مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 96 يوما، يضغط أصحاب عمل في إسرائيل على موظفين لديهم يخدمون كجنود احتياط في جيش الاحتلال للعودة إلى العمل، ما دفع بعضهم إلى "الخدمة الهجينة"، أي الجمع بين الخدمة العسكرية والعمل المدني، وهو وضع معقد ومشتت ومرهق وصفته موظفة بـ"راقصة التانجو".

ذلك ما خلصت إليه ستاف ليفن، في تقرير بصحيفة "جلوبس" الإسرائيلية  (Globes) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء حرب جيش الاحتلال المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقالت ليفين إن "القانون لا يسمح لأصحاب العمل بالضغط على عمالهم، لكن عمليا يشعر العديد من الموظفين بالحاجة إلى التوفيق بين الجش والعمل".

وتابعت: "ثلاثة أشهر من الحرب تضع أصحاب العمل في موقف حرج، فمن ناحية، يجب عليهم الاستمرار في العمل مع دعم الموظفين الذي يخدمون في الاحتياط، ومن ناحية أخرى، يمنعهم القانون من طرد الموظفين المتغيبين منذ أشهر، لكن العديد من أصحاب العمل يحثون الموظفين على العودة إلى العمل".

وبحسب القاضي إيغال بليتمان، وهو رئيس سابق لمحكمة العمل ومستشار خاص في مكتب محاماة حاليا، فإنه "لا يمكن لصاحب العمل الضغط على رجل أو امرأة تؤدي خدمة الاحتياط بالجيش للعودة إلى العمل".

واستدرك: "لكن يمكن لصاحب العمل أن يطلب من الموظف التأكد من إمكانية تواجده في العمل على المدى الطويل والتغيب عن الخدمة العسكرية لظروف خاصة، طالما أن دوره ليس أساسيا لاحتياجات الجيش".

و"يقول أصحاب العمل إن الضرر الذي لحق بهم كبير، والمنح (الحكومية) لا تغطي كامل تكلفة الموظفين الغائبين، من دفع تأمينات اجتماعية إلى الخسائر الناجمة عن غياب العامل"، كما أضافت ليفين.

وفي أكتوبر الماضي، استدعت إسرائيل قرابة 350 ألفا من جنود الاحتياط، وهم موظفون عاملون في الاقتصاد.

اقرأ أيضاً

الإحباط يتفشى بين آلاف من ضباط وجنود الاحتياط في غزة.. ما السبب؟

الخدمة الهجينة

ليفن قالت إنه "تحت ضغوط أصحاب العمل، يلجأ بعض جنود الاحتياط إلى "الخدمة الهجينة"، وهو نموذج يجمع بين العمل والخدمة الاحتياطية".

وقالت موظفة إنه منذ تجنيدها في الاحتياط، تحاول الاستجابة لصاحبة عملها وأداء الخدمة الاحتياطية في الوقت نفسه".

وتابعت: صاحبة العمل "تسألني من وقت إلى آخر متى سأعود (إلى العمل).، هي لا تمارس ضغطا، لكن الرسالة واضحة جدا: تريد مني أن أنهي الأمر وأعود".

وقالت موظفة أخرى إن الضغوط التي يمارسها عليها صاحب العمل دفعتها إلى العمل في نفس وقت خدمتها في الاحتياط، حتى أصبحت غير قادرة على التأقلم.

وأوضحت: "انتهيت من نوبة عمل مدتها 12 ساعة في الاحتياط، ثم انتقلت إلى نوبة عمل في العمل، لكن بعد فترة لم ينجح الأمر، وأبلغت مديري بأنني لا أستطيع الجمع بين الأمرين".

اقرأ أيضاً

إسرائيل تخطط لتسريح الآلاف من جنود الاحتياط.. إعلام عبري يكشف التفاصيل

الحاجة للوظيفة

موظف ثالث يعمل كضابط احتياط، قال للصحيفة: "مع عدم وجود خيار آخر، آتي إلى العمل مرة واحدة في الأسبوع، بالزي الرسمي وبندقيتي معي، لتقديم الدعم للزملاء في العمل".

وأردف: "بدأ الضغط منذ لحظة استدعائي إلى الاحتياط، ويزداد بمرور الوقت.. دوري في الاحتياط مهمة جدا بالنسبة لي، لكن إذا لم أتمكن من العمل في الوقت نفسه، فلسوء الحظ، لن يكون لدي وظيفة أعود إليها".

بينما قالت مسؤولة تنفيذية كبيرة في قطاع المنظمات غير الحكومية إنها تركت وظيفتها بسبب هذا الوضع، إذ تعرضت لضغوط كثيرة للعودة إلى العمل، وحاولت الجمع بين الأمرين، لكن في النهاية قررت الاستقالة من العمل.

