كشف موقع بوليتيكو الأمريكي أن رئيس الوزراء العراقي طلب من المسؤولين الأمريكيين بشكل سري التفاوض بشأن إبقاء القوات الأمريكية في البلاد رغم إعلانه مؤخرا أنه سيبدأ في عملية إخراجهم.

وقال كبار مستشاري رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لمسؤولين أمريكيين إن إعلانه كان "محاولة لإرضاء الجماهير السياسية المحلية"، وأن السوداني نفسه "ظل ملتزمًا" بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي لقوات التحالف في العراق، وفقًا لبرقية من وزارة الخارجية الأمريكية حصل عليها بوليتيكو.

وأدى قصف أمريكي يوم 4 يناير/كانون الثاني الجاري ردا على الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا إلى مقتل المسلح المعروف باسم أبو التقوى، زعيم حركة النجباء، وهي ميليشيا مدعومة من إيران. وسرعان ما طالبت الجماعات المتحالفة مع إيران في العراق الحكومة بطرد القوات الأمريكية ردا على ذلك.

وأعلن مكتب السوداني الجمعة أن حكومته تشكل لجنة ثنائية لإنهاء وجود القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة.

وبحسب الموقع، فإن استعداد العراق لإبقاء القوات الأمريكية في البلاد يعد أمرًا بالغ الأهمية لإدارة جو بايدن. وترى الولايات المتحدة أن وجودها في العراق مهم ليس فقط لمنع عودة تنظيم داعش ولكن أيضًا لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

كما أن أي قرار يتخذه السوداني بطرد القوات الأمريكية من البلاد يمكن أن يقوض أيضًا جهود الإدارة لمنع اتساع نطاق الحرب في غزة.

وبينما تلقى المسؤولون الأمريكيون وعودا بأن العراق على استعداد لمناقشة إبقاء القوات الأمريكية في البلاد، فمن المحتمل أن تجبره المكائد السياسية داخل البرلمان العراقي على اتخاذ خطوات لطرد القوات الأمريكية.

وقال البنتاجون إنه ليس لديه خطط لسحب قواته من العراق، ولم يكن على علم بأي إخطار من الحكومة العراقية بالقيام بذلك.

وقال المتحدث باسم البنتاجون، للصحفيين الإثنين الميجور جنرال بات رايدر، : "نحن هناك بدعوة من الحكومة العراقية، لست على علم بأي إخطارات من الحكومة العراقية لوزارة الدفاع".

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة العراقية أنها ستطرد القوات الأمريكية.

ففي يناير/كانون الثاني 2020، ردًا على قتل الجيش الأمريكي للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، صوت البرلمان العراقي على قرار لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ هذا.

ولطالما أكد البنتاجون أن القوات الأمريكية موجودة في العراق لغرض وحيد هو ضمان عدم عودة داعش، وأن لديهم علاقة وثيقة مع قوات الأمن العراقية.

وفي نهاية عام 2021، أعلنت الحكومتان عن خطة التحول إلى دور استشاري بحت، مما يمثل النهاية الرسمية للمهمة القتالية للجيش الأمريكي في البلاد.

وكانت هذه في الغالب لفتة رمزية، فلا يزال للولايات المتحدة ما يقرب من 2500 جندي في العراق، إلى جانب 900 جندي في سوريا، يركزون على محاربة داعش.

ومع ذلك، فإن العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق تتعرض لضغوط متزايدة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة، أطلقت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا طائرات بدون طيار وصواريخ ضد القوات الأمريكية هناك أكثر من 120 مرة.

وأصيب ثلاثة أمريكيين، أحدهم في حالة خطيرة، في هجوم بطائرة بدون طيار أول أيام العام الجديد في العراق. وأعلنت ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران مسؤوليتها عن الهجوم.

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العراق إيران أمريكا القوات الأمریکیة فی الحکومة العراقیة فی البلاد فی العراق

إقرأ أيضاً:

ردود أفعال سياسية وشعبية رافضة لاتهامات أمريكية للقوات العراقية

بغداد اليوم - بغداد

أكد الخبير الأمني أحمد التميمي، اليوم الأحد (9 شباط 2025)، أن هناك ثلاثة أسباب وراء جمع تواقيع من قبل نواب الكونغرس للضغط على بغداد حيال منظمة بدر.

وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "منظمة بدر هي تنظيم سياسي نشأ منذ أكثر من نصف قرن، وكان من أوائل المشاركين في العملية السياسية بعد 2003، ودور قياداته في دعم العملية السياسية وصولًا إلى أحداث حزيران 2014، حيث شاركوا بشكل فعال في دعم عمليات تحرير المدن".

