شفق نيوز/ حذر موقع "ميدل ايست آي" البريطاني من "حرب مفتوحة" في منطقة الشرق الأوسط، تكون بمثابة "كارثة" عليها، معتبراً أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على وقف مثل هذه الحرب، محدداً ثلاث خطوات بإمكان واشنطن القيام بها لاحتواء الموقف، مضيفاً أنه في حال تعذر تحقيق ذلك، فيجب إبرام اتفاق بين الدول المطلة على الخليج، بما فيها العراق، للحفاظ على أمن واستقرار منطقتهم.

وبداية استعرض التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، مجموعة من الأحداث الأمنية التي جرت مؤخراً، بما فيها تفجير مدينة كرمان الإيرانية الذي أوقع أكثر من 300 قتيل وجريح في ذكرى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سلمياني بغارة أمريكية، بالإضافة إلى اغتيال أربعة من قادة الميليشيات العراقية في بغداد في 4 كانون الثاني/ يناير الجاري وهي غارة نفذت بطائرة مسيرة وحملّت الحكومة العراقية مسؤوليتها لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وذلك بعد أيام على اغتيال القيادي العسكري الإيراني الأبرز في سوريا رضي الموسوي، ثم اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري بغارة جوية في بيروت.

إسرائيل ومحور المقاومة

وبعدما أشار التقرير إلى استمرار الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة ومقتل وجرح أكثر من 90 ألف فلسطيني، و2500 إسرائيلي، وتهجير 75% من سكان غزة، وتدمير أكثر من 335 ألف منزل في القطاع الفلسطيني، لفت إلى أن الأمم المتحدة كانت قد قالت إن القطاع تحول إلى مكان "غير قابل للعيش فيه" حتى قبل بدء الحرب الحالية التي ألقي خلالها أكثر من 65 ألف طن من المتفجرات، أي أربعة أضعاف قوة القنبلة النووية التي أسقطت على مدينة هيروشيما اليابانية.

وفي حين أشار التقرير إلى أن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لأكثر من 100 هجوم، وأن الجيش الأمريكي نفذ عدة ضربات جوية انتقامية في العراق وسوريا ضد المسلحين المتحالفين مع إيران، حذر من أن هذه الاشتباكات تُظهر مدى انتشار تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس في أنحاء الشرق الأوسط كافة.

ونقل التقرير عن نائبة رئيس معهد "كوينزي" الأمريكي تريتا بارسي، قولها إن "إسرائيل تريد توسيع الحرب إلى لبنان، ويبدو أنها ترحب بحرب مفتوحة ضد ما يسمى بمحور المقاومة، أي حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحكومة في إيران".

إلا أن التقرير حذر من أن "الحرب الإقليمية ستكون بمثابة كارثة على المنطقة وعلى المجتمع الدولي وحتى على إسرائيل، ولهذا فإن هناك حاجة إلى إجراءات متعددة لاحتواء مثل هذا التهديد الوشيك".

3 خطوات

وفي هذا الإطار، حدد التقرير الخطوة الأولى والأكثر أهمية من أجل تحقيق ذلك، وهي وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، حيث أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بالنفوذ على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفعه إلى القبول بوقف دائم لإطلاق النار.

ونقل التقرير عن اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، قوله إن "كل صواريخنا، والأسلحة، والقنابل الدقيقة التوجيه، والطائرات كافة، تأتي كلها من الولايات المتحدة، وفي اللحظة التي يغلقون فيها الحنفية، لا يمكنك أن تستمر في القتال".

وبعدما قال التقرير إن على الرئيس الأمريكي جو بايدن تغيير المسار الحاصل، أكد أن الخطوة الحيوية الثانية التي يجب القيام بها، هي تحقيق السلام الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو ما يستدعي تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بخيار "حل الدولتين"، وإنهاء 75 عاماً من تهجير الفلسطينيين والاحتلال.

