain how life began on Earth https://t.co/lKv4jJkOyF

— indy100 (@indy100) January 6, 2024

ومع ذلك، منذ نحو 2.4 مليار سنة، كان هناك حدث الأكسدة العظيم، حيث ارتفعت مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي للأرض بشكل ملحوظ لأول مرة. واقترح بعض العلماء أن تطور أغشية الثايلاكويد في البكتيريا الزرقاء المبكرة قد زود عملية التمثيل الضوئي بالقوة الدافعة اللازمة لتحفيز هذا الحدث.

والبكتيريا الزرقاء هي نوع من الكائنات الحية الدقيقة التي تحصل على الطاقة من عملية التمثيل الضوئي المؤكسج، والتي من خلالها يتم تحويل الماء وثاني أكسيد الكربون إلى الجلوكوز والأكسجين. أما الثايلاكويدات فهي مجموعة هياكل مرتبطة ببعضها ومتصلة بالغشاء ومدمجة في البلاستيدات الخضراء (حدى أنواع الصانعات الخلوية الموجودة في خلايا النبات) النباتية وبعض البكتيريا الزرقاء الحديثة.

وتوجد هياكل الثايلاكويدات داخل خلايا الكائنات الحية التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي اليوم والتي تحتوي على صبغة الكلوروفيل المستخدمة لامتصاص الضوء لعملية التمثيل الضوئي. وهذا يعني أن الأحافير الدقيقة تمثل أقدم دليل مباشر على عملية التمثيل الضوئي، ما يمنحنا حدا أدنى جديدا لعمر ظهور البكتيريا الزرقاء الحاملة للثايلاكويد، وأداة جديدة لفهم النظم البيئية للأرض المبكرة، وكيف ظهرت الحياة على كوكبنا.

إقرأ المزيد صخور رسوبية غير تقليدية رصدت عبر القارات الخمس

ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول أصل عملية التمثيل الضوئي المؤكسج، وكذلك نوع البكتيريا الزرقاء التي شاركت في عملية الأكسجة المبكرة للأرض. وفي دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة نيتشر، تم الإبلاغ عن اكتشاف آثار لأغشية الثايلاكويد في الحفريات الدقيقة المعروفة باسم Navifusa majensis، والتي وجدت في الصخور الرسوبية المكتشفة في تكوين ماكديرموت، في شمال أستراليا، وكذلك في عينة أخرى من كندا يعود تاريخها إلى ما يصل إلى 1.01 مليار سنة مضت.

ووفقا لمؤلفي الدراسة، سمحت الملاحظات بتحديد هوية Navifusa majensis باعتبارها البكتيريا الزرقاء الأحفورية. وأوضحت البروفيسورة إيمانويل جافوكس، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة لييج، لمجلة Vice أن هذه الهياكل المكتشفة تسمح لنا بتحديد بطريقة "لا لبس فيها" أن مجموعة Navifusa majensis "كانت تؤدي بنشاط عملية التمثيل الضوئي المؤكسج المبكرة قبل 1.75 مليار سنة".

ويخطط العلماء للبحث عن الحفريات القديمة ودراستها بعناية للتحقق من أن أغشية الثايلاكويدات كانت متورطة في أكسجة كوكبنا خلال حدث الأكسدة العظيم.

وقالت جافوكس: "إذا كنا مهتمين بالنسخة المبكرة لكوكبنا وحياتنا، فإن هذه البكتيريا الزرقاء هي كائنات دقيقة مهمة للغاية، لأنها هي التي اخترعت عملية التمثيل الضوئي المؤكسج"، مؤكدة أن هذه العملية "غيرت كيمياء الأرض بمرور الوقت، على مر السنين"، ما تسبب في التطور المبكر للحياة.

نُشرت الدراسة الجديدة في مجلة Nature.

