أستاذ بمعهد اللغات والحضارات الشرقية بباريس: اللغة تجعل الإنسان قادرا على الاندماج وتمنحه قدرة لتقبل الآخر
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
أوضح الدكتور توماس سينديه، المدرس بمعهد اللغات والحضارات الشرقية بباريس، أن اللغة تكسب الإنسان نوعا من القوة التحريرية، كما أنها تمنحه قدرة على تقبل الآخر والتعايش معه، من خلال تبادل الثقافات والعادات، حيث تجعله قادرا على الاندماج وتفتح أمامه الطريق لتقاسم العادات والتقاليد مع الآخرين.
وقال سينديه، خلال محاضرة له بمؤتمر «التفاعل بين القيم وأثره على الهوية»، والذي يعقده مركز تعليم اللغة الفرنسية بالأزهر الشريف، بالتعاون مع جامعة «لومير ليون٢»الفرنسية، إن النظام اللغوي عبارة عن ممارسة داخلية في نظام اجتماعي وثقافي، وأن كل مجتمع يفرض عاداته وتقاليده من خلال نظامه اللغوي، مضيفا أن النحو والقواميس والكتب اللغوية كلها تساعد على تكوين لغة متناغمة، مؤكدا أنه لا توجد لغة جامدة أو منغلقة، لأنها تتعرض لظروف اجتماعية تتأثر بها.
ويستضيف المعهد الفرنسي بالقاهرة، أعمال مؤتمر «التفاعل بين القيم وأثره على الهوية»، والتي تستمر حتى غدا الخميس الموافق ١١ من يناير ٢٠٢٤م، يناقش خلالها المشاركون عددا من المحاور، أبرزها «القيم المقدسة والقيم الدنيوية»، «النظام الاجتماعي والرؤى»، «المعايير والاختلافات»، «الأدب بين القيم الجمالية والإبداع»، «التطورات القانونية في عالم متواصل».
ويعد المؤتمر فرصة متميزة للتواصل وتبادل الآراء بين العلماء والباحثين الغربيين ونظرائهم من المصريين والعرب، حول العديد من القضايا والمسائل القانونية واللغوية والأدبية والاجتماعية، بهدف التفكير في «العولمة» وتأثيرها على الأفراد (انتماءاتهم وخصوصياتهم )، والمجتمعات (آدائها ومعتقداتها)، والدول(فيما يخص عمليات إضفاء الشرعية التي تقوم بها)، وذلك سعيا لرسم صورة دقيقة وعامة التبادلات والتأثيرات بين العالمين العربي الإسلامي والغربي.
اقرأ أيضاًوكيل الازهر: مرحلة رياض الأطفال تضم 188 ألف تلميذ في 1795 معهدًا
جهود جناح الأزهر بمعرض الكتاب لرسم البسمة على وجوه ذوي الهمم من المكفوفين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مؤتمر التفاعل بين القيم وأثره على الهوية جامعة لومير ليون٢ الفرنسية
إقرأ أيضاً:
الاتحادات الطلابية يرسمون بمعهد إعداد القادة ملامح الجمهورية الجديدة
تواصل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جهودها لدعم ورعاية قادة المستقبل، حيث شهد معهد إعداد القادة فعاليات الملتقى القمي الثاني لقادة الاتحادات الطلابية بمشاركة واسعة من اتحاد طلاب الجامعات والمعاهد المصرية، في إطار رؤية متكاملة تستهدف تعزيز الوعي الوطني وبناء شخصية قيادية قادرة على المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية. خلال فترة إقامة الملتقى، تحولت ساحات المعهد إلى ورش عمل وتدريبات تفاعلية تعكس إيمان الدولة بدور الشباب في صياغة مستقبل أكثر إشراقًا.
عكست فعاليات الملتقى إلتزام الوزارة بتمكين الشباب الجامعي وتأهيلهم ليكونوا قادة للفكر وصنّاعًا للقرار، وفقًا لتوجيهات الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي يؤكد دائمًا أن الطلاب هم مستقبل مصر، وأن بناء وعيهم وتعزيز قيم الانتماء والمواطنة لديهم يمثل الركيزة الأساسية لاستدامة التنمية، موضحًا أن الوزارة حريصة على توفير منصات حقيقية للحوار وتبادل الرؤى، وإطلاق المبادرات الجغرافية القمية التي تفتح أمام الشباب آفاق القيادة والمشاركة الوطنية.
وأكد الدكتور كريم همام مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة أن الملتقى القمي الثاني جسد صورة مشرقة لشباب مصر الواعي، الذي يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، مشيرًا إلى أن المعهد لا يكتفي بتقديم تدريبات تقليدية بل يعمل على بناء شخصية قيادية متكاملة قادرة على التفكير النقدي والإبداعي، متسلحة بالعلم والانتماء. وأوضح أن كل ورشة وكل نقاش شهده الملتقى لم يكن مجرد نشاط طلابي، بل كان استثمارًا حقيقيًا في بناء جيل جديد يقود قاطرة التنمية في كافة القطاعات.
وشهدت فعاليات الملتقى تنظيم سلسلة من ورش العمل التفاعلية التي وزع خلالها الطلاب المشاركون على السبع أقاليم الجغرافية المختلفة، حيث شارك طلاب جامعات القاهرة الكبرى، الإقليم الشمالي، إقليم وسط الصعيد، إقليم جنوب الصعيد، إقليم الدلتا، إقليم القناة وسيناء، إقليم شمال الصعيد،، في ورش مصممة بعناية لاكتشاف وصقل مهاراتهم القيادية والإدارية.
تناولت الورش موضوعات متعددة شملت تخطيط وتنفيذ الأنشطة القمية الكبرى، إعداد الخطط الإعلامية والهويات البصرية لاتحادات الطلاب، تصميم مبادرات مبتكرة، وإعداد أدوات تقييم الأداء وقياس مؤشرات النجاح بطريقة علمية، مما ساهم في ترسيخ ثقافة العمل المؤسسي والقيادة التشاركية بين الطلاب من خلال تشكيل لجان طلابية إقليمية لمتابعة وتقييم الأنشطة الطلابية.
وكان اليوم الثاني من الملتقى نقطة مضيئة في مسيرة الفعاليات، حيث شارك الطلاب في النسخة الثانية من مبادرة "كن مستعدًا" التي أطلقها وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تحت شعار "مليون مبتكر مؤهل"، بحضور محمد جبران وزير العمل وعدد من ممثلي الشركاء الدوليين والإقليميين، من بينهم منظمة العمل الدولية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومنظمة الإيسيسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق تطوير التعليم برئاسة مجلس الوزراء، وذلك تحت إشراف الدكتور أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل.
وقد وفرت المبادرة فرصة متميزة للطلاب للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجالات الابتكار وريادة الأعمال والمهارات الرقمية، بما يسهم في تهيئتهم لمتطلبات سوق العمل الحديث، وتعزيز قدراتهم على تحويل أفكارهم إلى مشروعات قابلة للتنفيذ تخدم التنمية الوطنية.
واختتمت فعاليات الملتقى وسط أجواء من التفاؤل والطموح، حيث غادر المشاركون معهد إعداد القادة وهم أكثر وعيًا بأدوارهم القيادية، وأكثر استعدادًا للمساهمة بفاعلية في بناء مجتمعهم، حاملين رسالة مفادها أن مستقبل مصر يصنعه شبابها الواعي والمبدع والقادر على مواكبة تحديات العصر.