الإمارات تقود مشروع استئناف الحضارة العربية واستنهاض همم أبنائها
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
أبوظبي - وام
تقود دولة الإمارات مشروع استئناف الحضارة العربية، واستنهاض همم أبنائها، وتحفيزهم على البحث العلمي والتطوير والإبداع في المجالات كافة.
وتمضي الإمارات قدما في هذا المشروع، استنادا إلى خبراتها الطويلة وتجربتها الناجحة في الجمع بين الحداثة والأصالة، وبين الارتقاء المادي والحفاظ على القيم والموروث والهوية الوطنية، وبين علمية مسيرة التنمية وإنسانيتها، التي أسهمت في بلوغها موقعا متقدما بين الأمم.
مبادرة نوابغ العرب
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، مبادرة «نوابغ العرب»، بهدف تحديد أهم النوابغ العرب ورعايتهم وتمكينهم وتطوير أفكارهم، بالتعاون مع أفضل الشركاء العالميين، لتعظيم أثرهم الإيجابي في المنطقة. وتترجم«نوابغ العرب»مساندة الابتكار والإبداع والتقدم العلمي والمعرفي والثقافي والفكري في الوطن العربي، إلى دعم ملموس يحتفي بهذه الفئة الفذة المؤثرة إيجاباً في محيطها والعالم.
وتهدف المبادرة إلى تكريم المتميزين في العالم العربي، وتسليط الضوء على أدوارهم الداعمة لاستئناف إسهام المنطقة العربية في الحضارة الإنسانية، وتقديم مختلف أشكال الدعم للمبدعين العرب، وتوسيع أثر إنجازاتهم محلياً وعربياً وعالمياً. وشهدت دبي، يوم الإثنين الماضي، حفل تكريم الفائزين الستة بالدورة الأولى من جوائز مبادرة«نوابغ العرب»، وهم: الدكتور هاني نجم عن فئة الطب، والبروفيسور فاضل أديب عن فئة الهندسة والتكنولوجيا، والدكتور محمد العريان عن فئة الاقتصاد، والبروفيسورة نيفين خشاب عن فئة العلوم الطبيعية، والمعمارية لينا الغطمة عن فئة العمارة والتصميم، والبروفيسور واسيني الأعرج عن فئة الأدب والفنون.
تحدي القراءة العربي
يعد «تحدي القراءة العربي”، التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، وأطلقت دورته الأولى في العام الدراسي 2015 - 2016، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي«رعاه الله».
ويهدف هذا المشروع التنويري المتميز، إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وترسيخ التحصيل العلمي والمعرفي ثقافة يومية في حياة الطلبة، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وصولاً إلى إثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية وتعزيز مكانتها لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع. كما يهدف إلى فتح الباب أمام الميدان التعليمي والآباء والأمهات في العالم العربي لتأدية دور محوري في تغيير واقع القراءة وغرس حبها في الأجيال الجديدة. ويسعى التحدي إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء عبر إطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.
وسجّل تحدي القراءة العربي في موسمه الأخير أرقاماً قياسية عبر مشاركة 24,8 مليون طالب وطالبة من 46 دولة عربية وأجنبية من 188 ألف مدرسة، بينهم 22,500 مشارك من أصحاب الهمم.
مركز الشباب العربي
كرس«مركز الشباب العربي»، الذي تأسس في فبراير2017 وتستضيفه العاصمة أبوظبي، موقع دولة الإمارات حاضنة رئيسة لتطلعات وطموح الشباب العربي ورعاية طاقاتهم وتشجيعهم على الابتكار والتسلح بالمعرفة والعلم. وأطلق المركز خلال السنوات الماضية مجموعة من المبادرات والمشاريع، التي تعزز دور الشباب العربي الإيجابي في التنمية المستدامة بمجتمعاتهم، ومن بينها مبادرة«هاكاثون الشباب العربي»من أجل تحفيز الشباب على مشاركة أفكارهم وتقديم الحلول والمقترحات التي تخدم واقعنا اليوم، ومبادرة«سوق مشاريع الشباب العربي»وهو سوق إبداعي يعرض أفضل المشروعات الشبابية الرائدة في العالم العربي والأفكار المبتكرة والجديدة، بغرض ربطها مع المستثمرين لإيجاد التمويل لها، بالإضافة إلى مبادرة«حلول شبابية»وهي مسابقة مبتكرة، تمنح الفرص للشباب العربي لعرض ابتكاراتهم وحلولهم المختلفة لأبرز التحديات.
