هل أنت مصاب بفيروس كورونا أم الأنفلونزا أم مجرد نزلة برد مزعجة؟ الدليل النهائي حول كيفية التمييز بين ثلاثة أمراض
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
تحذيرات من تجدد الإصابات بفيروس كوفيد والأنفلونزا وغيرها من الأمراض الموسمية في أوروبا؛ إذ يخشى خبراء الصحة من استمرار تزايد حالات الإصابة في الأسابيع القادمة نتيجةً لتبادل الأشخاص للزيارات في الأماكن المغلقة خلال فترة العطلات.
ومع الظروف الجوية الباردة في يناير، يتوقع أن يؤدي اللقاء داخل المنازل، بالإضافة إلى عودة الناس إلى المكاتب والفصول الدراسية وظهور سلالة جديدة متسببة في فيروس كوفيد، إلى زيادة معدلات الإصابة بشكل متسارع.
ومن جانبها، حثت السلطات الأشخاص الذين يعانون من السعال والتهاب الحلق أو سيلان الأنف على تقليل التواصل مع الفئات الضعيفة، مثل كبار السن والنساء الحوامل وأولئك الذين يعانون من حالات صحية متقدمة، خشية أن يصبحوا جدًا مرضى نتيجةً للإصابة بالفيروس.
لذا، ما هي علامات الإصابة بفيروس كوفيد الآن؟ وكيف يمكن التمييز بينه وبين الإنفلونزا؟
علامات الإصابة بـ"كوفيد 19"في بداية جائحة كوفيد، كان فقدان الحاسة أو التذوق والشم، والسعال المستمر والحمى، هي العلامات الثلاث للفيروس. مع تطور سلالات جديدة وتأثير اللقاحات وتكرار الموجات الوبائية، توسعت القائمة الرسمية للأعراض.
وتظهر أحدث البيانات من مكتب الإحصاءات الوطني (ONS) أن الصداع وسيلان الأنف والسعال هي من بين أكثر الأعراض شيوعًا المُبلَغ عنها.
كما تُسجّل الألم العضلي والتهاب الحلق والتعب كثلاثة أعراض تُسجّل بشكل متكرر، إلى جانب ضيق التنفس وفقدان الشم والتذوق فجأة.
ويُحذّر الخبراء من أن الحالات الخطيرة قد تؤدي إلى مضاعفات مثل ألم الصدر والارتباك وتغيّر لون الشفاه أو الوجه إلى لون أزرق، مما يشير إلى الحاجة إلى رعاية طبية فورية.
أعراض الإنفلونزاأما فيروسات الإنفلونزا، غالبًا ما تسبب السعال، وهو أكثر أعراض الفيروسات الموسمية تشابهاً. ولكن تكون علامات الإنفلونزا عادةً أكثر شدة من نزلات البرد ويمكن أن تسبب حتى مشاكل في المعدة. قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات، مثل الالتهاب الرئوي، خاصةً بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وقال البروفيسور رون إيكلز، الذي كان يدير مركز نزلات البرد المشترك في جامعة كارديف قبل تقاعده: "تظهر أعراض الإنفلونزا عادةً بأعراض الجسم مثل الرعاشة والحمى والصداع وآلام وآلام العضلات. الإنفلونزا تشعر بالأسوأ لأن الأعراض تؤثر على الجسم بأكمله ولا تقتصر على نزلات البرد".
وأضاف: "الأعراض الهضمية مثل القيء والإسهال تكون أكثر انتشارًا في حالات الإنفلونزا".
وتظهر آخر بيانات من وكالة الصحة البريطانية (UKHSA) أن حالات الإنفلونزا في ارتفاع. ارتفعت معدلات الإستشفاء إلى 6.8 لكل 100،000 شخص في إنجلترا في الأسبوع المنتهي في 31 ديسمبر، بزيادة ثلث في أسبوع وبمعدل عشر مرات أعلى من شهر واحد مضى. ومع ذلك، فإن المستويات أقل من نفس الأسبوع في العام الماضي (12.7)، الذي كان أسوأ موسم إنفلونزا منذ عقد بسبب رفع القيود عن كوفيد.
