تعهدت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، بدعم اقتصاد مصر وإصلاحاته عقب اجتماع مع كبار مسؤوليها الماليين في واشنطن، أمس الثلاثاء، وسط محادثات بشأن زيادة قرض صندوق النقد الدولي للقاهرة البالغ قيمته 3 مليارات دولار.

وقال متحدث باسم صندوق النقد إنه من المقرر أيضا أن يجتمع المسؤولون المصريون، ومن بينهم وزير المالية محمد معيط ومحافظ البنك المركزي حسن عبد الله، مع مديرة الصندوق، كريستالينا جورجيفا، أثناء زيارتهم لواشنطن، من دون خوض في التفاصيل.

وتأتي الاجتماعات في الوقت الذي يقوم فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بزيارة للشرق الأوسط والعمل على تجنب توسع حرب إسرائيل على غزة إلى صراع إقليمي.

وجاء في بيان لوزارة الخزانة أن يلين ناقشت التحديات التي تواجهها مصر جراء الحرب على غزة خلال اجتماعها مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي، ووزيرة التعاون الدولي، رانيا المشاط.

وقالت وزارة الخزانة: "أكدت الوزيرة يلين دعم الولايات المتحدة القوي لمصر وبرنامجها للإصلاح الاقتصادي. وشددت على هدف تعزيز الاقتصاد المصري ودعم النمو الشامل والمستدام".

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قالت إن بلادها ستدعم الاقتصاد المصري في المرحلة الراهنة (أسوشيتد برس) السندات المصرية

وأظهرت بيانات "تريدويب" أن السندات السيادية المصرية بالدولار ارتفعت أكثر من 1.3 سنت، اليوم، بعد تعهدات وزيرة الخزانة الأميركية.

وارتفعت جميع السندات الدولارية لمصر، وزاد سعر استحقاق مارس/آذار 2024 إلى 98 سنتا للدولار، وحققت أسعار الاستحقاق الأطول أجلا في عامي 2050 و2059 أكبر قدر من المكاسب، إذ ارتفعت بما يصل إلى 1.4 سنت في مقابل الدولار.

وكانت جورجيفا، قالت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن صندوق النقد "يدرس بجدية" زيادة برنامج قرض مصر البالغ قيمته 3 مليارات دولار بينما تعاني من التأثير الاقتصادي لحرب إسرائيل على غزة.

وتعاني مصر بالفعل من ارتفاع مستويات الدين الأجنبي، وتأثرت بشدة بالحرب في قطاع غزة التي تهدد بتعطيل حجوزات السياحة وواردات الغاز الطبيعي، وكذلك بالهجمات في الآونة الأخيرة على السفن في البحر الأحمر.

وتزايد حجم الدين الخارجي للبلاد وناهز 165 مليار دولار تقريبا، منها نحو 29 مليار دولار مستحقة للعام 2024.

وتعثر برنامج القرض المصري في ديسمبر/كانون الأول 2022 بعد امتناع القاهرة عن تعويم عملتها بشكل حر أو إحراز تقدم في بيع أصول الدولة.

وأجّل الصندوق صرف نحو 700 مليون دولار كانت متوقعة في 2023، لكنه قال في ديسمبر/كانون الأول الماضي إنه يجري محادثات لتوسيع برنامج الثلاثة مليارات دولار نظرا للمخاطر الاقتصادية الناجمة عن حرب إسرائيل على غزة.

ودعت جورجيفا -قبل عملية طوفان الأقصى بساعات- القاهرةَ إلى خفض قيمة الجنيه المصري "للحفاظ على احتياطياتها الثمينة"، حسبما نقلت عنها وكالة بلومبيرغ، قبل أن تفصح متحدثة باسم الصندوق عن أن الأولوية للمؤسسة الدولية صارت لخفض التضخم.

تغير التوجهات

ويقول الخبير الاقتصادي سمير رؤوف للجزيرة نت إنه ثمة تغير في توجهات صندوق النقد الدولي بعد ازدياد الدور السياسي لمصر مع اشتداد وطأة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأضاف أن ثمة عاملا اقتصاديا يتمثل في أن استمرار الأزمة الاقتصادية من شأنه أن يخفض الصادرات المصرية في وقت أصبحت أوروبا تستخدمها كبدائل للمنتجات الروسية بعد الحرب في أوكرانيا.

في سياق متصل، تراجع معدل التضخم السنوي في مصر إلى 35.2% خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي من 36.4% مسجلة في نوفمبر/تشرين الثاني السابق عليه، وفق بيانات جهاز التعبئة العامة والإحصاء المصري.

وارتفع معدل التضخم الشهري لإجمالي الجمهورية إلى 1.2% لديسمبر/كانون الأول الماضي مقابل 0.9% لنوفمبر/تشرين الثاني السابق عليه.

وارتفعت أسعار مجموعة الطعام والشراب بنسبة 60.1%، كما زادت أسعار الملابس والأحذية بنحو 22%، وصعدت أسعار المساكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود 7.3%، وارتفعت أسعار الأثاث والتجهيزات والمعدات المنزلية والصيانة 38.1%.

وزادت أسعار الرعاية الصحية 16.4%، في حين ارتفعت أسعار النقل والمواصلات 14.9%، كما صعدت أسعار الاتصالات السلكية واللاسلكية 1.8%.

