هل سنحلق بطائرات تعمل بالبراز في المستقبل القريب؟
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في السباق لصناعة وقود الطائرات البديل والمستدام، أصبحت بعض الشركات أكثر ابداعًا. وسمعنا عن الطائرات التي تعمل بزيت الطهي، ولكن ماذا عن وقود الطائرات المصنوع بالكامل من البراز البشري؟
وقد ابتكرت شركة "Firefly Green Fuels"، وهي شركة طيران مقرها غلوسترشير بالمملكة المتحدة، هذا الأمر بالتحديد.
وبينما لا يُعَد وقود الطيران المستدام (SAF) جديدًا، إلا أنّ فكرة استخدام مياه الصرف الصحي، وهي نفايات متوفرة لا يمكن تجنبها، تُعتَبَر جديدة.
هل يمكن أن يكون هذا مستقبل السفر الجوي حقًا؟
وحتى الآن، شكّلت مياه الصرف الصحي موردًا غير مستغل عندما يتعلق الأمر بوقود الطيران المستدام، ولكن رأى الرئيس التنفيذي لشركة "Firefly"، جيمس هايجيت، أنّها فرصة ضائعة.
وشرح هايجيت لـCNN: "هناك الكثير منها، وهي موجودة بكل مكان في العالم، وليس هناك حقًا أي استخدام جيّد لها حاليًا، ما يجعلها مادة ذات قيمة منخفضة للغاية".
وتُعد الشركة امتدادًا لـ"Green Fuels"، والتي عملت على تطوير أنواع وقود منخفضة الكربون منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21.
معالجة البرازولتحويل النفايات البشرية إلى وقود صالح للاستخدام، تستخدم شركة "Firefly" طريقة تُدعى التسييل الحراري المائي، وهي مفيدة للنفايات الرطبة.
ومن خلال الدمج بين الضغط العالي والحرارة، تحول العملية مياه الصرف الصحي إلى فحم حيوي غني بالكربون (مسحوق يمكن استخدامه كسماد للمحاصيل)، ونفط خام.
وحتّى الآن، كان الإنتاج على نطاقٍ صغير في مختبر.
ولكن النتائج المبكرة واعدة، إذ وجد تحليل مستقل أجراه باحثون بجامعات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أنّ المادة الناتجة مطابقة تقريبًا لوقود الطائرات الأحفوري النموذجي.
ووفقاً لتحليل دورة الحياة أجرته جامعة "كرانفيلد" في المملكة المتحدة، تتمتّع المادة ببصمة كربونية أقل بنسبة 90% مقارنةً بوقود الطائرات النموذجي.
وتتطلع "Firefly" إلى زيادة الإنتاج في الأعوام القادمة، وتتوقع تقديم طلب هذا العام لإجراء عملية تأهيل الوقود لدى هيئة "ASTM International" للمعايير.
وبعد ذلك، ستبدأ الشركة في بناء منشأة معالجة في المملكة المتحدة يأمل هايجيت أن تكون جاهزة للعمل قبل عام 2030، وقادرة على التعامل مع 100 ألف طن من النفط الخام الحيوي سنويًا، أو إنتاج نحو 40 مليون لتر من وقود الطيران المستدام.
ذكر هايجيت أنه لوضع ذلك في الاعتبار، تكفي تلك الكمية لـ800 رحلة جوية من العاصمة البريطانية لندن إلى مدينة نيويورك الأمريكية،.
وأضاف أنّ هذا الوقود سيكون أكثر تكلفة من الكيروسين التقليدي الذي تستخدمه الطائرات، وأرخص من أنواع الوقود الحيوي الأخرى من ناحية الإنتاج.
ومن المفترض أن يكون الحصول على مياه الصرف الصحي سهلاً، بحسب ما ذكره هايجيت، مضيفًا أنّ "Firefly" تجري بالفعل محادثات مع عدد من شركات مرافق المياه في المملكة المتحدة، ولكنه يعترف أنّ تمويل مرافق المعالجة قد يشكل تحديًا.
ومع ذلك، تُعد كمية مياه الصرف الصحي أمرًا لا يمكن زيادته.
ويقدّر هايجيت أنّه في حال استخدام جميع نفايات الصرف الصحي القابلة للاستخدام في المملكة المتحدة لصنع وقود الطائرات، فهي ستلبي 5% فقط من حاجة المملكة المتحدة لوقود الطائرات.