ومن البرامج المتميزة التي أطلقها المركز،«برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة»، الذي يهدف لتطوير قدرات دبلوماسية تخصصية لدى الشباب المشاركين، وإتاحة الفرصة أمامهم لعقد شراكات، وعلاقات تعاون وتبادل المعارف والخبرات.
وأنجز المركز مئات البحوث التي تضمنت دراسات وتقارير ترصد واقع الشباب العربي، وتستعرض أهم التوجهات المستقبلية حول سلوكيات الشباب وتطلعاتهم والبيانات حولهم، من بينها «بحث 100 سؤال عن الشباب العربي»، وهو كتيب يجمع حقائق عن الشباب العربي، عن طريق طرح «100 سؤال» يخص الشباب، و«تقرير الشباب العربي والاستدامة»، الذي يستهدف التركيز على إبراز دور الشباب العربي في دعم أهداف التنمية المستدامة، عبر تسليط الضوء على عدد من المبادرات.
«مليون مبرمج عربي»
أتاحت مبادرة «مليون مبرمج عربي»، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي أشرفت عليها مؤسسة دبي للمستقبل منذ إطلاقها عام 2017، الفرصة لأكثر من مليون مبرمج عربي للتسجيل والمشاركة في المبادرة الأكبر من نوعها في المنطقة من أي مكان في العالم.
وجاء ذلك عبر منصة «يوداستي» التعليمية الرقمية المتخصصة في توفير المحتوى التعليمي الرقمي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة المطلوبة في سوق العمل، مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن الإلكتروني وتعلم الآلة، وغيرها. ووفرت المنصة الفرصة لأكثر من مليون عربي من 80 دولة حول العالم تعلم البرمجة عبر خمسة ملايين ساعة دراسة وعمل، و76 ألف ورشة تدريبية، لتشمل المبادرة 100 ألف مشروع تخرُّج ناجح، و1500 منحة للمتفوقين، محدثةً نقلة نوعية في عالم التعلم الرقمي والبرمجة، وسد فجوات الأمية الرقمية لدى الشباب العربي، ممن سيؤثرون بشكل هائل في تقدم مجتمعاتهم، واستعادة المكانة الإنسانية والحضارية الرائدة للعالم العربي. وفي حفل اختتام المبادرة في مايو 2022، تم الاحتفاء بدخول مليون مبرمج عربي إلى عالم الاقتصاد الرقمي، كما تم تكريم الفائز بالمركز الأول بتحدي مليون مبرمج عربي بجائزة قدرها مليون دولار، فيما حصل أصحاب المشروعات الخمسة الأفضل على جوائز بقيمة 50 ألف دولار لكل منهم، وتم تكريم أربعة من أفضل المدرّبين بجائزة قدرها 25 ألف دولار لكل مدرب.
«نوابغ الفضاء العرب»
أعلنت الإمارات في يوليو 2020 عن برنامج «نوابغ الفضاء العرب»، الذي تشرف عليه وكالة الإمارات للفضاء، بهدف احتضان ورعاية نخبة من أصحاب المواهب والكفاءات العلمية من شباب وشابات الوطن العربي لإعدادهم وتدريبهم في مجال علوم الفضاء وتقنياته، للمساهمة بخبراتهم وابتكاراتهم في رفد القطاع الفضائي في المنطقة والاستفادة من الآفاق المهنية والعلمية غير المحدودة لهذا القطاع في المستقبل، وتعزيز توجه مجتمعاتهم وأوطانهم لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار.
ويعد البرنامج الأول من نوعه في المنطقة لإعداد مواهب عربية متمكّنة، علمياً وعملياً، في مختلف تخصصات علوم الفضاء والأبحاث والتقنيات والمهام المرتبطة بها إلى جانب تأهيلهم للانضمام إلى سوق وظائف المستقبل، وإعدادهم لتسلم مواقع متقدمة في قطاع الصناعات الفضائية العربية، وكي يشكلوا من خلال إنجازاتهم وابتكاراتهم العلمية إضافة نوعية للمجتمع العلمي العالمي، بما يسهم في خدمة البشرية.
الترجمة
أطلقت دولة الإمارات أكبر حركة ترجمة علمية على المستوى العربي، للنهوض بالعمل الثقافي العربي وانفتاحه على ثقافات العالم ومعارفه المختلفة. وتأخذ الإمارات على عاتقها مهمة إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدّمه الفكر العالمي من أعمال، عبر ترجمتها إلى «العربية»، إضافة إلى إبراز الوجه الحضاري للأمة عبر ترجمة أبرز الإبداعات العربية إلى لغات العالم. ويعد«تحدي الترجمة» الذي أطلقته الإمارات في سبتمبر 2017، أحد أبرز مبادرات الترجمة التي تهدف إلى توفير محتوى تعليمي شامل ومتكامل في مجالي العلوم والرياضيات، باعتبارهما من أهم روافد التطور الحضاري.
