تجار التجزئة يسابقون الزمن لتجنب تأخر الشحنات بسبب هجمات البحر الأحمر
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
نيويورك - "رويترز": قال مسؤولون تنفيذيون وخبراء لرويترز إن تجار التجزئة في جميع أنحاء العالم يقومون بتخزين البضائع قبل عطلة العام القمري الجديد في الصين ويبحثون عن بدائل مثل النقل الجوي أو السكك الحديدية للابتعاد عن البحر الأحمر في محاولة لتجنب نفاذ المخزون في الربيع المقبل.
وقال أحد متاجر التجزئة الأوروبية إنه يؤجل الحملات التسويقية لبعض السلع بعينها لحين الحصول على مخزون مناسب.
وتغير شركات تشغيل سفن الحاويات الكبرى مثل ميرسك وهاباج-لويد مسار السفن بعيدا عن قناة السويس، والتي تعد أقصر طريق من آسيا إلى أوروبا، بعد هجمات في البحر الأحمر.
وأثار تغيير المسار مخاوف من حدوث اضطراب طويل الأمد آخر في التجارة العالمية، يماثل تعطل سلاسل الإمداد بعد تفشي جائحة كوفيد-19.
ويضيف الإبحار حول طريق رأس الرجاء الصالح عند الطرف الجنوبي لأفريقيا مليون دولار لتكاليف الوقود ونحو 10 أيام إلى زمن الرحلة.
وتظهر المقابلات مع خمسة من تجار التجزئة الذين يبيعون كل شيء من الأثاث إلى المكونات الميكانيكية ومع المحللين الخطوات غير العادية التي تتخذها الشركات للتكيف مع التطورات.
وتعتمد شركة بي.دي.آي للأثاث ومقرها الولايات المتحدة بشكل أكبر على المصانع في تركيا وفيتنام. كما تطلب من وسطاء الشحن تجنب قناتي بنما والسويس وشحن البضائع عبر المحيط الهادي إلى كاليفورنيا، حيث يمكن نقلها بالسكك الحديدية إلى مستودعاتها على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وقال حنا حجار، نائب رئيس العمليات في بي.دي.آي للأثاث، إن هناك تراجعا في مخزون الشركة من أثاث غرف النوم والأثاث المكتبي الموجود بالفعل على متن السفن.
وقال "لم نتوقع كل هذه التأخيرات الأخيرة"، مضيفا أن الاضطرابات أدت إلى إطالة وقت وصول الرحلات البحرية من فيتنام بحوالي 10 إلى 15 يوما.
وتدرس الشركات التي تنقل البضائع من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة بدائل مثل السكك الحديدية والنقل الجوي، لكن الأسعار المرتفعة تعني أنها يجب أن تكون هناك استراتيجية بشأن تحديد المنتجات ذات الأولوية.
وتهدف الشركة إلى خفض اعتمادها على الصين إلى 40 % من إجمالي الطلبيات على مدار العامين أو الثلاثة أعوام القادمة من 60 % حاليا، وذلك من خلال الاستعانة بمصادر أكثر من فيتنام وتركيا.
وعلى الرغم من أن التجارة بين آسيا وأوروبا هي الأكثر عرضة لاضطرابات قناة السويس، فإن ما يصل إلى 30 % من الشحنات إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة تتحرك عبر القناة.
في 10 فبراير تغلق المصانع في الصين أبوابها لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر بمناسبة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، لذلك تحاول الشركات عادة استيراد وتصدير أكبر قدر ممكن مسبقا.
ولكن مع إعادة توجيه السفن، سيعود عدد أقل من السفن إلى الصين في الوقت المناسب لتحميل البضائع قبل العطلة. وهذا يعني احتمال حدوث تأخيرات في وصول المنتجات المقرر وصولها إلى المحلات في الدول الغربية في أبريل نيسان أو مايو . وأبلغ خبراء اللوجستيات بالفعل عن نقص في الحاويات في ميناء نينغبو في الصين.
وقال روب شو المدير العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة فلوينت كوميرس لبرامج إدارة المخزونات إن "أسوأ ما يمكن أن يحدث لبائعي التجزئة هو تأخير كبير في منتج لن يتمكنوا من تسويقه بسبب طابعه الموسمي".