ولذلك، يجب استخدامه جنبًا إلى جنب مع المواد الأولية الأخرى لوقود الطيران المستدام، مثل زيت بذور اللفت.
مصدر لا يمكن الاستهانة بهورُغم محدوديته، من المرجّح أن يلعب الوقود الحيوي دورًا كبيرًا في مستقبل الطيران.
وأقلعت أول رحلة جوية تجارية عبر المحيط الأطلسي تعمل على وقود الطيران المستدام بنسبة مئة بالمئة، والمصنوع من نفايات زيوت الطهي، والدهون الحيوانية، من لندن إلى نيويورك في نوفمبر/تشرين الثاني.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة وقود الطیران المستدام فی المملکة المتحدة میاه الصرف الصحی وقود الطائرات
إقرأ أيضاً:
“الطيران المدني” تصدر أول لائحة وطنية بشأن ترخيص مقدمي خدمات الملاحة الجوية للطائرات بدون طيار
أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة أول لائحة وطنية في منطقة الشرق الأوسط بشأن ترخيص مقدمي خدمات الملاحة الجوية للطائرات بدون طيار (CAR Airspace Part Uspace) .
وقال بيان صحفي صادر اليوم إن هذه الخطوة تأتي دعماً للجهود المستمرة في تمكين البنية التحتية والتنظيمية لعمليات الطائرات بدون طيار، والتي تُعد من القطاعات الناشئة وسريعة النمو في مجال النقل الجوي خلال المرحلة القادمة.
وتحدد هذه اللائحة المعايير والمتطلبات التشغيلية للجهات الراغبة في تقديم خدمات الملاحة الجوية للطائرات بدون طيار ضمن المجال الجوي للدولة، مع ضمان بيئة تنظيمية تدعم التشغيل الفعّال والآمن.
وتتميز اللائحة الجديدة بشموليتها، إذ تغطي جميع جوانب ترخيص مزودي خدمات الملاحة الجوية للطائرات بدون طيار، بما في ذلك التعاقدات، والتدريب، والجودة، والسلامة، والتخطيط المستقبلي، والتدقيق، والترخيص.
ويهدف ذلك إلى ضمان التكامل السلس بين عمليات الطائرات بدون طيار والطيران التجاري القائم في الدولة، من خلال اعتماد جهات مرخصة تقدم خدمات الملاحة الجوية لهذه الطائرات بفعالية وكفاءة.
وقال سعادة سيف محمد السويدي المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني: إن إصدار أول لائحة وطنية لترخيص مقدمي خدمات الملاحة الجوية للطائرات بدون طيار يعد خطوة محورية لمواكبة التطورات المتسارعة والاستثمارات العالمية المستدامة في هذا المجال، حيث أن هذه اللائحة لا تمثل مجرد إطار تنظيمي، بل تعكس إلتزامًا راسخًا بضمان أعلى معايير السلامة وتعزيز الابتكار في مجالنا الجوي، بما يتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة، ومع التوقعات بتضاعف عمليات الطائرات بدون طيار خلال السنوات المقبلة، ستوفر هذه البيئة التنظيمية نموذجًا متكاملًا واستباقيًا يعزز التكامل مع الطيران التجاري، ويدعم ريادة بلادنا في قطاع الطيران العالمي.
من جهته قال عقيل أحمد الزرعوني، مساعد المدير العام لقطاع شؤون سلامة الطيران: تمثل هذه اللائحة حجر أساس في استراتيجيتنا لدمج التقنيات المتقدمة للطائرات بدون طيار في المجال الجوي بشكل آمن من خلال وضع معايير واضحة للترخيص، تضمن بأن جميع المزودين يعملون بأعلى مستويات السلامة والاحترافية، ولن تدعم هذه المبادرة نمو صناعة الطائرات بدون طيار فحسب، بل ستعزز أيضًا السلامة والكفاءة العامة للمجال الجوي الوطني، مما يجعل دولة الإمارات معيارًا إقليميًا للممارسات المبتكرة والمسؤولة في مجال الطيران.
ووفق الهيئة فقد أصبح التطور السريع والمنتشر لاستخدام الطائرات بدون طيار ضرورة تستوجب وضع أساليب ولوائح تنظيمية جديدة، إذ يتسارع الطلب على استخدام المجال الجوي للطائرات بدون طيار، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد العمليات التشغيلية في الدولة خلال السنوات القادمة، مدفوعًا بالتطور التقني المستمر.وام