أمنستي تدعو للإفراج عن صحفي تونسي محتجز بتهمة الإساءة لوزيرة
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
دعت منظمة العفو الدولية (أمنستي) السلطات التونسية إلى الإفراج "فورًا ودون قيد أو شرط" عن الصحفي زياد الهاني، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه "لأنها تنبع فقط من ممارسته لحقوقه الإنسانية".
وجاء ذلك قبيل محاكمة هذا الصحفي المستقل، اليوم الأربعاء، والذي تحتجزه السلطات "تعسفا" منذ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي بتهمة "الإساءة" لوزيرة بالحكومة من خلال برنامج إذاعي.
وقالت المنظمة إن "السلطات التونسية تواصل تجاهلها المروع لحرية التعبير عبر معاقبتها صحفيا آخر لمجرد انتقاده مسؤولين حكوميين".
وأضافت أنه من المعيب للغاية أن يقبع الهاني وراء القضبان. وفي حال إدانته، قد يواجه السجن عامين إضافة إلى دفع غرامة لمجرد تعليقاته السياسية الانتقادية.
وأشارت "أمنستي" إلى أن الهاني واحد من عشرات الأفراد الذين اعتقلتهم السلطات تعسفا وحاكمتهم -منذ هيمنة الرئيس قيس سعيّد على السلطة في يوليو/تموز 2021- لمجرد ممارسة حقهم في حرية التعبير.
واستدعت الشرطة الهاني في 28 ديسمبر/كانون الأول 2023، بعد انتقاده أداء وزيرة التجارة على الهواء بوقت قصير. وأمر وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية باحتجازه اليوم نفسه بموجب الفصل 24 من المرسوم رقم 54، وهو "مرسوم قمعي" يتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال و"يمنح السلطات صلاحيات واسعة النطاق لقمع حرية التعبير".
وأول يناير/كانون الثاني 2024، أحال وكيل الجمهورية الهاني إلى القضاء بموجب الفصل 86 من مجلة الاتصالات بتهمة "الإساءة إلى الغير أو إزعاج راحتهم عبر الشبكات العمومية للاتصالات" وهي تهمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل عامين وغرامة. كما أمر بحبسه احتياطيًا.
وسبق أن خضع الهاني للاستجواب من قبل الشرطة 3 مرات على الأقل فيما يتعلق بتصريحاته. ولا يزال يواجه تهمًا منفصلة على خلفية تعليقات أدلى بها في يناير/كانون الثاني 2023 عن الرئيس سعيّد في برنامج إذاعي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حملة تضامنية مع مشجع تونسي اقتلع لافتة شركة تدعم إسرائيل
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في تونس خلال الساعات الماضية جدلا واسعا وتضامنا كبيرا مع الطالب التونسي محمد أمين الطويهري، عضو الحملة التونسية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على خلفية حادثة أثارت اهتمام الرأي العام.
القصة وقعت أمس الاثنين، خلال مباراة جمعت المنتخب التونسي مع نظيره المالاوي في إطار تصفيات كأس العالم 2026 التي أقيمت في ملعب رادس، فقد اقتحم محمد أمين الطويهري أرضية الملعب حاملا علم فلسطين، وبعد رفع العلم، توجه إلى اللوحات الإعلانية المحيطة بالملعب ومزق لافتة دعائية لشركة تدعم الاحتلال الإسرائيلي وسط هتافات الجمهور، وبعد ذلك تدخلت قوات الأمن في الملعب واعتقلته.
مقطع الفيديو الذي أظهر اقتحام محمد للملعب ورفعه العلم الفلسطيني، بالإضافة إلى تدخل قوات الأمن بطريقة عنيفة ضده، أثار موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في تونس.
واعتبر كثير من النشطاء ما قام به محمد "عملا رمزيا" لدعم القضية الفلسطينية، وانتقدوا بشدة ما وصفوه بـ"القمع الأمني" الذي تعرض له.
وتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي وسوما تضامنية مع الطويهري، مطالبين بإطلاق سراحه فورا.
وعبّروا عن استغرابهم من التضييق على شاب اختار التعبير عن موقفه الرافض للتطبيع بوسيلة سلمية.
إعلانوتساءل ناشطون وحقوقيون عن جدوى إيقاف شاب لمجرد رفعه علم فلسطين، خاصة أن رفع العلم لا يشكل تهديدا أو ضررا لأحد.
كما عبروا عن استنكارهم لتناقض المواقف الرسمية، حيث ترفع السلطة شعارات ضد التطبيع نهارا، بينما تتخذ إجراءات قمعية ضد المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية ليلا. وقال بعضهم:
"إيقاف الطويهري لمجرد رفعه علم فلسطين في الملعب يكشف عن نفاق الشعارات، أي منطق هذا الذي يرى في تمزيق لافتة إعلانية جريمة لكنه يتعامى عن تمزيق أوطان بأكملها؟ السلطة التي تخشى علما في يد شاب هي سلطة واهية تخشى الحقيقة أكثر من الفوضى".
View this post on InstagramA post shared by صدى فلسطين (@palestine.echo)
بعد توقيفه، أحيل محمد أمين الطويهري إلى النيابة العمومية، حيث تم الاحتفاظ به ليتم تقديمه صباح اليوم الثلاثاء 25 مارس/آذار أمام المحكمة الابتدائية ببن عروس.
ووجهت له تهم تتعلق بـ"الاقتحام والتشويش وإثارة الشغب". وقد دعت حملة مقاطعة كارفور تونس وعدة منظمات داعمة للقضية الفلسطينية الجماهير إلى التجمع أمام المحكمة للتعبير عن تضامنهم مع الطويهري.
وبعد سماع وكيل الجمهورية للطويهري، تقرر تأجيل الجلسة المتعلقة بالقضية. وأشارت الحملة إلى أن الطالب سيبقى في حالة انتظار لتحديد موعد جديد لجلسة المحاكمة، مع استمرار متابعته على خلفية التهم المنسوبة إليه.
ومع انتشار قصة محمد أمين الطويهري، أطلق ناشطون حملة تضامن واسعة عبر مواقع التواصل، حيث وصفه البعض بالـ"بطل"، مؤكدين أن موقفه يعكس نبض الشارع التونسي الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال. وكتب أحدهم:
"محمد أمين الطويهري واحد منّا.. شاب عبر بطريقته عن موقف نبيل تجاه قضية فلسطين، لم يرتكب عنفا، ولم يخرب، فقط أراد لفت الانتباه لقضية عادلة. مكانه في الجامعة، وليس في السجن".
إعلانودعا عدد من النشطاء إلى التضامن الميداني مع الطويهري، معتبرين أن الحادثة ليست قضية فردية بل تمس بالحريات العامة وحق التعبير السلمي. وأشار آخرون إلى أن هذه الحادثة تفتح باب النقاش حول ازدواجية المواقف في التعامل مع القضايا الوطنية والدولية.
محمد امين الطويهري واحد منا …
مؤمن اللي فما حق ضايع في فلسطين حب يعبر على مساندتو بطريقتو ،لا ارتكب عنف و لا كسر ملعب
اللي عملو حركة رمزية للفت الانتباه لقضية عادلة
مكانو في الجامعة مش فالحبس
الحرية لمحمد أمين و الحرية لفلسطين ????????
و المجد للشعب التونسي صاحب الصوت العالي ???????? pic.twitter.com/bd4TTvrqE4
— khaled tns (@khaled_tns) March 25, 2025