ونجح التحدي في تعريب 5000 فيديو تعليمي، وذلك بواقع 11 مليوناً و207 آلاف كلمة، وبمعدّل 500 فيديو شهرياً، وبإجمالي عدد دقائق يُقدَّر بنحو 50 ألف دقيقة من مونتاج الفيديوهات التي توفر حصصاً تعليمية تتناول مساقات مختلفة ضمن مواد العلوم، وفق خطة تعريب مدروسة تراعي الاحتياجات التعليمية للطلبة العرب في شتّى المراحل الدراسية.
بدورها، تتولى مبادرة «كلمة» منذ عام 2007، مهمة إحياء حركة الترجمة في العالم العربي، ودعم الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي، للمساهمة بدورها في خارطةِ المشهدِ الثقافي الإقليمي والدولي، من أجل تأسيس نهضة علمية ثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية، وقد ترجمت«كلمة» آلاف الكتب من أهم المؤلفات العالمية الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة من مختلف دول العالم إلى اللغة العربية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الحضارة نوابغ العرب فی العالم العربی الشباب العربی الوطن العربی نوابغ العرب فی المنطقة عن فئة
إقرأ أيضاً:
خلافات أمريكا وأوروبا.. هل هي بداية انقسام حضارة الغرب وماذا سيفعل عندها العرب؟
صحيح أنّه لا يمكننا الجزم بأن الغرب يشهد حاليا انقساما حادا قد ينتهي بقطيعة بين أبرز مكوناته، لكننا نستطيع أن نتأكد من خلال قراءة حضارية للسياق السياسي الدولي وما وصل إليه في حاضرنا، ونشاهد عيانا كيف أنّ أوروبا والولايات المتحدة بينهما خلافات عميقة قد تأخذ أبعادا أخرى وتعرف انزلاقات حادة في أيّ وقت، خاصة حينما تقود دولها التيارات اليمينية المتطرفة والدينية المحافظة، وينتج عن حكمها وسياساتها الدولية نوع من السقوط الأخلاقي في تعاملها مع الشعوب الأخرى. لقد حدث ذلك تاريخيا إبان الحقبة الاستعمارية ورأينا كيف تحولت إمبراطوريات لا تغيب عنها الشمس إلى مجرد دول قومية صغيرة المساحة وقليلة السكان، بعد أن عاثت في مستعمراتها ظلما ونهبا لعقود طويلة.
وبتكبير رؤيتنا لهذا المشهد الحضاري سيبدو لنا أكثر وضوحا، ويمكننا عندها قراءته بشكل عام من خلال اللحظة التاريخية التي التقطنا منها صوره، نحن نشاهد بأمّ أعيننا إسرائيل، صنيعة أوروبا وأمريكا والمشكّلة من عرقيات غربية بشكل أساس، تتدثر بـ"السامية" المفترض أنها ميزة شرقية، حتى تحمي وجودها وفكرتها الصهيونية، ونرى كيف أن الولايات المتحدة دعمت جيش الاحتلال بأحدث تكنولوجيا السلاح والذخيرة وتواطأت سياسيا على إبادة شعب تريد اقتلاعه من أرضه.
وداخل هذا المشهد لا تخطئ العين المقارنة بين غزة وأوكرانيا، حيث لا يمكن للعقل الإنساني أن يتجاوزها مهما حاول الدوس على ضميره، ولعل هذا ما جعل أوروبا -بشكل عام- تأخذ مواقف رافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، في مقابل تورّط الولايات المتحدة في سفك دماء الفلسطينيين بمشاركتها المادية إلى جانب جيش الاحتلال الصهيوني، إلى أن جاء ترامب الذي أعطى ظهره لأوكرانيا وحاول التعامل مع غزة بنوع من الوقاحة التي لا تخلو من العقلانية، حيث أنّ عينه كانت على إمكانية الضغط على حماس وترهيبها والأخرى كانت على سلاحها الذي رفضت رفضا قاطعا تسليمه أو التخلي عنه.
