صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-29@04:26:52 GMT

سقوط الأقنعة…فى شأن فقه التبرير

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

سقوط الأقنعة…فى شأن فقه التبرير

 

سقوط الأقنعة…فى شأن فقه التبرير

مجدى عبد القيوم (كنب)

قذي بعينيك
أم بالعين عوار

*الخنساء*

لعل الخنساء وهي تستهل رثاء اخاها صخر لم يجل ببالها يوما أن ابياتها علي ما فيها من حكمة ومأثور يمكن أن تتناسب و سياق تاريخي يبعد سنوات عن ذلك الذي بكت فيه دمعا ثخينا حتي بأت مضرب مثل و صار البكاء عندها ماركة مسجلة حتي عند شعراء العزل فى بلادنا كالشاعر احمد فلاح فى قوله
عيونك
علمن عيني
بكاء الخنساء
وربما كان استهلال قصيدة الخنساء يعبر بصدق عن حال الكثير من الثوريين الحقيقيين لا اؤلئك الذين يرتدون ثوب الثورية بلا نظرية ثورية وما اكثرهم اليوم
بدأ لي أن عوارا وليس محض قذي اصاب عيون بعض الرفاق من عتاة اليساريين حتي تشابه عليهم البقر فما عادوا يمايزون حتي بين بقر اليانكي الذى ما خفي عليهم يوما وان تدثر بمسوح الرهبان وبقر الهندوس وربما حتي بين اساسيات ومرتكزات وادبيات الحرب الثورية ومفاهيمها وكيف ينبغى الحرص علي بناء علاقة جيدة مع الحواضن الاجتماعية واحترام قيمها ومعتقداتها وعاداتها لا ركلها بالقدم يمني كانت أم يسري .


تجاوز هؤلاء حتي عن قواعد الاشتباك وقوانين الحرب التي تمنع التعرض للمدنيين والمواثيق الدولية التي تدين الانتهاكات ومضوا فى ذات درب من يقول بلا حياء انهم “ليسوا منظمة حقوقية ”
ولا تعليق أكثر افصاحا للتعبير عن بؤس هذا القول من القول الشعبي” أدى ربك العجب”
حقيقة أن من يعش رجبا يرى عجبا فهذا زمان القادة من أصحاب الضمائر الميتة الذين تحولوا إلي سماسرة يبيعون الاخلاق فى مزاد المواقف
تناسي هؤلاء ما جاء فى كتابهم عن التحرر الوطنى وفضح ومقاومة سياسات نهب الموارد من قبل الدول الاستعمارية وكأنهم لم يغوصوا عميقا فى شأن الصراع حول الممرات المائية ولا نظريات تفكيك الجيوش الوطنية كمرحلة فى سياق استراتيجية تفكيك الدول فطفقوا يمالون المعاتيه الذين يروجون لان هذه الحرب القذرة محض صراع بين جنرالين لا حرب إعادة تحريك المجتمعات لأحداث تغييرات ديموغرافية واعادة ترسيم الخرائط من جديد ليس علي غرار يالطا حتي بل بمسطرة اليانكي منفردا
ولغ بعض غلاة اليساريين فى فقه التبرير الذى يستند علي تزييف الحقائق من شاكلة الحديث بان احتلال بيوت المواطنين والتنكيل بهم بممارسة أبشع أنواع الجرائم التي يندى لها الجبين ثم طردهم منها ونهب مقتنياتهم انما هي فى سياق مقتضيات الحرب وان الخروج منها ينبغى أن يكون “وفقا لإجراءات متكاملة”
يا لبؤسه من قول تردد صداه حتي عند “شفع” السودان وافزعهم باكثر مما افزعتهم هذه الحرب القذرة نفسها وان سموه “ابو التي تي”
وتساؤلوا كما فى الاهزوجة “البلاء ليك ولا لي”
وحتما لن يكون لهم بل سيرتد عليه لا محالة
أنه قول يقتل فيهم الأمل بعودة الأمان ودفء الأسرة والحلم بالعودة إلي المراجيح وممازحة العصافير لهم وهم فى الطريق الي الروضة
فقه التبرير هذا الذى ركب “طرورته” التي لن تقطع بحرا ولا تعبر نهرا بعض غلاة اليساريين قطعا ليس هو عن جهل انما بوعي كامل لتمرير مخططات مفضوحة فى وجه منه وينطلق من منصة غبن علي الاسلاميين بكافة اطيافهم وتياراتهم فى احسن الاحوال وهو تجلي للماثور الشعبي” من فش غبينتو خرب مدينتو” هذا حال احسنا الظن بهم ولا يعدو سلوك مراهقين سياسيا وليس قادة حري بهم الترفع عن شخصنة القضايا سيما الكبري كالذى تتعرض له بلادنا
بلغ هؤلاء مبلغا جعلهم يدبجون المقالات فى السخرية من الدعوة للمقاومة الشعبية ووصفها بأنها محض محاولة من الاسلاميين لنقل الحرب الي المناطق الأمنة وان صح هذا الزعم وصرف النظر عن اختزال مفهوم الشعار فانه يتغافل عن حقيقية موضوعية أن الإنسان الطبيعى السوي يدافع عن حياته و ماله وعرضه وما يملك
صحيح أن الكثيرين من الاسلاميين مارسوا اسواء أنواع السلوك الاجرامي أثناء حقبة حكم النظام البائد وينبغى أن تطالهم المحاكمة العادلة فالعدالة كانت أحد أضلاع شعار الثورة الأشهر ولا ينبغى بأية حال أن يتم دمغ كل الاسلاميين بتلك الجرائم أو حتي التهم دعك عن مصادرة حقوقهم ومحاربة افكارهم وملاحقتهم فى نوع من “المكارثية” الجديدة
أن هذا السلوك يقدح ليس فحسب فى السلوك الديمقراطي بل حتي فى الإيمان بالديمقراطية وقبول الآخر ابتداء ويسقط القناع عن الكثيرين ممن يرفعون ذلك الشعار بمثلما سقط عمن تناول مواقفهم هذا المقال وليته سقوط افصح عن وجه مليح كالذى وصفه النابغة الذبياني فى فى قصيدته الشهيرة
سقط النصيف ولم ترد اسقاطه
فتناولته واتقتنا باليد
لكنه سقوط يشف عن قبح لا يمكن اخفاءه.

