سقوط الأقنعة…فى شأن فقه التبرير
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
سقوط الأقنعة…فى شأن فقه التبرير
مجدى عبد القيوم (كنب)
قذي بعينيك
أم بالعين عوار
*الخنساء*
لعل الخنساء وهي تستهل رثاء اخاها صخر لم يجل ببالها يوما أن ابياتها علي ما فيها من حكمة ومأثور يمكن أن تتناسب و سياق تاريخي يبعد سنوات عن ذلك الذي بكت فيه دمعا ثخينا حتي بأت مضرب مثل و صار البكاء عندها ماركة مسجلة حتي عند شعراء العزل فى بلادنا كالشاعر احمد فلاح فى قوله
عيونك
علمن عيني
بكاء الخنساء
وربما كان استهلال قصيدة الخنساء يعبر بصدق عن حال الكثير من الثوريين الحقيقيين لا اؤلئك الذين يرتدون ثوب الثورية بلا نظرية ثورية وما اكثرهم اليوم
بدأ لي أن عوارا وليس محض قذي اصاب عيون بعض الرفاق من عتاة اليساريين حتي تشابه عليهم البقر فما عادوا يمايزون حتي بين بقر اليانكي الذى ما خفي عليهم يوما وان تدثر بمسوح الرهبان وبقر الهندوس وربما حتي بين اساسيات ومرتكزات وادبيات الحرب الثورية ومفاهيمها وكيف ينبغى الحرص علي بناء علاقة جيدة مع الحواضن الاجتماعية واحترام قيمها ومعتقداتها وعاداتها لا ركلها بالقدم يمني كانت أم يسري .
تجاوز هؤلاء حتي عن قواعد الاشتباك وقوانين الحرب التي تمنع التعرض للمدنيين والمواثيق الدولية التي تدين الانتهاكات ومضوا فى ذات درب من يقول بلا حياء انهم “ليسوا منظمة حقوقية ”
ولا تعليق أكثر افصاحا للتعبير عن بؤس هذا القول من القول الشعبي” أدى ربك العجب”
حقيقة أن من يعش رجبا يرى عجبا فهذا زمان القادة من أصحاب الضمائر الميتة الذين تحولوا إلي سماسرة يبيعون الاخلاق فى مزاد المواقف
تناسي هؤلاء ما جاء فى كتابهم عن التحرر الوطنى وفضح ومقاومة سياسات نهب الموارد من قبل الدول الاستعمارية وكأنهم لم يغوصوا عميقا فى شأن الصراع حول الممرات المائية ولا نظريات تفكيك الجيوش الوطنية كمرحلة فى سياق استراتيجية تفكيك الدول فطفقوا يمالون المعاتيه الذين يروجون لان هذه الحرب القذرة محض صراع بين جنرالين لا حرب إعادة تحريك المجتمعات لأحداث تغييرات ديموغرافية واعادة ترسيم الخرائط من جديد ليس علي غرار يالطا حتي بل بمسطرة اليانكي منفردا
ولغ بعض غلاة اليساريين فى فقه التبرير الذى يستند علي تزييف الحقائق من شاكلة الحديث بان احتلال بيوت المواطنين والتنكيل بهم بممارسة أبشع أنواع الجرائم التي يندى لها الجبين ثم طردهم منها ونهب مقتنياتهم انما هي فى سياق مقتضيات الحرب وان الخروج منها ينبغى أن يكون “وفقا لإجراءات متكاملة”
يا لبؤسه من قول تردد صداه حتي عند “شفع” السودان وافزعهم باكثر مما افزعتهم هذه الحرب القذرة نفسها وان سموه “ابو التي تي”
وتساؤلوا كما فى الاهزوجة “البلاء ليك ولا لي”
وحتما لن يكون لهم بل سيرتد عليه لا محالة
أنه قول يقتل فيهم الأمل بعودة الأمان ودفء الأسرة والحلم بالعودة إلي المراجيح وممازحة العصافير لهم وهم فى الطريق الي الروضة
فقه التبرير هذا الذى ركب “طرورته” التي لن تقطع بحرا ولا تعبر نهرا بعض غلاة اليساريين قطعا ليس هو عن جهل انما بوعي كامل لتمرير مخططات مفضوحة فى وجه منه وينطلق من منصة غبن علي الاسلاميين بكافة اطيافهم وتياراتهم فى احسن الاحوال وهو تجلي للماثور الشعبي” من فش غبينتو خرب مدينتو” هذا حال احسنا الظن بهم ولا يعدو سلوك مراهقين سياسيا وليس قادة حري بهم الترفع عن شخصنة القضايا سيما الكبري كالذى تتعرض له بلادنا
بلغ هؤلاء مبلغا جعلهم يدبجون المقالات فى السخرية من الدعوة للمقاومة الشعبية ووصفها بأنها محض محاولة من الاسلاميين لنقل الحرب الي المناطق الأمنة وان صح هذا الزعم وصرف النظر عن اختزال مفهوم الشعار فانه يتغافل عن حقيقية موضوعية أن الإنسان الطبيعى السوي يدافع عن حياته و ماله وعرضه وما يملك
صحيح أن الكثيرين من الاسلاميين مارسوا اسواء أنواع السلوك الاجرامي أثناء حقبة حكم النظام البائد وينبغى أن تطالهم المحاكمة العادلة فالعدالة كانت أحد أضلاع شعار الثورة الأشهر ولا ينبغى بأية حال أن يتم دمغ كل الاسلاميين بتلك الجرائم أو حتي التهم دعك عن مصادرة حقوقهم ومحاربة افكارهم وملاحقتهم فى نوع من “المكارثية” الجديدة
أن هذا السلوك يقدح ليس فحسب فى السلوك الديمقراطي بل حتي فى الإيمان بالديمقراطية وقبول الآخر ابتداء ويسقط القناع عن الكثيرين ممن يرفعون ذلك الشعار بمثلما سقط عمن تناول مواقفهم هذا المقال وليته سقوط افصح عن وجه مليح كالذى وصفه النابغة الذبياني فى فى قصيدته الشهيرة
سقط النصيف ولم ترد اسقاطه
فتناولته واتقتنا باليد
لكنه سقوط يشف عن قبح لا يمكن اخفاءه. الوسومالأقنعة الإسلاميين الجرائم مجدي عبد القيوم «كنب»
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأقنعة الإسلاميين الجرائم
إقرأ أيضاً:
وجدي صالح … الكذب الرخيص والتجارة الكاسدة !!
