اختبر رواد فضاء وكالة الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء (ناسا) مصعد المركبة الفضائية العملاقة ستارشيب مرتدين بزاتهم الفضائية لغرض محاكاة البيئة الفضائية ضمن المراحل الأخيرة من التحضير، وذلك في ظلّ سعي وكالة الفضاء الأميركية إلى إعادة إحياء النشاط البشري على سطح القمر خلال السنوات القليلة القادمة.

وبموجب عقد الشراكة المبرم، فإنّ شركة تصنيع الطيران والنقل الفضائي "سبيس إكس" تكفّلت ببناء المركبة الفضائية ستارشيب التي ستهبط بروّاد الفضاء على سطح القمر، بعد اصطحابهم من مركبة أوريون الفضائية التي سوف تكون في مدار حول القمر.

ووفقا للخطّة الأولية سيبقى رواد الفضاء داخل المركبة الفضائية ستارشيب على سطح القمر لسبعة أيام، وفي غضون تلك المدّة ستكون هناك بعض الأنشطة التي تستوجب هبوط روّاد الفضاء بأنفسهم على سطح القمر عبر مصعد مخصص لأداء هذا الغرض.

وجاء تصميم المصعد لنقل الطاقم وجميع المعدات والآلات من المركبة الفضائية إلى سطح القمر، والعكس كذلك، وقد خضع مؤخرا لاختبارات مكثفة في ما يتعلّق بكافة الوظائف المخوّل بها، ودراسة قدرته ميكانيكيا على التجاوب مع رواد الفضاء، وذلك بسبب الدور المحوري الذي سيقوم به في مهمة العودة إلى القمر، علما بأنّ ارتفاع المركبة الفضائية يبلغ 50 مترا، وهو ما يعادل تقريبا 15 طابقا.

ويحتوي المصعد على مساحة وفيرة لنقل المعدات والأدوات الميكانيكية، ويحتوي كذلك على لوحة تحكم سهلة الاستخدام تسمح لرواد الفضاء بالتحكم بسلاسة وفعالية، وتوجود أيضا مزالج للبوابة تضمن سلامة الرواد والأدوات من سقوطها نحو الأسفل.

ويشير مسؤولون في ناسا إلى أنّ هذه التجربة تكمن أهميتها ليس في اختبار مدى كفاءة المصعد فحسب، وإنما بمنح الشعور وتجربة مماثلة لرواد الفضاء عن آلية وطبيعة العمل على سطح القمر.

وتهدف وكالة ناسا في مهمة أرتميس 3 إلى إرسال أوّل مجموعة بشرية إلى القمر بعد انقطاع طويل منذ برنامج أبولو الذي شهد هبوط آخر رائدي فضاء عام 1972. ونظرا للمنافسة الشرسة التي وقعت خلال العامين الماضيين بين شركتي سبيس إكس وبلو أورغين على الحصول على عقد بناء مركبة فضاء في مهمة الهبوط على سطح القمر، والتي فازت فيه شركة سبيس إكس، حدث تأخير كبير أدى إلى تأخير عملية الهبوط إلى عام 2027 بدلا من العام المقبل كما كان مقررا له.

وأما مهمة أرتميس 2 المأهولة فالمقرر إجراؤها نهاية هذا العام، وستشهد إرسال 4 رواد فضاء في مدار حول القمر، والتي ستكون تمهيدا للبعثة التالية إذا ما سارت الأمور وفقا للخطة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المرکبة الفضائیة على سطح القمر رواد الفضاء

إقرأ أيضاً:

