أصدرت لجنة إدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بيانًا مشتركًا يتناول بشكل عاجل الأزمة الإنسانية الحادة التي تؤثر على ما يقرب من أربعة ملايين شخص في المناطق المتضررة من الجفاف في إثيوبيا.

ويسلط البيان الضوء على أن حالات الجفاف المتكررة خلال العام السابق 2023 أثرت بشكل كبير على الإنتاجية الزراعية وإمكانية الوصول إلى الغذاء في مناطق عفار وأمهرة وتيجراي وأوروميا والجنوب والجنوب الغربي، بحسب ما أوردته صحيفة “أديس ستاندرد” الإثيوبية.

 

وأدى الغياب المطول لهطول الأمطار إلى تدمير المحاصيل والماشية، مما أدى إلى تفاقم المستويات المرتفعة بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وعلاوة على ذلك، تصاعدت معدلات سوء التغذية بسبب عدم إمكانية الحصول على الطعام المغذي.

بالإضافة إلى ذلك، أدى الجفاف إلى نقص حاد في المياه للاستخدام البشري والحيواني، مما زاد من خطر الأمراض التي تنقلها المياه ونتيجة لذلك، كان هناك ارتفاع حاد في معدلات الإصابة بالملاريا والحصبة والكوليرا بين المجتمعات التي تعاني من تضاؤل القدرة على الصمود.

وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة وشركاؤها لتعزيز التدخلات الزراعية والأمن الغذائي من خلال عمليات التوزيع العديدة، فإن البيان يعترف بأن هذه التدابير لم تخفف بشكل كامل من آثار الجفاف المتتالي على السكان الضعفاء.

وفي الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2023، تلقى أكثر من 7.3 مليون فرد مساعدات غذائية من الحكومة ومنذ منتصف ديسمبر، قدمت كيانات مثل برنامج الغذاء العالمي وخدمات الإغاثة الكاثوليكية المساعدة إلى 6.5 مليون شخص إضافي في المناطق ذات الأولوية.

ومع ذلك، حذرت لجنة إدارة الكوارث والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من أنه بدون تكثيف عمليات الإغاثة وزيادة دعم المانحين، قد يتفاقم الوضع ويشددون على الحاجة الماسة لتقديم مساعدات فورية إلى ما يقرب من أربعة ملايين شخص يواجهون مستويات "الأزمة" أو "الطوارئ" من انعدام الأمن الغذائي في الأشهر المقبلة.

وفي الشهر السابق، أصدرت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) تحذيرًا خطيرًا بشأن تصاعد انعدام الأمن الغذائي في إثيوبيا.

باعتبارها كيانا رائدا في مراقبة انعدام الأمن الغذائي الحاد، توقعت شبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعة زيادة كبيرة في التحديات، مع تعرض أربعة ملايين شخص لخطر الدخول في ظروف الجوع الطارئة في خمس مناطق بحلول منتصف عام 2024 في غياب التدخل العاجل.

وفي الآونة الأخيرة، أصدرت الإدارة المؤقتة لتيجراي نداء عاجلا للمساعدة، محذرة من كارثة إنسانية وشيكة ناجمة عن الآثار المجمعة للحرب والجفاف وأشار بيان الحكومة المؤقتة إلى أن تيجراي على وشك الدخول في أزمة كبيرة، مما يعيد ذكريات المجاعة المدمرة في 1984/1985 التي أدت إلى وفيات واسعة النطاق.

وأوضح البيان كذلك أن تيجراي تعرضت لتدمير واسع النطاق للبنية التحتية الحيوية وأنظمة الرعاية الصحية بسبب تأثير الحرب وقد أدى ذلك إلى نزوح أكثر من مليون شخص وإفقار ملايين الأشخاص في تيجراي، وحرمانهم من سبل عيشهم.