أما لينوي إيليا، وهي مديرة تطوير واستشارات في شركة وتجمع بين الخدمة الاحتياطية والعمل، فقالت إن الجمع بين الأمرين معقد للغاية، وهي أشبه بـ"رقصة التانجو" التي تتطلب تهجين الكثير من التبديلات في الرأس، للانتقال بسرعة من حالة إلى أخرى، ومن هنا يأتي الإرهاق.

اقرأ أيضاً

هجرة للخبرات ونقص بالعمالة.. أزمة اقتصادية متفاقمة بإسرائيل جراء حرب غزة

المصدر | ستاف ليفن/ جلوبس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل جنود الاحتلال أصحاب العمل الخدمة العسكرية جنود الاحتیاط أصحاب العمل فی الاحتیاط إلى العمل الجمع بین فی العمل

إقرأ أيضاً:

مقتل جندي وإصابة قائد كتيبة بجروح خطيرة في تفجير آلية بالضفة الغربية (شاهد)

أعلن جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده، وإصابة قائد كتيبة، بتفجير عبوة ناسفة، في آلية عسكرية في بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت مواقع عبرية، إن القتيل جندي برتبة رقيب، فيما أصيب قائد الكتيبة 8211، بجروح خطيرة، في العبوة الناسفة شديدة الانفجار التي زرعها مقاومون في البلدة، وأدى انفجارها لتدمير الآلية بالكامل.

ونقلت المواقع عن تحقيقات أولية للجيش، أن الجنود، كانوا في مركبة مدرعة  خفيفة من طراز "داوود"، خلال اقتحام لبلدة طمون في طوباس، لحظة انفجار العبوة الناسفة بهم.

وأشارت إلى أن الجندي قتل على الفور بفعل شدة الانفجار، فيما أصيب قائد الكتيبة، وأظهرت صور تناثر حطام المركبة في المنطقة، من شدة الانفجار فيما امتلأ المكان بالدماء.

وقالت مصادر محلية فلسطينية، إن طائرة مروحية، حضرت إلى المنطقة، لإجلاء القتيل والمصابين من جنود الاحتلال.

تزامن ذلك مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والدرون التابعة للاحتلال فوق أجواء محافظة طوباس وقلقيلية وقرى طولكرم ونابلس.

وتشهد طمون اقتحامات متكررة من قوات الاحتلال، وسط مقاومة متواصلة للتصدي من خلال الاشتباكات وتفجير العبوات الناسفة.

وارتكب الاحتلال في الثامن من الشهر الجاري جريمة بقصف تجمع للمواطنين في طمون أدى لاستشهاد الطفلين، رضا علي أحمد بشارات وحمزة عمار أحمد بشارات والشاب آدم خير الدين أحمد بشارات.

إلى ذلك اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الاثنين، بلدة العيساوية شمال شرق القدس، وبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.



وأفادت مصادر محلية، بأن جنود الاحتلال داهموا عدة منازل في البلدتين، خاصة في حي البستان بسلوان، كما أقاموا حاجزا عسكريا على مدخل العيسوية وسط تنكيل بالمواطنين.

وأصيب عدد من المواطنين، اليوم الإثنين، بحالات اختناق، على حاجز جبع العسكري، شمال شرق القدس المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، بأن جنود الاحتلال المتواجدين على الحاجز أوقفوا مركبات المواطنين وأطلقوا قنابل الغاز السام باتجاههم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.

وفي السياق ذاته، شددت قوات الاحتلال، من إجراءاتها، على الحواجز العسكرية المؤدية إلى مدينة القدس، واعاقت حركة تنقل المواطنين وتسببت بأزمات مرورية.


مقالات مشابهة

  • اشتباكات عنيفة في جنين.. إصابات بين جنود الاحتلال وانهيار جزء من المنزل المحاصر
  • “بلومبرغ”: ترامب يواجه دعوى قضائية بسبب أمر يُسهل فصل الموظفين الفيدراليين
  • 40 عملًا مقاومًا في الضفّة المحتلة خلال 24 ساعة
  • 40 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 24 ساعة
  • مشاهد جديدة.. لحظة اعتقال جنود الاحتلال أكثر من 60 فلسطينيا
  • هند رجب تلاحق جنود الاحتلال .. منظمة تطارد مرتكبي جرائم الحرب في كل العالم
  • مقتل جندي وإصابة قائد كتيبة بجروح خطيرة في تفجير آلية بالضفة الغربية (شاهد)
  • جنود الاحتلال يحرقون جثثا قبل انسحابهم من جباليا
  • تدشين برنامج توفير مرتبات الموظفين وسداد الدين لصغار المودعين
  • الثقة والتوازن.. ما سر استمتاع الموظفين بالعمل والحياة في الدنمارك؟