"لقد كان ترامب محقّا في كل شيء"؛ عبارة وضعها الرئيس الأمريكي المثير للجدل على قبعة بيسبول حمراء لطالما رافقته ولا تزال، إنها عبارة تختصر عناده واعتداده بتصوراته وقراراته التي لم تشاطره فيها شرائح واسعة من الأمريكان اختارت أن تضع ثقتها في جو بايدن وأن تشكّ في ما سيحققه لها من وعود بدت لها غير قابلة للتصديق، وها هو اليوم ترامب يُذكرها بفداحة خطئها وفظاعة خطيئتها، فهو كان على الدوام على حقّ في كلّ ما حذّر الأمريكان منه (حسب قناعته العمياء طبعا).
وإذ يحاول ترامب كسب شرعية من خلال هذه العبارة يقنع بها الداخل الأمريكي بصوابية تواجهاته الحمائية التي يهدف من خلالها الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي عبر فرض المزيد من الرسومات الجمركية على الاقتصاديات الكبرى في العالم، فهو يسعى إلى فرض هيمنة أمريكا في نسختها الترامبية على العالم، بما فيه أوروبا التي تقاسم أمريكا الحضارة والثقافة والعرق والدين والتاريخ، ولا تفرقهما سوى الجغرافيا.
لقد نحت الولايات المتحدة في عهد ترامب إلى اعتبار مصالحها القومية هي المرجع وهي المصلحة الثابتة، ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية ربما، تتبنى سياسة خارجية مختلفة تجاه حلفائها في أوروبا وكندا، الأمر الذي يطرح إشكالية بداية تصدع الحضارة الغربية.
على صعيد الاقتصاد، خلقت رغبة ترامب الجامحة في تحصيل المزيد من الأموال من خلال فرض رسوم جمركية على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي ردّ فعل مكافئ ومعاكس في الاتجاه لدى الأوروبيين، الذين أصبحوا أكثر تشككا من استمرار علاقات "أخوية متينة" مع الضفة المقابلة للأطلسي، ومن هنا يبدأ الصدع في الاتساع.
وفي الجانب العسكري نجد أنّ ضغوط أمريكا وتنصلها من الاستمرار في حماية الدول الأوروبية دون مقابل يصر ترامب على أن تدفعه إن أرادت بقاء الغطاء العسكري الأمريكي مستقبلا، وكذلك موقفها تجاه أوكرانيا، كل ذلك سيدفع بدول الاتحاد الأوروبي إلى تفعيل استراتيجية الدفاع المشترك، ما قد يفضي إلى تفكك حلف شمال الأطلسي الذي يشكّل أبرز مظهر عسكري يوحّد الحضارة الغربية، بل حتى على مستوى الدول ربما تلجأ كل دولة على حدة إلى وضع خطط وتصورات بشكل منفرد لأمنها القومي.
لقد تضاعف شكّ أوروبا في روسيا بعد أن غزت أوكرانيا وقطعت كل يقين في بوتين تكون قد عوّلت عليه قبلها، وحسمت دول القارة في مسألة إيجاد مصدر طاقوي بديل يُغنيها عن بوتين نهائيا، وأصبح انعدام الثقة في الشرق هو سيد الموقف، واليوم يبدو أنّ الشيء نفسه سيحدث مع الولايات المتحدة التي يقود ترامب علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي نحو حالة من اليقين ببقاء التهديد الأمريكي أو على الأقل عودته في المستقبل إن لم يستمر، ما يعني أنّ القارة العجوز في بحثها الأكيد عن بدائل اقتصادية وعسكرية لأمريكا ستتقوقع على نفسها أكثر من أيّ وقت مضى بعد أن تتجمد العلاقات غرب الأطلسي أيضا.
"متلازمة بوتين" هذه التي يبدو أنّ أوروبا قد أصيبت بها مجدّدا مع الولايات المتحدة بسبب سياسات ترامب، حيث لا تضمن الأيام حتى وإن ذهب أن تأتي برئيس آخر يشبهه في عناده أو ربما يفوقه في عجرفته، ستلقي بظلالها ليس على الجبهة الأطلسية فحسب، بل على العالم أجمع، وستسعى كل دولة إلى حماية اقتصادها ودعم أمنها واستقرارها لوحدها وبشكل ذاتي بعيدا عن الآخرين.
ولا يمكن لهذا المشهد الحضاري أن يكتمل إلا بطرح سؤال حول منطقتنا ربما يجد جوابا عن مصيرها: أين سيكون العرب في هذه الحالة المستعصية والمتأصلة من الأنانية التي ستسيطر على دول العالم؟ وكيف سينظرون إلى اقتصادياتهم وأمنهم القومي؟ هل سيتشرذمون أكثر مما هم عليه اليوم، أم أنّ رياح التغيير الحضاري قد تهبّ مجدّدا لتفرض ترتيبات جديدة على المنطقة؟