مديرية سياحة اللاذقية تتحضر لإطلاق مهرجانات ومعارض وتركز على السياحة الثقافية
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
اللاذقية-سانا
تشمل خطة مديرية سياحة اللاذقية للعام الحالي إقامة سلسلة من المعارض والمهرجانات والملتقيات الثقافية والفنية المنوعة لاجتذاب الزوار من داخل المحافظة وخارجها، وتعزيز مساهمة القطاع السياحي في التنمية المستدامة.
وأوضح مدير السياحة المهندس فادي نظام أن هذه الفعاليات تشمل معرض الزهور في دورته الـ 33 المقرر خلال شهر نيسان أو أيار القادمين، ومهرجان “راميتا” الذي يعتبر بمثابة مهرجان مصغر عن مهرجان المحبة، والذي أجل في العام الماضي جراء ما طال المحافظة من حرائق وزلزال، ويتضمن أنشطة رياضية وثقافية وفنية.
كما تشمل هذه الفعاليات، وفقاً لنظام، مهرجانات ضفاف السياحي الثاني في منطقة مشقيتا ومدرج جبلة الروماني والبودي بريف جبلة، ومنها معرض “فيتور” الذي سيقام في إسبانيا في الفترة المقبلة، مع المشاركة في ملتقى الشباب السياحي العربي في سورية.
وكشف نظام عن مساعي المديرية لتنشيط السياحة الشتوية في المحافظة من خلال الاعتماد على عروض المنشآت السياحية الفندقية، وتنفيذ أنشطة متعلقة بهذا الموسم من السنة، مشيراً إلى التركيز على النهوض بالسياحة الثقافية والتراثية، وخاصة في المدن القديمة باللاذقية وجبلة، ودعم إقامة أسواق للمهن التراثية ضمن أسواق هذه المدن.
وأعرب نظام عن أمله بأن يكون الواقع السياحي في العام الحالي أفضل من سابقه، والذي حقق إيرادات جيدة مقارنة بالأعوام السابقة، وشكلت رافداً للخزينة، ولا سيما من المنشآت السياحية التابعة للوزارة، داعياً الجهات والفعاليات المعنية بالسياحة إلى دعم هذا القطاع، لما له من أهمية كبيرة في التنمية لتكون 2024 عام التحول نحو قطاع السياحة.
فراس زرده
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
مهرجانات العين.. الريادة التراثية والثقافية بامتياز
المثقف ليس ذلك الإنسان الموسوعي، بل المثقف هو من يلمُّ من كل علم بطرف
نعيش في عصر يُسمَّى بعصر الثقافة، حيث الصراع على أشدِّه بين الحضارات والثقافات، وحيث العلاقة بين الثقافة والهوية علاقة متلازمة؛ فكلُّ اختراق للثقافة سيؤدِّي بالضرورة إلى إضعاف لمكونات الهوية، إنْ لم نقلْ تهميشها مستقبلًا.
يقول مالك بن نبي: "الثقافة يجب أن تكون نظرية للسلوك قبل أن تكون نظرية للمعرفة"؛ لأن الثقافة لغة إنسانية مشتركة، ولكي ندرك مكانتنا في هذا العالم ينبغي أن نظل على تواصل تام مع الآخر، وإحداث نهضة سياسية ثقافية من أجل إعادة تشكيل رؤية إنسانية متحضرة؛ نظرًا لما تحتِّمه علينا الظروف الحالية من ضرورة مواجهة الرجعية، بوصفها ظاهرة ثقافية بحتة.
ولم تعد معارض الكتاب سوقًا لعرض حصيلة المطابع من كتب ومنشورات، وبيعها للراغبين في اقتنائها للتعلم، أو حتى للوجاهة الاجتماعية، ولكنها أصبحت مكانًا يعجُّ بالفعاليات التراثية والفنية والترفيهية والموسيقية بالأداء حيث يتبارون في تقديم رؤاهم وأفكارهم إلى جمهور المعرض.
فعلى هامش مهرجان العين للكتاب 2024، ذلك العُرس الثقافي السنوي، تُقام مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية، إذ يستقطب المعرض سنويًّا أكثر من 140 ألف زائر، فيما يمثِّل حدثًا ثقافيًا يحتفي بالتراث والثقافة والفنون؛ ما يعكس رؤية دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ويترجم أهدافها الإستراتيجية في خلق مجتمع يهتمُّ بالمعرفة، مع التركيز بشكل خاصٍّ على الشباب، والحفاظ على التراث الثقافي.