المصدر: indy100

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اكتشافات الارض دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية یعود تاریخها إلى الغلاف الجوی على الأرض ملیار سنة

إقرأ أيضاً:

التمثيل الغذائي والقلب.. فوائد شرب الكركدية في رمضان 2025

دائما ما تهتم الأسر المصرية بتناول المشروبات المختلفة على مائدة الإفطار لتعويض الجسم بالسوائل اللازمة له، حيث تحرص الأسر في أثناء الشهر الفضيل على تحضير السفرة بأشهى المأكولات والمشروبات الرمضانية، ومن بين هذه المشروبات التي تعد من الأشياء الهامة أثناء الشهر المعظم هو مشروب الكركدية حيث يتم تحضيره ووضعه بصفة مستمرة مع التمر الهندي والسوبيا، وسنتعرف خلال السطور التالية عن الفوائد الصحية لمشروب الكركدية وعلاقته بصحة القلب، وذلك وفقًا لما جاء في موقع (تايمز أوف انديا).

مشروب الكركدية

يعد الكركدية من المشروبات المحببة لدى عدد كبير من الأفراد حيث لا تخلو الموائد المصرية الرمضانية منه، وهو مشروب يتم صنعه من زهرة الكركدية المجففة ذات النكهة اللاذعة التي تشبه نكهة التوت البري.

غني بمضادات الأكسدة

يحتوي مشروب الكركدية على نسب مرتفعة من مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الإجهاد التأكسدي والأضرار التي من الممكن أن تسببها الجذور الحرة.

خفض ضغط الدم

من الفوائد الشائعة والمنتشرة عن مشروب الكركدية هو قدرته الكبيرة على تعزيز صحة القلب وذلك من خلال مقدرته على خفض ضغط الدم المرتفع.

خفض مستويات الكوليسترول

أظهرت بعض الأبحاث أن مشروب الكركدية له فوائد كثيرة في خفض مستويات الكوليسترول في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويعزز من صحته.

تحسين عملية التمثيل الغذائي

هذا بالإضافة إلى فوائد الكركدية في تحسين عملية التمثيل الغذائي، مما يحافظ على وزن الجسم خاصة خلال شهر رمضان حيث يلعب الكركدية دورًا هامًا في منع أي زيادة في الوزن إذ يساعد على إدارة الوزن بالشكل المثالي ويمنع تراكم الدهون، مما يجعله المشروب المحبب لدى عدد كبير من الأفراد خاصة الذين يعانون من الزيادة في الوزن بسبب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والمقليات خاصة خلال الشهر الفضيل.

تحضير مشروب الكركدية

يتم تحضير مشروب الكركدية من خلال نقعه في إناء به ماء ساخن لمدة تتراوح من 5 دقائق إلى 10 دقائق، ثم تحليته باستخدام العسل الطبيعي، حتى لا يتسبب السكر الأبيض في إفساد فوائده الصحية.

مقالات مشابهة

  • ابتكار أول عملية صناعية للتمثيل الضوئي
  • تصميم أدوية مبتكرة لمكافحة البكتيريا سالبة الجرام.. ندوة تثقيفية بصيدلة عين شمس
  • باحثة فلكية: الميكروبات مفتاح فهم الحياة خارج الأرض ودعم المهمات الفضائية
  • التمثيل الغذائي والقلب.. فوائد شرب الكركدية في رمضان 2025
  • النشيد الوطني عمره مئة: فهل كلنا للوطن؟
  • اكتشاف أقدم جزء من وجه إنسان في غرب أوروبا عمره 1,1 مليون سنة
  • ديوان المحاسبة يبحث استعدادات هيئة الحج والعمرة لموسم 2025
  • الزرقاء: البرلمان منفتح على التعديلات بشرط الحفاظ على المبادئ الأساسية للانتخابات
  • على عمق 700 كيلومتر.. تفاصيل اكتشاف محيط هائل تحت سطح الأرض
  • عمره 43 سنة.. مصري يسحب قطارا يزن 279 طنا وسط القاهرة