إليك جدول يقارن بين أعراض فيروس كوفيد-19 والإنفلونزا:كوفيد-19 | الإنفلونزا | |
الأعراض الشائعة | فقدان الحاسة أو التذوق والشم، سعال مستمر، حمى، صداع، سيلان الأنف، ألم عضلي، التعب، ضيق التنفس، فقدان فجائي للشم والتذوق | سعال، رعاش، حمى، صداع، آلام العضلات والمفاصل، سيلان الأنف التعب، قيء وإسهال |
أعراض خطيرة | ألم في الصدر، الارتباك، تغيير لون الشفاه أو الوجه إلى اللون الأزرق | التهاب رئوي (التهاب الرئتين) وخاصةً بين الفئات الأكثر عرضة للخطر |
تشابه | يمكن أن تظهر السعال وسيلان الأنف في كليهما يمكن أن يكون هناك تشابه في الأعراض الجسمية مثل الصداع والتعب | يشمل التشابه في السعال وسيلان الأنف |
تباين | يُشدد في كوفيد-19 على أهمية فقدان الشم والتذوق كعلامات مميزة. الإنفلونزا تظهر بأعراض شديدة مثل الآلام العضلية والرعاش والتهاب الحلق بشكل أكبر | |
يرجى مراعاة أن هذا الجدول يُقدم نظرة عامة وقد تختلف الأعراض من فرد لآخر.
وإذا كنت تعاني من أعراض مشابهة أو تشعر بقلق، يُفضل دائمًا الاتصال بمحترف الرعاية الصحية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإصابات بفيروس كوفيد أعراض الإنفلونزا الامراض الموسمية الظروف الجوية تزايد حالات الإصابة کوفید 19
إقرأ أيضاً:
الوهم التراكمي: هل الوعي الجمعي محض تكرار بأدوات أكثر تعقيدًا؟
إذا كان التطور، في جوهره، آلية صماء تحكمها المصادفة والضرورة كما قال جاك مونو، فهل يمكننا أن نقول الشيء ذاته عن تطور الوعي الجمعي؟ هل تصاحبه ذات الحتميات التي تسوق الكائن البيولوجي نحو أشكال أكثر تعقيدًا؟ أم أن الوعي يسبح في مدار مستقل، متحررًا من تلك الآليات؟
إن كان هناك ارتباط بين التطور البيولوجي والتطور الفكري، فلماذا نجد أنماطًا فكرية واجتماعية بدائية لا تزال قائمة حتى اليوم، رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل؟
حين تحدث داروين عن التطور، لم يكن يطرح مجرد سردية علمية حول التغيرات التي تطرأ على الكائنات عبر العصور، بل كان يؤسس لإطار كوني يحكم كل أشكال الحياة. الجينات الطافرة، والانتقاء الطبيعي، والظروف البيئية الحاسمة، كلها عناصر ترسم خريطة الصعود والهبوط في مسيرة الكائنات الحية. ولكن، هل ينطبق ذلك على الأفكار والمعتقدات والأنساق الاجتماعية؟
إذا كان الدماغ البشري قد تطور ليستوعب أنماطًا أكثر تعقيدًا من التفكير والتأمل، فلماذا لا نشهد تطورًا موازيًا في السلوكيات الجماعية بنفس الوتيرة؟ بل لماذا تبدو بعض المجتمعات وكأنها تعود إلى أنماط تفكير بدائية، رغم تراكم المعرفة؟
إن كان العقل وليد الدماغ، وكان الدماغ منتجًا بيولوجيًا خاضعًا لقوانين التطور، فمن الطبيعي أن نسأل: هل تتطور الأفكار والمعتقدات كما تتطور الكائنات؟ أم أن الوعي الجمعي، بكل تجلياته السياسية والثقافية، محكوم بمنطق مختلف، أكثر تعقيدًا، وربما أكثر عبثية؟
إذا كان الفكر البشري محكومًا بعملية انتقاء شبيهة بالانتقاء الطبيعي، فلماذا تستمر بعض الأفكار الرجعية والقمعية في البقاء رغم عدم فائدتها الواضحة؟ ألا يفترض بالتطور الفكري أن يعمل على تصفيتها لصالح أنساق فكرية أكثر تقدمًا؟ أم أن الأفكار، على عكس الكائنات الحية، لا تخضع تمامًا للانتقاء الطبيعي، بل تُعاد برمجتها وفق ضرورات سياسية واقتصادية؟
إن ما بعد الحداثة، بتهكمها العميق على السرديات الكبرى، تجعلنا نتساءل: هل الوعي الجمعي يتطور حقًا، أم أنه يعيد إنتاج نفسه في أشكال جديدة، بينما يبقى الجوهر ثابتًا؟
إن المجتمعات البشرية، رغم كل ما شهدته من “تقدم”، ما زالت تعيد إنتاج ذات الأنماط القمعية، ذات الانقسامات البدائية، ذات النزعات البدائية نحو العنف والسيطرة والخرافة. فهل نحن نتطور، أم أننا ندور في دوائر وهمية؟
في هذا السياق، نجد أن الديمقراطية، مثلًا، تُقدَّم لنا باعتبارها تتويجًا لمسار طويل من التطور السياسي، لكنها قد تكون في جوهرها إعادة تشكيل لأشكال قديمة من السلطة تحت مسميات جديدة.