كما تعود القرية الترفيهية للنسخة العاشرة من حصن الاتحاد التي تقام في مدينة العين في ديسمبر (كانون الأول)، لتأخذكم في رحلة تراثية تجمع بين أسواق تتغنى بعراقة الإمارات، وفعاليات متنوعة تناسب كل أفراد العائلة. كونوا معنا لتعيشوا أجواء الأصالة والفخر.
ولكي نتمكن من خلق شباب يمتلك مجاراة الحضارة، ويحمل فكرًا مستنيرًا وفهمًا عميقًا لما يدور حوله، علينا أن نعلمه كيف يأخذ بأساليب الحضارة وفي الوقت نفسه يحافظ على معتقداته وتقاليده، ولا يتنصل من تراثه، أليس الوعي ضربًا من التفكير؟! أليست اللغة إحدى وظائف التفكير؟! أليست الفكرة واللغة جناحين لطائر واحد؟!
وقد عرَّف المجمع اللغوي الثقافة على أنها جملة من العلوم والمعارف والفنون؛ وعلى هذا فالمثقف ليس ذلك الإنسان الموسوعي، بل المثقف هو من يلمُّ من كل علم بطرف، ويقدر على أن يناقش ويفهم من حوله، وبفهم إرثه وتراثه، بل ويحاول التفكير فيما حوله، في وقت تعدُّ القراءة من أهم وسائل كسب المعرفة والثقافة، وستظل دوماً الأداة الأولى للاتصال بعقول الآخرين وأفكارهم، إلى جانب أثرها البالغ في تكوين وإنضاج الشخصية الإنسانية وتمكين مسارها.
إن ثمة مقياسًا خاصًّا توزن به الأمم والحضارات، ألا وهو مدى قدرة حكوماتها ومؤسساتها الوطنية على رعاية العلم والمعرفة والثقافة.
تبدو الثقافة فى الوقت الحاضر أكثر فاعلية في حياة البشر، ذلك ليس لمجرّد أن الثقافة ذات صلة وثيقة بنمط الحياة فحسب، بل لأنها ذات صلة متينة بالهوية وبالمستقبل، وما تكمن جذور الهوية إلا في لغتها الأم، وهذا ما عبَّر عنه الإمام الشافعي في معرض حديثه: "ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركِهم لسانَ العرب".
إن القراءة والأنشطة والفعاليات التراثية لها أثر كبير فى تحسين وتكوين نضوج فكري، والارتقاء بالذوق، وتلمُّس مواطن الجمال فى الحياة، ونصنع الثقافة التي تُعبِّر عن تاريخنا وعاداتنا ومبادئنا، ولا مناصَ للفرد من تأدية دوره؛ ليكون قادرًا على إنتاج الجديد، وإحداث التغيير، كما يستطيع إدارة الاختلاف بين المختلفين، ما يجعل رؤيته للمستقبل واضحة، بما يسهل على مواطنيه التكيُّف والتعامل مع المتغيِّرات الحتمية.
والحمد لله أن العاصمة الإماراتية أبو ظبي- بفضل قيادتها الرشيدة وحكامها الحكماء- تصدَّرت قائمة أبرز المدن الثقافية في العالم، وتصدَّرت أفضل الوجهات الجاذبة التي تُسهم في إثراء آفاق فكر الشباب الإماراتي عبر قضاء أوقات مليئة بالأنشطة الفنية والثقافية والمعالم الوطنية والتاريخية المهمة.
العاصمة الثقافية تروج لنفسها من خلال مهرجان العين الذي يتسم بالطابع التراثي حيث القلاع والحصون في هذه المدينة العريقة، كوجهة فريدة من نوعها، ومما تتميز به العين أنها تضم متحف العين الوطني، متحف قصر العين، وقصر المويجعي والعديد من الحصون التي تم ترميمها، وموقع هيلي الأثري، الذي يعود تاريخه إلى العصر البرونزي. أما جبل حفيت، فهو جبل يبلغ ارتفاعه 1240 متراً ويُطل على المنطقة المحيطة.
ما نلحظه هو نموّ مطَّرد في أعداد الفعاليات الثقافية والتراثية المتنوعة لاستكشاف معالمها المميزة، بالإضافة إلى ما تحقَّق ويتحقَّق من إنجازات عظيمة متوالية، بفضل الثقافة والأمن معًا؛ فهما قادران على أن يصنعا الفارق في عالم مليء بالاضطرابات والعنف.
وستظلُّ أبوظبي العاصمة الأم جسرًا ثقافيًّا وتراثياً وفنيًّا وفكريًّا لتعزيز التواصل مع ثقافة المجتمع؛ لأنها ترتكز على قيم أخلاقية رفيعة تتواءم مع عصر العولمة والتواصل الاجتماعي، وتنسجم مع حقوق المواطنة الصالحة والهوية الوطنية.