الوسومالأقنعة الإسلاميين الجرائم مجدي عبد القيوم «كنب»

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأقنعة الإسلاميين الجرائم

إقرأ أيضاً:

هاجر نعمان… صوت يمني يصدح بجمال التراث

يمن مونيتور/ميرفت وديع حداد

تتميز الفنانة اليمنية هاجر نعمان بصوت دافئ وعذب، جعلها تتجاوز الحدود الجغرافية لليمن لتصل إلى قلوب الجمهور في الخليج والعالم العربي. بإحساس مرهف وإطلالة مميزة، استطاعت هاجر أن تجدد الأغاني اليمنية وتبرز إرث البلاد ومبدعيها.

هاجر نعمان، خريجة قسم علاقات عامة وتواصل واتصال، نشأت في أسرة فنية بامتياز؛ فوالدها هو الكاتب والمخرج والممثل المسرحي محمد عبدالرقيب نعمان، ووالدتها الدكتورة الجامعية إشراق الحكيمي.

تم اكتشاف موهبتها في سن مبكرة عندما بدأت بتقليد جدتها في غناء “المُلالة”، وهو فن تراثي اشتهرت به مناطق تعز وصبر والحجرية وإب. هذا التراث الغنائي أصبح جزءًا من مسيرتها الفنية، حيث قدمت العديد من الأغاني التي أعادت إحياء التراث اليمني.

تعاونت هاجر مع كبار الفنانين اليمنيين، وأبرزت موهبتها من خلال تجديد أغانيهم. ومن أبرز تعاوناتها كانت مع زوجها الفنان اليمني عمر ياسين، الحائز على لقب “فارس الأغنية الطربية” في برنامج “الزمن الجميل” على قناة أبوظبي. كما شاركت في العديد من الفعاليات الفنية البارزة، منها مشاركتها في “إكسبو دبي” بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأيضًا في دار الأوبرا مع فرقة السيمفونيات التراثية اليمنية.

من أبرز أعمالها الغنائية أغنية “لتتصل خلي” التي حققت انتشارًا واسعًا، وهي من كلمات الشاعر أحمد المطري، وألحان أحمد الصباري، وتوزيع أحمد علوان. كما قدمت أغنية “كيف منك يحرموني” وأغنية “تبسم” للشاعر العماني سالم الكثيري، وألحان الفنان جمعة العريمي.

هاجر نعمان لا تقتصر على تقديم الأغاني فقط، بل هي سفيرة للفن اليمني، تحمل رسالة مليئة بالمحبة والسلام، وتجعل من صوتها قيثارة تعبر عن جمال وروح وطنها.

 

 

مقالات مشابهة

  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • دون تعب أو مجهود… كيف تحرق 500 سعرة حرارية أثناء النوم ليلا؟
  • البرهان … إياك و(البيض الممزر)!
  • قبل غزة… صرخة الأنصار فضحت الجميع
  • بين العنب والدم… داريا تحوِّل جراحها لفنٍّ يسعى إلى إنصاف ضحايا الاعتقال والاختفاء القسري
  • هاجر نعمان… صوت يمني يصدح بجمال التراث
  • البرهان: واثقون بالنصر… وسنوقف هجمات المسيّرات
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • الحركة الإسلامية السودانية… المأزق والغنيمة