> في محاولة بائسة للرد على إفادة عبدالله سليمان و(بالمناسبة)… ماقاله سليمان لايُسمى اتهامات في عُرف القانون بل هي اعترافات شريك… قال وجدي صالح وهو يلهث للانفكاك من اعترافات المذكور أنهم اكتشفوا مقابر جماعية لشهداء فض الإعتصام بواسطة الأقمار الصناعية وكانوا في طريقهم لتحريك هذه القضية لولا أن فاجأهم( انقلاب ٢٥ اكتوبر) والذي وقع تحديدا للهروب من نتائج اكتشاف المقابر الجماعية!!! ( ولد ده)!!
> مشكلة هذه الطغمة من متعهدي الكذب الرخيص أنهم لاينتبهون لأنهم كلما تحدثوا كلما وفروا لنا حِبالا مجانية نَلُفها حول رقابهم ونحن نبتسم ونسخر .. وتعالوا لنريكم ذلك ….!!
> أولا… لماذا لم يتحدث وجدي عن اكتشافهم الخطير للمقابر الجماعية إلا بعد أحاديث عبد الله سليمان؟؟!!
>فمن الواضح من أحاديث وجدي أنهم اكتشفوا هذه المقابر وتحصلوا على صورها قبل تاريخ ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م فلماذا اشترك وجدي صالح شخصيا في كتابة مسودة تسييرية المحامين الأولى التي ابتدرت النقاش مرة أخرى لاستعادة الشراكة مع العسكر ( جيش ودعم سريع)؟؟؟
> هل السيد حمدوك على علم بصور الأقمار الصناعية هذه التي وثقت للمقابر الجماعية وهل بقية المناضلين تجار الدم من آل قحت اطلعوا على هذا التوثيق الخطير ومع هذا ذهبوا واحتفلوا ووقعوا على مشروع الإتفاق الإطاري وصفقوا لكلمتي البرهان وحميدتي في ذلك اليوم المشهود؟؟؟
> وهل لازالت تلكم الصور في معية أصحاب وجدي وصويحباته وهم يوقعون إعلان المبادئ مع المتمرد حميدتي في أثيوبيا وهم يُصرحون أنهم مستعدين لمقابلة البرهان داخل البحر الأحمر لمناقشته حول استعادة المسار المدني الديمقراطي… ؟؟
> بل إننا سنوقف المدعو وجدي صالح تحت هجير الأسئلة المتناسلة ونعيده إلى تصريحات خالد عمر وقطعه بعد مذبحة فض الإعتصام أنهم لن يبتدروا حوارا مع المجلس العسكري إلا بعد خروج الدعم السريع من الخرطوم فإذا بحكومة الدعم السريع تُعلن من خلال الوثيقة الدستورية بعد شهر واحد من المذبحة.. ثم نصفع وجدي الكذوب اللعوب وقد كان وقتها( الضبان الضكر ) للجنة تفكيك التمكين لماذا لم يشمل التفكيك مؤسسات الدعم السريع وشركاته؟؟ بل أن (كلاب حر) اللجنة كانت تلهث لتنزع المؤسسات والمواقع وتسلمها للدعم السريع!!!
> ألا يرى وجدي صالح وصلاح بلاع وبقية (طائفة الحشاشين) إن طريق العودة للمتاجرة بدماء البسطاء والمغلوبين على أمرهم والمخدوعين المغدورين لم يعد ممكنا؟ ألا يزال وجدي يرى في بعض سواد هذا الشعب الجريح القريح بقية من دم يمكن أن يعود ليتاجر بها ويتجر ويبيع ويشتري…. ؟؟
> هيهات ياوجدي فكل ذاكرة الشعب السوداني وثقت لرخصكم ودناءتكم بهتافها البسيط وهي تحاصركم بحناجرها المقروحة…( بي كم بي كم قحاتة باعوا الدم) ….. !!!
حسن إسماعيل
حسن اسماعيل إنضم لقناة النيلين على واتساب