واعتبر التقرير أن الشرق الأوسط لن يكون آمناً أو مستقراً بتاتاً طالما لم يتم التوصل إلى حل عادل وشامل للأزمة الفلسطينية، مضيفاً مجدداً أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تفرض على إسرائيل قبول السلام النزيه والعادل مع الفلسطينيين.

وحول إيران، قال التقرير إن إستراتيجية إسرائيل طويلة الأمد تتلخص بإقناع الولايات المتحدة بمهاجمة إيران، مشيراً في هذا السياق إلى انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من خطة العمل الشامل المشتركة المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني واللجوء إلى سياسة الضغط الأقصى سياسياً وعسكرياً وفرض عقوبات عليها، فيما يعتقد أن نتنياهو هو الذي أقنع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي.

ولهذا، اعتبر التقرير أن الخطوة الرئيسية الثالثة التي يجب القيام بها تتمثل في احتواء التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وإيران، مشيراً إلى أن إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 وإعادته إلى المسار الصحيح، كانت هدفاً رئيسياً لإدارة جو بايدن، وهو ما تحقق من خلال اتفاق بين واشنطن وطهران بوساطة قطرية وعمانية، وجرى بموجبه الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة عبر البنوك قطر، لاستخدامها في الاحتياجات الإنسانية لإيران، والقيام بصفقة تبادل للسجناء بين الأمريكيين والإيرانيين.

وتابع التقرير أنه في إطار الصفقة نفسها، فإن إيران وافقت على الحد من تخصيب اليورانيوم، وسمحت بعمليات تفتيش دولية أوسع لمنشآتها النووية، ووقف هجمات وكلائها على القوات الأمريكية في المنطقة، كما تم السماح لإيران بتصدير المزيد من النفط، والإفراج عن أموال إيرانية مجمدة في العراق تدريجياً.

واشنطن وطهران

إلا أن التقرير، قال إن الحرب الحالية أدت إلى القضاء على الاتفاق المؤقت بين طهران وواشنطن. ونقل التقرير عن مسؤول أوروبي قوله إنه "بسبب هذه الحرب، لن يواصل الأمريكيون المفاوضات مع إيران، لقد ماتت خطة العمل الشاملة المشتركة، والدبلوماسية النووية مع إيران انتهت"، مضيفا أن واشنطن "طلبت من الحكومة القطرية أن تطلب من إيران عدم السعي للحصول على مبلغ الستة مليارات دولار في الوضع الحالي".

وبينما نبه التقرير إلى أن طهران وواشنطن تسيران على مسار تصادمي قال إن الاشتباكات الإقليمية تتصاعد وتواصل إدارة بايدن إصدار عقوبات جديدة ضد إيران التي تقوم كرد على ذلك، بتصعيد برنامجها النووي.

وقال إنه في ظل استمرار حرب غزة، وغياب المفاوضات بين الأمريكيين والإيرانيين والفشل في إحياء الاتفاق النووي، فإن "احتمال التصعيد الإقليمي أصبح أكبر مما كان عليه منذ سنوات".

وأكد التقرير أن إنهاء عقود من المواجهة بين واشنطن وطهران، قضية مطلوبة من أجل لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في الشرق الأوسط، ولهذا يتحتم على قادة البلدين أن يظهروا الشجاعة اللازمة للدخول في حوار واسع النطاق للتوصل إلى اتفاق شامل، بما في ذلك إحياء الاتفاق النووي، وتسوية القضايا الأخرى المتنازع عليها كافة.

الخطة العراقية الخليجية

وختم التقرير بالقول إنه في حال كان هذا الخيار غير واقعي، فإن الدول الثماني المحطية بالخليج، أي العراق وإيران والسعودية والإمارات وقطر وعمان والكويت والبحرين، تحتاج إلى إبرام اتفاق إقليمي كبير يتعلق بهيكل أمني وتعاوني جديد بينهم في الخليج، يشتمل على اتفاق نووي إقليمي وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل كافة.