وقالت شركة ألدي نورد الأوروبية إنها قد تتسلم سلعا مثل السلع المنزلية والألعاب والديكورات في وقت متأخر عما كان مخططا له، ونتيجة لذلك، فإنها تؤجل الإعلان عن منتجات بعينها.
وقالت علامة نكست البريطانية إن التأخيرات يمكن التحكم فيها مقارنة بالتأخيرات التي حدثت أثناء كوفيد-19. واستطاعت العلامة التجارية للبيع بالتجزئة، التي تأتي بمعظم منتجاتها من آسيا، تجنب الأزمة من خلال الطلبيات المبكرة واللجوء للشحن الجوي بشكل أكبر.
وقال سايمون ولفسون الرئيس التنفيذي للشركة لرويترز "الدروس (من كوفيد) بشأن تأخر المخزون هي: اطلبوا مبكرا قليلا واسمحوا بمزيد من الشحن الجوي قليلا".
وأحد الخيارات هو طريق السكك الحديدية من غرب الصين إلى أوروبا الشرقية. وقال كريج بول، المدير الإداري لشركة كاردينال جلوبال لوجيستكس في المملكة المتحدة، إن تكلفة استخدام هذا الطريق قفزت من بين 9000 - 10500 دولار لكل حاوية 40 قدما من نحو 7000 دولار في نوفمبر، وتتزايد يوميا.
وقال ماركو كاستيلي مؤسس شركة آي.سي تريد إن الشركة، التي تستورد المكونات الميكانيكية من الصين إلى إيطاليا، تستكشف خيار السكك الحديدية ولكن "ليس من السهل العثور على المساحة للتعويض عن سفينة واحدة، تحتاج إلى 100 قطار".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السکک الحدیدیة الصین إلى
إقرأ أيضاً:
رداً على ترامب..أوروبا: مستعدون للحرب التجارية
أكد قادة الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، أن التكتل سيكون مستعداً لاتخاذ تدابير مضادة إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية إضافية على السلع الأوروبية، ولكن شددوا على استعدادهم لإجراء محادثات.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الإثنين، قبل قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي في بروكسل: "باعتبارنا منطقة اقتصادية قوية، فإننا قادرون على صياغة شؤوننا الخاصة، ويمكننا أيضاً الرد على سياسة الجمارك بسياسة مماثلة. وعلينا فعل ذلك وسنفعل".وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "أوروبا بوصفها قوة تقف على أرضها، يجب أن تكسب الاحترام وبالتالي الرد"
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق فرض رسوم جمركية على البضائع القادمة من الصين وكندا والمكسيك، كما هدد الاتحاد الأوروبي برسوم مماثلة بسبب الفائض التجاري لدول مثل ألمانيا. حرب ترامب التجارية تهدد الاقتصاد العالمي - موقع 24حذّرت صحيفة فايننشال تايمز من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أطلق شرارة ما قد يتحول إلى حرب تجارية مدمرة، مشيرةً إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها على المكسيك وكندا والصين ستؤدي إلى صدمة اقتصادية فورية، تهدد عقوداً من التكامل الاقتصادي الذي عزّز الازدهار في الولايات المتحدة والعالم. وحسب بيانات المفوضية الأوروبية، وصل حجم التجارة عبر الأطلسي إلى رقم قياسي بلغ 1.2 تريليون يورو (1.23 تريليون دولار) في .2021
وفي 2023، كان للاتحاد الأوروبي فائض بـ 155.8 مليار يورو في تجارة السلع، في حين كان للولايات المتحدة فائض بـ 104 مليار يورو في تجارة الخدمات.
وقال شولتس إن الهدف في نهاية المطاف هو تحقيق التعاون، مضيفاً "من الواضح أن الشرط المسبق للتفاهم هو معرفة نقاط قوتك. أوروبا تستطيع التصرف".
وأكد شولتس أن الجانبين يستفيدان من تبادل السلع والخدمات، وقال: "إذا جعلت سياسة الجمارك هذا الأمر صعباً، فسيكون ذلك سيئاً للولايات المتحدة وسيئاً لأوروبا".
وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن: "لطالما كانت الصراعات التجارية سيئة.. ولكننا لسنا أضعف من الولايات المتحدة. إذا أراد أحد حرباً تجارية فسينالها".
وقال رئيس الوزراء الفنلندي بيتري أربو: "يجب أن نتفاوض مع ترامب.. لن أبدأ حرباً، أريد بدء مفاوضات".