صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-17@00:44:43 GMT

سقوط الأقنعة…فى شأن فقه التبرير

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

سقوط الأقنعة…فى شأن فقه التبرير

 

سقوط الأقنعة…فى شأن فقه التبرير

مجدى عبد القيوم (كنب)

قذي بعينيك
أم بالعين عوار

*الخنساء*

لعل الخنساء وهي تستهل رثاء اخاها صخر لم يجل ببالها يوما أن ابياتها علي ما فيها من حكمة ومأثور يمكن أن تتناسب و سياق تاريخي يبعد سنوات عن ذلك الذي بكت فيه دمعا ثخينا حتي بأت مضرب مثل و صار البكاء عندها ماركة مسجلة حتي عند شعراء العزل فى بلادنا كالشاعر احمد فلاح فى قوله
عيونك
علمن عيني
بكاء الخنساء
وربما كان استهلال قصيدة الخنساء يعبر بصدق عن حال الكثير من الثوريين الحقيقيين لا اؤلئك الذين يرتدون ثوب الثورية بلا نظرية ثورية وما اكثرهم اليوم
بدأ لي أن عوارا وليس محض قذي اصاب عيون بعض الرفاق من عتاة اليساريين حتي تشابه عليهم البقر فما عادوا يمايزون حتي بين بقر اليانكي الذى ما خفي عليهم يوما وان تدثر بمسوح الرهبان وبقر الهندوس وربما حتي بين اساسيات ومرتكزات وادبيات الحرب الثورية ومفاهيمها وكيف ينبغى الحرص علي بناء علاقة جيدة مع الحواضن الاجتماعية واحترام قيمها ومعتقداتها وعاداتها لا ركلها بالقدم يمني كانت أم يسري .


تجاوز هؤلاء حتي عن قواعد الاشتباك وقوانين الحرب التي تمنع التعرض للمدنيين والمواثيق الدولية التي تدين الانتهاكات ومضوا فى ذات درب من يقول بلا حياء انهم “ليسوا منظمة حقوقية ”
ولا تعليق أكثر افصاحا للتعبير عن بؤس هذا القول من القول الشعبي” أدى ربك العجب”
حقيقة أن من يعش رجبا يرى عجبا فهذا زمان القادة من أصحاب الضمائر الميتة الذين تحولوا إلي سماسرة يبيعون الاخلاق فى مزاد المواقف
تناسي هؤلاء ما جاء فى كتابهم عن التحرر الوطنى وفضح ومقاومة سياسات نهب الموارد من قبل الدول الاستعمارية وكأنهم لم يغوصوا عميقا فى شأن الصراع حول الممرات المائية ولا نظريات تفكيك الجيوش الوطنية كمرحلة فى سياق استراتيجية تفكيك الدول فطفقوا يمالون المعاتيه الذين يروجون لان هذه الحرب القذرة محض صراع بين جنرالين لا حرب إعادة تحريك المجتمعات لأحداث تغييرات ديموغرافية واعادة ترسيم الخرائط من جديد ليس علي غرار يالطا حتي بل بمسطرة اليانكي منفردا
ولغ بعض غلاة اليساريين فى فقه التبرير الذى يستند علي تزييف الحقائق من شاكلة الحديث بان احتلال بيوت المواطنين والتنكيل بهم بممارسة أبشع أنواع الجرائم التي يندى لها الجبين ثم طردهم منها ونهب مقتنياتهم انما هي فى سياق مقتضيات الحرب وان الخروج منها ينبغى أن يكون “وفقا لإجراءات متكاملة”
يا لبؤسه من قول تردد صداه حتي عند “شفع” السودان وافزعهم باكثر مما افزعتهم هذه الحرب القذرة نفسها وان سموه “ابو التي تي”
وتساؤلوا كما فى الاهزوجة “البلاء ليك ولا لي”
وحتما لن يكون لهم بل سيرتد عليه لا محالة
أنه قول يقتل فيهم الأمل بعودة الأمان ودفء الأسرة والحلم بالعودة إلي المراجيح وممازحة العصافير لهم وهم فى الطريق الي الروضة
فقه التبرير هذا الذى ركب “طرورته” التي لن تقطع بحرا ولا تعبر نهرا بعض غلاة اليساريين قطعا ليس هو عن جهل انما بوعي كامل لتمرير مخططات مفضوحة فى وجه منه وينطلق من منصة غبن علي الاسلاميين بكافة اطيافهم وتياراتهم فى احسن الاحوال وهو تجلي للماثور الشعبي” من فش غبينتو خرب مدينتو” هذا حال احسنا الظن بهم ولا يعدو سلوك مراهقين سياسيا وليس قادة حري بهم الترفع عن شخصنة القضايا سيما الكبري كالذى تتعرض له بلادنا
بلغ هؤلاء مبلغا جعلهم يدبجون المقالات فى السخرية من الدعوة للمقاومة الشعبية ووصفها بأنها محض محاولة من الاسلاميين لنقل الحرب الي المناطق الأمنة وان صح هذا الزعم وصرف النظر عن اختزال مفهوم الشعار فانه يتغافل عن حقيقية موضوعية أن الإنسان الطبيعى السوي يدافع عن حياته و ماله وعرضه وما يملك
صحيح أن الكثيرين من الاسلاميين مارسوا اسواء أنواع السلوك الاجرامي أثناء حقبة حكم النظام البائد وينبغى أن تطالهم المحاكمة العادلة فالعدالة كانت أحد أضلاع شعار الثورة الأشهر ولا ينبغى بأية حال أن يتم دمغ كل الاسلاميين بتلك الجرائم أو حتي التهم دعك عن مصادرة حقوقهم ومحاربة افكارهم وملاحقتهم فى نوع من “المكارثية” الجديدة
أن هذا السلوك يقدح ليس فحسب فى السلوك الديمقراطي بل حتي فى الإيمان بالديمقراطية وقبول الآخر ابتداء ويسقط القناع عن الكثيرين ممن يرفعون ذلك الشعار بمثلما سقط عمن تناول مواقفهم هذا المقال وليته سقوط افصح عن وجه مليح كالذى وصفه النابغة الذبياني فى فى قصيدته الشهيرة
سقط النصيف ولم ترد اسقاطه
فتناولته واتقتنا باليد
لكنه سقوط يشف عن قبح لا يمكن اخفاءه.