 ترجمة وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق اسرائيل ايران امريكا الخليج حماس الحرب المفتوحة الولایات المتحدة الاتفاق النووی الشرق الأوسط التقریر أن أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن ترسل مبعوثا إلى إسرائيل وتحذر من حرب مع حزب الله

يتوجه المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل بعد غد الاثنين لبحث التطورات في جبهة لبنان وسط تحذيرات أميركية من تداعيات فتح جبهة جديدة ومخاطر اندلاع حرب مع حزب الله.

ووفقا لصحيفة جيروزاليم بوست سيلتقي هوكشتاين رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وعدد من المسؤولين الأمنيين.

وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن زيارة هوكشتاين تأتي ضمن جهود إدارة الرئيس جو بايدن لمنع فتح جبهة جديدة مع حزب الله اللبناني.

وجاءت تصريحات كيربي بعد أيام من تحذير آخر من مسؤول أميركي كبير، من احتمال نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، قائلا إن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى "عواقب كارثية ونتائج غير متوقعة".

وتحدث المسؤول على هامش القمة السنوية لتعزيز الحوار بين الشرق الأوسط والولايات المتحدة في واشنطن، وقال: "لا يوجد شيء اسمه حرب متحكم بها. إنها ليست لعبة. لا أشك في قدرات الجيش الإسرائيلي، لكن على كلا الجانبين أن يفهما أن العواقب ستكون وخيمة".

وحذر من بعض الأصوات في إسرائيل التي تنادي للحرب مع حزب الله من أجل السماح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، ودعا "لإدراك المخاطر"، لأنه "في مثل هذا السيناريو، قد يُقتل العديد من الإسرائيليين، وقد لا يكون لدى الكثيرين منازل للعودة إليها".

وأضاف: "هناك فكرة أننا يمكننا الذهاب إلى حرب، والقضاء على كل صواريخ حزب الله، وكل شيء سيكون على ما يرام. الأمر ليس بهذه البساطة. لا يوجد حل سحري. لا يمكن القضاء على الجانب الآخر. قد ينتهي الأمر بإسرائيل بدفع ثمن باهظ بدون أن تحقق أهدافها".

وشدد المسؤول أن الحرب في لبنان من المحتمل أن تؤدي إلى تدخل دولي، وهذا يؤدي إلى تسوية دبلوماسية مشابهة للتي تجري مناقشتها حاليا.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية أكدت أن الإدارة الأميركية أدركت أن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست وشيكة وبدأت بالعمل على خطة للحل في الشمال.

وبالتزامن مع الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يتبادل حزب الله مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الحدود أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

مقالات مشابهة

  • عاجل: إيران تتبرأ من الهجوم الصاروخي للحوثيين على إسرائيل وتعلن: أمريكا لست عدو ولن ننجر لحرب إقليمية
  • لافروف: واشنطن تعرقل وقف سفك الدماء بفلسطين
  • لجنة العقوبات تناقش الخميس التقرير النهائي لفريق الخبراء بشأن اليمن
  • لجنة العقوبات بشأن اليمن تناقش الخميس هذا التقرير
  • مبعوث بايدن يصل إسرائيل لعقد محادثات لمنع حرب “شاملة” مع لبنان
  • 14 دولة خليجية وعربية في النسخة الثانية من مشروع "السفراء الشباب"
  • سباق بين بين احتمالات الحرب والجهود الاميركية لمنع اتساعها
  • إسرائيل وحزب الله يتبادلان القصف وقوات الأمم المتحدة تحتمي بالملاجئ
  • مناقشات “إسرائيلية – أمريكية” في واشنطن: “إسرائيل” لا يمكنها البقاء في حرب لا نهاية لها
  • واشنطن ترسل مبعوثا إلى إسرائيل وتحذر من حرب مع حزب الله