وأضاف، أن "الاتهامات التي توجه لقيادات المنظمة من قبل بعض أعضاء الكونغرس ليست وليدة اللحظة، بل هي قضايا قديمة برزت منذ سنوات طويلة، لكن يبدو أن هناك حشدًا سياسيًا داخل مجلس النواب في الآونة الأخيرة، نتيجة لثلاثة أسباب رئيسية، أولها أن هؤلاء النواب موالون للكيان المحتل، وبالتالي أي تيار سياسي يرفض وجود الاحتلال سيواجه هذا التحشيد".

وأشار التميمي إلى أن "الأمر لن يتوقف عند منظمة بدر، بل سيشمل العديد من القوى السياسية الشيعية، حيث أن الحديث عن اختراق ايران لتشكيلات وقيادات أمنية تحت تأثير بدر، يحتاج إلى أدلة وبراهين، ولا يمكن لبغداد أن تتفاعل مع هذه الظنون والاتهامات، خاصة أن القرار الأمني في العراق مستقل، وبغداد هي من تملك صلاحية اختيار القيادات وعزلها".

وتابع، أن "ما يقوم به النواب جزء من مشهد إقليمي يقوده البيت الأبيض لصالح الكيان المحتل، خاصة أن ما يطرحه ترامب مؤخرًا يمثل محاولة لرسم وجه جديد للشرق الأوسط، عبر دعوة لتهجير سكان غزة، ونقل القوات الأمريكية إلى هناك، إضافة إلى الضغط على الدول الخليجية لتخفيف استثماراتها".

وأكد التميمي أن "هذه الدعوات ما هي إلا محاولة لفرض عقوبات اقتصادية أو لمنع بعض القوى من المشاركة في المسار السياسي، ولكن هذا الأمر لن يتحقق، خصوصًا أن أمريكا تطرح العديد من القضايا في المشهد العام، لكن ما ينفذ منها قليل، خاصة مع وجود رغبة دولية لمواجهة سياساتها التي تحاول فرض أجندتها على حساب سيادة الدول".

وأشار إلى أن "السياسات الأمريكية تشكل إحراجًا على الأنظمة المتحالفة معها أمام شعوب تلك الدول".

من ناحيتها، ردت لجنة الامن والدفاع البرلمانية، على اتهامات أمريكية للقوات العراقية بانها مخترقة من ايران.

وقال عضو اللجنة علي البنداوي، لـ"بغداد اليوم"، الأحد (9 شباط 2025)، إن "الاتهام الأمريكي للقوات العراقية أمر مرفوض وغير مقبول، وهذه الاتهامات باطلة وغير صحيحة، والقوات العراقية بكل صنوفها قوات عراقية تعمل تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة وهي غير مخترقة من قبل أي جهة اجنبية".

وأضاف، أن "هناك من يريد النيل من سمعة القوات العراقية بعد ما حققته من انتصارات كبيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي، ومازالت تحافظ على هذا النصر عبر ملاحقة كل الخلايا الإرهابية، ولهذا هناك من يريد الإساءة لها من خلال بث هكذا أكاذيب، لكن القوات العراقية ستبقى جاهز لردع أي عدوان داخلي وخارجي ضد العراق والعراقيين، ولا تتأثر بهكذا ادعاءات كاذبة وباطلة".

مقالات مشابهة

  • باحث: القوات العراقية تستهدف الخلايا النائمة لعصابات داعش في الأنبار وكركوك
  • باحث: القوات العراقية تستهدف خلايا نائمة لداعش في الأنبار وكركوك
  • ردود أفعال سياسية وشعبية رافضة لاتهامات أمريكية للقوات العراقية
  • تغيير المعادلة.. ما تداعيات عقوبات ترامب ضد إيران على العراق؟
  • الداخلية:الحدود العراقية السورية مؤمنة 100%
  • إيران ترفض التفاوض تحت الضغوط الأمريكية.. ومعارضون يتظاهرون في باريس
  • بين ناطحات السحاب والتراثي.. هل يغيّر البناء العمودي هوية السكن العراقي؟
  • معضلة ربط بغداد بطهران: العقوبات الأمريكية ستفتك بالعراق قبل إيران
  • معضلة ربط بغداد بطهران: العقوبات الأمريكية ستفتك بالعراق قبل إيران - عاجل
  • إيران تؤكد استمرار تصدير الغاز إلى العراق رغم العقوبات الأمريكية