الوسومالأقنعة الإسلاميين الجرائم مجدي عبد القيوم «كنب»

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأقنعة الإسلاميين الجرائم

إقرأ أيضاً:

التعليم المهني… ثروة بشرية كامنة تنتظر استثمارها بالشكل الأمثل ‏في ‏التنمية والإعمار المنشود

دمشق-سانا

مئات الآلاف من طلاب وخريجي التعليم المهني في سوريا يشكلون ‏ثروة ‏بشرية هائلة كامنة لم يتم استثمار إلا بعضها، في وقت السوق متعطشة ‏ليد ‏عاملة تجمع بين التأهيل العملي والأكاديمي، القادر على تلبية ‏متطلبات ‏مرحلة استثنائية بحاجة لكل مخرجات التعليم، وبأقصى الحدود ‏الممكنة.‏

وزارة التربية والتعليم تسعى اليوم إلى الاستفادة ما أمكن من نحو 500 ‏ثانوية ‏مهنية، موزعة بمختلف المحافظات، تعلّم أكثر من 20 مهنة منها ‏الكهرباء، ‏وتقنيات الحاسوب والميكانيك والخياطة وتصميم الأزياء وغيرها، ‏لربط خطط ‏التعليم بخطط التنمية الاقتصادية، وخاصة في مرحلة إعادة ‏الإعمار.‏

مدير التعليم المهني والتقني في الوزارة المهندس عبد المجيد رنه، أوضح ‏أن ‏المدارس الصناعية والتجارية والنسوية تضم حالياً 83 ألف طالب ‏وطالبة، ‏إضافة إلى أعداد أخرى في المعاهد الصناعية، معتبراً أن لدينا ‏الكفاءات ‏والكوادر البشرية اللازمة للانطلاق بعجلة الإنتاج.‏

هذا التعليم، يعاني وفق رنه من عدم توافر الطاقة الكهربائية، ‏والمولدات، ‏والمحروقات اللازمة لتشغيل الأجهزة والمعدات، وضعف تزويد ‏المدارس ‏بالمواد التشغيلية، فضلاً عن الدمار الذي لحق بالبنى التحتية ‏للمنشآت ‏التعليمية، وخاصةً التعليم المهني.‏