الإنسان الحديث، رغم ثورة المعلومات والتكنولوجيا، ليس بالضرورة أكثر وعيًا من الإنسان الذي عاش في أثينا قبل ألفي عام. ربما تغيرت الأدوات، لكن هل تغيّر الإدراك؟ أم أن وعيه أصبح مجرد انعكاس جديد لآليات السيطرة والتطبيع التي فرضها النظام الرأسمالي، كما يرى فوكو ودريدا؟
لعل أبرز ما يجعل مسألة تطور الوعي الجمعي معقدة هو أن الأفكار لا تُختبر بنفس القسوة التي يختبر بها الانتقاء الطبيعي صلاحية الجينات. في علم الأحياء، الكائن غير القادر على التكيف يختفي ببساطة، لكن في عالم الأفكار، يمكن للخرافة أن تعيش جنبًا إلى جنب مع العلم، ويمكن للأيديولوجيا أن تتجدد حتى بعد أن يثبت فشلها. هنا يتضح أن التطور الفكري لا يتبع نفس المنطق الذي يتبعه التطور البيولوجي. هناك آليات أخرى تلعب دورها، مثل السلطة، الإعلام، الاقتصاد، والدين، وجميعها تسهم في إعادة إنتاج الأفكار بدلًا من السماح لها بالانقراض الطبيعي.
إذا كان هناك عامل يمكن أن يدفعنا للقول بأن الوعي الجمعي يتطور، فهو التكنولوجيا. لكنها تطرح معضلة فلسفية: هل التكنولوجيا تطور في الوعي، أم أنها مجرد تضخيم لقدراتنا البيولوجية دون أن تمس جوهر إدراكنا للعالم؟ هل الإنترنت جعلنا أكثر وعيًا، أم أنه صنع وهمًا بالمعرفة، بينما أغرقنا في الضوضاء المعلوماتية؟
هنا، نجد أن الثورة الرقمية، رغم وعودها بتحرير المعرفة، ربما تكون قد خلقت شكلًا جديدًا من العبودية الفكرية، حيث يُعاد تشكيل العقول من خلال الخوارزميات، وتتحكم الرأسمالية الرقمية في تدفق الأفكار بطرق غير مسبوقة.
هل نحن إذن أمام وعي متطور، أم أمام نسخة أكثر تعقيدًا من التلقين الجماعي؟
التحولات الرقمية لم تأتِ فقط بمزيد من المعلومات، بل جاءت أيضًا بقدرة أكبر على التلاعب بالعقول وتوجيه الإدراك الجمعي. في السابق، كانت الأيديولوجيات تفرض نفسها من خلال الدولة و المنابر الدينية، أما اليوم، فهي تُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتحول الحقيقة إلى مجرد وجهة نظر وسط ضجيج لا ينتهي. هل هذا تطور؟ أم أنه مجرد إعادة إنتاج لفكرة “التحكم في الوعي”، لكن بأساليب أكثر ذكاءً؟
نيتشه كان سيضحك ساخرًا من فكرة أن الإنسان “يتطور” نحو حالة وعي أرقى، فهو يرى أن كل محاولة لتصوير التقدم العقلي كحتمية تطورية ما هي إلا امتداد للوهم الديني الذي جعل الإنسان يعتقد أنه محور الكون.
ربما ما يحدث ليس تطورًا، بل تراكبًا معقدًا للمعرفة، يجعلنا نظن أننا نتحسن بينما نحن في الحقيقة نعيد تدوير نفس التساؤلات والأزمات. ولو نظرنا إلى التاريخ، لوجدنا أن الأسئلة الوجودية الكبرى التي طرحها الإغريق ما زالت قائمة اليوم، وإن اختلفت لغتها. هل يعني ذلك أن الوعي الجمعي عالق في نقطة معينة، يعيد تشكيل نفسه باستمرار دون أن يتحرك فعليًا نحو “أعلى”؟
وإذا كان هناك تطور في الوعي الجمعي، فهو ليس خطيًا، وليس بالضرورة تصاعديًا. قد يكون تطورًا في “الأدوات”، لكنه ليس تطورًا في “الفهم”. وهنا، نعود إلى السؤال الأساسي: هل نحن، كبشر، نتطور في وعينا بقدر ما نتطور في أجسادنا؟ أم أن وعينا الجمعي، مهما تغيرت أشكاله، محكوم بديناميكيات أزلية لا يمكن تجاوزها؟
ربما الإجابة ليست في العلم، ولا في الفلسفة، بل في اللحظة التي يتأمل فيها الإنسان نفسه، ويدرك أن كل ما يراه حوله، مهما بدا معقدًا، قد يكون مجرد نسخة جديدة من القديم، بواجهة أكثر حداثة، ولكن بجوهر لم يبارح مكانه منذ الأزل. أو ربما، وللمفارقة، يكون التطور الوحيد الذي شهدناه هو قدرتنا المتزايدة على خداع أنفسنا بأننا نتطور.
zoolsaay@yahoo.com