وفي هذا الصدد يقول رؤوف إن معدلات الفائدة في مصر دون المستوى الذي يساعد في خفض معدلات التضخم مستشهدا بمستوى الفائدة في الولايات المتحدة في نطاق 5.25% و5.5% في حين بلغ التضخم 3.1% في نوفمبر/تشرين الأول الماضي.

يشار إلى أن البنك المركزي المصري ثبّت سعر الفائدة خلال الشهر الماضي للاجتماع الثالث على التوالي للجنة السياسة النقدية عند 19.25% على الإيداع و20.25% على الإقراض.

سعر الصرف

وتوقع رؤوف أن تخفض مصر سعر صرف الجنيه المصري (تعوم الجنيه) قبل الإقدام على عمليات بيع الأصول المملوكة للدولة بحسب مقتضيات البرنامج المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، مضيفا أن الهدف من تخفيض سعر صرف العملة يجب أن يكون في هذه الحالة القضاء على الأسعار المتعددة لصرف العملات الأجنبية وخاصة الدولار.

ولفت إلى أن ثمة أسعارا متعددة للدولار؛ فسعره الرسمي في البنك المركزي المصري 30.93 جنيها بينما في السوق الموازية يقترب من 54 جنيها، في حين تقيّم شركات الصيرفة سعر الورقة الخضراء بنحو 58 جنيها وتقيّمه صناعات أخرى بأسعار مختلفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البنک المرکزی الأول الماضی کانون الأول صندوق النقد على غزة

إقرأ أيضاً:

قبل "اجتماع الدوحة".. رسالة أميركا لحماس وإسرائيل

كشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية صامويل وربيرغ، في حديث خاص لـ "سكاي نيوز عربية"، عن آخر تطورات المحادثات الجارية لوقف القتال في قطاع غزة، والذي دخل يومه الـ 277 على التوالي، وأودى بحياة الآلاف من المدنيين.

وقال "وربيرغ" إن واشنطن أرسلت فريقا إلى المنطقة للمشاركة في محادثات مع مصر وإسرائيل وقطر، لتأمين إطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى وقف إطلاق النار.

ويترأس الوفد رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، الذي زار القاهرة الثلاثاء، والتقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وأكد له الأخير "الموقف المصري الرافض لاستمرار العمليات العسكرية في القطاع".
ومن المنتظر أن تلتقي وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل في الدوحة، الأربعاء، من أجل استئناف محادثات وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن في غزة، بحضور "بيرنز" ونظيره المصري عباس كامل.

ضغوط على حماس

وحدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية موقف واشنطن من المحادثات الجارية، قائلا:

ملتزمون بإنهاء الحرب في غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية على المدنيين هناك، ومتفائلون بالتقدم المحرز، ولكن هذه العملية ستستغرق بعض الوقت.تم نقاش خطوات إضافية وقضايا عالقة بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بايدن الأسبوع الماضي لتسهيل إتمام صفقة.بشأن رد حماس على مقترحات الهدنة، فلم نحصل بعد على رد رسمي من الحركة يشير إلى تخفيف شروطها، ولكننا نواصل الضغط عليها من خلال العمل مع شركائنا في المنطقة لدفع هذا الاتفاق قدما.الولايات المتحدة تعمل بنشاط مع شركائها، بما في ذلك مصر وقطر، لضمان تحقيق وقف فوري لإطلاق النار وإعادة جميع الرهائن إلى عائلاتهم، وندعم جهود الوساطة ونأمل في أن تؤدي إلى تخفيف العنف وتحقيق الاستقرار في المنطقة.من المهم التذكير بأن النجاح في المفاوضات يتطلب تنازلات من جميع الأطراف والتزامًا جادًا بالعملية الدبلوماسية، ومع ذلك لا يمكننا التكهن بنتائج المفاوضات الحالية، لكننا ملتزمون بدعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

تقدم في المفاوضات

كان مراسل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي تحدث عن "إحراز تقدم في المحادثات حول صفقة الرهائن" التي جرت في القاهرة الثلاثاء.

وأوضح أن "إسرائيل تبدي ارتياحها لجولة المحادثات التي جرت في القاهرة، لكنها تحرص على عدم تطور التوقعات بشأن معدل تقدم المفاوضات حول الصفقة، وإمكانية التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة".

وقال مسؤول إسرائيلي آخر: "نواجه مفاوضات صعبة ومعقدة ستستغرق عدة أسابيع".

وتقود مصر وقطر جهود الوساطة في الحرب المستمرة منذ 9 أشهربين إسرائيل وحركة حماس، على أمل إنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • انخفاض العجز في الموازنة الأمريكية.. والنقد الدولي يؤكد إمكانية خفض الفائدة بالولايات المتحدة
  • التضخم يتباطأ في أميركا بأكثر من التوقعات في يونيو
  • تركيا تصدر الفستق إلى أسواق 82 بلدا
  • بلومبيرج: سندات الأسواق الناشئة تحظى بشعبية بين المستثمرين بدعم من الإصلاحات
  • قبل "اجتماع الدوحة".. رسالة أميركا لحماس وإسرائيل
  • أستاذة اقتصاد: بيان الحكومة أمام «النواب» لعرض برنامجها افتقد التمكين الاقتصادي للفقراء
  • بمليار دولار.. «بي واي دي» الصينية توقع اتفاق بناء مصنع في تركيا
  • بولندا تتعهد بدعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر"
  • 18 تريليون دولار خسائر أميركا جراء إهمال الصين بشأن كورونا
  • أسعار العملات الأجنبية والعربية مقابل الجنيه اليوم