المعهد الصناعي الأول، والثانوية الصناعية الأولى بدمشق يقدمان ‏للطلاب ‏المعارف والمهارات العملية التي يحتاجونها في سوق العمل، ‏باختصاصين ‏رئيسيين هما تقنيات الكهرباء والإلكترون، حسب مدير المعهد، ‏المهندس ‏خليل أسعد الذي أوضح، أن اختصاص تقنيات الكهرباء يضم أقسام ‏تعلم ‏التمديدات الكهربائية، ولف المحركات وأنواعها وصيانتها، ‏والطاقات ‏المتجددة لتعلم تركيب منظومة الطاقة البديلة وصيانتها، ‏وبرمجة ‏الإنفرترات الخاصة بها.‏

وأشار إلى اختصاص تقنيات الإلكترون، الذي يضم صيانة ‏الأجهزة ‏الإلكترونية كالترفيه المنزلي، بما في ذلك الشاشات، ‏والتلفزيونات، ‏وأجهزة الراديو، والأجهزة المنزلية الأخرى، وإلى تعليم ‏الطلاب كيفية ‏التحكم بالأقمار الصناعية والمحاكاة، إضافة إلى قسم التحكم ‏الآلي، الذي ‏يُشترك فيه بين كلا التخصصين، حيث يتعلم الطلاب كيفية ‏التحكم في ‏الآلات وبرمجتها.‏

مدرسة مادة (أسس الكهرباء) أولغا الشعار، رأت أن معلومات هذه المادة من ‏الأساسيات، ‏التي ينبغي على الطلاب تعلمها وإتقانها، حيث يتعلمون عناصر ‏الكهرباء ‏وأجهزتها ومقاييسها، وطريقة التوصيل في المنازل.‏

الطالب محمود المصري، من الصف الثالث الثانوي في اختصاص ‏الكهرباء، ‏قال: “أنا أتعلم الكثير عن الآلات الكهربائية والمحركات، وهذا ‏سيساعدني في ‏فهم كيفية عملها، وعندما أتخرج، سأكون قادراً على إجراء ‏صيانة شاملة ‏للمحركات، وهذا شيء مهم جداً في سوق العمل”.‏

الطالب أحمد شويخ، من اختصاص الإلكترون، تحدث بخصوص ما ‏يتعلمه: ‌‏”نحن نتلقى دروساً تتعلق بالأجهزة وكيفية صيانتها، أشعر أنني ‏أكتسب ‏مهارات ستساعدني في حياتي العملية، ويمكنني الدخول إلى سوق ‏العمل ‏بشكل مباشر”.‏

في قسم التصنيع الميكانيكي بمدرسة الصناعة الثانية بدمشق، أكد ‏المدرس ‏أحمد بدران أهمية التطبيق العملي للطلاب على الآلات المتوافرة ‏بالثانوية ‏والمعهد، مبيناً أن هذا التدريب العملي يمكّنهم من الانخراط بسوق ‏العمل ‏بشكل مباشر.‏

التجربة المحلية وتلك التي في الدول المتقدمة صناعياً تؤكد أن التعليم ‏المهني ‏الصناعي ركيزة أساسية في بناء اقتصاد قوي، عبر جيل من ‏المهنيين ‏القادرين على المساهمة الفعالة في مختلف القطاعات، وأن دعم ‏هذا ‏القطاع يعد خطوة إستراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة ‏وإعادة ‏الإعمار المنشود. ‏

مقالات مشابهة

  • «سامسونغ» تكشف عن هاتفها الجديد لشبكات «5G»…. ما أبرز مواصفاته؟
  • إسرائيل تدفع قانونين يمنعان توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها
  • ازمة الاعلام السوداني في ظل التحديات الحالية-بين سمية المطبعجي وزهير حمد والذكاء الصناعي…مقارنة!
  • التعليم المهني… ثروة بشرية كامنة تنتظر استثمارها بالشكل الأمثل ‏في ‏التنمية والإعمار
  • التعليم المهني… ثروة بشرية كامنة تنتظر استثمارها بالشكل الأمثل ‏في ‏التنمية والإعمار المنشود
  • أنا … وقحت وصمود !
  • احتمال وارد… تسع دول سيضربها الكويكب المدمر إحداها عربية
  • القمم العربية.. من قمة إلى قمة، القصة ذاتها… وترامب يكتب السيناريو
  • ما بين الثوابت والتأطير …!
  • “البيئة” ترصد هطول أمطار في (7) مناطق… والرياض تسجّل أعلى كمية بـ (14.7) ملم بالدوادمي