وتفيد الإدارة المؤقتة أن سنوات الصراع والجفاف قد ألحقت أضرارًا بالغة بالخدمات الأساسية ووسائل العيش. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: برنامج الغذاء العالمي الجفاف في اثيوبيا انعدام الأمن الغذائی

إقرأ أيضاً:

جهاز مستقبل مصر ينفذ مشروعات لاستصلاح 4.5 مليون فدان.. والدلتا الجديدة بداية تحقيق الأمن الغذائي للبلاد

تسعى الدولة، إلى زيادة الإنتاج الزراعي في البلاد عبر التوسع الرأسي لرفع إنتاجية الفدان الواحد أو التوسع الأفقي باستصلاح أراضي جديدة لزيادة المساحة المنزرعة، وذلك بهدف توفير احتياجات السوق المحلي من المحاصيل الأساسية لخفض فاتورة الواردات، ومن الخضروات والفاكهة بأعلى جودة وأسعار مناسبة للتخفيف عن المواطنين، علاوة على تصدير الفائض للخارج مما يسهم في زيادة تدفقات البلاد من النقد الأجنبي وتحقيق استقرار في سعر العملة.

ولتحقيق هذا المستهدف، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، قرارًا بإنشاء جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، يختص بإنشاء مشروعات استصلاح متكاملة تضم أنشطة زراعية وتصنيع غذائي ولوجيستي للتداول والتخزين ومزارع للثروة الحيوانية والداجنة وكذلك تنمية عمرانية، وذلك بهدف خلق مجتمعات اقتصادية إنتاجية تجذب السكان للخروج من وادي النيل الضيق، وتوفر ملايين فرص العمل، مما يسهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر، وأسند لإدارة الجهاز العميد دكتور بهاء الغنام، والذي يمتلك خبرة ورؤية وإصرار لتحقيق أهداف الجهاز وتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية.

وبدأ جهاز مستقبل مصر، العمل منذ اليوم الأول بتنفيذ 7 مشروعات للاستصلاح الزراعي بداية من منطقة الدلتا الجديدة، مرورًا بالمنيا وبني سويف والفيوم، وصولا إلى أسوان والداخلة والعوينات مستهدفًا زراعة 4.5 مليون فدان بحلول عام 2027، ليصبح الجهاز أحد أكبر الكيانات على مستوى العالم العاملة في مجالات وأنشطة التنمية على صعيد مشروعات الزراعة والتصنيع الزراعي والاقتصاد البيئي والمشروعات التكاملية.

 

حقق جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، قصة نجاح في تنمية مشروع الدلتا الجديدة، والذي يعد أكبر مشروع متكامل في مصر لاستصلاح الأراضي بمساحة 2.2 مليون فدان، بداية من توفير مصادر المياه اللازمة للمشروع، بكميات بلغت 17.5 مليون متر مكعب من المياه يوميًا، اللازمة لاستصلاح هذه المساحة الضخمة، عبر تنفيذ الدولة المشروع القومي لتبطين الترع، مما ساهم في توفير مليارات الأمتار من المياه التي كانت تُهدر بطول مجاري الشبكة المائية في كافة أنحاء الجمهورية، إضافة إلى تنفيذ محطة الدلتا الجديدة، بطاقة إنتاجية 7.5 مليون متر مكعب يوميًا، حصلت على العديد من الشهادات العالمية منها شهادة موسوعة جينيس كأكبر محطة معالجة في العالم.

 

ونقلت المياه عبر "نهر نيل جديد" يمتد على مسار مكشوف ومواسير نقل مياه تحت الأرض بأطوال تصل إلى حوالي 500 كم. ويهدف هذا النهر إلى نقل المياه إلى المناطق الصحراوية المستهدفة بمشروع الدلتا الجديدة، مما يساهم في زراعة الأراضي الصحراوية، كما يعمل المشروع على تحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة، ويقلل من آثار التغيرات المناخية، ويخفف من عبء المياه الزائدة في المناطق المجاورة، علاوة على ذلك يمتد مسار نهر النيل الجديد إلى مدن يصلها النهر لأول مرة منها مدينة 6 أكتوبر، وسفنكس الجديدة، والشيخ زايد، و سيمتد ليصل لمناطق أخرى مستقبلا.

 

يحقق نهر النيل الجديد العديد من العوائد الهامة على المستوى الزراعي والاقتصادي، أبرزها المساهمة في تعزيز الإنتاجية الزراعية وتوفير الفرص الاقتصادية الجديدة من خلال الاستثمار في الزراعة والصناعة. كما يساهم في خلق فرص عمل للشباب وتعزز الاستدامة البيئية من خلال الإدارة الجيدة للمياه.