د. نزار قبيلات يكتب: «أبوظبي للكتاب».. فضاء حقيقي ومدهش

شرّع معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أول أمس، أبوابه لهذا العام ببريق مختلف هذه المرّة، فهو معرض يقوم على تزامنٍ يشمل تجسيد المعرفة ونقلها وتقديمها بأساليب غير اعتيادية، إذ المعرفة التي يلقاها زائر المعرض اليوم جد مختلفة لأنها ستقدم بمذاق ثقافة الكاريبي المطهّوة بتمهّل على نكهات أوروبية وآسيوية ووصفات أفريقية، كل ذلك بحضور ابن سينا الذي تم استدعاؤه لتكتمل المائدة المقدمة للزوّار الذين سيجدّدون علاقتهم مع الكتاب الرقمي، رغم صيحات الرقمنة والذكاء الاصطناعي التي عملت على إعادة هضم الكتب وتقديمها في كثير من الأحيان على شكل وجبات خفيفة وسريعة، فابن سينا فيلسوف الزمان، وأحد أبرز من تركوا أثراً بائناً في لوحة الحضارة الإنسانية جمعاء، أما الكتاب المحتفى به، والذي سيقدم على موائد الزوّار، فهو «ألف ليلة وليلة»، حيث سيُجدد الاشتباك معه عددٌ من النّقاد والمفكرين اللامعين الذين سيفتشون من جديد في جعبة حكايات شهرزاد، كاشفين عن سحر السرد الخالد في هذا الكتاب النفيس، فالمعرض فتح ذراعيه لأهم الكتّاب والفنانين الحاصلين على جوائز عالمية ومكانة مرموقة، لكنه أيضاً يرحب بالعديد من أصحاب المواهب في الموسيقى والشعر والفلسفة والفنون الخمسة. فبساتين المعرض وأجنحته، كما ذكرنا، زاخرة سيقطف منها الزائر أنّى شاء من لذيذ المعارف على اختلاف الحقول الإنسانية، فمحاضراته لا تقتصر على ما تعرضه دور الكتب من إصدارات حديثة وكتب ومجلات ومخطوطات، فالزائر سيكون أمام فضاء حقيقي ومدهش تتزامن فيه لقاءات السّرد المسموع «البودكاست» مع منابر يلقي من عليها الشعراء ألذّ قصائدهم، وفي الجناح المقابل سنرى أمهر الطهاة وهم يكشفون عن أسرار أشهى الأطعمة والأطباق العالمية في محاضرات تسرد بشغف لا يخلو من اللّذة والتشويق، وفي ذات الوقت سنجد حلقات تعليم تدعو الزوار لتلقي محتوى بيدغوجي عصري، وإلى ذلك ثمة ركن للفنون يسرّح فيه الزائر بَصرَه، محاولاً لمس الجمال بيديه قبل عينيه، هذا المعرض سيشهد جمهرة يشعر فيها القرّاء والمفكرون والمبدعون بأنهم شركاء في صناعة الثقافة والإبداع، فالمعرض هذا العام وبهذا العطاء يؤكد أن للكتاب مكانته التي ستُكمّل مشروع الذكاء الاصطناعي، دون أن يلغي أحدهما حضور الآخر.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة جناح صندوق الوطن يعزز دور الهوية واللغة العربية لدى الشباب «الأرشيف والمكتبة الوطنية».. مشاريع ومبادرات مبتكرة في الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • ليلي تعتذر لكاتي بيري بعد انتقاد مشاركتها في رحلة “بلو أوريجين” الفضائية
  • مصر تشارك في اجتماع رؤساء وكالات فضاء دول البريكس 2025
  • وضع حجر أساس مشروع لتعبئة وإنتاج اسطوانات الغاز المركبة بالمنطقة الصناعية في السخنة
  • التجارة تستدعي 6,416 مركبة هيونداي GENESIS
  • رائد فضاء باكستاني سيكون أول أجنبي على متن محطة الفضاء الصينية
  • الصين تدرس إنشاء محطة نووية على القمر بالتعاون مع روسيا.. تفاصيل
  • د. نزار قبيلات يكتب: «أبوظبي للكتاب».. فضاء حقيقي ومدهش
  • بيانات: قمر روسي مرتبط بالأسلحة النووية "أصبح خارج السيطرة"
  • الصين تخطط لبناء مركز دولي لأبحاث الفضاء
  • قمر صناعي روسي يخرج عن السيطرة... انتكاسة لبرنامج الأسلحة الفضائية؟