القمة الثلاثية المرتقبة في العقبة.. الأهداف والتوقعات
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
تعقد في مدينة العقبة الأردنية -اليوم الأربعاء- قمة ثلاثية تجمع الملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، هي الأولى للزعماء الثلاثة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ 96 يوما.
وتأتي القمة الثلاثية تزامنا مع جولة محادثات مكثفة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إسرائيل، ضمن جولة أوسع شملت عواصم عربية عديدة في المنطقة إضافة إلى أنقرة، يرى المراقبون أنها تسعى لمنع اتساع الصراع وبحث مرحلة ما بعد الحرب، وسط تأكيد مسؤولين إسرائيليين على عزم تل أبيب الاستمرار في الحرب حتى الوصولِ إلى قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإعادةِ الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأمام استمرار الإدارة الأميركية في دعمها لإسرائيل عسكريا وسياسيا في حربها على القطاع رغم سقوط آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، ورغم التحركات العربية الساعية لوقف إطلاق النار، وتآكل الدعم الغربي للحرب، تبرز أسئلة عديدة حول أهداف القمة الثلاثية التي تنعقد في العقبة اليوم، وما قد يتمخض عنها من مخرجات وقرارات.
مرحلة ما بعد الحرب
يلفت الكاتب والمحلل السياسي ماجد أبو دياك -في حديث للجزيرة نت- النظر إلى أن القمة تأتي خلال زيارة بلينكن، التي تهدف أساسا إلى إعطاء غطاء جديد لإسرائيل من أجل الاستمرار في حربها.
ويرى أن القمة تأتي في إطار محاولة الترتيب للمرحلة القادمة، حيث يتحدث الجانب الأميركي عن الحد من استهداف المدنيين في غزة، مع التركيز على استهداف المقاومة، علما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال يتلكأ في الانصياع لهذا المطلب الأميركي.
وفي نفس المنحى، يرى السياسي الأردني مروان الفاعوري أن جولة بلينكن تأتي في إطار رسم ملامح المقايضة الأميركية التي تقوم على "خروج المقاومة الفلسطينية من معادلة مستقبل غزة، مقابل تغيير اللهجة الأميركية فقط، وليس وقف الحرب، التي بدأت عبر التسريب وليس التصريح، تشير إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن يمكنها ملامسة مشروع محتمل لوقف إطلاق النار."
وقد أوضح بيان أصدره الديوان الملكي الأردني، بشأن القمة أن القادة "سيبحثون التطورات الخطيرة في القطاع والمستجدات في الضفة الغربية" وأكد أنها تأتي ضمن "جهود الأردن المستمرة في تنسيق المواقف العربية، للضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية بدون انقطاع."
وفي هذا الإطار يذكر المحلل السياسي أبو دياك أن "مصر والأردن أعلنتا من قبل رفضهما لتهجير الفلسطينيين، وعبرتا عن ذلك بوضوح، وهذا موقف مهم، ولكن قد يريدان الآن تنسيق المواقف فيما بعد الحرب."
ويضيف "من الملفت ما ورد في حديث سابق للرئيس الأميركي جو بايدن جاء فيه أن دولا -ذكر من بينها الأردن ومصر وتركيا- أبدت استعدادا للتعامل مع مرحلة ما بعد الحرب، ولكنه لم يوضح طبيعة هذا الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك الدول العربية وتركيا."
توقعات
يرى مراقبون أن القادة الذين سيجتمعون في العقبة اليوم لا يملكون أوراقا سياسية تذكر للضغط على إسرائيل لحملها على وقف جرائمها في غزة، ولا حمل الولايات المتحدة على الاستجابة لمطالبهم بوقف العدوان، ولذلك يتوقع محللون من بينهم ماجد أبو دياك، أن تتضمن مخرجات القمة تأكيد مصر والأردن على موقفهما الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، والمطالبة بوقف الحرب.
ويقول أبو دياك "للأسف حتى الآن نرى أن هناك موقفا مصريا سلبيا في معبر رفح، هذا الموقف الذي يلتزم بما يطلبه الإسرائيلي، والمطلوب -ما دامت هذه الدول مجتمعة في قمة- أن يكون هناك موقف آخر باتجاه إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وفك الحصار وطبعا وقف الحرب."
كما ينتقد أبو دياك المواقف العربية الضعيفة، التي عجزت عن الوصول إلى ما وصلت إليه دول أخرى غير عربية في دعم غزة والوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي، ويأسف لكون "الدول العربية لم تساند جنوب أفريقيا في موضوع رفع شكوى ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية لما ترتكبه من جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة."
والموقف العربي بشكل عام للأسف مازال لا زال دون المستوى المطلوب في مساندة إخوانهم في قطاع غزة سواء من ناحية وقف الحرب أو الدفع باتجاه فتح الحدود وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة."
ووفق تقارير إخبارية، يتوقع أن يدعو الزعماء الثلاثة في ختام قمتهم لوقف فوري لإطلاق النار، ويؤكدون على ضرورة العودة للمسار السياسي لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة، كما يتوقع أن يتضمن البيان الختامي للقمة التأكيد رفض المساعي الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ما بعد الحرب وقف الحرب قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يُبلغ واشنطن بخطط عودة الحرب في غزة.. وتأييد من ترامب
أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أنّ الاحتلال الإسرائيلي أبلغ إدارة الرئيس دونالد ترامب بخطط عودة الحرب في قطاع غزة، قبل تنفيذ الهجمات الجوية الواسعة والمفاجئة.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض لقناة "فوكس نيوز" إن "إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة".
وأشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس ترامب يؤيد عودة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الحرب، وأرسل قاذفات وقنابل وحاملات طائرات للدفاع عن "إسرائيل".
وفي سياق متصل، لفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن تل أبيب أطلعت الولايات المتحدة على خطط مهاجمة قطاع غزة، قبل وقوعها فجر الثلاثاء.
وأضافت الهيئة نقلا عن مصدر أمني لم تسمّه "تم إطلاع الولايات المتحدة على الهجمات في غزة قبل وقوعها".
فيما ادعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن موجة الغارات الجوية واسعة النطاق في غزة "يقع على جدول أعمالها القضاء على المسلحين واستهداف البنى التحتية لحماس".
وأشارت إلى أن العشرات من طائرات سلاح الجو تشارك في عملية قصف واستهداف عشرات الأهداف في القطاع، لافتة إلى أن العنصر الرئيسي كان فيها هي "المفاجأة".
بدروها، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته "النازية"، المسؤولية الكاملة عن تداعيات العدوان الغادر على قطاع غزة وعلى المدنيين العزل والشعب الفلسطيني المحاصر، الذي يتعرض لحرب وحشية وسياسة تجويع ممنهجة.
وقالت الحركة إنّ "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول"، مطالبة الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه.
ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتهما التاريخية في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكسر الحصار الظالم على قطاع غزة.
كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد العاجل لأخذ قرار يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه، وإلزامه بالقرار 2735 الداعي لوقف العدوان والانسحاب من كامل قطاع غزة.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، طالت عددا من المنازل المأهولة، لتنهي اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.