 

وبعد توفير المياه، تم اختيار أفضل المواقع بصحراء مصر الغربية بجوار دلتا النيل القديمة من جهة الغرب، يمتد المشروع ليشمل محافظات البحيرة والجيزة ومطروح، ويقع على امتداد محور الشيخ زايد ومحور تحيا مصر ويمر من خلاله الطريق الدائري الإقليمي، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في الربط بين محافظات الدلتا القديمة ومحافظات الجنوب وكذلك سهولة الوصول إلى الموانئ، كما يبعد المشروع مسافة تقدر بحوالي 30 دقيقة فقط عن مدينة السادس من أكتوبر.

وفقًا لدراسات عديدة أجرتها مكاتب استشارية محلية وعالمية كبرى، أثبتت أن جودة أراضي الدلتا الجديدة أفضل من الدلتا القديمة، والتي استهلكت على مدار العقود الماضية، وتم تصميم المشروع ليضم أراضي زراعية على مساحة 2.2 مليون فدان مزروعة بأفضل الأصناف عالية الجودة من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة وبنجر السكر وغيرها من المحاصيل، مما يؤدي إلى تقليل فاتورة استيراد هذه المحاصيل، وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد، وكذلك من الخضروات والفاكهة لتلبية احتياجات السوق، وتصدير الفائض للخارج، بهدف زيادة الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية، والتي تورد لكل الأسواق حول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والمملكة المتحدة، والصين، ودول عربية وشرق آسيا وأفريقيا أيضًا.

كما يضم مشروع الدلتا الجديدة، 100 صومعة لتخزين الحبوب بسعة 500 ألف طن، وثلاجات لحفظ الأغذية، ومجمعات صناعية للتصنيع الغذائي لتلبية احتياجات السوق، وتصدير الفائض للخارج، وكذلك سوق لوجيستي على مساحة 550 فدان يوفر أكثر من 20 مليون طن سنويًا من تداول الحاصلات الزراعية، ليصبح أكبر سوق لوجستي في الشرق الأوسط.

ويسهم مشروع الدلتا الجديدة في تحقيق العديد من العوائد الاقتصادية والبيئية الهامة. إذ يعزز الإنتاج الزراعي المحلي، ويعمل على زيادة المساحة المنزرعة بنسبة تصل إلى 23% من المساحة الزراعية الحالية في مصر، وهو ما يعادل تقريبًا زيادة ربع المساحة الزراعية في البلاد. كما يساهم المشروع في تحسين الإنتاج المحلي من المحاصيل الاستراتيجية

يمثل مشروع الدلتا الجديدة خطوة كبيرة نحو تحقيق التنمية المستدامة في مصر، من خلال الابتكار الزراعي واستخدام تقنيات حديثة في الري ومعالجة المياه. هذا المشروع لا يعزز فقط قدرة مصر على مواجهة تحديات الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل، بل يسهم أيضًا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والبيئي على المدى الطويل.

مقالات مشابهة

  • جهاز مستقبل مصر ينفذ مشروعات لاستصلاح 4.5 مليون فدان.. والدلتا الجديدة بداية تحقيق الأمن الغذائي للبلاد
  • أميركا تقدم للأمم المتحدة مشروع قرار بشأن أزمة أوكرانيا
  • الأمم المتحدة تحذر من أزمة الخبز في سوريا
  • الأمم المتحدة: أزمة خبز خانقة تهدد سوريا
  • إسرائيل تهدد.. رفات «شيري بيباس» يضع اتفاق وقف إطلاق النار على حافة الهاوية «فيديو»
  • أوروبا تخشى صفقة غير متوازنة في مفاوضات أوكرانيا.. هل يدفع ترامب القارة إلى حافة الهاوية؟
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية: أزمة البحر الأحمر لا يمكن السيطرة عليها
  • 5 ملايين شخص يعانون الجفاف فى موزمبيق
  • “الهجرة الدولية”: 6514 أسرة سودانية نزحت من القطينة بالنيل الأبيض في جنوب البلاد “بسبب انعدام الأمن”